ثلاث قصائد لراينر ماريا ريلـكه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة بهجت عباس
الشّاعـر
أنتِ تسحـبـين نفسَـكِ منّي، أيتها السّاعة
إنّ ضربةَ جـناحِـكِ تتـرك فيَّ جروحاً.
وحيداً: ماذا ينبغي أن أعمل بفمي؟
بليـلي؟ بنـهاري؟
لا حبـيـبةٌ، لا بـيتٌ،
لا مكانٌ لديَّ أعـيش فـيه.
كلّ ُ الأشـياء، التي أمنـحُـها نفسـي،
تصـبحُ غَـنِـيَّـةً وتَستهلـكُـني.
أغنية النساء إلى الشاعر
أنظر كيف تجلّى كلّ ُ شيء للعيان: هكذا نحن;
لأننا لسنا أيَّ شيء سوى هذه السّـعادة.
ما كان دماُ وظلاماً في حيوان،
نَـما فيـنا إلى روح ويصرخ
كروح بعد هذا. ويصـرخ لكَ.
وأنت حقّـاً تأخذه فقط في وجهك
كما لو أنّه منظـر طبيـعيّ:
بلطفٍ وبدون تلهّـفٍ.
لذا نعني، لستَ أنتَ هـوَ،
الذي يصـرخ لـه. ومع ذلك ألستَ أنتَ الذي
نضيِّـع فيه أنفسَـنـا كلَّهـا دون بقيّـةٍ منها؟
وهل يوجد آخَـرُ نكـون فيه بعد هذا؟
معنـا تجتاز الأبـديّـةُ ماضيـةً.
ولكنْ
كـُنْ أنتَ، أيّـُها الفـمُ، حتى نَسمعَه ، ولكنْ أنتَ، أنتَ القائـلُ لنا: كـُنْ أنتَ.
جَسَـدُ أبـولـو البـالـي
لم نعـرفْ رأسَـه المَـهُـولَ
الذي اختَـمَـرتْ فيه مُـقـلَـتا عَـيْـنَـيه. ولكنْ
جَسـدُه لا يـزال يَـتوهَّـج كَمصـباحٍ،
ومـيضُه فـيه، لُـولِبَ تراجُـعاً فقط، (1)
يَحـفـظ ذاتَـه ويتـألـّقُ. وإلاّ لَمـا استـطاع
جُـؤجُـؤُ الصَّـدْرِ أنْ يَـبهَـرَ بَصرَك،
ولا استطاعتْ بسـمةٌ تسـري خـلالَ
الإلـتواءة الهـادئـة للصّـُلـْبِ(2)
إلى ذلك الوسـط الذي عـزّزَ التكاثُـرَ.
ولا انتـصبَ هذا الحَجَـرُ مُشـوَّهـاً وقصـيراً
تحت الإنهـيار الواضح للكَـتِـفَـيْـن
ولَـما لَمَـع مثـلَ فِـراءِ الحيـوان الوحـشيِّ.
ولَمـا تَمـزّقَ من كلِّ حَـوافِّـه
كـنـجمة: حيث لا موضعَ فـيها هـنا
لا تَـراكَ. يجـبُ أنْ تُـغَـيِّـرَ حَيـاتَـكَ.
1-في النص Zuruuml;ckgeschraubt يعني لفّ البُـرغي إلى الوراء مُرجَّعاً لتخفيض شعلة النار في الفانوس أو المصباح أو لجعلها واطئة، لذا قد وجدت ترجمتها حرفياً بـ ( لـُولـِبَ - من اللولب-البرغي- تراجعاً أو واطئاً أحسن من غيرها وأقصر.
الصـُلـْب - فَـقـار الظَّـهـر أو حَبـله- يمتدّ من الكاهل حتى الحوض.