تقنية الإتصال الصوتي عبر بروتوكول الإنترنت VOIP- الحلقة الثانية

الإتصال الصوتي عبر الإنترنتبندر الخيال من متشقن: تطرقنا في الموضوع السابق على تعريف وتاريخ هذه التقنية وها نحن نحن هنا نسلط الضوء على مزاياها وطريقة إستخدامها. ففي ضوء تحرير قطاع الإتصالات في منطقة الشرق الأوسط وإعتماد هذا نظام من قبل العديد من مؤسسات الأعمال في المنطقة، يتزايد توجه الشركات في المنطقة والتي من بينها الشركات متعددة الجنسيات نحو اعتماد هذا النظام. وقد أدرك العديد من مشغلي شبكات الإتصالات ومراكز الاتصال وغيرها من القطاعات الأخرى الفوائد الكبيرة الناجمة عن تبني مثل هذا النظام المبتكر.

وعلاوة على ذلك تساهم عملية استخدام نظام (بروتوكول الإتصال الصوتي عبر الإنترنت) في مراكز الإتصال في تحقيق العديد من الفوائد للمستخدم ولشركة المقدمة نظراً لقدرته على دعم المستخدمين بغض النظر عن مكان تواجدهم. وتعتبر قلة النفقات من ضمن الخصائص الأخرى المتقدمة لهذا النظام ، حيث يتميز بإمكانيته على إرسال الرسائل الصوتية عبر الشبكات العامة أو الخاصة وبذلك يساهم في تقليل الحاجة لشراء الدوائر الإلكترونية المنفصلة. وبإستخدام هذا النظام المتطور، لن تكون الشركات بحاجة إلى تشغيل بنية تحتية منفصلة لإتمام عمليات الإتصال والإستجابة الصوتية التفاعلية وذلك لأن جميع هذه الخدمات ستكون متوفرة على شبكة هذا النظام.

إن الإتصال عبر هذه التقنية يوفر الكثير من التكلفة وذلك بسبب أن ما يدفع مقابل هذه الخدمة يكون ثابتا كإشتراك شهري و يكون الإتصال مفتوحا على مدار الساعة. و تعتبر تكلفة المكالمات الدولية عن طريق هذه التقنية الأرخص من أي وسيلة إتصال أخرى.

فأقرب مثال لها هو بطاقات الإتصال المدفوعة، فأصحاب شركاتها يستخدمون هذا النظام فهو يوفر عليهم الكثير ، لذا تشاهد أن الإتصال بالبطاقة أرخص مع حدوث شوشرة في بعض الأحيان ، فالطريقة هي عندما تقوم بالإتصال برقم الـ 800 للشرك ، يتم تحويلك إلى الخادم الآلي الخاص بالشركة ، فهو يطلب منك رقم المستخدم والرقم السري الخاص بك ، وبعد التأكد من بياناتك يطلب منك الرقم المراد الإتصال به، فعندما تكون أنت في الولايات المتحدة الأمريكية وتطلب الإتصال برقم جوال في الإمارات العربية المتحدة مثلا ، فهو يقوم بتحويل مكالمتك عن طريق الإنترنت من مقر الخادم الذي اتصلت عليه إلى الصين ومن ثم إلى الهند ومن ثم إلى دبي عن طريق الإنترنت ، وبعدها يتم الإتصال لاسلكيا بالجوال المراد الإتصال به ، وكلما كانت المكالمة ممررة على أكثر من دولة ، كلما كانت أرخص وأقل تكلفة على الطرفين وكلنها تكون أقل جودة.

ولكن بما أن هذه التقنية تعتمد على البرمجيات أكثر من إعتمادها على المعدات مما يسهل عملية صيانتها بالاضافة إلى أن المشاكل غالباً ماتكون معروفة و المعدات قليلة التكلفة ، فمثلا هنالك شركات أمريكية مزودة لخدمة الهاتف الثابت بإستخدام هذه التقنية ، مثل شركة magicJack و شركة Vonage ، هذه الشركتين تقدم لك جهاز مودم صغير من خلاله يتم ربط جهاز الهاتف فيه ، وبإمكانك أخذ هذا الجهاز إلى أي دولة خارج امريكيا ومن ثم ربطه بالمودم الخاص بها والإتصال عن طريق الهاتف بالإنترنت إلى أي رقم في امريكا أو كندا بتكلفة مكالمة داخلية امريكية مما يسهل على أصدقاء وأهالي من هم في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا بالإتصال بهم عن طريق هذه الشركات بتعرفة رمزية بسيطة.

مما تقدم ذكره تتضح أهمية تقنية نقل الصوت عبر بروتوكول الانترنت و أنها حلت كبديل لشبكة الهواتف التقليدية لمرونتها و أدت إلى خفض تكلفة الإتصال و خصوصاً الدولية و لأنها سهلة الإستخدام حيث أن واجهتها تستخدم طرق الإنترت و ما تقدمة من مميزات و خدمات إضافية تسهل على المستخدم أداء الاتصال بطريقة فعالة فيجب أن نعمل على استخدام هذه التقنية الفعالة لما توفره من خدمات مميزة ويجب العمل على تطويرها و إيجاد الحلول المناسبة لتقديم هذة الخدمة بجودة عاليه. و لكن تطبيقها ليس بالأمر السهل إذ يجب على المؤسسات و الشركات قبل البدء بعملية التطبيق الأخذ بعين الإعتبار صعوبات التطبيق مع دراسة المميزات و الفوائد التي قد تعود عليهم منه. فيجب عمل دراسة عن المعدات اللازمة و البروتوكول المناسب الذي سيحقق لهم الفائدة المرجوة.

وأيضاً يجب الأخذ بعين الإعتبار تحقيق جودة الخدمة (التأخير - التوافر - التوتر - الإعتمادية- الأمان) و ممكن للشركات تطبيق هذه التقنية ثم تبدأ العمل على التدرجية شيئاً فشيئاً في المرحلة الثانية. يعتبر هذا البحث محاولة لتقديم بعض أساسيات تقنيات نقل الصوت عبر بروتوكول الانترنت.