رياضة

الجزائرية في قلب العاصفة وصراع الهوية الجنسية "روسي - غربي"

إيمان خليف تفوز بالذهبية في زمن "ضبابية الهوية الجنسية"

إيمان خليف على الأعناق بعد الفوز بذهبية الملاكمة في أولمبياد باريس
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من باريس: بعد جدل عالمي كبير يتعلق بهويتها الجنسية الغامضة "هل هي ذكر أم أنثى"، وهو جدل جعلها الإسم الأكثر شهرة عالمياً وأولمبياً خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، فازت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بميدالية ذهبية الجمعة في أولمبياد باريس.

خليف على الصينية يانغ ليو في نهائي فئة وزن الوسط للسيدات للملاكمة، لتختتم أفضل سلسلة من النزالات في مسيرتها في الملاكمة بانتصار في رولان غاروس، حيث هتفت الجماهير باسمها ولوحت بالأعلام الجزائرية وهتفت في كل مرة تفوز فيها. هبطت لكمة.

وبعد فوزها بالإجماع، قفزت خليف بين أحضان مدربيها، ووضعها أحدهم على كتفيه وحملها حول الملعب في حضن النصر بينما كانت تضرب بقبضتيها وتلتقط العلم الجزائري من أحد الجماهير.

وقد احتضن هؤلاء المشجعون المبتهجون خليف طوال مسيرتها في باريس حتى عندما واجهت التدقيق من زعماء العالم وكبار المشاهير وغيرهم ممن شككوا في أهليتها أو زعموا أنها رجل.

مما تسبب في انقسام أكبر حول المواقف المتغيرة تجاه الهوية الجنسية واللوائح الرياضية.

قالت خليف في نهاية الأسبوع الماضي إن موجة التدقيق البغيض التي تلقتها "تضر بالكرامة الإنسانية"، ودعت إلى وضع حد للتنمر على الرياضيين.

وقالت أيضا إن الميدالية الذهبية ستكون أفضل رد على رد الفعل العنيف ضدها.

وينبع ذلك من قرار الاتحاد الدولي للملاكمة الذي تهيمن عليه روسيا باستبعاد خليف وزميله الأولمبي مرتين من تايوان لي يو تينغ من بطولة العالم العام الماضي، بدعوى أنهما فشلا في اختبار الأهلية الغامض للمنافسة النسائية.

ووصفت اللجنة الأولمبية الدولية الاختبارات الجنسية التعسفية التي فرضتها الهيئة الإدارية للرياضة على الملاكمين بأنها معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه .

وبرزت إيمان كبطلة بعد مسيرة مضطربة في الألعاب حيث تعرضت لتدقيق مكثف في الأولمبياد وإساءات عبر الإنترنت من جميع أنحاء العالم بسبب مفاهيم خاطئة حولها أهليتها الجنسية، وهل هي ذكر أم أنثى.

صراع "الاتحاد الدولي" و"اللجنة الأولمبية"
وفي الوقت الذي ساندتها اللجنة الأولمبية الدولية لتكمل مسيرتها وصولاً لمنصة التتويج بالذهبية، فقد شكك الاتحاد الدولي للملاكمة في هويتها الجنسية، وشدد على أنه منعها من المشاركة في بطولة العالم نظراً لارتفاع نسبة هرمونات الذكورة لديها، كما اشتكت لاعبات منافسات من القوة المفرطة لإيمان خليف.

"ضبابية" وجدل الهوية الجنسية
أصبحت إيمان خليف بطلة تحمل ميدالية ذهبية في زمن "نسبية وضبابية" الهوية الجنسية، فالأمر يحمل صراعات كبيرة قد لا يعلمها البعض بين تيارات سياسية وفكرية في العالم أجمع.

خاصة أن روسيا مثلاً تهيمن على الاتحاد الدولي للملاكمة بزعامة عمر كريمليف، وتوجهات روسيا معروفة في القضايا التي تتعلق بالهوية الجنسية، فهي مباشرة وصريحة ولا تميل إلى التلاعب أو الضبابية فيما يخص جنس الرياضي أو الرياضية.

فيما يسيطر الغرب بقيادة الألماني توماس باخ على اللجنة الأولمبية الدولية، ومن ثم هناك توجه آخر يفتح المجال لضبابية الهوية الجنسية، ومن هنا أصبحت بطلة الجزائر في قلب عاصفة الجدل.

مشاركة وفوز إيمان يقضي على الملاكمة النسائية
كما شن الروسي عمر كريمليف، رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة، هجوما حادا على اللجنة الأولمبية الدولية قبل أيام، بسبب سماحها للملاكمة الجزائرية إيمان خليف بالمشاركة في الألعاب الأولمبية بباريس.

وكان الاتحاد الدولي للملاكمة، قد أقصى خليف من بطولة العالم في العام الماضي، بحجة ارتفاع معدلات هرمون تستوستيرون لديها.

وقال كريمليف، خلال مؤتمر صحفي: "السماح لخليف بالمشاركة في البطولة يمثل نهاية الملاكمة النسائية، ويكرس مفهوم عدم المساواة.. وهذه الأشياء حدثت خلال تواجد السيد توماس باخ على رأس اللجنة الأولمبية الدولية".

وأضاف: "الاتحاد الدولي للملاكمة سيحرص دائما على حماية الرياضيين.. لست خائفا، وسأدافع دائما عن نسائنا وأحميهن".

وأردف المسؤول الروسي: "يجب على النساء المشاركة بطريقة وقائية كالرجال، يجب علينا إصلاح المنظومة، نزولا على رغبة الرياضيين الذين طالبوا بهذا الأمر.. وأعتقد أن الاتحاد الدولي لو حصل على شرف تنظيم مسابقة الملاكمة في باريس، لما حدث هذا الجدل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف