"المسميات الدينية" لا تفرق بين إسرائيل وإيران
لماذا أطلقت تل أبيب على ضربتها لطهران "أيام التوبة"؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من بيروت: "يا علي" و "الرضوان" و "عاشوراء" هي أسماء صواريخ إيرانية، كما أن العملية التي قامت بها طهران حينما ضربت تل أبيب مؤخراً أطلقت عليها "الوعد الصادق"، وهي مسميات دينية يتم توظيفها في أيديولوجيا إيران السياسية، وتطلعاتها للسيطرة على المنطقة، وطموحها في أن تكون لاعباً رئيسياً على الأقل.
ولكن ما قد يثير دهشة البعض أن إسرائيل لا تختلف كثيراً عن إيران في هذا الجانب، على الرغم من أن الرموز الفكرية والطبقات السياسية في إسرائيل يحرصون على نفي البعد الديني، ويقولون دائماً إن إسرائيل كيان مدني ديموقراطي يعيش في منطقة لا تعرف هذه المفاهيم.
وبالأمس (فجر السبت) شن الجيش الإسرائيلي ضربات ضد إيران على عدة موجات تحت اسم "أيام التوبة"، وهو مسمى ديني، فما السر وراء اختيار هذا الاسم ؟
تشير عبارة "أيام التوبة" إلى الأيام العشرة بين رأس السنة ويوم الغفران في اليهودية، والمعروفة باسم أيام التوبة العشرة، وخلال هذه الفترة، يجب على الناس التأمل في أفعالهم، وتصحيح الأخطاء التي اقترفوها، والعودة إلى مسار الاستقامة، مما يقود إلى يوم الغفران، يوم الكفارة، وفقا لصحيفة "جيروازليم بوست".
ويجسد المصطلح العبري "تشوفا"، الذي يعني "العودة"، فكرة التجديد الروحي وتحسين الذات، وفي التقاليد اليهودية، تعتبر هذه الأيام فرصة عندما تكون "أبواب السماء" مفتوحة، مما يسمح للأفراد بالسعي إلى المغفرة والتوافق مع القيم الدينية العليا.
ومن خلال تسمية العملية بهذا التاريخ، تؤكد إسرائيل على أهمية المساءلة والالتزام بالحماية الوطنية، مما يجعل مسمى العملية ضد طهران يحمل مزيجاً من الابعاد الدينية والوطنية والعسكرية بالطبع
الضربة بمثابة رسالة ما بعد الأعياد اليهودية، واختيار إسرائيل لتجنب المواقع النووية والنفطية، والتركيز بدلاً من ذلك على الأهداف العسكرية، يشير إلى ضبط النفس مع التأكيد على قدرتها على الاستجابة بشكل حاسم، ومقدرتها على ضرب أهداف أكثر أهمية وخطورة، ولكنها تتجنب التصعيد.
وينسجم اختيار الاسم بين الاستجابة العسكرية الإسرائيلية والتزامها بالدفاع عن النفس، مما يعزز العزم على مواجهة أي تهديد ضد مواطنيها، وفق المصدر نفسه.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية ضد البنية التحتية العسكرية الإيرانية الرئيسية، مع التركيز على منشآت تصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار، وقاذفات الصواريخ الباليستية، ومكونات الدفاع الجوي الأساسية، وفقاً لمصادر إسرائيلية وأميركية
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم تضمن ثلاث موجات من القصف، استهدفت الأولى منها منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وشملت 20 موقعا في عدة مدن، وهو ما نفته طهران.
وكشفت صحيفة معاريف العبرية، أن 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم، وعادت جميعها بسلام، وبلا مقاومة من الدفاعات الجوية الإيرانية.