تكنولوجيا

القارئ الورقي والالكتروني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


صورة لقارئ الكتروني من سونيالسيد نجم: بات نشر المعارف المختلفة على شكلين: الورقي والالكتروني. ويعد النشر الالكتروني، نقلة نوعية أخرى، منذ أن عرف الإنسان تسجيل أفكاره وأحلامه ومعارفه. فقد كان التسجيل معتمدا على الوسيط والتقنية المتاحة.. بالرسم، والخط، واللون.. ثم بالكلمة، بعد أن عرف الإنسان حروف الكلام والأبجدية.. ثم امتزجت الكلمة بالخط والصوت واللون والصورة في النشر الرقمي أو الالكترونى. وكانت الوسائط جدران الكهوف، الحجر والأزميل، الجلود والبردي والأقمشة، ثم كان الورق الذي توافق مع استخدام "القلم" و"الآلة الكاتبة".. حتى وجدت شاشة جهاز الكمبيوتر.

من خلال تلك الملامح بدأ "التسجيل" على علاقة ب "القارئ"/"المتلقي"، وكل من عملية التسجيل والمتلقي يؤثر في الآخر تأثيرا تبادليا. فما أن عرف العرب حروف الهجاء، سجلت أشعارها بخيوط من الذهب على أستار الكعبة (قبل الإسلام). فبدى التسجيل والنشر مختلفا ولعله نقلة نوعية لم يعرفها العرب من قبل، فقد انتقلت الحافظة العربية المعتمدة على الشفهية إلى حافظة مادية (إلى جانب الشفهية).

ومع الورق، واكتشاف الطابعة (آلة الطباعة)، كانت الثورة التي رأتها الجهات الأمنية في ألمانيا في حينه ضد استقرار وأمن البلاد! ولم تفلح محاولات التخلص منها، شاعت بشيوع مطبوعات الدعوة إلى "البروتاستينية" التي راجت وانتشرت بفضل الآلة نفسها! كما توافق مع الورق ابتكار الآلة الكاتبة، فكان التسجيل أسهل وأسرع، بما ساعد إنتاج المعارف على شكل الكتاب الأكثر عددا وشيوعا، وأقل تكلفة.

تقدمت المعطيات التقنية في الإخراج الفني للكتاب، بحيث أصبح أكثر جمالا وجاذبية للقارئ. فيما أصبحت الثورة الحقيقية التي بدت بشائرها للرائي، مع أواخر القرن الماضي (القرن العشرين)، بسبب التقدم التكنولوجي الالكتروني، أوالثورة الرقمية.

لقد غطت الثورة الرقمية، العديد من النشاطات الإنسانية، سواء في وسائل الإنتاج الحياتية أو وسائل التسجيل، بل والحفظ (وهى ميزة تعدت بفارق لا يقارن بوسائل الحفظ التقليدية للمعلومات).
أما وقد أتاح "الورق" فرصة أسهل في ال "الاتصال" ونقل المعرفة والمعلومات، وأضافت "الآلة الكاتبة" ميزة أفضل في السرعة، أصبح جهاز "الكمبيوتر" أو الحاسوب: الأكثر سرعة في نقل المعلومات، الأقدر على حفظ المعلومات، إتاحة الفرصة الأكبر في الاسترجاع والبحث.

ما سبق أفرز العديد من الملامح للمتلقي/المطلع/ المتعامل/ القارئ للمنتج الورقي والالكتروني، حتى يمكن الاقتراب من عدد من التمايزات بين ذاك المتعامل مع الورقي، والآخر الالكتروني، وهى إجمالا كالتالي:

*ظهور الكمبيوتر أو الحاسبات خلال الثلاثين سنة الماضية هو بداية لعصر جديد،يتنبأ العلماء أنه خلال العشر سنوات القادمة ستصبح التكنولوجيات الجديدة بكل معطياتها الخدمية والمعلوماتية شيئا مألوفا، حتى داخل المنازل سيمتزج التليفزيون والكمبيوتر الشخصي وألعاب الفيديو والهاتف وأجهزة المطابخ وغيرها، معا في تجانس مع بعضها البعض. وهو ما يجعل من المتعامل مع الكمبيوتر يبذل مجهودا أقل والحصول على خدمة أعلى ومتنوعة.

*وفى مجال الكتابة والإبداع، أصبح مفهوم الكتابة في أي نص يتم من خلال تحليل بناء النص ذاته، وهى مسئولية مشتركة بين الكاتب والقارئ معا.. أي وجد المتلقي الايجابي. بينما الورقي يعد متلقيا سلبيا.. مع ذلك مازال السؤال يتجدد حول مستقبل الكتابة والكتاب؟!

*أما جوهر الكتاب بات له منافس على شكل "الديسكات" أو الاسطوانات الحافظة عوضا عن الشكل القديم للكتاب مطروحا. فالاسطوانة الواحدة تستوعب العديد والعديد من الكتب وحتى الموسوعة البريطانية الآن حفظت في حوالي عشرين أسطوانة بينما عند حفظها على شكلها التقليدي في كتاب نكون في حاجة إلى حوائط غرفة كاملة لحفظها.. بينما المتلقي الورقي ملتزما بما هو متاح.

*المتلقي الالكتروني ينفق بأقل تكلفة سواء لشكل الكتاب أو غيره (الكتاب الالكتروني 25% من تكلفة الكتاب الورقي.

*ميزة البحث السريع عن المعلومات المرغوبة وقت استعادتها، والغوص في فضاءات النص أو البحث.. بينما المتلقي الورقي ملتزم بترتيب الكتاب الثابت.

*المنتج الالكتروني يتضمن العديد من العناصر الفاعلة في تشكيلة: الصورة-الصوت-اللون- الخط- الكلمة.. وهو غير المتاح في المنتج الورقي إلا محدودية إضافة الصور واللون والخط.

*وان حذرنا العلماء من إدمان الفيديو والتليفزيون والجلوس أمام شاشة الكمبيوتر، خصوصا عند الأطفال.. ولا عوض عن المشاركة والمعايشة الإنسانية للطفل. إن الخلط بين التكنولوجيا والأخلاقيات قضية متجددة ولا يجب إغفالها مطلقا. رصدت العيادات الطبية نسبة ممن أدمنوا الأجهزة لإصابتهم بالاكتئاب. هذا من جانب، وعلى الجانب الآخر تخوف البعض من واقع السماء المفتوحة، على الثقافات الأخرى التي قد تصل إلى حد التناقض مع ثقافتنا الإسلامية العربية. إلا إن الإرادة البشرية هي وحدها القادرة على السيطرة وتوجيه أي أنواع التكنولوجيا أفضل، وهى الفيصل الأخير في تطبيق مبدأ "الاختيار"، وهو ما يجب أن يكون ضمن معطيات تنشئة الصغار.

*يعد النشر الالكتروني من أخطر الظواهر الثقافية مع بشائر القرن الجديد، سواء كان هذا النشر هو كل ما يرصد ويسجل على شاشة الجهاز العبقري الجديد (الكمبيوتر)، حسب تعريف البعض.. أو هو ما ينشر تحت مفهوم الثقافة بالمعنى الشائع في المجال الرقى من قبل. فقد اعتبر البعض أن كل ما يتعلق بالمجالات المختلفة (خدمية- تجارية- إبداعية.. الخ) هو نشر وله من المحاذير ويكتسب من حقوق كل ما تعنيه خصوصية النشر من حقوق، وبالتالي له حق الملكية الفكرية التي قد يتبادر إلى الذهن أنها تخص "أشكال الإبداع فقط". وعلى المتلقي أن يعي أبعاد المعروض أمامه.. بينما الورقي فهو محدد الهدف باختياراته لنوعية الكتاب أو البحث أو غيره.

* وقد وفرت التقنية الالكترونية الجديدة ما يعرف بالمدونة "bloggers" وهى من أنماط التعبير في الواقع الرقمي، إلى جوار المجلات الالكترونية، المواقع الالكترونية، المجموعات البريدية، والمنتديات. نشطت تلك المدونات وعرفات في البداية في الولايات المتحدة الأمريكية خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، إلا أنها لم تعرف وتروج في العالم العربي إلا خلال السنتين الأخيرتين، على العكس من الأنماط الأخرى التي عرفت منذ ست أو سبع سنوات مضت.. إلا أنها مازالت أقل عددا.

*النص التفاعلي أو الإبداع الرقمي الجديد.. يدعو إلى المتلقي الايجابي المشارك في النص، دون أن يفقد المبدع مكانته. على العكس من المتلقي الورقي، يظل سلبيا في ظل المبدع.

* أما وقد تلاحظ في المنتج الرقمي الآتي:

.. اللغة المستخدمة ليست بالضرورة لغة فصيحة بل قد تكتب خليطا بين العربية وغير العربية، والبعض يكتبها بغير العربية.
.. تبدو على أحد جوانبها مخاطبة للعالم، حتى وان بدت كصرخة تتألم من وجيعة شخصية.
.. تبدو كإعلام بديل، حيث أن رصد الأحداث لشاهد عيان (يملك مدونة وغير متخصص اعلامى) قد تسبق الإعلام العام الرسمي وغير الرسمي.. (وواقعة المصور الهاوي الفلسطيني الذي رصد غرق احد القوارب بعد إطلاق النار عليها، منذ فترة ليست بعيدة عن الأذهان)
.. التنوع إلى حد التناقض في المادة المنشورة.. ما بين ثقافية وتجارية وسياسية وخلافه، ما يلزم معه أن يحدد المتلقي أهدافه واحتياجاته من المتاح.

* لذا اتجه البعض إلى وضع بعض القواعد والمعايير أو النصائح والإرشادات، التي من شأنها تضع بعض الضوابط على المنتج الرقمي:

..انشر كحقيقة وما تعتقده أنه الحقيقة فقط/ إذا كانت المادة التوثيقية موجودة أنشرها/يجب تصحيح أية معلومة نشرت من قبل وتبين وجود خطأ ما بها/أكتب وأنت تعتقد أنها آخر كتابة من المعلومة التي تسجلها، وانك لن تقدر الرجوع إليها/اكشف عن تعارض بين مع تعرضه مع أي فرد آخر أو مؤسسة أخرى/ سجل واكشف أي موقع مشكوك فيه ويدعو إلى التعصب أو التطرف أو الإرهاب/لا تخرج عن الموضوع الذي تتناوله/لا تعلق لمجرد التعليق، يجب أن تضيف جديدا/اعرف متى تعلق وكيف ولماذا؟/لا أحد يملك كل الحقيقة، ولا يوجد من يملك كل المعرفة/استخدم الأسلوب السهل والمفهوم الذي يناسب كل المستويات/الاختصار مع وضوح الفكرة من ضروريات الكتابة في المدونات/لا تعلق وأنت غاضب/أذكر معارك الفكرية ودافع عن رأيك في موضوعية.


abnegm@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مرحبا
نوير -

شكرا على هذا الخبر وان امكن اين استطيع الحصول علية هنا بالامارات اى احد يعلم باى مكان ارجوا اخبارى ،، مع انى سألت ولكن لايباع هنا حسب علمى ووصيت علية بامريكا كانت الكمية منتهية ..ولكم منى جزيل الشكر

أمازون كيندل
د/ ممدوح عز -

أمازون كيندل هو عبارة عن قارئ للكتب و هو جهاز شبيه بالكمبيوتر الصغير و تقوم بتحميل الكتب عليه و قرائتها من خلاله بسهولة و في أي وقت و أي مكان و هذا هي أهم مزاياه: 1. أنه صغير الوزن و الحجم 2. شاشته سهلة القراءة و لا تجهد العين 3. تستطيع تحميل آلاف الكتب عليه من موقع أمازون.كوم بسهولة و بأسعار رائعة 4. لا يحتاج إلي جهاز كمبيوتر أو وصلات 5. يدوم مدة طويلة بدون الحاجة إلي الشحن 6. الذاكرة الداخلية للجهاز تسع حوالي 200 كتاب و يمكن زيادتها بكروت الذاكرة. و يمكنك معرفة المزيد من خلال موقع " مدونة الملاك" .