تمثال الفرعون المُـنهار بين شاعرين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة بهجت عباس
أوزيمَندِياس Ozymandias*
بيرسي شَيلي ( 1792- 1822 )
لقـِيتُ مسافراً من بلد غارق ٍفي القِدَم
قائلاً : رِجْـلان من حَجَـرٍ ضخمتان بلا جسد
تنتصبان في الصَّحراء. قربَهما على الرّمل
يستلقي وجه مُحطـَّم غائص إلى نصفه ، شفتـُه
المُقطـِّبة والمتجعِّـدة وسُخرية السّـلطة الواهنة
المُرتـَسمة عليها تـُخبران أنَّ نحّـاتـَه قرأ تلك العواطفَ
جيداً ، وهي لا تزال تحيا مُدمَـغة ًعلى الأشياء التي لا حياة َفيها.
اليدُ التي صنعتـْها ، والقلب الذي غذّاها ؛
وعلى قاعدة التمثال بانتْ هذه الكلمات :
اسمي أوزيمَندياس ، ملك الملوك ،
أنظرُ إلى أعمالي بعَظَـمةٍ ويصيبني القنوط.
لمْ يبقَ شيء ٌ بجانبي . حول تفـسّـخ ِ
الحطام الهائل ، تمتدُ الرمالُ المعزولة ُوالمستوية ُ
مترامية ًوظاهرة ًللعيان .
Percy Bysshe Shelly - Ozymandias
I met a traveller from an antique land
Who said: Two vast and trunkless legs of stone
Stand in the desert. Near them on the sand,
Half sunk, a shattered visage lies, whose frown
And wrinkled lip and sneer of cold command
Tell that its sculptor well those passions read
Which yet survive, stamp'd on these lifeless things,
The hand that mock'd them and the heart that fed;
And on the pedestal these words appear:
My name is Ozymandias, king of kings.
Look on my works ye mighty, and despair.
Nothing beside remains. Round the decay
Of the colossal wreck, boundless and bare
The lone and level sands stretch far away.
هُورَيس سْميث Horace Smith ( 1779 - 1849 )
نشرها في شباط 1818 أي ببضعة أيام قبل أن ينشر شَيلي قصيدته
في سكون مصر الرملي ، وحدة شاملة ،
تنتصب رِجلٌ عملاقة ، تطرح بعيداً
الظلَّ الوحيدَ الذي تعرفه الصحراء :-
" أنا رمسيس العظيم ، " قال الحجر ،
" ملك الملوك ؛ هذه المدينة الهائـلة تـُرِي
" أعاجيبَ يدي . " - ذهبت المدينة ،-
لا شيءَ سوى الرِجْـلِ الباقية - لتـُظهِـِرَ
موقعَ بابل المنسيّة هذه.
نندهش ، - وربما يُظهِر بعضُ الصَّيادين
مثـلَ دهشتِـنا ، عندما يلاقي في بطن الغابـة
حيث تنتصب لندن ، كابحاً الذئبَ في مطاردة ،
بعضَ قِطَعٍ هائلة ، ويقف ليحدُسَ
أيّ جنس قويٍّ ولكنْ غير مُدوَّنٍ لدينا
سكن يوماً ما ذلك المكانَ المـُبـاد َ.
In Egyptrsquo;s sandy silence, all alone,
Stands a gigantic Leg, which far off throws
The only shadow that the Desert knows: --
rdquo;I am great OZYMANDIAS,rdquo; saith the stone,
ldquo;The King of Kings; this mighty City shows
rdquo;The wonders of my hand.rdquo; - The Cityrsquo;s gone, --
Nought but the Leg remaining to disclose
The site of this forgotten Babylon.
We wonder, -- and some Hunter may express
Wonder like ours, when throrsquo; the wilderness
Where London stood, holding the Wolf in chace,
He meets some fragments huge, and stops to guess
What powerful but unrecorded race
Once dwelt in that annihilated place.
* الكلمة الإغريقية لرمسيس الثاني فرعون مصر ( 1302 - 1213 ق. م. ) كتبها شَيلِي عام 1818 مجارياً صديقَه سْميثْ في منافسة شعرية ، وتعتبر أحسن ما كتب من قصائد قصيرة (سونيته) في رأي كثير من النقّاد مُبرزاً صفتين فيها- الغطرسة والسخرية - .هاتان الصِّفتان عاشتا بعد النحّات الذي أجاد في صنعهما وإبرازهما على التمثال والفرعون الذي غذّى قلبه هاتين الصِّـفتين.
الطّاغية يقول : أنظُـرُ إلى أعمالي العظيمة وأقنطُ! لأنه لم يبق من أعمال رمسيس غير أجزاء التمثال . لذا العظيم يجب أن يقنطَ - ليس كما قصد رمسيس ، لأنه لم يأمل أن يعادلوا إنجازاته ، ولكنهم سيشاركون مصيره من النسيان المحتوم في رمال الزمن.
والتهكّم الذي يقع في (بقاء) شخصية الطاغية في الأجزاء المبعثرة ليست راجعة إلى قوته الخاصة بل إلى عمل الفنان.