استراحة الشباب

مذكرات البنات... معتقل الأحزان ومخازن الأسرار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فهد محمد من الرياض : "الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان" غالبًا ما تقرأ هذه العبارة على بعض الدفاتر الخاصة بالفتيات إذا أتيح لك فرصة ان تلمس يدك أحدها، ولكن ما الذي يمكن ان تحتضنه تلك الأوراق والمذكرات؟ أما نحن فاخترقنا تلك الأوراق وأتينا بالتحقيق التالي .

عفاف سعيد قالت: ألجأ أحيانًا إلى كتابة مذكراتي فهناك مواقف أمر بها لا أستطيع أن أحكيها لأحد، فهي إما محرجة أو لا أريد إطلاع أحد عليها لأني أحب أن أخرج كل ما بداخلي وأعبر عن نفسي فأكتبها، فهي فضفضة كما اكتب بعض المواقف الحزينة التي أمر بها، في يوم من الأيام كنت مع عائلتي في ماليزيا لقضاء عطلة الصيف أثناء وصولنا، حدث بيني وبين والدتي سوء تفاهم ما جعلها لا تكلمني، ودامت تلك الحال قرابة ثلاثة أسابيع بل ان الأمور أصبحت تتطور من سيئ إلى أسوأ، وفي يوم من الأيام قبلت والدتي وهي تبكي بشدة حضنتني بين ذراعيها وهي تقول "سامحيني على غضبي عليك" لقد استغربت ذلك. فالطبيعي أن أعتذر أنا وسألتها عما حدث لتغيير موقفها حيث قالت لي بأنها كانت قد قرأت مذكرتي الخاصة دون علمي واكتشفت بأني معترفة بغلطتي ولكني كنت انتظر الوقت المناسب.

أما ما تحويه مذكرات عفاف فهو بعض أسراري حيث تقول بأنها ستسمح لمن تثق به بالإطلاع عليها.

وتضيف عفاف: الكتابة متعة بلا حواجز. فأحيانًا تقف الكلمات في قلبي وعقلي، ولا أجد لها سبيلاً إلا الورق، فالورق والقلم صديقيّ من مدة طويلة ربما وأنا طفلة صغيرة، كما أن هناك لحظات تأتي عليّ أريد فيها أن أتحدث بلا حواجز وبلا قيود فطبيعي أن ألجأ للكتابة وقتها. فهناك أسرار كثيرة أريد أن احتفظ بها لنفسي والكتابة تساعدني على هذا كثيرًا.

وخلال حديثنا مع إحداهن والتي رمزت لاسمها " أ.س" عرفنا ان الكتابة على الورق أنها خطر يهددها. فمن الممكن ان ينكشف المستور وتضيف " تكون المذكرات الورقية سببًا في كشف المستور في بعض الأحيان، ولكن المذكرات هي وسيلتي لحوار هادئ، أحتضن به ألمي وهمي وأعيد التفكير في مواقف أربكتني فرحًا أو جرحًا، أسجل فيها قوتي وضعفي، وسبل الارتقاء بنفسي، ولكن أصبحت علاقة كراهية فقد تعرضت لموقف لا أنساه حيث اكتشفت المكان السري الذي أخبئ فيه مذكرتي وبدأت تطلع على مجريات حياتي الخاصة وفي أحد الأيام كنت أرصد في المذكرة وأسجل فيها تفاصيل علاقة عاطفية تربطني بشاب وما ان اكتشفت أمي الأمر حتى انقطعت وبعد ذلك الموقف أصبحت أكره المذكرات الورقية وتدوين يومياتي بها.

ر- سلطان حدثتنا والفرحة ظاهرة على صوتها الصغير قالت: أنا من عاشقات المذكرات اليومية، فهي مستودع كبير للكثير من الأسرار وليس لأحد الاطلاع سوى إحدى صديقاتي المقربات حيث أتبادل معها الأتوجراف.

ولكن هل يمكن ان يسهم الأوتوجراف في إعادة العلاقات بين المتخاصمين ؟

أجابتنا ر- سلطان بعد أبدت الموافقة وقالت : نعم حدث ذلك عندما اكتشفت أمي من خلال تلك المذكرات الخلاف الذي حصل بيني وبينبنت خالتي دام قرابة السنتين دون علم أحد قامت أمي بدورالوساطة حتى رجعت المياه لمجاريها وأصبحت أنا وبنت خالتي مقربات لدرجه أنني أتبادل معها المذكرات اليومية.

ع - المالكي "معلمة" قالت ونظرات الحزن تملأ عينيها: لم أكن أفكر في كتابة اليوميات أو حتى قرأت مذكرات إحدى صديقاتي بالجامعة ولكن بعد وفاة والدتي والتي كانت مذكراتي أبث إليها يومياتي وأتحدث معها وبعد وفاتها لم أجد سوى ذلك الدفتر الذي يصاحبنيفي كل لحظة حتى أصبحت مذكراتي هي صديقتي في كل وقت وفي كل مكان.

وفي ثنايا الحوار يتبادر إلى ذهني سؤال : هل يمكن ان تتضمن اليوميات آراء في الشأن العام ؟

أجابتني أ- المالكي بقولها " قد يحدث ذلك فأنا أتعمد في مذكرتي أيضا إلى لفت الانتباه للأحداث المهمة في حياتي التي تحقق إفادة عامة تتعلق بالمجتمع، فاكتب أحيانًا آراء شخصية عن العلاقة بين الرجل والمرأة.

فاطمة طالبة المرحلة النهائية في الجامعة وصفت كتابة المذكرات أنها مسلسل لا ينتهي من الأحداث المتتابعة فهي تسجيل لحياة شخص وبالرغم من أن الشائع أن كتابة المذكرات في الغالب يهتم بها المشاهير من الكتاب والمخرجين السينمائيين، وغيرهم فإن الفتيات بشكل عام لهن الكثير من الحكايات والأسرار التي تُسكب على الورق والتي لها سلبيات كما أن لها إيجابيات ولكن هذا يعتمد على صديق المذكرة الورقية ومدى سرية معلوماته وطبيعة حياته ومواقفه الكثيرة والشيقة والمثيرة.!

ونتحدث إلى أمل بعد أن أكدت لنا أنها تمارس كتابة المذكرات منذ وقت مبكر وجنت من ذلك فوائد عدة قالت عنها إن لها فوائد كثيرة، فكم من الكتاب الكبار الذين أصبح يشار لهم بالبنان كانوا يمارسون كتابة المذكرات الشخصية حتى أصبح لديهم رصيد كبير في هذا المجال ونحن نقرأ اليوم إبداعهم .

د. الوهيد " نصنفها كتوثيق لخبرات مرت بها الفتاة "

من ناحيته تحدث الدكتور محمد الوهيد من جامعة الملك سعود عن أهمية كتابة المذكرات حيث قال: المذكرات تقوم بتوثيق لخبرات مرت بها الفتاة كي تعود لها وتتعلم منها فيما بعد، علاوة على أن كتابة المذكرات تعتبر البديل الجزئي عن الصديقة، وبشكل عام فإن الكتابة مفيدة لأنها تعني أن تقرأ أولاً قبل أن تستطيع الكتابة، علاوة على أن الكتابة تساعد على تطوير التعبير والتفكير ولكن بشرط الانتظام في الكتابة ومحاولة نشر هذه الكتابات حتى لو من خلال المدونات على الإنترنت - ولو بأسماء مستعارة - لأنها تعطي إمكانية تلقي ردود الأفعال على المذكرات، فهنا تتحول المذكرات من كتابة شخصية إلى حوار مفتوح فتزيد الفائدة، فتتحول الكتابة هنا من فعل فردي إلى حوار ونقاش وتفاعل تفيد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مذكراتي
سميره -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا لا اكتب مذكراتي خشية ان تقع في يد احد ويقرا ما بداخلها فانا احبذ الحوار الداخلي مع النفس وليس الكتابة , حيث في نهاية اليوم تجلس وتتذكر جميع ما حصل معك خلال اليوم وترى الصواب من الخطا وتحاول ان لا تكرر الخطا وتتعلم منه واترك اسرار حياتك لنفسك .

البنات معقدات
عبدالعزيز آل حسين -

بعضهم يكتب المذكرات والبعض خواطر والبعض تتكلم مع حالها في النوم وبعضهم تبكي بالليل , لهذااليوم ماتعرفت على بنت عاقلة. الله يشفيهم

وجدت السعادة
فهد -

امرأة من أهل الجنة!! يا أمة الله: اقرئي وتأملي ثم اعلمي واعملي..عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما - ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي.. قال: (إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك) فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشفن فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها) رواه البخاري ومسلم، فيا سبحان الله: امرأة سوداء تحملت الصرع وآلامه ولم ترض أن تتكشف وهي معذورة شرعاً!! فما بال نسائنا أغرقن بالتبرج والسفور بل وسعين له زرافات ووحدانا بعد أن جلب عليهن الشيطان - الرجيم - بخليه ورجله..فيا أيتها المسلمة أنقذي نفسك من النار فإن متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى فلا تغتري بمالك ولا جمالك فإن ذلك لا يغني عنك من الله شيئاً!! وإني أذكرك بأن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه النار ورأى أكثر أهلها النساء واعلمي أنك أعجز من أن تطيقي عذاب النار واستجيبي لمنادي الحق واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه وأن الآخرة هي مسعانا وإن طالت الآمال في الدنيا.. فماذا تريدين يا أُخية من هذه الألبسة الغريبة الغربية (بنطال.. لثام.. عباءة مخصرة أو على الأكتاف) التي تشترينها بالمئات وأنت ستوضعين في القبر في كفن من أرخص الأقمشة فهل تنفعك هذه الألبسة في ظلمة القبر؟!ما هي السعادة؟ هل السعادة في المال.. المنصب.. الجمال.. كثير من الناس بحث عن السعادة في القنوات والمسلسلات وصفحات الإنترنت المشبوهة والمجلات الماجنة والأغنيات والمعاكسات والتبرج والسفور فما وجدوها ولن يجدوها لأن الله جل وعلا يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} إذاً أين توجد السعادة؟.. اقرئي: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} إن السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة هي في اتباع أوامر الله ورسوله وطاعتهما بدون اعتراض أو تردد وإياك ومن يصور لك هذا الدين بأوامره وتكاليفه أنه نوع من تقييد الحرية وحرمان من المتع الدنيوية فهؤلاء لا يريدون لك إلا السعادة المزيفة والمتعة المؤقتة ثم تكون الحسرة في الدنيا والعذاب في الآخرة.. حذار يا من ترتدين البنطال واللباس العاري أمام النساء والرجال أو العباءة المخصرة وعلى الأكتاف.. أو تجمعين