تكنولوجيا

صفقة ياهو ومايكروسوفت تثير سجالا ً حول خصوصية البحث

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أشرف أبوجلالة من القاهرة: برغم كل ردود الفعل التي صاحبت الإعلان عن خبر الشراكة التي أبرمتها مؤخرا ً العملاقتين الأميركيتين "مايكروسوفت" و "ياهو" في مجال البحث على الإنترنت لمدة عشر سنوات، إلا أن الحديث عنها وعن تداعياتها لا زال مسارا ً واسعا ً للجدل في مختلف الأوساط التكنولوجية حول العالم، وفي هذا الإطار تعد صحيفة النيويورك تايمز الأميركية تقريرا ً مفصلا ً حول التداعيات والنتائج المحتملة لتلك الصفقة فيما يتعلق بقضية خصوصية البحث على الإنترنت بين كبريات الشركات العاملة في هذا المجال.

في بداية حديثها، تشير الصحيفة إلى أن المدافعين عن الحقوق المدنية يميلون للقلق حيال ما يُقال عن أن سلطتهم الموحدة ستؤول في نهاية المطاف إلى الإضرار بخصوصية المستخدمين العاديين، عندما تتحد كبريات الشركات العاملة في مجال الإنترنت.

وهو ما حدث بالفعل عند الكشف عن خبر إبرام الشراكة بين مايكروسوفت وياهو. لكن ذلك لم يكن إحساسا ً عاما ً، فقد أشار أحد الخبراء إلى أن تلك الصفقة قد تعيد تنشيط اتجاها ً عمره ثلاثة أعوام، عَمِل من قبل على تزويد المستهلكين بمزيد من نظم حماية الخصوصية حول شركات البحث على البيانات على الإنترنت. فيرى جول بولونيتسكي، مدير الجماعة البحثية ( منتدى خصوصية المستقبل ) ورئيس وحدة الخصوصية السابق بشركتي AOL الأميركية لخدمات الانترنت التابعة لمجموعة تايم وارنر، وكذلك DoubleClick ، أن صفقة الشراكة الجديدة من الممكن أن تُشعل أجواء المنافسة من جديد بين كبرى الشركات العاملة في مجال البحث على الإنترنت للمفاخرة بالحقوق لمن يمتلك الممارسات الأفضل. وترى الصحيفة أن هناك ثمة شعور بالتفاؤل يسيطر على جول لأنه يرى أن ياهو تمتلك أكثر أنواع سياسات الخصوصية صرامة، وأن مايكروسوفت قد وافقت على الالتزام بها فيما يتعلق باستفسارات البحث التي تأتي من ياهو.

كما أشار جول إلى أن عملية التدقيق التي قام بها منظمون حكوميون على الصفقة من الممكن أن تدفع بمايكروسوفت إلى الدخول في مباراة مع ياهو، ما قد يؤدي إلى وضع ضغوطا ً على غوغل لجعل سياستها أكثر صرامة أيضاً. من جانبه، قال مايك هينتز، المستشار العام المساعد بشركة مايكروسوفت :" تلتزم مايكروسوفت وياهو التزاماً شديدا ً بحماية خصوصية المستهلك. وسوف نستمر في البحث عن طرق لدعم خصوصية المستهلك أثناء مضينا قدما ً في هذا الاتفاق، من خلال تعاون وثيق مع العملاء، والمدافعين عن المستهلك، والشركاء في الصناعة، وكذلك الحكومات".

ومضت الصحيفة بعد ذلك لتشير إلى أن ياهو تحتفظ في خلال هذه الأثناء بالبيانات الخاصة بالاستفسارات البحثية التي يقوم بها الأشخاص عبر شبكة الإنترنت - والتي تشتمل على الكلمات الرئيسية التي يتم البحث عنها، وكذلك المعلومات، والعناوين الإنترنتية ( الآي بي IP )، لكن بدون أسماء أو عناوين - وذلك لمدة ثلاثة أشهر، في الوقت الذي تتخذ فيه أيضا ً العديد من الخطوات لإخفاء البيانات بشكل أكبر، وبذلك تتمكن من عدم إيصالها إلى شخص بعينه. أما مايكروسوفت فتحتفظ ببيانات البحث لمدة ثمانية عشر شهرا ً، حيث تقول أنها تنقلها بعد ذلك لحالة من " الإخفاء التام". كما قالت الشركة أيضا ً أنها ستُقلص مدة احتفاظها بالبيانات إلى ستة أشهر - وهو الإطار الزمني الذي يُفضله المنظمون الأوروبيون - إذا وافقت غوغل على فعل ذلك أيضا ً.

في حين أوضحت الصحيفة أيضا ً أن غوغل، عملاقة محركات البحث بحصة قدرها 65 %، فتحتفظ بالبيانات لمدة تسعة أشهر، وبعدها تجعل من إمكانية وصول العناوين الإنترنتية إلى أشخاص بأعينهم أمرا ً أكثر صعوبة. وبعد مرور ثمانية عشر شهرا ً، تقوم بإخفاء المعلومات. وتشير الصحيفة هنا إلى أن الاحتفاظ والتكتم على كميات ضخمة من البيانات يدعم حقيقة تفوق غوغل في مجال البحث نظرا ً لأن البصيرة التي تكتسبها تساعد على رفع كفاءة محرك بحثها وخدماتها. وتوضح الصحيفة أن السياسات الحالية هي المنتجات الخاصة بالمنافسة على الخصوصية التي بدأت عام 2006، بعد أن قامت شركة AOL بنشر مجموعة من بيانات البحث لأغراض صناعة البحث التي تسببت في إحداث عاصفة عندما اتضح أن الاستفسارات البحثية من الممكن أن ترتبط بأفراد.

وفي النهاية، أشارت الصحيفة إلى أن بإمكان الأشخاص الذين لا يشعرون بالارتياح تجاه سياسات الخصوصية التي تتبعها الشركات الثلاث الكبرى، أن يستخدموا محرك البحث Ixquick ، الذي يدير عمليات الاستفسار البحثية من خلال محركات شائعة بطريقة غامضة ولا يحتفظ بالعناوين الإنترنتية. وقالت أن هناك أيضا ً موقع Ask.com، وكذلك خدمة AskEraser التابعة له، وهي الخدمة المعنية بمسح الأنشطة البحثية من سيرفرات المحرك، رغم أنها لا زالت تلقى قدرا ً من الانتقادات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف