تكنولوجيا

من يقطع خطوط الإنترنت في المنطقة العربية؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صورة لكابلات الإنترنت تحت البحر إميل أمين من القاهرة: مرة جديدة نتساءل من كان وراء قطع كابلات الانترنت في البحر المتوسط مؤخرًا وفي نهايات العام 2008 بعدما تكرر الأمر الذي جرى في اوائل السنة ذاتها؟

تساؤل يبدو في ظاهر لا يحمل سوى علامة استفهام غير أن باطنه يحوي خليطًا هائلاً وربما غير متجانس من صراعات ونظريات وأحاديث اعقد من الشكل المطروح به، لا سيما أن حالة الشلل التام التي ضربت المنطقة المصابة بالعطل والتي امتدت من مصر إلى عدد من الدول العربية والآسيوية مثل باكستان وأجزاء من الهند عادت بنا إلى زمن العصر الورقي ، وليس هذا هو المهم في المشهد بقدر ما شعر الناس أنهم قد انقطعوا عن العالم برمته فيما يمكن أن يكون وعن حق تجربة حقيقية ، أو مقدمة لفكرة عزل العالم العربي عن بقية العالم حال وجود نوايا عدوانية كالحرب ، وبات من الواضح أن قطع خطوط الانترنت عن بلد ما يعني إصابته بحالة من الشلل التام ما يؤثر على كافة مقدراته سيما شبكات الاتصالات والدفاع ويعيده إلى عصور الهاتف والبرق التي تجاوزتها معطيات الواقع بمراحل بعيدة .

عمل تخريبي أم حادث عرضي؟

في أوائل آذار/مارس الماضي كان "سامي البشير المرشد " مدير مكتب تنمية الاتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات يصرح بأن فكرة وجود عمل تخريبي فيما جرى أمر ليس مستبعد، لا سيما أن انقطاع خطوط الاتصالات البحرية الأربعة في البحر المتوسط والخليج العربي بفوارق زمنية قريبة جدًا أمر يدعو إلى الشك والريبة.

ويرى المسؤول العربي الذي كان يتحدث على هامش افتتاح الملتقى الإقليمي للأمن ألمعلوماتي في الدوحة أن بعض الخبراء يشكك في الرواية المتناقلة بشان قطع الخط البحري عن طريق الخطأ خاصة وان هذه الخطوط تقع على أعماق بعيدة تحت البحر ولا تطالها السفن.

هذه التصريحات قد أحيت ما أشارت إليه أحدى الصحف الامريكية" أميركان كرونيكل " في أوائل شباط فبراير المنصرم من أن انقطاع الكابلات على هذا النحو إنما جاء ضمن سياقات مختلفة لتهيئة منطقة الشرق الأوسط لسلسلة من الحروب الجديدة وهو الأمر الذي تعززه تحركات المدمرة الحربية الاميركية " يو أس أي كول " إلى مياه البحر المتوسط مصحوبة بعدة قطع حربية في إشارة لما يمكن أن تشهده المنطقة عما قريب .

ولعله قبل البحث في أحاديث الحروب يلزمنا التوقف مع آراء عدد من الفنين المتخصصين واستطلاع آرائهم حول ما جرى دونما تهوين أو تهويل. في مقدمة هؤلاء يأتي القبطان تأمر صادق الخبير في "مد وصيانة الكابلات البحرية" والذي يعمل على إحدى السفن العالمية المسؤولة عن خطوط الانترنت حول العالم، وبداية يرى أن القول بأن الأحوال الجوية السيئة قد تسببت في قطع الكابلات هو كلام مغلوط وغير صحيح لان التيارات المائية في الأعماق التي توجد الكابلات فيها تكاد تكون منعدمة .

والتساؤل الفني كيف يمكن استهداف كابلين في وقت واحد خاصة وانهما يبعدان عن بعضهما 5 كيلومترات وفق معلومات مؤكدة؟

الإجابة وفقًا لما يراه القبطان المصري هي أن هذا أمر يسير للغاية إذا تم تحديد مكان الكابل، لاسيما أن هناك مراكب إمداد لديها مخاطف طويلة قد تصل إلى 300 متر ويمكن رميها وشبكها بالكابل وسحبها على المركب وقطعه وإذا كانت المسافة بينهما 5 كيلومترات فلن تستغرق العملية ربع ساعة لتصل المركب إلى الكابل الثاني وتقوم بتكرار ما فعلته مع الأول هذا إذا افترضنا وجود "مركب تدميري واحد: إن جاز التعبير وليس أكثر.

ومن التصريحات الفنية إلى الأقوال الرسمية إذ أثار وزير الاتصالات المصري الدكتور طارق كامل الكثير من الهواجس عندما أشار بدوره إلى انه لا يستبعد فرضية المؤامرة، مؤكدًا ميله إلى الاعتقاد بوجود شبهة تعمد بعد قطع الكابل الثالث بنوع خاص وقال وقتها إن الموضوع كبير وخطر وغير مسبوق .. غير أن التساؤل بشكل أكثر دقة فنية كم عدد الخطوط التي انقطعت وهل يمكن أن يكون الضرر الذي أصابها أمر من سبيل المصادفة الموضوعية أم المؤامرة التاريخية؟

أما عن الخطوط أو الكابلات فقد تجاوزت الخمسة إلى نحو ثمانية منها كابل بحنوب مرسيليا في فرنسا واثنان بالقرب من الإسكندرية وواحد بجوار دبي وأخر ناحية بندر عباس بإيران ثم كابل بقناة السويس وأخر بالقرب من بيننانع بماليزيا بالإضافة إلى أول كابل قد انقطع في الخليج العربي بتاريخ 23 يناير المنصرم والذي لم يلتفت إليه كثيرًا وقتها.

وباختصار غير مخل لا يمكن أن تكون هذه سياقات قدرية أو صدفة بل الأمر ربما كان مناورة أو تجربة غير مسبوقة تحتاج إلى كفاءات لا تتوافر إلا لدى الدول الكبرى بل والتي كانت صاحبة اختراع الانترنت عينه ومعنى هذا بوضوح أن أصابع الاتهام تشير بشكل خاص إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها التقليدية إسرائيل سيما وأن شبكات الانترنت من تل أبيب إلى بغداد لم تتأثر بنوع خاص مما يجعل من التصديق بأمر المؤامرة اقرب إلى الحقيقة منه إلى الخيال.

الأيادي الأميركية الخفية

ولأن الولايات المتحدة الأميركية بشبكاتها الخلافية وعلاقاتها المضطربة مع غالبية دول العالم قد باتت الإمبراطورية الرومانية للقرن الحادي والعشرين فقد ذهبت التحليلات أول ما ذهبت إليها، لا سيما أنها الوحيدة التي تستطيع شل شبكات الانترنت برًا وبحرًا وجوًا، بما يتوافر لها من آليات غير مسبوقة وغير معلن عنها في كثير من الأحوال.

تكتب المؤلفة الأميركية " شيري ستوناج " في كتابها "خداع الرجل الأعمى : القصة غير المروية عن تجسس الغواصات الاميركية" تقول إن البحرية الأميركية قد شكلت منذ عقود فرق غوص خاصة مزودة بأجهزة متطورة جدًا متخصصة في قطع الكابلات البحرية تعمل تلك الفرق انطلاقا من الغواصات باستخدام حجيرات هوائية متحركة تمكنها من العمل في الأعماق وتنفذ مهام التجسس البحري إما بقطع الكابلات البحرية ثم إعادة وصلها بعد تركيب معدات التجسس أو مجرد إجراء عملية القطع.

وهذا بدوره يطرح علامة استفهام بخصوص ما شهدته أروقة استخبارات واشنطن بشان الانترنت وما جرى في المنطقة فماذا عن ذلك؟

في الأسبوع الأول من شهر فبراير كانت الأحاديث والمناقشاتفي لجان الاستخبارات بمجلس الشيوخ والنواب تمضي على قدم وساق تجاه ما بات يعرف بإشكالية "الفضاء الافتراضي" و"الأمن الالكتروني" أما الحجة الاميركية المعتادة لإطلاق هذه الحوارات فهي قطع الطريق على شبكات الإرهاب العالميفي تسخير الانترنت كأداة لتنسيق هجومات جديد على الولايات المتحدة الاميركية.

وقد جرت في ذلك الأسبوع مساءلة رؤساء الأجهزة الاستخبارية الاميركية عن مدى جهوزيتها لمواجهة أي تهديدات الكترونية يمكن أن تشكل خطورة على القدرات الاميركية سواء العسكرية أو المدنية وبخاصة اتصالات البنية التحتية ونظم المعلومات والمراقبة الجوية وشبكات الكمبيوتر ومحتوياتها، وهذا يطرح مخاوف حقيقية وتساؤلات فعلية لا كلامية منها على سبيل المثال لا الحصر الذي يقع في دائرة المناطق الرمادية المظلمة : هل أقدمت تلك الوكالات على قطع الكابلات لتثبت للجان الاستخبارات أنها قادرة بالفعل على التحول من حالة الدفاع عن النفس إلى مرحلة المواجهة الاستباقية وفقًا للنظرية والمبدأ الذي أرسى الرئيس بوش قواعدهما منذ ولايته الأولى أم أن الأمر يتخطى حاجز التجربة والتدريب إلى حدود الواقع العملي بالفعل وبدء انطلاق عملية ما لا تزال اسرارها في الأفق الاستخباري الأميركي؟

ربما يكون ذلك صحيحًا إلى درجة بعيدة سيما إذا أخذنا في الاعتبار الغموض الذي يلف الأمر الرئاسي الذي أصدره الرئيس بوش في أوائل يناير الماضي والذي عرف باسم " مبادرة الأمن الالكتروني " ورغم سريتها فان ما تسرب لبعض وسائل الأعلام الاميركية يشير بالفعل إلى أن واشنطن قد بدأت في تقنين المراقبة الالكترونية وتجميع وترجمة وتحليل كل المعلومات المتبادلة والكامنة في مختلف أجهزة الكمبيوتر وعبر الانترنت في مختلف أنحاء العالم بذريعة حماية سمائها وأرضها وبحرها من بيرل هاربور جديد قد تكون صينية أو روسية هذه المرة أو 11 سبتمبر بشكل أو بأخر.

وفي السياق نفسه، فإن واشنطن قد شهدت ما يشبه العودة غير المحمودة لدونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي الأسبق والذي شارك في مؤتمر يثير بدوره هواجس الربط بين قطع كابلات الانترنت في الشرق الأوسط والخطط الاميركية لعسكرة العالم ، فقد شارك رامسفيلد في مؤتمر عقد تحت مسمى " الحرب والانترنت " وفيه طالب صقور المحافظين الجدد وفي مقدمتهم وعلى رأسهم رامسفيلد بان تشن الولايات المتحدة حربًا جديدة على الأفكار من خلال استخدام الانترنت، وعليه فقد طالب المحارب الذي لا يلين بإنشاء وكالة أمنية جديدة يعهد إليها بهذه الحرب العالمية ضد ما وصفه بـ "الإسلام الراديكالي ".

وعلى الرغم من التبريرات السابقة التي ترسخ احتمالات قيام أميركا بذلك الفعل المتعمد فانه للموضوعية ظهرت على السطح أصوات أخرى قد تختلف في شكل الطرح لكنها تتفق على قدرة الولايات المتحدة على المراقبة والتدخل في شؤون الانترنت على مستوى العالم بما في ذلك إحداث أعطال عن قصد لكن بطرق غير قطع الكابلات وهذا يقودنا لحديث أخر.

أميركا والانترنت ... رقابة وهجوم

في خريف العام 2005 كانت التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة وبخاصة من قبل مجلس الأمن القومي ومجمع الاستخبارات الاميركية الجديد تشير إلى أنها تصر على البقاء على دورها كمسيطر وحيد ومشرف وحيد على شبكة الانترنت تلك التي ابتكرتها والتي ترى انه من حقها الحفاظ عليها لحماية امن بلادها ، وفي هذا السبيل بدأت تعمل على استخدام وسائل الضغط الانترنتية بما يشبه عمليات التجسس الصريح مستخدمة الوسائل التي كانت تستخدمها الأجهزة المخابراتية الاميركية بتقنياتها التجسسية النادرة لسرقة المعلومات من الآخرين أو لفرض هيمنة القطب الأوحد عليها ، وقد زاد هذا الأمر بعد حادث 11 سبتمبر حيث يلاحظ أن الرقابة أصبحت مركزية أميركية خالصة تستخدم بوسائل كثيرة متنوعة من الاختراق إلى الهاكرز لكنها في النهاية تؤدي دورًا كبيرًا في الوصول إلى ابعد مدى في الهيمنة المعرفية في شتى أنحاء العالم سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وعند الدكتور مصطفى عبد الغني صاحب مؤلف " الرقابة المركزية على الانترنت في الوطن العربي " أن وزارة الدفاع الامريكية قد وضعت برنامج معلومات خاص يسمح للقوات المسلحة باختراق كل قواعد البيانات للحكومة والشركات الخاصة وانه بات من المتعارف عليه أن شركة مايكروسوفت تقوم دوريًا بتسليم أجهزة أمنية أميركية معنية " الكود الخاص " بكل جهاز أو برنامج كمبيوتر تبيعه مما يسهل لهذه السلطات مراقبة كل شيء بالإضافة إلى أحاديث الرقابة الاميركية الاستخبارية على الاتصالات الدولية من خلال شبكات أيشلون والتي يجدر بنا أن نعود إليها في قصة مستقلة.

والثابت أن الولايات المتحدة تخضع المنظومة الانترنتية لمجموعة من أدوات الرقابة تضعف معها حجة الذين قالوا بأنها كانت وراء قطع خطوط الكابلات منها على سبيل المثال:

قدرتها على تدمير أي موقع معاد لها من خلال نشر الفيروسات وحجب الرسائل المهمة. السيطرة المعلوماتية من خلال التنصت على ما يتم تداوله من بيانات عبر الشبكة العنكبوتية. المقدرة على انتهاك خصوصية المراسلات السرية عبر اختراق أي بريد الكتروني مشكوك في صاحبه . استحداث قوانين الحجب بما يعني مقدرة واشنطن قانونيا على إغلاق أي موقع يقصد منه الإساءة إليها. استخدام الشبكة فائقة التطور المعروفة باسم " بروميس " والتي جاء على ذكرها المؤلف الإنجليزي توماس جوردان في كتابه "جواسيس جدعون" لاختراق شبكات المعلومات في العالم برمته وليس في المنطقة العربية فقط.

وربما يطول الحديث عن الوسائل التي تمتلكها الولايات المتحدة وهذا ما يدفع المحلل العسكري الاستراتيجي اللواء الدكتور محمود خلف للقول بان أجهزة الاستخبارات الاميركية ليست في حاجة إلى إرسال قطع بحرية عسكرية أو مدنية لقطع الكابلات البحرية ذلك لأنهم لو أرادوا إحداث خراب للشبكة سيقدرون على ذلك من أماكن تواجدهم من خلال التحكم والتوجيه السبي في " السيرفر" المتوجه إلى أي منطقة في العالم ويرى كذلك أن الشركات الخاصة المتضررة يمكنها أن تكتشف قيام الاستخبارات الاميركية بتلك الأعمال الهجومية ما يعرضها لإجراءات تقاضي أمام المحاكم ودفع تكاليف طائلة إضافة إلى تشويه سعتها ويؤكد أن واشنطن هي " أم الانترنت " ولهذا تستطيع إيقاف أعمال الشبكة برمتها من مراكزها المتقدمة في أميركا، ومعروف أنها رفضت طلبًا لدول الاتحاد الأوروبي بشان إنشاء مركز لشبكة الانترنت في أوروبا.

غير أن هذه الآراء على وجاهتها يقابلها على الجانب الأخر مزج بين حادث الانترنت وقضية المواجهة المسلحة الامريكية مع إيران من جراء برنامجها النووي فهل من علاقة بين هذه وتلك ؟

فرضية هجوم متوقع على إيران

ربما كانت الصحيفة الاميركية " أميركان كرونيكل " أول من أشارت أو ألمحت إلى وجود تلك العلاقة إذ أعربت عن اعتقادها بان قطع هذه الكابلات لم يكن مصادفة وانه كان يستهدف إيران خاصة مع تزايد حدة التوتر بين واشنطن وطهران وقد أرجعت الصحيفة ذلك إلى أن إيران هي أكثر دول المنطقة تضررًا من انقطاع الكابلات ، وان هذا الانقطاع جاء كتمهيد لضربة عسكرية ضد طهران أو بروفة لها في ظل اعتماد القوات العسكرية على الاتصالات كمحور رئيس لعملياتها .

هذا السيناريو تناولته أيضًا صحف بريطانية وأميركية بارزة رأت أن الولايات المتحدة تريد الضغط على إيران وعزلها عن العالم بسبب الاحتدادات السياسية بين البلدين ولهذا فان الحكومة الاميركية قطعت الكابلات ووضعت أجهزة تنصت واستخبارات جديدة بين أطراف الكابلات المقطوعة لرفع مستويات التنصت على المنطقة عامة وعلى إيران خاصة واتفقت مع الشركات التي تملك الكابلات على عدم الإفصاح عن سبب القطع وتقديم أي سبب مقنع ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الامريكية طورت في سبعينات القرن الماضي غواصات بهدف التنصت على الكابلات البحرية للاتحاد السوفيتي وقطع الاتصالات ونفذت هذه العمليات الغواصتان " هاليبوت " وبارتشيه" .

وفي الحق أن المشهد لم يقتصر على نواحي المواجهة العسكرية المرتقبة مع إيران فحسب بل تجاوزها للحديث عن كونه تحذير أمريكي للدول التي ستمضي في استبدال الدولار العملة الامريكية ورمز الجبروت والسطوة الامريكية باليورو العملة الأوروبية الصاعدة بما يصيب الاقتصاد الأمريكي بأضرار بالغة بدأت بالفعل مقدماتها في الظهور على سطح الأحداث الاقتصادية الدولية وكانت إيران أيضا في مقدمة الدول المستهدفة بهذا التحذير حيث أنها كانت من المفترض أن تفتتح بورصة التداول البترولية الإيرانية باليورو في ذات الأسبوع الذي تمت فيه عملية تخريب الكابلات .

والمقطوع به أن العواصم العربية تجد نفسها إزاء تساؤل حيوي وحساس ويتماس مع أمنها القومي وهو هل ما جرى حرب أو مقدمات حرب الالكترونية شنت أو ستشن عليها في القريب العاجل ؟ الإجابة ربما تقضي منا إلقاء نظرة على الماضي الحربي للمعسكر الغربي سيما وان هناك سابقة تاريخية مماثلة لما جرى إذ كان من أوائل الخطوات التي قامت بها بريطانيا في مواجهتها لألمانيا النازية قطع كابلات الاتصالات الألمانية المغمورة تحت مياه البحار والمحيطات .
وقبل ذلك حدث أثناء الحرب العالمية الأولى أن قطع البريطانيون سلك برقيات ما وراء البحار للألمان لإجبارهم على استعمال المواصلات التي تسهل مراقبتها ، وقد كانت أحدى الرسائل التي اعترضوها وحللوها برقية عرفت لاحقا باسم " برقية زيمرمان " والتي طلبت من المكسيك الانضمام إلى ألمانيا في مهاجمة الولايات المتحدة كبديل للدعم المالي ثم لاحقا ستدعم ألمانيا المكسيك من اجل استعادة تكساس ونيومكسيكو وأريزونا ونتيجة لذلك غضب الرأي العام في الولايات المتحدة مما ساهم في قرار دخول أميركا الحرب ضد ألمانيا .

والشاهد أن العام الماضي قد جرت فيه العديد من الحوادث المشابهة بعضها أعلن عنه بالكامل والأخر بقي في طي الكتمان ولازم الأضابير الاستخبارية ومنها ما تعرض له القمر الاصطناعي المصري نيل سات من اضطرابات واختلالات نتجت عن عملية تخريب أمريكية عالية المستوى استخدمت فيها أجهزة التشويش وذلك بسبب وجود قناة" الزوراء " العراقية الداعمة للمقاومة على بث القمر المصري وبالفعل تم رفع القناة عن خدمات النيل سات بعد أن اثر التشويش على خدمة اتصالات عملاء آخرين يبثون من خلال القمر ومنهم وكالات أنباء عالمية .

ليس هذا فحسب بل إن العام الماضي كذلك قد شهد تهديدا واسع وهجوما كاسح على شبكة الأعلام الالكترونية في جمهورية " استونيا " مما اثر على شبكات الانترنت في روسيا الجارة الأقرب والمناوئ الأكبر للولايات المتحدة الامريكية اليوم وكان مدعاة لاستيائها.

ولم يقتصر الأمر على القمر المصري أو الشبكة الاستونية بل حدثت خروقات واسعة للأنظمة المعلوماتية الآلية في أدارت حكومية في بريطانيا وفرنسا وحتى داخل الولايات المتحدة الاميركية نفسها وقيل وقتها أن الصين كانت وراء الكثير منها في طريقها إلى القطبية العالمية ومواجهة النسر الأميركي المنفرد في سماوات العالم هيمنة وسيطرة .

وقبل أن نترك هذه الجزئية يبقى أمر غاية في الأهمية تجدر الإشارة إليه وهو أن " إسرائيل " وبحسب عدد وافر للمراقبين غبر بريئة بالمرة أو بالمطلق فيما جرى لا سيما أن لها دوافع دوجمائية ربما تتجاوز مثيلتها الامريكية في تصفية حساباتها مع إيران التي لا ينقطع سيل تهديدات زعيمها احمدي نجاد بإحراق إسرائيل، ذلك التعبير المزعج لإسرائيل وعليه فان هناك من يذهب إلى أن إسرائيل ضالعة بشكل أو بأخر في تلك الحرب الالكترونية ضد الدول العربية والإسلامية وان ما جرى وثيق ولصيق الصلة بوصول البوارج الامريكية للبحر المتوسط والحرب القادم ، وقد كانت حرب يوليو تموز ضد لبنان ميدانا واسعا لتفعيل كافة تجارب الحرب الالكترونية مما يعزز فرضية المؤامرة الأخيرة في عمق أعماق المياه المتوسطية.

الأمن القومي العربي وبدائل فضائية

والشاهد أن التجربة الأخيرة لا يمكن أن تقاس أضرارها بمدى الخسائر المالية وان بلغت ملايين الدولارات تلك التي أصابت العالم العربي وبعض الدول الإسلامية مثل باكستان ذلك أن الخسائر الافدح ربما تكون قد حدثت في الأيام التي جرى فيها العطل والعهدة هنا على الراوي" جوستن ريموندو " الكاتب الأمريكي من موقع " أنتي وور "، وهي خسائر لابد وان تصب في خانة المصالحة الأمنية والاستراتيجيات القومية العربية العليا سلبا، ففي مقال له يستشهد بما قاله البروفيسور في علوم الكمبيوتر بجامعة كولومبيا في نيويورك" ستيفن بلوفين " والذي يعتبر احد العقول الأمنية في ذلك المجال ويرى أن الأمر ربما يتجاوز بكثير التخطيط لتنفيذ هجوم على إيران وان التعطيلات المنسقة على ما يبدو نتجت من جهود للدخول في الكابلات أي عملية تجسس وان وجود الباخرة الاميركية جيمي كارتر في مكان مجهول في مياه البحر الأبيض المتوسط تؤكد فكرة المؤامرة لا سيما أنها تستعمل وسائلها المصممة خصيصا للنقر بمباشرة إلى الكابلات في محاولة مباشرة منها للتنصت على الدول التي تعتمد على هذه الكابلات في اتصالاتها .

والتساؤل الأخير قبل الانصراف هل استيقظت الدول العربية من سبات الاستخدام الاستهلاكي للتكنولوجيا الغربية وتنبهت إلى ضرورة وحتمية التفكير الايجابي بشان إيجاد بدائل ووضع وتنفيذ خطط عاجلة لتحقيق المزيد من الأمن القومي الالكتروني والنظر في بدائل للانترنت تعتمد على القدرات الذاتية على الأقل ضمن الأطر الوطنية ؟

هذا هو الأمر الحقيق بالتوقف أمامه والذي يقود لفكرة حتمية ارتياد الدول العربية الفضاء الخارجي وتصميم وإطلاق أقمار اصطناعية في منظومة تكفل لها الأمن القومي قدر المستطاع كما فعلت وتفعل إسرائيل مؤخرا حيث تمضي في تصميم منظومتها الخاصة للأقمار الاصطناعية بعيدا عن الحليف الأميركي تحسبًا لليوم الذي تبخل فيه واشنطن لسبب أو لأخر بمعلوماتها على تل أبيب .

والمؤكد أن الاتصال بالانترنت عبر الأقمار الاصطناعية يبتعد عن مشاكل التمديدات البرية والبحرية ولكنه مكلف وبطئ ويعتمد على حال الطقس مثل العواصف الرعدية والأمطار والثلوج وحتى البقع الشمسية بالإضافة إلى أن التنصت على المعلومات اللاسلكية ليس صعبا لمن توجد لديه المعرفة التقنية الكافية والمعدات اللازمة ،غير انه أخر الخيارات التي يمكن اللجوء إليها في حالات الطوارئ وحتى لا تحدث حالة العزلة عن العالم كما جرى مؤخرا .

ومع اتفاق خبراء الاتصالات على صعوبة اللجوء لحلول بديلة للاتصالات عبر كابلات الألياف الضوئية التي تتحمل بمفردها 95% من الاتصالات الهاتفية والانترنت تاركة لمنافسها أي الأقمار الاصطناعية 5% فقط من حجم الكعكة فقد أدركت غالبية العواصم العربية حتمية وجود مسارات بديلة بحرية سيما وان معدلات الأخطاء والأعطال فيها تقل بكثير عن نسبتها في الأقمار الاصطناعية وقد ظهرت على السطح أفكار ايجابية تولدت عن الأزمة مثل قيام شركات الانترنت المصرية والعربية بالتعاون فيما بينها لإنشاء سنترالات إقليمية تربطها ببعضها الأمر الذي سيتيح لأي شركة تحميل جزء من اتصالاتها على شبكات الشركات الأخرى حال حدوث أي أزمات .

وعودة إلى حديث "جوستن ريموند" وفيه يكاد المرء أن يلامس شبه الحقيقة المؤكدة لما جرى، يقول الرجل " تدعي الحكومة الامريكية الحق بالتجسس على الأمريكيين في بلدهم وكذلك عندما يتصلون بأفراد ما وراء البحار ،هم لا يخفون هذا لكنهم يعلنونه من أعلى السقوف، هل ثمة من يشك في أنهم قادرون على الاستيلاء على شبكة كابلات انترنت العالم لكي يستعملوها لأغراضهم الخاصة ؟ ليس من الضروري أن يتشرب المرء " نظرية المؤامرة " لاعتبار ذلك جديرا بالثقة... جرعة من الواقعية تفي بالغرض ".

إميل أمين
كاتب مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال رائع
شادي -

شكراً إيلاف لهذا المقال الرائع والذي يأتي في سياق إثبات قيام الأجهزة المتخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية بأقذر عمليات التجسس والسطو على العالم بحجة الأمن القومي الأمريكي، وووو, لذلك علينا نحن العرب أن نفكر جديا بالتعاون فيما بيننا لتحقيق شيء متكامل على الأقل يضمن لنا جزء من التضامن لمواجهة غدر الآخرين، وتحقيق التكامل بيننا، وليس المستغرب أيضاً من هذه العملية ضرب أسواق المال في دبي والرياض و القاهرة وووووو إضافة إلى تأثرها أصلاً بالأزمة المالية العالمية..

مقال رائع
شادي -

شكراً إيلاف لهذا المقال الرائع والذي يأتي في سياق إثبات قيام الأجهزة المتخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية بأقذر عمليات التجسس والسطو على العالم بحجة الأمن القومي الأمريكي، وووو, لذلك علينا نحن العرب أن نفكر جديا بالتعاون فيما بيننا لتحقيق شيء متكامل على الأقل يضمن لنا جزء من التضامن لمواجهة غدر الآخرين، وتحقيق التكامل بيننا، وليس المستغرب أيضاً من هذه العملية ضرب أسواق المال في دبي والرياض و القاهرة وووووو إضافة إلى تأثرها أصلاً بالأزمة المالية العالمية..

السبب الحقيقي
محلل اردني -

مقالة الكاتب العزيز كلها تحت اطار نظرية المؤامره وهو بنفسه يذكر ان امريكا لديها اسليب اخرى اسهل واضمن ولابد من دخول اسرائيل في نظرية المؤامره , يا اخي السالفه ومافيها ان احنا اعتمدنا على المصريين في وجود الكيبل قريب من الاسكندريه وتحت اشرافهم وصيانتهم واذا عطل كيبل تأثر الاخر يعني ليه كل مره يتعطل فيها الكيبل يكون هوا نفسه الكيبل اللي تحت اشراف المصريين يعني شويه ذمه عشان ماينقطع وانت دخلتنا بامريكا وغيرها

اهم قضية
د. منى -

المقال يناقش اهم قضية يواجهها العرب وهي ماذا اذا تم قطع الانترنت عنهم وهل توجد بدائل والمقال يكشف كم نحن متخلفين علميا واقتصاديا بمجرد قطع عدة اسلاك سنعود لعصر الجمل ويتكرر السؤال نفسه عن النفط.

اهم قضية
د. منى -

المقال يناقش اهم قضية يواجهها العرب وهي ماذا اذا تم قطع الانترنت عنهم وهل توجد بدائل والمقال يكشف كم نحن متخلفين علميا واقتصاديا بمجرد قطع عدة اسلاك سنعود لعصر الجمل ويتكرر السؤال نفسه عن النفط.

Not correct
Bassem -

It is clear that the author has no idea about the internet and its usage. 1- No equipments can be installed on these cables down in the sea. 2- The telecommunication system doesnt depend only on these cables, but also on satelites. 3- how would stopping the internet help USA in the war on iran???

النت كالحبل السري
السيناوي -

في الحقيقة ان النت اصبحت مثل الحبل السري للجنين اذا انقطعت اختنق شفاها اللة وعافاها واعاد لنا سليمة بكامل طاقتها واعلي سرعتها

تهريج
سامي -

ما هذا التهريج والهراء يا إيلاف؟ هل أصبحتم فرعا من فروع الفضائية إياها؟ أم بوقا لأحد أجهزة المخابرات العربية المعروفة؟؟؟؟

النت كالحبل السري
السيناوي -

في الحقيقة ان النت اصبحت مثل الحبل السري للجنين اذا انقطعت اختنق شفاها اللة وعافاها واعاد لنا سليمة بكامل طاقتها واعلي سرعتها

who stands behind ?
abed nakhleh -

just the same one who do that everytime and all the arabs are running after to make peace with. you dont have to go further than that, but the arabs desrve that. and i believe that more and more humailation is not that bad for a nation that accepted to be subjected to some corrupt regimes, so well congratulations for the new humailation.

عاشوا ايلاف
ابو عراق -

عاشت ايلاف هكذا المقالات ولا بلاش مقال روعه ويستحق التفكير وشكرا ونمتى المزيد من هكذا مقالات فكرية واستراتيجية مهمة للباحث والدارس في هذا المجال

who stands behind ?
abed nakhleh -

just the same one who do that everytime and all the arabs are running after to make peace with. you dont have to go further than that, but the arabs desrve that. and i believe that more and more humailation is not that bad for a nation that accepted to be subjected to some corrupt regimes, so well congratulations for the new humailation.

أين المغفلين
علاء -

اين المغفلين اللذين ينكرون (نظرية المؤمرة ) ويعتقدوا بأنها مجرد هاجس يسيطر على أعداء أميركا خاصة والغرب عامة , لنسمع منهم الأن وقبل فوات الأوان تبريراتهم لرامز فيلد وشاكلته . كنت ولازلت اردد بأن من ينكر نظرية المؤمرة لا يمكن إلا أن يكون أحد الأثنين , إما ضحية لها أو مشارك فيها .

نعم إنها مؤامرة
شربل -

إنها مؤامرةبعض زعماء العرب على شعبهم، يجيشون شعوبهم ضد الغرب ويصرحواا بأعلى أصواتهم ضد الغرب ونحن من دون الغرب وتقانته وإنتاجه تتعطل أعمالنا كلياً ولا نستطيع حتى تأمين الغذاء اليومي. فإلى متى نتخبط بجهلنا؟

أين المغفلين
علاء -

اين المغفلين اللذين ينكرون (نظرية المؤمرة ) ويعتقدوا بأنها مجرد هاجس يسيطر على أعداء أميركا خاصة والغرب عامة , لنسمع منهم الأن وقبل فوات الأوان تبريراتهم لرامز فيلد وشاكلته . كنت ولازلت اردد بأن من ينكر نظرية المؤمرة لا يمكن إلا أن يكون أحد الأثنين , إما ضحية لها أو مشارك فيها .

إلى محلل أردني
وليد -

مكان قطع الكوابل هذه المرة من ناحية باليرمو بإيطاليا. أيها المحلل الحترم ، هناك الكثير من المحططات على طول الكابل و قد يحدث القطع في اي منطقة.لادخل للذمة و الضمير في هذه النقطة لأنه لا يوجد اي دولة أو أي شخص يريد خسائر بمليارات الدولارات.أرى أن الأصح ان نقوم بدراسة كيفية الحماية و الإصلاح في وقت اقصر من كل مرة قبل التكلم عن المؤامرات أو تحميل المسئولية لدولة مححدة.أرجو من سيادتك مرة ايضا قراءة المعلومات عن الكوابل البحرية و ما طبيعة المشاكل فيها قبل التعليق. مشكلة العرب الإعتقاد بفهم كل شيء في كل شيء. شكرا /مهندس اتصالات و كوابل بحرية

Submarines?
Mo -

لا اعتقد أن هذا الانقطاع طبيعي وربما السبب هو مرور بعض الغواصات الغير معلن عنها في هذه المناطق. الاعتقاد الآخر أن يكون وراء هذه الانقطاعات لصوص الخطوط الدولية الذين يمررون المكالمات بصورة غير شرعية ويكلفون الدول مليارات كل عام عن طريق خطوط الموبايل والساتليت دون المرور علي الشبكات الحكومية أو دفع أي ضرائب خاصة في هذا الوقت من العام وكثرة المكالمات الدولية بين العائلات أثناء فترة أعياد رأس السنة.

إلى محلل أردني
وليد -

مكان قطع الكوابل هذه المرة من ناحية باليرمو بإيطاليا. أيها المحلل الحترم ، هناك الكثير من المحططات على طول الكابل و قد يحدث القطع في اي منطقة.لادخل للذمة و الضمير في هذه النقطة لأنه لا يوجد اي دولة أو أي شخص يريد خسائر بمليارات الدولارات.أرى أن الأصح ان نقوم بدراسة كيفية الحماية و الإصلاح في وقت اقصر من كل مرة قبل التكلم عن المؤامرات أو تحميل المسئولية لدولة مححدة.أرجو من سيادتك مرة ايضا قراءة المعلومات عن الكوابل البحرية و ما طبيعة المشاكل فيها قبل التعليق. مشكلة العرب الإعتقاد بفهم كل شيء في كل شيء. شكرا /مهندس اتصالات و كوابل بحرية

نظرية المؤامرة
محمود العدل -

الحقيقة و انا اقرأ المقال هذا شعرت و كأنني جالس أمام التلفزيون مشاهداً تقرير لقناة ... الفضائية.. يا اخوان كفا بالله عليكم .. تجاوزوا نظرية المؤامرة المريضة..

أمر غريب ومحير
بوزعبل -

لا أدري إلى متى سيكون هذا التخلف سيكون حاضرا في ذلك ... لماذا لايتم تطوير ذلك واستخدام الاقمار الصناعية بدلا من الكابيلات التي في اعماق البحر ... بعض المدن بامريكا تتجهة الى التخلص من التوصيلات بإستخدام الستالايت ... وبعض الدول تفكر متى ستقول بإصلاح هذه الكابيلات ... فعلا انها مأساة لمستخدميها وتخلف لتلك الدول ... وشكري لايلاف

نظرية المؤامرة
محمود العدل -

الحقيقة و انا اقرأ المقال هذا شعرت و كأنني جالس أمام التلفزيون مشاهداً تقرير لقناة ... الفضائية.. يا اخوان كفا بالله عليكم .. تجاوزوا نظرية المؤامرة المريضة..

الله يعطيكم العافية
bader almuzyien -

شكرا إيلاف نعم المقال أكثر من رائع من نتائج للتحليل والمضامين والأبعاد وكل الشكر للكاتب على المجهود الراع جدا في مصادره الرصينة

الحل الناجع
جاك عطاللة -

صاحب المقال ينكر على امريكا الدولة العظمى حق الدفاع عن نفسها و اخذ المبادرات الوقائية لتقليل خسائرها وبنفس الوقت يطالب الدول العربية بتنمية قدرتهاعلى الحرب الوقائية و العدوان على غيرهابعيدا عن السفسطائيات التى امتلأ بها المقال -هناك كراهية عميقة و غير مبررة لأمريكا والغرب و الحضارة البشرية القادمة عبر الاطلنطى و تؤطر هذه الكراهية العميقة بالدين وتترجم الى مؤامرات و جيوش من الارهابيين مسلحين بفكر القاعدة والوهابية والاخوانية الحماسية فى ظل رعاية وتمويل وحضانة من الحكومات العربية و يكفينا اخر دليل الهوس التشنجى والفرح الطاغى من القاء سفيه عراقى حذائه فى وجه رئيس امريكا وعرضين سعودى ويمنى بشراء الحذاء بعشرات الملايين و شعراء بالكوم يمجدون و مصريين وفلسطينيين يعرضوا شرفهم وبناتهم على صاحب الحذاء -- هذه المنظومة الارهابية الجهنمية التى تتوسع و تنتشر بالنفخ بالشعور الدينى التدميرى تجعل كل الغرب يخاف على حضارته ومصالحه وارواح ابنائه و فى مقال لى نشر بعدة مواقع تنبات بان الغرب سوف يبنى سياجا و درعا خليطا من احدث الوسائل التقنية ومن اسلحة وبشر و تقنيات و عقول ليدفع الخطر عنه فى ظل اصرار العرب على تكرار 11 سبتمبر فى كل دول العالم -- لماذا بدل هذا الصرف التدميرى لا تفضحوا المؤامرات المستمرة لهدم الحضارة الغربية التى تستفيدو منها وبدونها تعودو للعصر الحجرى؟؟ لماذا لا تضغطوا على حكوماتكم لترقيع الهوة السحيقة الحالية وتتبعوا الديموقراطية العلمانية فى تحديث المجتمعات والعقول و الاندماح فى الحضارة الانسانية الحالية؟؟؟ فى الاجابة على السؤال حبل الانقاذ

الله يعطيكم العافية
bader almuzyien -

شكرا إيلاف نعم المقال أكثر من رائع من نتائج للتحليل والمضامين والأبعاد وكل الشكر للكاتب على المجهود الراع جدا في مصادره الرصينة

اخترعت فقطعت
احمد -

اين المشكلة؟؟؟ امريكا اخترعت فنشرت فقطعت!!!!فلماذا الصراخ وهل هم اقتربوا من اختراعاتنا او كتبنا المقدسة؟؟؟ اذا المشكلة عندنا فنحن منهمكون بكتب التراث والعالم منهمك بالعلم. فبالله عليكم انلومهم ام نلوم (علمائنا).واللبيب من الاشارة يفهم

ممكن الممكن
emad -

انا من رائى ان الموضوع كبر اوى فى حكاية المؤامرة وتجسيد الغرب بالتطور الرهيب جدا .طب لية ميكونش فعلا فى سفناو غواصات قامت بعمليات من هناك او خطت على الاسلاك .ولية ميكنش فى منافسة غير شريفة بين شركات الامدادات الانترنت للعالم العربى مش كل مشكلة بصراحة ننسبها لامريكا

اخترعت فقطعت
احمد -

اين المشكلة؟؟؟ امريكا اخترعت فنشرت فقطعت!!!!فلماذا الصراخ وهل هم اقتربوا من اختراعاتنا او كتبنا المقدسة؟؟؟ اذا المشكلة عندنا فنحن منهمكون بكتب التراث والعالم منهمك بالعلم. فبالله عليكم انلومهم ام نلوم (علمائنا).واللبيب من الاشارة يفهم

هذا ما جناه أبي علي
حمى الإنترنيت -

تتفتق مصادر العلم، لقطاع التنك والحديد وهي شركة محدود، تهتم بفيروس عدم نشر مقالات الآخرين وكذلك من الذين لحقهم حيف في مقاضات أتعابهم الفكرية والكتابية وفاتورة الإنترتيت.وما يقوله الشاعر الإنترنتي بهذا الصدد: وقد يدعي النت محاسناً فاض بها** ولكن نوايا الإنتريت عزاءُ.

هذا ما جناه أبي علي
حمى الإنترنيت -

تتفتق مصادر العلم، لقطاع التنك والحديد وهي شركة محدود، تهتم بفيروس عدم نشر مقالات الآخرين وكذلك من الذين لحقهم حيف في مقاضات أتعابهم الفكرية والكتابية وفاتورة الإنترتيت.وما يقوله الشاعر الإنترنتي بهذا الصدد: وقد يدعي النت محاسناً فاض بها** ولكن نوايا الإنتريت عزاءُ.

ماذا عنا نحن العرب؟
الحسن -

مؤامرة أم حادثة؟ إن أهم سؤال يتبادر إلى الذهن، ونحن نقرأ هذا المقال الناجح، هو تبعيتنا في كل شيء للغرب وبالتالي ما يتعين على كل منا المبادرة إليه، كل من موقعه، من أجل كسر احتكار الغرب للتكنولوجياوالعلوم خاصة ونحن نؤمن بمنبع العلوم القرآن الكريم والسنة النبوي، فلا حاجة لنا في الجدال العقيم بل نحن مدعوون إلى تقديم الدعم لكل عمل جدي يهدف إلى النهوض بهذه الأمة العزيز.وفي سياق المقال يجب أن نعرف أن الدول الأوروبية سعت من بعيد وتسعى جادة لخلق محور شبكة متمركزة في أراضيها، كما يجب أن نعرف أن أمريكا لا تتوانى عن خلق وسائل ومقومات لجمع المعلومات ومنها حتى المعلومات الشخصيةعن مواطني الدول الأجنبية و لديها ترسانة وسائل للتجسس والتنصت حتى على المكالمات الهاتفية والفاكس.. مدعومة بآليات للتحليل والتنقيح من أجل استخراج الأهم منها واستغلاله بكل الأشكال البشعة لخدمة مصالح الإستغلاليين..

الصين لها علاقة
خالد العجلان -

بصراحة كفاية على امريكا لحد كده شاخت وعجزت وبدئت اعراض الزهيمر فيها وكفاية لحد كده على امريكا -- لكن من البديل الصالح ليحل محلها -- للاسف مش احنا العرب ولا اوروبا -- انها الصين .. المارد القادم الذى يصلح للقيادة .. وبالطبع هى اقرب لنا كعرب ويمكن مد الكابلات ارضيى ويمكن لاسلكى على اعمدة بطرق ابسط من امريكا .. وننتظر الغد ماذا يقول

ماذا عنا نحن العرب؟
الحسن -

مؤامرة أم حادثة؟ إن أهم سؤال يتبادر إلى الذهن، ونحن نقرأ هذا المقال الناجح، هو تبعيتنا في كل شيء للغرب وبالتالي ما يتعين على كل منا المبادرة إليه، كل من موقعه، من أجل كسر احتكار الغرب للتكنولوجياوالعلوم خاصة ونحن نؤمن بمنبع العلوم القرآن الكريم والسنة النبوي، فلا حاجة لنا في الجدال العقيم بل نحن مدعوون إلى تقديم الدعم لكل عمل جدي يهدف إلى النهوض بهذه الأمة العزيز.وفي سياق المقال يجب أن نعرف أن الدول الأوروبية سعت من بعيد وتسعى جادة لخلق محور شبكة متمركزة في أراضيها، كما يجب أن نعرف أن أمريكا لا تتوانى عن خلق وسائل ومقومات لجمع المعلومات ومنها حتى المعلومات الشخصيةعن مواطني الدول الأجنبية و لديها ترسانة وسائل للتجسس والتنصت حتى على المكالمات الهاتفية والفاكس.. مدعومة بآليات للتحليل والتنقيح من أجل استخراج الأهم منها واستغلاله بكل الأشكال البشعة لخدمة مصالح الإستغلاليين..

involving the u.s
michael -

why do we have to involve the united states in every single problem and generate hatred to it ? come on you don''t have a killer evedit that the united states did such thing

كابلات إسكندرية
سوري -

كما قال السيد الأردني. نعيب الكابلات و العيب فينا أو بالأحرى في بعضنا

involving the u.s
michael -

why do we have to involve the united states in every single problem and generate hatred to it ? come on you don''t have a killer evedit that the united states did such thing

disgusting brain
ramadan -

this article is so psychotic that the author seems to embody arab islamic paranoia and the despicable hateful foolish idiotic habit of blaming the west for everything bad while we get everything good from them. we envy them for their genius and freedoms and sink in our religious and cultural backwardness yet instead of helping our very sick selves we go out to destroy them.we are truly the worst umma on the face of the earth

برائة الاختراع
obai -

طبعا لا يمكن لمجتمع مستهلك بكل المقاييس استورد جميع وسائل الحضارة ولم يساهم يوما في تطوير احدها ان يجلس يوما ويدعي ان الغرب يستغله في هذا المجال ويقوم يمؤامرة معينة بقطع كيبل او التجسس على اخر قد يكون كل ذلك في اطار الواقع والحقيقة ولكن الا تعطي برائة اختراع هذا المنتج او ذاك الحق لصاحبها بذلك كما تعطى الحقوق لمؤلفين وغيرهم اليس الاجدر بنا ان نطور وسائل الاتصال لدينا لنتجاوز هذا الخناق الثقافي والحضاري والتكنولوجي الذي يحيطنا به الغرب او بالاحرى ما احطنى به انفسنا من اعتماد كامل على الغرب في تطوير بنانا التحتية و التعليمية وعدم تقديم اي دعم لشيء يدعى التطوير العلمي رغم وجود امكانيات مادية كبيرة في بعض الدول العربية, قد يسأل البعض ما علاقة هذا بقطع الكابلات نعم ربما ليس بشكل مباشر ولكن ربما ليس علينا دائما النحيب و اطلاق الاتهامات عن مؤامرات حيكت وتحاك ضدنا ولكن الاجدر بنا ان نتخذ خطوات فعلية وايجابية عملية لمنع تكرار هذا العمل مرة اخرى و اعمال اخرى على خلفيته ربما كانت اكثر خطورة من قطع الكبلات بحد ذاتها .وشكرا

disgusting brain
ramadan -

this article is so psychotic that the author seems to embody arab islamic paranoia and the despicable hateful foolish idiotic habit of blaming the west for everything bad while we get everything good from them. we envy them for their genius and freedoms and sink in our religious and cultural backwardness yet instead of helping our very sick selves we go out to destroy them.we are truly the worst umma on the face of the earth

الى تعليق 16
ساره -

اتفق معاك تماما,,,, ولكن كيف تطمح بأن تكون دولنا علمانيه وهي السبب في تقدم وحضارة الدول الاوربيه,, اقول كيف تطمح بذلك وعقول ابنائنا يغزيها الفكر الديني المتطرف بكل الدول العربيه... انا اصبحت احلم بالرلجوع للوراء 30,,, او 40 سنه,,,,ايام والدي او جدي,,, فقد كانو اكثر ثقافه وحريه من عصرنا, عصرالصحوه الأرهابيه

مقال رائع و بالأدلة
محمد -

شكرا لكاتب المقال، بصراحة نظرية المؤامرة غير مستبعدة بتاتا، و الدول العربية مع احترامي لاشيئ في تقنية المعلومات و الهندسة، لآنها تستهلك و لا تطور، و أيضا الكل يريد مصلحتة و يعيشون في فوضى و تحت سيطرة أمريكا و حكامهم لا هم لهم سوى كراسيهم و المال، فأمريكا تبقى ماما لهم، فلا تطلب من العرب ان يواجهو تحت قيادة ستين رئيس كل واحد لة رأيو لا نعلم الصادق من الكاذب.شكرا لك جدا على المقال

الى تعليق 16
ساره -

اتفق معاك تماما,,,, ولكن كيف تطمح بأن تكون دولنا علمانيه وهي السبب في تقدم وحضارة الدول الاوربيه,, اقول كيف تطمح بذلك وعقول ابنائنا يغزيها الفكر الديني المتطرف بكل الدول العربيه... انا اصبحت احلم بالرلجوع للوراء 30,,, او 40 سنه,,,,ايام والدي او جدي,,, فقد كانو اكثر ثقافه وحريه من عصرنا, عصرالصحوه الأرهابيه

كفاية كلام
زهقان مووت -

مقال اكتر من رائع بس كفاية كلام و دوروا على حل.. بنتكلم على حضارة بقالها 7000 سنة من 7000 سنة بس فين حضارتنا دلوقتى .. مفيــــــــــــــشالحل فى ال InternAt بين اوروبا و اسيا و افريقيا و لو امريكا عايزة تدخلوا يبقى بشروطنا اللى يبص على الخريطة هايعرف المصيبة ان اوروبا و اسيا و افريقيا مش محتاجيين بحر علشان يتوصلوا ببعض بس نقول ايه بقى .. و ساعتها مش هايبقى فيه اى مجال لقطع الكابلات ولا التجسس الا و احنا شايفيين هما بيعملوا ايه ... اصحوااااااااااااااا .. العلماء بتوعنا كلهم هناك .. اللى محتاجينوا ان ندى فرصة للناس اللى بنعلمهم انهم يطبقوا اللى يبتعلموه

السبب أم النتيجة؟
من تحت -

بغض النظر عن السبب، يجب أن ندفع شركات مص الدم في الوطن الكبير، لأن تحفظ ماء وجهها أمام المستخدمين.. هذه الشركات تجعل مستخدميها (الذين هم نحن) يدفعون أسعار هي الأغلى في العالم للحصول على خدمات هي الأردأ والأبطأ والأقدم، بغض النظر عن توافر أو انقطاع هذه الخدمات، مراقبتها، سوء الدعم الفني.. 1- ببساطة، لو أن هناك جمعيات مدنية، تطالب تطلب بوقف الفواتير عندما تسوء الخدمة، لو أن هناك قضاء عادل ممكن أن ينتصر للمستخدمين أمام حيتان (نسخ التكنولوجيا التي عمرها لا يقل عن عشر سنين)..2- عندما يصبح هناك تنافس (كما تقتضي الرأسمالية لكي تصبح انسانية) وليس شركات تفتح بمراسيم قرقوشية لتعطي المعلوم للسطان.3- عندما يدرك المستخدم أن علاقته الشركة هي علاقة خدمة مقابل مال، وليس أعطنا مالك وبنشوف شو بيصير معنا. عندها ربما تستحي هذه الحيتان، وتبدأ تبحث وتحاول أن تبرر أمام فشلها في تأمين ما وعدت به من خدمات.وعندها تبدأ عجلة الوعي تعمل، وتصبح نظرية المؤامرة إما حقيقة أو هلوسات لفترات ما قبل العلم.

العيب فينا
سيد احمد محمد -

من حق امريكا ان تفعل اى شئ بشبكة الانترنت فهى التى انشأتها وتديرها وتمنع وتمنح ما تشاء عن المتخلفين ومع كرهى الشديد للسياسة الامريكية خاصة ضد العرب فانه للاسف الشديد فان العيب فينا فنحن اغنى شعوب الارض ثروة وافقرها علما وجعلنا من نعم الله لنا نقمة علينا فيكفينا الفضائيات والكليبات

يستحق المناقشة !!
الجوهرة -

شكرا إيلاف نعم المقال أكثر من رائع .. اشكركم للاهتمام الى هذا النوع من المواضيع اللتي فعلا تستحق المناقشه

عذرا حضرة الكاتب
نبيل الشافعى -

بعد التحية والسلام, اولا سيادة الكاتب قطع الكابل حصل فى مايسمى ب seamewe4 وليس فى كل كابلات الاتصال

انترنت عطلان
انعام -

نعم هناك مؤامرة . ويل للعرب من اميركا واسرائيل اذا بقوا على تخبطهم