لا تَتَبَاهَ يَا موتُ بنفْسِكَ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قصيدةٌ للشاعرِ الميتافيزيقيّ: جُونْ دَنْ
هَيَّأَ النَّصَّ العَربيَّ: حكمت الحاج
الشاعر جون دن 1572-1631 أحد الوعاظ والمبشرين اليعاقبة، ومن اهم ممثلي الشعر الميتافيزيقي في تلك الحقبة.
تتوضح في أشعاره قابليته القوية على خلخلة اللغة، وعلى استعماله للاستعارات المباشرة والراهنية المرتبطة بواقعه المعاش، مقارنة مع شعر أشهر مجايليه من الشعراء.
يا مَوتُ لا تَتباهَ بنفسكَ
وإنْ سَمَّاكَ البعضُ الجبارَ المرعبَ
لأنكَ لستَ كذلكَ،
وأولئكَ الذينَ تظنُّ أنكَ تَقهرهُمْ
لا يموتونَ
أيها الموتُ المسكينُ
بَلْ أنكَ حتى لَعَاجزٌ عنْ قتليَ
الراحةُ والنومُ
ومَا هُما إلا صورتانَ منكَ
لنا منهُما مَسَرَّةٌ كبرى
ولا بُدَّ مِنْ مَسَرَّاتٍ أكبرَ تفيضُ منكَ
لذلكَ فَإنَّ أفاضِلَنا يتسابقونَ إلى رِفْقتكَ
مِن أجلِ الراحةِ لعظامِهِمْ
والخَلاصِ لأرواحِهِمْ
أنتَ أيها الموتُ
يا عبْدَ القَدَرِ
ويا عبْدَ الصّدْفَةِ
ويا عبْدَ الملوكِ اليائسينَ
أنتَ والألمُ
والحربُ
والامراضُ
صُحْبَةٌ،
والخشخاشُ
أو الأدعيةُ والرُّقَى
يُمكنها أنْ تَجعلَنا نَنَامَ مثلكَ
بلْ أحسنُ منكَ ومِنْ وَقْعِكَ
فلماذا إذنْ تزهو بنفسِكَ؟
نَومَةُ واحدةٌ قصيرةٌ تمضي
ثُمَّ نَصحو إلى الأبدِ
وَلنْ يكونَ بعدَها موتٌ
بَلْ أنكَ أنتَ حينئذٍ،
أيها الموتُ
سَتَمُوتْ.