فن الترجمة

مناجاة هاملت السابعة والأخيرة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مناجيات هاملت السبع: الأولى / الثانية / الثالثة / الرابعة / الخامسة / السادسة /

مامن حَدَثٍ مرّ، وما من أحدٍ عرفْتُهُ
إلاّ ويقدّمُ شهادةً ضدّي ويحثّني
على ثأري الخامل
ما الإنسانُ إذا كان جُلُّ ما يسعى إليه في الدنيا
هو الأكلُ والنومُ. بهيمة، لا أكثر.
بالحقّ، لقد مكّننا الربّ من قوّة الآستبصار الشامل
لنتأمّل ما مضى ونزِنَ ما نقوم به في الغد
لم يُعْطِنا تلك القدرة والعقل الخليق بالآلهة
ليتعفّنَ فينا جرّاء تعطيله.
أهذا عجزُ حَيَوانٍ عن استعادة الماضي، أمْ
الارتياب الجبان من التفكير الدقيق جدّاً في العواقب -
ولو قطّعناه أرباعاً، لكان ربعٌ واحدٌ منه تبصّراً
وثلاثة أرباعٍ جبناً - لستُ أدري، لماذا ما زلتُ
أعيش لأقول عليّ أنْ أُنجزَ هذا الشئ، ما دامتْ
عندي قضيّة، وإرادة، وقوّة ووسيلة، لإنجازه
أمثلة ثقيلة ثِقَل التراب (1) تحضّني
أنظرْ إلى هذا الجيش بأعداده الغفيرة ونفقاته
يقوده أميرٌ رقيقٌ وغضّ السنوات
وله روحٌ مفعمةٌ بطموحٍ سنيّ
راح يسخر من عاقبة الأمور المجهولة
معرّضاً حياته الفانية وغير الآمنة
لكلّ ما قد يصيبها من حظّ، أو موت ٍ، أو خطر
من أجل أتفه الأشياء، ولو كانت قشرة بيضة
العظمة الحقيقية لا تعني الاندفاع إلى العمل
لأيّة قضيّة تافهة.ولكنْ العظمة أنْ تصطرع
من أجل قشّة إذا بات الرهان على الشرف
أين أنا من هذا إذنْ
أبي قُتِلَ وأمّي دُنِّستْ بالعار
فهل أترك ما يحرّضني عقلاً وعاطفةً (2) يهجع
بينما أرى - يا لَعاري - موتاً وشيكاً
سيُصيبُ عشرين ألفَ رجلٍ من أجل نزوة السعي وراء الشهرة
يذهبون إلى قبورهم كأنهم ذاهبون إلى أسرّة نومهم
يحاربون من أجل رقعةٍ من الأرض، لا تكفي
لالتحام جيشيْن متقاتليْن، ولا تكفي لأنْ تكونَ مقبرة
لدفن موتاهم. آ، من الآن فصاعداً،
لتكنْ أفكاري دموية، أو لا تكون شيئاً يُذكر-

(نظراً للمساحة المحدودة سننشر دراسة عن هذه المناجاة في فرصة أخرى."ص.ن.")

1- في النص: Gross وهي تعني في بعض الشروح: واضحة أو قذرة.اخترنا: ثقيلة لأنها تتناسب مع المسؤولية ومع تراب القبر. في الأبيات السابقة ما من دليل على الوضوح أو القذارة.

2- الكلمة في النص:Blood وكان يعتقد أنّه مركز العاطفة، وهو يقابل العقل باطراد

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف