إشتعال حرب إختراق وتدمير مواقع الانترنت بين السنة والشيعة

حرب سنية شيعية على الإنترنتمحمد حامد - إيلاف: إشتعلت حرب إختراق مواقع الإنترنت وتدمير بين الجانبين الإيراني والعربي، أو بين السنة والشيعة، وفي قول آخر هي حرب بين ضفتي الخليج (الضفة الفارسية الإيرانية والضفة العربية الخليجية) كما يحلو للبعض أن يقول، فالصراع سياسي طائفي من خلال النافذة التكنولوجية المعلوماتية، حيث أصبح اختراق مواقع الإنترنت وتوصيل الرسائل السياسية والدينية من كل طائفة للطائفة الأخرى هو أحدث أشكال الصراع وأكثرها وضوحًا إلى جانب الحرب الإعلامية التي ارتفعت وتيرتها خلال الأيام الماضية، كما أن تحقيق نجاح ما في تدمير واختراق مواقع الطرف الآخر ينطوي على انتصار معنوي ونفسي كبير، ويحمل رسالة واضحة مفادها... نحن نمتلك قدرات فكرية وتقنية ومعلوماتية أفضل منكم، وهو ما قد يحمل بالتبعية بعض المؤشرات على تمتع هذا الطرف أو ذاك بقدرات خاصة، وما اختراق مواقع الإنترنت وتدميرها إلا رمز أو مؤشر لهذا التفوق .

البداية باختراق موقع جريدة الخليج
فالبداية كانت ذات طابع سياسي حينما نجح فريق "هاكرز إيراني" في اختراق موقع جريدة الخليج الإماراتية مساء الثلاثاء الموافق 20 مايو/ آيار الماضي، وتمكنوا من نشر رسائل سياسية عبر موقع الجريدة، حيث تركز مضمون هذه الرسائل على أن مسمى الخليج العربي لا يعبر عن الهوية الحقيقة للخليج الذي يرون أنه فارسي وليس عربي، وجاءت هذه الرسائل من خلال صورتين تضمنت الأولى خريطة لإيران وقد تم استبدال مسمى "الخليج العربي" بـ "الخليج الفارسي" وفي أعلى الخريطة عبارة تقولhellip; "الاسم الصحيح هو الخليج الفارسي، لقد كان كذلك سابقًا وسوف يظل كذلك دائمًا".

تدمير 300 موقع شيعي
ومنذ أيام اخترق هاكرز عدد من المواقع الشيعية الشهيرة وبشكل خاص مواقع تعود إلى آية الله علي السيستاني ورجال دين من مدينة قم، إحتجاجًا على الفتاوى الجنسية بحسب ما ذكروه في بيان بثوه على الموقع، وأرفقوه بنشيد ديني وبشريط فيديو ساخر. وشريط الفيديو الذي بثه الهاكرز على الموقع التابع لمؤسسة "آل البيت" التابعة للمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي حسين السيستاني، موضوع بالأساس ومنذ مدة، على موقع "يو تيوب"، وفيه يسخر الكوميدي الأميركي، بيلل ماهر، من فتاوى للسيستاني سماها "فتاوى جنسية" للزعيم الروحي لشيعة العراق.

كما أفادت وكالة "فارس" أن "مجموعة القرصنة: جروب إكس بي، اقتحمت 300 موقع شيعي, على الأخص موقع آل البيت وهو أكبر موقع شيعي في العالم". وأضافت الوكالة أن "جروب إكس بي" تتخذ الإمارات مقرًا لها وأنها نفذت "أكبر هجوم لقراصنة معلوماتية على مواقع شيعية في السنوات الأخيرة". وأضاف المصدر أن المواقع المستهدفة في طور "إعادة البناء". وعند الدخول إلى تلك المواقع, تبرز شارة "جروب إكس بي" بالأحمر إلى جانب رسالة بالعربية تهاجم معتقدات الشيعة وزعماءهم. وقد دان المرجع في قم آية الله ناصر مكارم شيرازي هذه الهجمات. وقال -بحسب وكالة "فارس"- إن "المتعصبين لا يريدون أن تصل أصوات زعماء الشيعة إلى العالم ، ولكن هذه الهجمات إثبات لصواب الشيعة". وقال محذرًا "سنعيد بناء مواقعنا على الإنترنت لكن على القراصنة أن يعلموا أن السنة الشبان سيتوجهون نحو التشيع أكثر فأكثر".

الهاكرز الشيعة ينتقمون من القرضاوي والقرني والعودة
وأمس الأول تواصل مسلسل الصراع السني الشيعي في اختراق مواقع الإنترنت وتدميرها وتوجيه رسائل سياسية ودينية من كل طرف للطرف الآخر، وجاء الرد الشيعي بتدمير مواقع سنية لأكثر من سبب أهمها رداً على اختراق السنة لمواقع شيعية قبل أيام، وكذلك ردًا على تصريحات الشيخ "يوسف القرضاوي" لصحيفة المصري اليوم القاهرية حيث حذر من المد الشيعي في البلاد السنية وخاصة في مصر، وأيد القرضاوي في تصريحاته الكثير من علماء وشيوخ الدين في المملكة العربية السعودية وأبرزهم الشيخ عائض القرني والشيخ سلمان العودة، حيث أبدى كل منهما قناعته بوجود خطر حقيقي بات ملموسًا من النفوذ الشيعي، وإن أكدا أن الحوار لا بد من أن يستمر لكي يصبح الصراع السني الشيعي هو الفرصة التي ينتظرها أعداء الأمة الإسلامية للإنقضاض عليها .

وقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط وغيرها من المصادر أن هاكر شيعة اخترقوا أكثر من موقع سني يوم الجمعة والسبت الماضيين أبرزها موقع "الإسلام نت" الالكتروني الذي يتبع للدكتور عائض القرني وموقع آخر يعنى بعلوم السنة النبوية، وغيرها من المواقع، في حملة يعتقد أنها تأتي ردًا على حملة مماثلة قادها قراصنة سنة على مواقع الكترونية شيعية، وتصدر موقع القرني صورة لوجه شخص مرسوم عليه العلم الإيراني وآية قرآنية تقول "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، باللغتين العربية والفارسية، وذلك في إشارة إلى أن حملتهم هذه تأتي كنوع من رد الفعل الانتقامي.

ووضع القراصنة الإيرانيون، على المواقع الالكترونية المدمرة، علما إسرائيليا وقد قسم إلى نصفين، لجانب صورة للخليج العربي، كتب عليها "الخليج الفارسي"، كما رسم على الوجنة اليمنى للوجه الملون بألوان العلم الإيراني، شعار قريب من شعار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تنتقد عدم تعاون طهران معها في ملفها النووي. وانتقد عائض القرني في اتصال هاتفي اجرته معه "الشرق الأوسط"، إقدام قراصنة إيرانيين، على تدمير موقعه. وقال "إن موقع الإسلام نت، قد أتلف بالكامل، وفقد كل محتوياته". ووصف الداعية السعودي، خطورة تدمير المواقع الالكترونية، بـقوله ... "إنه اسلوب قبيح وعدواني"، وقال إن مثل هذه الأساليب تتعارض مع كل دعوات طهران بمد جسور التعاون والتعايش السلمي بين السنة والشيعة .

ووفقًا لموقع "اريبيان بيزنس" فقد أعلن مئات من المواقع الشيعية أن الهاكرز الشيعة نجحوا في اختراق ٧٧ موقعاً وهابياً كدفعة أولي للرد علي اختراق موقع السيستاني. وانتشرت علي مواقع الشيعة الصور الملونة المنسوبة إلى الحسين وعلي بن أبي طالب ابتهاجًا بالفوز علي الهاكرز السنة، واستعانت الشعارات التي رفعها أعضاء المنتديات الشيعية بالآية القرآنية "فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم"، إضافة إلي رسائل تحذيرية للسنة من أن تلك هي البداية "واعتبروها مداعبة بسيطة تذكر الوهابيين بمن هم الشيعة". ومن أبرز المواقع التي اخترقها الشيعة موقع الداعية الشيخ عبدالله بن باز، وحسب مجموعة "فريق الأمن الرقمي" فإن الموقع تم تدميره بالكامل. وطالب أحد أعضاء الفريق كل أعضاء المنتديات الشيعية بالتوحد لتدمير المواقع السنية واختراقها وإنشاء قاعدة من الهاكرز الشيعة لتقديم دورات تدريبية للقراصنة الجدد