رياضة

الادعاء يعرض صورًا مروعة تهز المحكمة

"مسرح الرعب".. أسرار جديدة عن الساعات الأخيرة لمارادونا

لا يزال مارادونا، الذي فاز بكأس العالم 1986، حياً في الوعي الوطني الأرجنتيني
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: بدأت في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس محاكمة الفريق الطبي المسؤول عن رعاية أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، حيث قدم المدعون العامون مزاعم خطيرة بأن اللاعب الراحل "قُتل" نتيجة إهمال طبي جسيم.
ووصف الادعاء المنزل الذي توفي فيه مارادونا بـ"مسرح الرعب"، مشيرين إلى أن ظروف رعايته الصحية كانت محفوفة بالتقصير والأخطاء الكارثية.

ظروف الوفاة ومحاكمة الفريق الطبي
توفي مارادونا عن عمر يناهز 60 عامًا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 إثر نوبة قلبية، وذلك بعد أسبوعين فقط من خروجه من المستشفى عقب خضوعه لعملية جراحية دقيقة لنزيف في الدماغ.
ومع تصاعد الاتهامات ضد الطاقم الطبي، بدأت محاكمة سبعة من أفراده، بينما يواجه ثامنهم محاكمة منفصلة أمام هيئة محلفين في تموز (يوليو) المقبل.

وفي اليوم الأول من المحاكمة هذا الأسبوع، قدم المدعي العام باتريسيو فيراري صورة صادمة لمارادونا التُقطت وقت وفاته، وأظهرت بطنه منتفخًا بالكامل. وقال فيراري للقضاة: "انظروا، هكذا مات مارادونا"، مضيفًا أن كل من يدّعي عدم ملاحظة تدهور حالته الصحية "يكذب في وجهكم". وأضاف: "العصابة بأكملها كانت مهتمة فقط بملء السجلات وإثبات قيامهم بأمور لم يقوموا بها على الإطلاق".


إهمال طبي وتحقيقات موسعة
ادّعى فرناندو بورلاندو، محامي بنات مارادونا، أن اللاعب الراحل "قُتل" نتيجة قرارات طبية كارثية. وقال إن نقله إلى منزله بعد الجراحة تمَّ "بشكل متهور ومقصِّر وغير مسبوق"، مشيرًا إلى أن بقاءه في المستشفى كان سيضمن نجاته. وقدم ممثلو الادعاء نموذجًا لمنزله مؤكدين أنه كان أشبه بـ"مسرح رعب" يفتقر إلى أدنى معايير الرعاية الطبية.

وأشار تقرير أعده مجلس طبي مكوّن من خبراء في مجالات مختلفة، بينهم أطباء شرعيون وأطباء قلب وأطباء نفسيون، إلى أن الفريق الطبي تصرف "بطريقة غير ملائمة ومقصِّرة ومتهورة". كما تساءل الخبراء عن السبب وراء إخراج مارادونا من المستشفى في وقت مبكر جدًا، رغم عدم قدرته على الاعتناء بنفسه وافتقاره إلى الأجهزة الطبية الضرورية مثل أنبوب الأكسجين وجهاز إزالة الرجفان.

المتهمون والعقوبات المحتملة
من بين المتهمين في القضية الطبيب الشخصي ليوبولدو لوكي، الذي أجرى لمارادونا جراحة الدماغ وأشرف على خروجه من المستشفى، إلى جانب الطبيبة النفسية أوغستينا كوساتشوف، التي كانت مسؤولة عن وصف أدويته. ويواجه الفريق الطبي بأكمله، بمن فيهم ممرضون وأطباء متخصصون في علاج الإدمان، تهم القتل الخطأ، وهي جريمة تصل عقوبتها إلى السجن 25 عامًا. وقد أنكر جميع المتهمين مسؤوليتهم عن وفاة مارادونا.

وأظهرت نتائج اختبار السموم بعد وفاة مارادونا عدم وجود كحول أو عقاقير غير مشروعة في جسده، لكنه كان يتناول أدوية مؤثرة على العقل لعلاج القلق والاكتئاب. ورغم ذلك، أكد تقرير أعده الطبيب الشرعي بابلو فيراري أن ضربات قلب مارادونا السريعة وغير المنتظمة قد تكون ناجمة عن عامل "خارجي"، مثل المخدرات.

مارادونا: أسطورة داخل الملعب وخارجه
كان مارادونا أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، واشتهر بقيادته الأرجنتين للفوز بكأس العالم عام 1986، بفضل أدائه المذهل وأهدافه التاريخية، مثل "هدف القرن" وهدف "يد الله" الشهير ضد إنجلترا. لكن حياته الشخصية كانت مليئة بالفوضى، حيث عانى من الإدمان على المخدرات والكحول، إلى جانب علاقات مع شخصيات مشبوهة في عالم المافيا.

بعد وفاته، دخلت الأرجنتين في حداد رسمي لمدة ثلاثة أيام، وسُجّي جثمانه في قصر الرئاسة في بوينس آيرس، حيث تجمع الآلاف لإلقاء نظرة الوداع على أحد أعظم أساطير كرة القدم في التاريخ.

ومع استمرار المحاكمة، تترقب الأرجنتين والعالم ما ستكشفه الجلسات المقبلة من تفاصيل جديدة حول اللحظات الأخيرة لحياة دييغو مارادونا، والقرار النهائي الذي سيحدد ما إذا كان أفراد فريقه الطبي سيواجهون العدالة أم لا.

*أعدت إيلاف التقرير عن "دايلي ميل": المصدر

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف