فنون

فريدة تضيء بصوتها دار الأوبرا بدمشق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إدريس مراد من دمشق
أُسدلَ الستار على فعاليَّات مهرجان "ما زالت المرأة تغني" بحفلة متميِّزة أحيتها سيدة المقام العراقي، فريدة محمد علي، في الصالة الكبيرة بدار الأسد للثقافة والفنون، بهذا يكون قد مر على جمهور دمشق أكبر فعالية غنائية لعام 2010، إذ جمعت هذه الفعالية العديد من الأصوات من مختلف الأقطار العربية، التي يتمتع أبناؤها بتراث مشترك وموسيقى مشتركة، في دار الأوبرا السورية التي تحتضن كل الأشقاء المبدعين.

وخلافا لأمسيات تظاهرة "ما زالت المرأة تغني" كانت حفلة فريدة أمسية عراقية بامتياز، وكان واضحا أن الجمهور العراقي كان ينتشي باللقاء مع ذاكرته، وبالتواصل مع تراث وذاكرة ليس من السهل العثور عليهما اليوم، وغنى الجمهور مع فريدة طالبا مزيدا من أغنيات ناظم الغزالي، الى ذلك كانت الأمسية تعبيرا عن حنين هائل يكنه العراقيون إلى بلدهم، ولم تكف المغنية في أي من أغانيها عن التغني ببغداد ودجلة ومدن العراق.

ووجهت فريدة محمد علي والفرقة تحيات الى الجمهور الذي حضر الحفل لا سيما استاذها ومعلمها سفير المقام العراقي حسين الأعظمي والمطرب سعدون جابر والملحن كوكب حمزة والممثل جواد الشكرجي تماما كما لو كانت الحفلة في بغداد ايام عزها.

يطلق على فريدة محمد علي عباس الأسدي لقب "سيدة المقام العراقي"، لأدائها المتميز في هذه المقامات، ولكونها المرأة الوحيدة التي تمكنت من أداء هذه المجموعة من المقامات، وتقديراً لدورها المتميز في نشر هذا الموروث الغنائي العراقي في العالم، لقبت أيضاً بـ"صوت الرافدين" وبـ"قيثارة دجلة"، وهي تقف اليوم في طليعة الأصوات النسائية العراقية.

غنت فريدة محمد علي على مدى ساعتين ونصف باقة منوعة من أجمل أغاني مطربات العراق الشهيرات خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات أمثال: صديقة الملاية، سليمة مراد، زهور حسين، وحيدة خليل، ولميعة توفيق، وبمرافقة موسيقى جديدة من إعداد الملحن ورئيس الفرقة محمد حسين كمر وبمصاحبة الآلات الموسيقية التراثية العراقية، في فرقة تحمل اسم "فرقة المقام العراقي".

بدأت الحفلة بمقام دشت وأغنية "وين ابن الحلال" من تراث زهور حسين، وهذه الأغنية من ألحان عباس جميل وكلمات عبد الكريم العلاف، ومن ثم تتالت الأغاني، "سبحان الجمعنا بغير ميعاد" من تراث وحيدة خليل، "أم العيون السود" من تراث ناظم الغزالي، "عالشوملي" من التراث القديم، موال حجاز "جوز منهم" من تراث عفيفة إسكندر وألحان وكلمات خزعل مهدي، مقام لامي "خالة شكو" من تراث زهور حسين، كلمات سيف الدين ولائي وألحان ناظم نعيم، وأغنية "هذا الحلو كاتلني يا عمة" من تراث لميعة توفيق ومن ألحان محمد نوشي، وأغنيتا "يالولد"، و"ما ريده" ألحان عباس جميل، وأغنية "يا صياد السمك" وهي من الأغاني التراثية العراقية، أغنية "يا حمام" من ألحان صالح الكويتي، ومن مقام عجم قصيدة "أي شيء في العيد" للشاعر إيليا أبو ماضي، وأغنية "طالعة من بيت أبوها" ألحان ملا عثمان الموصلي، أغنية "مروا على علية الحلوين" كلمات د. زاهد محمد زهدي وألحان ناظم نعيم من تراث سفير الغناء العراقي ناظم الغزالي، وأغنية من المربع البغدادي "يمه أنباك رجلي"، وانتهت الحفلة بالأغنية التراثية العراقية المعروفة "فوق النخل".

غنت فريدة على مدى ساعتين ونصف بدون تعب، وكلما بدأت بأغنية جديدة كانت تظهر وكأنها بدأت تواً، وهكذا كانت ليلة عراقية بحق.

في نهاية الحفل التقينا بمؤسس فرقة المقام العراقي التي ترافق فريدة في كل حفلاتها، السيد محمد حسين كمر، حيث قال عن الفرقة: "تأسست الفرقة عام 1989 لتشكل امتداداً لفرقة تراث الموسيقى العراقية التي أسسها الفنان الكبير الراحل منير بشير عام 1973، وكان الغرض من تأسيس الفرقة إحياء المقام العراقي وبقية الألوان الغنائية والموسيقية والتراثية العراقية وتقديمها في المحافل والمهرجانات العربية والدولية من خلال الصوت النسائي المتميز في أداء المقام العراقي الفنانة فريدة محمد علي".

وأضاف الفنان العراقي: "أعضاء الفرقة من خريجي معهد الدراسات الموسيقية وقسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون الجميلة، وتعتبر الفرقة حالياً من أهم الفرق التي تقوم بإحياء موروث المقام العراقي وإيصاله إلى العالم من خلال جولاتها الفنية المتعددة، وقد حظيت الفرقة باهتمام واسع في كل مشاركاتها، وكانت ضمن أفضل أربع عشرة فرقة تم اختيارها من بين خمسمائة فرقة من مختلف أنحاء العالم، بترشيح من لجنة تحكيم مهرجان ملتقى ومعرض موسيقى العالم الذي أقيم في مدينة روترادم الهولندية، حين تم اختيارها كعاصمة أوروبا الثقافية لعام 2001، كما أدرج اسم الفرقة في سجل 2001 العالمي، في عام 2004 أختيرت فريدة محمد علي وفرقة المقام العراقي من قبل البلاط الملكي الهولندي لتقديم حفل عيد الملكة بحضور ملكة هولندا بياتريكس والعائلة المالكة".

وتابع في حديثه قائلاً: "منذ عام 1997 استقرت الفرقة في هولندا وقمت كمؤسس لهذه الفرقة في عام 2000، وبدعم من المؤسسات الفنية والثقافية الهولندية بتشكيل مؤسسة المقام العراقي التي تقوم بتوثيق ونشر وتعليم الموسيقى العراقية المتمثلة بالمقام العراقي في أوروبا والعالم، وفي عام 2005 أصبحت المؤسسة واحدة من المؤسسات التابعة والمدعومة من قبل التجمع الثقافي الهولندي، وحصلت شخصيا على عضوية اتحاد الموسيقيين الهولنديين العالمية".

وأنهى الفنان محمد حسين كمر حديثه قائلاً: "للفرقة مع سيدة المقام العراقي فريدة عشرة إصدارات حققت نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، واليوم أمامنا مشاريع أخرى تتعلق بتوثيق وتسجيل وأرشفة المقام العراقي، لخدمة هذا اللون من الغناء العراقي الأصيل والمحافظة عليه من الضياع لكي يبقى كنزا للأجيال القادمة ولابد لنا في هذا الصدد أن نتقدم بجزيل الشكر الى منظمة اليونسكو والصندوق العربي لدعم الثقافة والفنون ألتي أبدت مساندتها القيمة لجزء من هذا المشروع متمنيا أن يحظى مشروعنا بدعم وزارة الثقافة العراقية وبقية المؤسسات الثقافية في العالم ليخرج المشروع بالصورة التي نتمناها وسنستمر في نشر هذا المقام وتوصيله إلى أوسع جمهور ممكن".

وبدورها قالت الفنانة العراقية فريدة محمد علي متحدثة عن أدائها بهذا الشكل المتواصل وعدم تعب صوتها مع هذه الفترة الطويلة وهي تؤدي أصعب الألحان: "يساعدني في ذلك دراستي الأكاديمية المتخصصة في علم الغناء التي كانت في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد، فضلاً عن إمكانيات صوتي الربانية، وها أنا أحاول أن أرسخ هذه الأشياء في المقامات العراقية، وما قدمته إلى الآن قارب اثنين وعشرين مقاماً".
وعن مهرجان "ما زالت المرأة تغني" قالت الفنانة العراقية: "نعم، ما زالت وستبقى المرأة تغني، هكذا هي في الغناء والموسيقى، ولها دور أساسي في مسيرة المجتمعات، الغناء جميل والأجمل عندما يؤديه صوت نسائي، العنوان جميل وهادف".

وأنهت حديثها قائلة: "أتمنى لهذا المهرجان الاستمرارية وأن نلتقي من خلاله بالجمهور السوري بشكل دوري، شكراً للدكتورة حنان قصاب حسن التي تصر على استمرارية هذا النشاط، وشكراً للسيدة الأخت والصديقة الدكتورة بثينة شعبان مستشارة الرئاسة السوريةالعزيزة حضورها وتشريفها حفلنا ولدار الأوبرا ولكل من ساهم في إنجاح المهرجان وكل من حضرني سواء من انتقدني أو من صفق لي".

يذكر أن فريدة محمد علي حازت على عدد كبير من الجوائز كأفضل أداء وصوت نسائي كما تم اعتبار اسطوانتها "مقامات ومواويل عراقية" كواحدة من أفضل عشر أسطوانات في العالم من قبل مجلة song lines الإنكليزية.

كرمت عام 2004 من قبل ملكة هولندا بياتريكس عندما قدمت حفلاً كبيراً في القصر الملكي بمناسبة يوم ميلاد الملكة الهولندية.

شاركت في أكثر من 300 مهرجان، وقدمت حفلاتها على أشهر وأكبر المسارح في مختلف أنحاء العالم، حيث وقفت على مسرح الأولمبياد، ومسرح المدينة في باريس، وقاعة الكندي سنتر في واشنطن، وقصر الفنون في مونتريال، ودار الأوبرا الملكية، وقاعة كوين إليزابيت هول في لندن، ومركز ثقافات العالم في كل من هولندا وألمانيا، والكونسرت هاوس في استوكهولم، ومسرح الأوبرا (دي لامونيه) في بروكسل، إضافة إلى مشاركاتها في جميع المهرجانات الرسمية العربية.

وقال الفنان العراقي المقيم في دمشق سعدون جابر: "لقد مثلت فريدة الغناء العراقي تمثيلا صحيحا"، أما عن الفرقة، التي يقودها الفنان محمد حسين كمر فقد قال جابر "إنها متمكنة من التراث العراقي الأصيل"، وأشاد خصوصا بعازف الناي عدنان شنان.

وجاء حفل فريدة محمد علي في إطار تظاهرة "ما زالت المرأة تغني" التي تقيمها دار الأوبرا السورية للمرة الأولى، وشارك فيها كل من التونسية درصاف الحمداني، والمغربية كريمة الصقلي، والمصرية مي فاروق، والسوريتين لبانة قنطار، ونعمى عمران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
not nice
hemze -

not nice ,very old,she have go to alhej not to singing