فن الترجمة

أربع قصائد لآدم زاغايَفسكي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

آدم زاغايَفسكي: أربع قصائد منها القصيدة الصينية

ترجمة وتقديم: هاتف جنابي

آدم زاغاييفسكي- Adam Zagajewski- ولد آدم زاغاييفسكي في مدينة (لفوف) في أوكرانيا سنة 1945، وبعد ولادته مباشرة انتقلت أسرته البولندية إلى جنوب بولندا. درس الفلسفة في جامعة كراكوف، التي عاد ليستقر فيها بعد سنوات من الغربة قضاها بين باريس وهيوستن الأمريكية. كان يعيش في ضواحي باريس، ويقضي فصلا دراسيا درسا في قسم "الكتابة الإبداعية" في جامعة هيوستن الأميركية. نشر زاغاييفسكي لحد الآن عشرة دواوين شعرية، كان آخرها ديوان"الأنتينات"(2005)، كما وله روايتان، وسبعة كتب نقدية. وترجمت أشعاره إلى لغات عالمية عديدة.
يعتبر، في نظر النقاد، من بين أبرز الشعراء البولنديين اليوم، حتى أن الشاعر الراحل ميووش ومؤسسات أخرى: أمريكية وبولندية قد رشحته لنيل جائزة نوبل للأدب.
ينتمي زاغاييفسكي إلى يسمى ب" جيل 1968" الشعري الذي انغمس لفترة في حركة التجريب اللغوي من جهة، محتفظا لنفسه بعلاقة المتابع، الراصد والمؤول للأحداث من جهة أخرى. فما لم يكن بوسع الشعر أن يتناوله جرى التعبيرعنه نقدا. يبني(زاغاييفسكي) عالمه الشعري من خلال رصد ما توحي به الأحداث، والتفاصيل الحياتية والتاريخية، يحاول أن يلتقط جوهر اللحظة بتواصلها أو بقطيعتها عن السياق الإنساني أو التاريخي، ليسجلها ومن ثم يفجر مغزاها الكامن أو المفترض من قبل الشاعر. يحاول أن "يضع التاريخ البشري وجها لوجه أمام التاريخ الفضائي، بسكونيته أو حركيته، ثم يرقبهما وهما يلتحمان متقاطعين أو متنافذين، مثل هذا المشهد يستحق التأمل" بنظر الشاعر. "أليس الحلم شقيق الموت" يقول الشاعر. "عادة ما تلوح فكرة القصيدة مبكرا لدي، وفيما بعد أطور هذه الفكرة في قصيدة متكاملة، لكن لكي تتشكل القصيدة لابد وأن تكون الفكرة ممتعة وحيوية... لا تنمو القصيدة لدي دفعة واحدة من السطر الأول حتى الأخير. عادة ما أكتب المقطع الأول والأخير أو ما قبله، أو المقطع الأوسط، وبعدها أملأ ما يمكن ملؤه...، القصيدة لدي تتشكل في أيام، أسابيع ولربما أشهر وسنوات" - يقول الشاعر. يعتبر زاغاييفسكي اليوم أحد أهم الأصوات الشعرية البولندية المعاصرة، بعد ميووش، شيمبورسكا، روزيفيتش، هربرت وآخرين سواهم (المترجم).

القصيدة الصينية

قرأتُ قصيدة صينية
مكتوبة قبل ألف عام.
يتحدث فيها المؤلف عن المطر
المتساقط طوال الليل
فوق سطح زورق خيزراني
وعن الهدوء الذي حلّ
بقلبه أخيرا.
هل من قبيل الصدفة
أن يحلّ ثانية نوفمبرُ والضبابُ
والغسقُ الرصاصي؟
أهي الصدفة،
أن يحيا امرؤ مرة أخرى؟
الشعراءُ يعلقون أهميةً كبرى
على النجاحات والجوائز،
لكن خريفا بعد خريف
تنزع الأشجارُ الفخورة من أوراقها
وما تبَقى من شيء
فهو خرير المطر
في القصائد التي هي ليست
بالبهيجة، ولا بالحزينة.
الصفاء وحده غير مرئي
والمساءُ، حينما يتناسانا
الظل والضوء لوهلة
منشغلين بخلط الأسرار.

العَدَمُ ذلك اليومَ

ذلك اليومَ العدمُ
كما لو تواضعا
صار نارا
فأحرقَ شفاهَ
الأطفال والشعراء.


لم أكنْ في هذه القصيدة

لم أكنْ في هذه القصيدة،
برَكٌ لامعة ونظيفة فقط،
عين صغيرة لسحلية، ريح
ونغمات هارمونيكا،
ملتصقة لكنْ ليست بشفتيَ.

أنثولوجيا

في المساء قرأتُ أنثولوجيا.
كانت خلف النافذة ترعى غيوم قرمزية
اختفى اليومُ الفائتُ في المتحف.

وأنتَ - مَنْ أنتَ؟
لاأعرفُ. لم أكنْ أدري
أ وُلِدتُ للفرح؟
أم الحزن؟ أم للانتظار الطويل؟

في هواء الغسق النقي
قرأتُ أنثولوجيا.
الشعراءُ القدامى عاشوا في داخلي، أنشدوا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف