فنون

يحيى خليل: عزفت في27 دولة و100مدينة عالمية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: الفنان يحيى خليل، أخذ على عاتقه نشر هذا النوع من الموسيقى، خاصة بين أوساط الشباب، لدرجة تدهش المتابعين عن قرب، حتى أصبحت حفلاته في كل المدن المصرية تقريبا، مزيجا من البهجة والمتعة..

وقد تواجدت " إيلاف " في بعض حفلات يحيى خليل في ساقية الصاوي ودار الأوبرا المصرية، ووقفنا على حالة النشوة التي تصنعها موسيقاه، خاصة مقطوعة حكاوي القهاوي، مقطوعة أميرة، ودنيا، وإعادة صياغته لبعض أغنيات السيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، فالفنان يحيى خليل يرفض أن يتحدث لصحفي من دون أن يحضر بعض حفلاته.
ولعل أهم ما يلفت الانتباه إليه " عازفا ومؤلفا موسيقيا " هو ذلك التجاوب والتفاعل الهائل بينه وبين جمهوره .. حالة من الشجن والمتعة، قد يتطور الى صمت مطبق، جماعي، يصاحبه تمايلات جسدية، بين يمين ويسار.. وما إن تنتهي المقطوعة حتى يخرج الجميع شجنهم الحماسي في صورة تصفيق حار.. عنيف.. يهز أرجاء القاعة.
ويحيى خليل له تجارب ثرية في ما عرف بالشكل الغنائي الحديث، كان أبرزها تجاربه مع المطربين: محمد منير وحنان وحميد الشاعري، ومن مؤلفاته مقطوعة "حكاوي القهاوي" التي بقيت على تتر برنامج تليفزيوني شهير لنحو عقدين من الزمان !

معشوقتي

أسأله: كيف بدأت رحلة العشق مع آلة الدرامز أولا؟
قد تندهش إن أخبرتك أن حبي للموسيقى بدأ من سن الرابعة، أي منذ طفولتي المبكرة.كنت أسمع موسيقى الجاز وأنا صبي صغير من خلال المحطات الاذاعية الموجهة، وشدني برنامج إذاعي يومي خاص بموسيقى الجاز، كانت أحلى ساعة أقضيها في يومي، بعدها كان دوري أن أبحث عن مادة مكتوبة عن هذه الموسيقى التي سحرتني، وشعرت أن روحي تلتصق بهذا النوع من الموسيقى.
في منزلي .. كنت أعزف على كل ما أصادفه في منزلي، ويقع تحت يدي، من مقاعد وطاولات.. وأدوات مطبخ، لأصنع من طرقها موسيقى كنت أطرب لأصواتها.
وعندما بلغت الرابعة عشرة من عمري، كونت مع أصدقاء لي فرقة موسيقية لعزف موسيقى الجاز، أطلقنا على الفرقة اسم :"كايرو جاز كوارتيت" أي رباعي القاهرة لموسيقى الجاز".

ولكنك لم تذكر كيف ارتبطت بآلة الدرامز.. وهي أضخم وأثقل آلة موسيقية؟
بابتسامة تكشف عن عشق حقيقي، وكأنه بصدد الحديث عن محبوبة قال:
عشقت آلة الدرامز، عقب مشاهدتي لفيلم " جين كوربا " .. هذا الموسيقار العبقري أشهر عازف لآلة الدرامز، وأحد أهم مؤسسي موسيقى الجاز، الذي سحر العالم بموسيقاه، الذي من أجله خرجت قصة حياته في فيلم سينمائي تكلف الكثير، وهو بهذا أول عازف نجم في تاريخ الجاز.

وهل صادفت تشجيعا من الأسرة؟
على العكس..كانت أسرتي ترى في هوايتي للموسيقى " مضيعة للوقت " وترفا غير مقبول!
ألم يكن في مصر فنانون كبار لهذا النوع من الموسيقى، ولهذا قررت الهجرة إلى الشمال .. إلى أميركا ؟
بل كان لدي في مصر واحد من أهم أساتذتي المحترفين وهو البروفسور " لبيب حنين " الذي كان من أهم العازفين آنذاك، وتتلمذت على يديه، أما الأكثرية من العازفين في مصر في ذلك الزمان، فقد كانوا من الأجانب.

أميركا

ومتى قررت الرحيل عن مصر؟
في العام 1966عندما كنت في العشرين من عمري، تملأني الأماني والطموحات، ورغم أنني كنت قد تذوقت طعم النجاح وأصبحت من المشاهير كعازف وملحن وموسيقي وقائد لفرقة ناجحة، وتصور أنني في هذا السن كان لي برنامج اذاعي عن موسيقى الجاز، وأخرجه أهم مخرج درامي فيما بعد، وأقصد المخرج المبدع الراحل يحيى العلمي، ولكني قررت السفر إلى أميركا للدراسة الجادة، لأني أخذت على عاتقي مهمة نشر موسيقى الجاز، ولرغبتي فى الالتقاء وجها لوجه مع العمالقة، والتعلم على أيديهم، والجميل أنني وجدت هؤلاء الكبار يشجعونني ويأخذون بيدي، فهم ليس لديهم عقدة الخوف أن يتفوق عليهم أحد.
وجدت نفسي أستمع للبار وأعزف معهم.

ثم ماذا ؟
بقيت معهم.. أراقب وأتعلم من الأساتذة نفسهم الذين كنت أستمع إليهم من إذاعة " صوت أميركا " من خلال برنامج " نادي الجاز "، فنانون لم أكن أحلم بمقابلتهم، ومكثت بينهم 15عاما، بعد أن اختار" للجاز لمدة خمس سنوات، تلميذا للعازف البركشن روي وهو أستاذ ل " جين كروبا، صاحب قصة الفيلم الذي سبق الأشارة إليه، ونجحت مع أساطير الموسيقى في العالم أمثال : أوليفر جونز، ديف يونج، فان فريمان و ديزي جيلسبي،( والأخير شارك يحيى خليل العزف في افتتاح دار الأوبر المصرية الجديدة العام 1989).

شكل جديد

ومتى قررت العودة ؟
في العام 1979عدت لأبحث عن المواهب الشابة في الساحة الموسيقية، لكي أكوّن منهم فرقتي الموسيقية، تلك الفرقة التي قال عنها النقاد الموسيقيون، إنها تمثل أفضل خليط من المواهب الموسيقية التي تجتمع معا لأول مرة.

ثم قدمت الشكل الموسيقي الغنائي الحديث لأول مرة في مصر؟
كان ذلك من بين الجسور التي قدمت من خلالها مشروعي الغنائي والموسيقي، وعودة الى ألبومات:" شبابيك" لمحمد منير، الشمس الجريئة: لحنان، و" رحيل " لحميد الشاعري، يكشف عن عمق التجربة ونجاحها، خاصة بين أوساط الشباب، والكبار، حيث أعتز بأن جمهوري من كل الفئات

وماذا عن مشروعك لتطويع الآلات الغربية لعزف الألحان الشرقية؟
أفعل هذا من منطلق قومي وطني، ولعروبتي، فأكثر ما يسعدني أن أجعل جيلا من الشباب العربي يقبلون على موسيقانا، ويتزاحمون عليها، ومن واجبنا أن نجذبهم ونستعيدهم بدلا من أن يهربوا منا الى أنواع شاذة من الموسيقى، وأن يصل صوت موسيقانا الى خارج الحدود.

وما هي انجازاتك في هذا ؟
عزفت في أكثر من 27دولة، و100مدينة عالمية، وكل هذا نجاح للأبداع العربي.

تليفزيون

وماذا عن تجربتك في تقديم برنامج تليفزيون متخصص في موسيقى الجاز؟
يقول ان الفضل في ذلك يعود الى التليفزيون المصري، بمبادرة من مسؤوليه.

وبماذا تنصح الشباب ؟
أنصحه بأن يتمسك بهوايته، وأن يدافع عن حقه في أن تكون له هواية يتقنها، تحببه في الحياة، فبإخلاصي لهوايتي وصلت أن تختارني الجامعة الأميركية لأن أكون " بوستر " عن محو الأمية، وكان فخرا لي أن من سبقني في هذا الملصق هو أديب مصر العالمي نجيب محفوظ .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف