رياضة

معاركة الرجال "ميّزتني وجعلتني قوية وأنا أحبّ التحدي"

أولمبياد باريس-تايكوندو: السعودية أبو طالب تحلم بالذهب

لاعبة التايكوندو السعودية دنيا ابو طالب أثناء مشاركتها في معسكر تدريبي في مدينة أبها في جنوب غرب المملكة في 9 حزيران (يونيو) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أبها (السعودية): بدأت السعودية دنيا أبو طالب ممارسة التايكوندو مع الصبيان في ظلّ عدم السماح للنساء بممارسة الرياضة آنذاك، لكنّ بطلة آسيا وأوّل سعودية على الإطلاق تتأهل للأولمبياد عبر التصفيات تحلم راهناً بالحصول على ذهبية أولمبية في باريس.

وإذا حقّقت الفتاة المحجّبة السمراء هدفها، ستكون أوّل رياضية سعودية تحرز ميدالية على الإطلاق في الاولمبياد، بل ستبصم على الذهبية الأولى لبلادها.

تبدأ مشوارها في وزن 49 كلغ الأربعاء أمام الاسرائيلية أبيشاغ سيمبيرغ حاملة برونزية طوكيو صيف 2021.

لكنّ مشوار الفتاة صاحبة الابتسامة الواسعة التي تحظى حالياً بدعم واهتمام حكومي كبيرين وتنتشر صورها على اللافتات في الشوارع، بدأ مع الصبيان، في ظلّ عدم السماح للسعوديات بممارسة الرياضة حتى سنوات قليلة مضت.

وقالت ابنة السابعة والعشرين لوكالة فرانس برس بعد أن انتهت من حصة تدريبية مسائية في أبها في جنوب غرب المملكة "بدأت التايكوندو حين كنت في الثامنة من عمري ولم يكن هناك دعم مثل الآن".

واسترجعت البدايات الصعبة بابتسامة كبيرة "كنت دائماً العب مع الصبيان في مركز أولاد أصلاً دون بنات. كنت ألبس ايسكاب (غطاء للرأس) لأغطي شعري حتى لا أظهر انني بنت".

وقالت الفتاة المتحدّرة من مدينة جدّة الساحلية بتحدٍ إنّ معاركة الرجال "ميّزتني وجعلتني قوية. أنا أحبّ التحدي".

انطلقت اللاعبة الحائزة على إجازة في الحقوق والتي لم تمارس مهنة المحاماة بعد، لتحصد أوّل ذهبية على الإطلاق للاعبات السعوديات في البطولة العربية في الإمارات في شباط (فبراير) 2020.

ورغم إخفاقها في التأهل لأولمبياد طوكيو صيف 2021، تمكّنت من تحقيق برونزية وزن 53 كلغ في بطولة آسيا 2022، وبرونزية وزن 49 كلغ ببطولة العالم في المكسيك في العام ذاته.

وفي آذار (مارس) الفائت، باتت أبو طالب أوّل سعودية على الإطلاق تتأهل للأولمبياد عبر التصفيات، قبل أنّ تتوج بذهبية بطولة آسيا 2024، الأولى للتايكوندو السعودي على الإطلاق. نتائج سمحت لها بالصعود إلى المركز الرابع عالمياً في وزن 53 كلغ.

وقرب لافتة كبير تحمل صورتها داخل صالة التايكوندو في أبها، قالت أبو طالب "منذ البداية كنت أحلم بأنّ أكون بطلة للعالم وأشارك في الاولمبياد وأفوز بالذهب".

تاريخياً، اكتفى الرياضيون السعوديون بأربع ميداليات أولمبية: فضيتان وبرونزيتان، وكلّهم للرجال.

"قاتل أو مقتول"
والسعودية طامحة أن تصبح قوّة رياضية عالمية، فاستقطبت نجوم كرة قدم عالميين يتقدّمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار. وهي الوحيدة المرشحة لاستضافة مونديال 2034 لكرة القدم، مع استضافتها كأس آسيا 2027 ودورة الألعاب الآسيوية 2034. كما تعد استضافة الأولمبياد "مبتغاها"، على ما أفاد وزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي آل سعود فرانس برس في 2022.

ورغم ممارستها لعبة فردية غير شعبية، نالت أبو طالب اهتماماً حكومياً كبيراً يتوافق مع الاهتمام بالنساء أخيراً في المملكة.

إذ استقطبت السعودية المدرّب الروسي قربان بوغداييف، الذي قاد التونسي محمد الجندوبي لفضية أولمبياد طوكيو، للإشراف عليها منذ نهاية 2021.

وأفاد بوغداييف فرانس برس "المرّة الأولى التي رأيت فيها دنيا كان مستواها منخفضًا ولكني رأيتها متحمّسة للنمو وتحقيق إنجاز"، وبالطبع لم يكن يتوقع حينها تأهلها للأولمبياد.

وأشاد بأنها "تتدرّب بقوّة وتؤمن بنفسها دائمًا وتثق بما يمكنها فعله".

وبداية حزيران (يونيو)، نظّم الاتحاد السعودي للتايكوندو دورة تدريبية في أبها استمرت 10 أيام وضمّت 24 لاعباً من 6 دول بينهم لاعبان تأهلا للأولمبياد من الغابون وفلسطين.

ولنحو ساعتين أدّت أبو طالب تدريبات للياقة وأخرى قتالية، مرتدية خوذة رأس زرقاء ووسادة ركل متفادية برشاقة لافتة ضربات لاعبة روسية وأخرى من أوزبكستان.

وقال رئيس اتحاد التايكوندو السعودي شداد العمري إنّ "إعداد بطل أولمبي يحتاج سنوات طويلة وهو مشروع دولة"، مشيراً إلى أنّ ابو طالب تطوّرت خلال فترة قصيرة من "لاعبة غير مصنّفة للاعبة قرب قمة التصنيف".

وبالنسبة لمدرّبها الروسي فإنّ أهم شيء قبل الأولمبياد هو "إعداد الصحة الذهنية والنفسية والسيطرة على الضغوطات"، مشيداً بـ"القوّة الذهنية" للاعبته.

وتدرك أبو طالب تماما هذه الضغوطات لكنها تصمّم "أنا مرتاحة" و"كل تركيزي في التدريب".

وقالت "كأوّل امرأة سعودية تتأهل للأولمبياد وصلت لمرحلة قاتل أو مقتول. وصلت إلى مكان يجب أن احقق فيه إنجازاً".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف