فايس بوك وسيلة شباب مصر للتعبير عن آرائهم بحرية

إيلاف : احتلت المواقع الاجتماعية الافتراضية مكاناً كبيراً لدى شباب مصر للتعبير عن آرائهم بحرية ومن دون قيود وكان أبرز تلك المواقع هو الـ" فايس بوك " ، حيث نظم شباب مصر مجموعات لتكون وسيلة لتبادل أفكارهم حول كل شاردة وواردة .

وقالت صحيفة الحياة اللندنية في تحقيق لها: "إنه بين كل ليلة وضحاها يولد في مصر خبر جديد أو حدث مثير فتشكل حوله جبهتا رأي، واحدة معارضة وأخرى مؤيدة"

وفي ظل زخم إخباري شهدته مصر خلال العام 2009 على الأصعدة كافة ومع ارتفاع أسهم المواقع الاجتماعية الافتراضية مثل الـ"فايس بوك"، تنوعت المجموعات الافتراضية فيه وبلغت ذروتها.

فمنذ إضراب 6 نيسان الذي انطلقت شرارته من خلال الموقع الاجتماعي الضخم، أضحى الـ"فايس بوك" بالنسبة إلى المصريين خصوصاً الشباب حسب الصحيفة، بمثابة "هايد بارك" مصري يعبّرون من خلاله عن أفكارهم وآرائهم .

وتمحورت مداخلات غالبية المجموعات - بحسب الصحيفة نفسها- حول زيارة أوباما إلى مصر، وإشكالية التوريث، وإمكانية ترشح البرادعي للانتخابات الرئاسية المقبلة، ودعوة عمرو موسى وعمرو خالد ومفتي مصر علي جمعة إلى الترشح للانتخابات الرئاسية، ومقاطعة الجزائر على كل المستويات بعد أحداث "موقعة" أم درمان في السودان عقب مباراتها مع مصر في تصفيات كأس العالم 2010، وانتخابات نقيب الصحافيين الأخيرة بين مكرم محمد أحمد وضياء رشوان وغيرهما.

وعددت الصحيفة أبرز عناوين المجموعات التي تناولت الشأن السياسي في مصر هذا العام: "مصر يا أحلى بلاد"، "لدعم البرادعي"، "أنا عاوز جمال مبارك"، "ملف التوريث"، "أنا أرشح عمرو موسى"، "انتخابات الرئاسة المقبلة"، "أهلاً بك يا أوباما في مصر بلد الأمن والأمان"، "أنا حرة... أنا هاتنقّب"، "إشكالية النقاب في الجامعات المصرية"، "فاروق حسني لليونسكو"، "خنقتونا"، "ضد دخول غشاء البكارة الصيني إلى مصر"، "لو لم أكن مصرياً كان يبقى خير وبركة ""غضب من الوطن"، "أنا هنا يا ابن الحلال"، "للمطالبة بعدم المغالاة في المهور"، "معاً من أجل حماية أوطاننا وأنفسنا من وباء أنفلونزا الخنازير والطيور"، "للوقاية من أنفلونزا الخنازير"، "ليس قطعة من القماش تغطي بها شعرها إنما هو عقيدتها ودينها"، "بعد مقتل مروة الشربيني"، "مليون توقيع للفيفا ضد الجزائر"، "بعد مباراة مصر والجزائر"، وغيره الكثير.

كما كان للمجال الفني والثقافي نصيب، إذ طرحت إحدى المجموعات رفض زيارة المغنية الأميركية بيونسيه إلى مصر في 6 تشرين الثاني "نوفمبر" الماضي ومنها "عفواً بيونسيه ليس نحن"، و "لا للعري"، و "بيونسيه في مصر لا وألف لا". وطالبت هذه المجموعات الأزهر بإصدار فتوى تمنع مثل هذه الحفلات، اقتداءً بفتوى منع النقاب في الجامعات المصرية، وكما فعلت ماليزيا عام 1997.

في المقابل، رفع بعض المجموعات شعار "عفواً أيها الرافضون، أهلا بيونسيه".

كما دشنت أخرى لتشجيع الأفلام المصرية التي شاركت في مهرجان "فينسيا" السينمائي الدولي الماضي مثل: "رابطة تشجيع مصر في مهرجان فينسيا"، وللتضامن مع الفنان نور الشريف في أزمته بسبب ما نشرته إحدى الصحف عن تورطه في قضية شذوذ جنسي مثل: "كلنا مع نور الشريف"، و "لا لظلم نور الشريف"، و "تضامنوا مع نور الشريف".

وتحت عنوان "أحمد السقا رئيساً لمصر ٢٠١١" فكر أحد الشباب في إطلاق هذه المجموعة كنوع من الخروج عن المألوف فيما يخص الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مع اختيار "كريم عبد العزيز" لوزارة الداخلية و "أحمد عز" لوزارة الخارجية.

كما أنشأت مجموعة بعنوان ضد وردة الجزائرية، يطالبون فيها بمنعها من دخول مصر بعد زعم إدلائها بتصريحات في إحدى الصحف الجزائرية قبل مباراة مصر والجزائر أكدت فيها "أنها لا تقبل بغير الفوز وتأهل المنتخب الجزائري للمونديال".

كما اهتمت مجموعات عدة بالخلاف الذي نشب أخيراً بين الفنان عادل إمام والداعية الإسلامي خالد الجندي، بعدما شنّ الجندي هجوماً على إمام لأنه "دائماً ما يقدم اللحية والجلباب في كل أعماله الفنية على أنهما صور للإرهاب والتشدّد الديني خصوصاً في فيلم "الإرهابي"، ولادعاء إمام بعرض الجندي مبلغاً مالياً لإنتاج فيلم يفيد المسلمين.

كما استغلت بعض الفنانات موقع الـ"فايس بوك" للترويج لمسلسلاتهن في رمضان الماضي مثل منة شلبي ومسلسل "حرب الجواسيس"، وزينة في مسلسل "ليالي".

ويرى خبراء علم الاجتماع أن الـ"فايس بوك" أصبح وسيلة الشباب للتعبير عن آرائهم بحرية من دون قيود، خصوصاً مع عدم مقدرتهم للوصول إلى وسائل الإعلام التقليدية كالراديو والتلفزيون بسهولة. فضلاً عن الاهتمام بإبداء الرأي عبر تلك المجموعات التي تعني "تفريغ طاقة الشباب الهائلة والتي إن لم تستثمر في شكل جيد ستتحول إلى طاقة سلبية".