فنون

باسم ياخور:الدراما السوريَّة ليست حكرًا على دمشق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أنهى المخرج السوري، عبد الغني بلاط، الجدل القائم حول عنوان مسلسله الجديد "المنعطف" الذي يعتبر باكورة أعمال مؤسَّسة الانتاج التلفزيوني والاذاعي التابع للتلفزيون السوري.

دمشق:قال المخرج السوري، عبد الغني بلاط، في المؤتمر الصحفي الذي عقد في فندق ديديمان حلب أمس، احتفالاً ببداية تصوير مسلسله الجديد "المنعطف"،أنَّه عدَّل على بعض أركان المسلسل، ومنها العنوان الذي أعتبره عميقًا جدًّا، وكان يود أنيحمل عنوان "في الميزان".

وعن فكرة العمل أوضح بلاط: "العمل يتناول قضايا اجتماعيَّة عديدة وفي مقدمتها تأثير العولمة على حياتنا، هذا المصطلح الذي كان لنا نصيب من التأثر به، والذي أفسد النفوس ونشر الفساد عن طريق مجموعة من المهندسات وهن شمس، وهالة، وهيام، وبعد ذلك مجال في مواجهة رموز الفساد والمهندسين وهم هشام، وعادل، وعصام، ومن ورائهم تجار ومسؤولين وما يدور حول ذلك من أحداث وتداعيات اجتماعيَّة واقتصاديَّة ونفسيَّة"، وأضاف بلاط: "العمل الذي كتبه ماهر دروبي يتناول الهجرة والفساد".

وأشار المخرج أنَّه يعمل لأوَّل مرة في مدينة حلب، معتبرًا في الوقت نفسه أنَّ العمل في تلك المدينة تلائم مزاجه كمخرج، مستفيدًا من البعد عن ضغط الوقت ووجود كم كبير من ممثلي مدينة حلب اللذين يعملون بإجورٍ بسيطةٍ، واصفًا إياهم مازحًا بالطيبين اللذين لم يفسدوا بعد مثل فناني العاصمة، وإنَّ الكومبارس في حلب لا يتعب أو يتردد من أية مشاركة ويؤدي عمله من دون تلكأ.

وردًّا على سؤال "إيلاف" الَّتي حضرت المؤتمر قال المخرج أنَّه لايعلم عن مدى تدخل الرقابة في النص، وأنَّه عندما قرأ النص أحس أنَّه في المدينة الفاضلة، حيث لم يتطرق أبدًا إلى الفساد الموجود في سوريا، لكنَّه عدَّل بما تسمح له رقابته الداخليَّة، بالإشارة إلى هذه المواضيع على مبدأ "قسم الرغيف بالنص" لكي يكون هناك مصداقية في العمل، مشيرًا إلى أنَّ رموز الفساد في تزايد مستمر، وهي المشكلة الَّتي يعاني منها المجتمع السوري على الرغم من محاولات الحكومة ببتر هذا الفيروس الاجتماعي، ولكنه يبقى آفة سرطانيَّة لا تنفع معها أيَّة حلول، مضيفًا إنَّ مسلسله سينتهي من دون أنّْ ينتهي الفساد.

واعتبر الكاتب ماهر الدروبي إنَّ العمل يتناول بعض المتغيرات الضروريَّة لهذه المرحلة، وإنَّ قصَّة مسلسله جاءت نتيجة انخداع معايير الجيل بالحلم الأميركي الزائف، الذي يطبع ويوزع على العالم بأسره، ساحبًا معه الحس والانتماء الوطني من الشعوب في العالم نتيجة غياب الوجدان، معتبرًا إنَّ الهوية التَّاريخيَّة والوطنيَّة مهدَّدة بشكل او بآخر، وأشار إلى أنَّ عمله جاء ردًّا عن القوالب الجاهزة للفكر والقيم الرأسماليَّة البعيدة كل البعد عن الروح والوجدان العربي، سالبةً معها الثقافة المحليَّة، مضيفًا أنَّ الروح تبنى في الأوطان على حد تعبيره.

من جانبه اعتبر الفنان السوري باسم ياخور إنَّ أكثر ما شدَّه للعمل في هذا المسلسل هو موضوعه الذي يتناول الفساد في مؤسسات الدولة، إضافة إلى الفساد في القيم الاجتماعيَّة، مشيرًا إلى إنَّ أبطال الفساد هم نفسهم الموجودين في الجانبين، مضيفًا أنَّ وجود بعض الشَّخصيَّات المثاليَّة البعيدة عن الخطأ في المسلسل قد يضعف العمل، إلاَّ أنَّه من الممكن معالجته دراميًّا، وأهم ما يميز العمل أنَّه من الأعمال الجماعيَّة البعيد عن الديكتاتوريَّة الفرديَّة، وهو مسرور بوجوده مع فريق العمل، مضيفًا إلى أنَّ مخرج العمل يملك ثقافة الحوار، ويتقبل الكثير من وجهات النظر الَّتي تنسجم مع أفكاره وخبرته.

وقال الفنان السوري ياخور: "ليس بالضرورة أنّْ تعتمد الدراما السوريَّة على دمشق كجواز سفر لها ولتسويقها عربيًّا، وإنَّ الدراما يجب أنّْ تعبِّرعن سوريا بكافة أطيافها وكل بيئاتها ومدنها"، مستشهدًا بالعمل المغرق في محليته "ضيعة ضايعة" الذي لاقى رواجًا منقطع النظير حتى على المستوى العربي، وأنَّ هذا النوع من الأعمال الَّتي تعتمد على لهجات متنوعة من الفسيفساء الَّتي تشكِّل المجتمع السوري ليست وليدة الحاضر، بل هناك أعمال سابقة تمتعت بخصوصية المدن السوريَّة، إلاَّ أنَّها صنفت في ذاكرة المجتمع السوري والعربي بجدارتها المهنيَّة وتميزها كالأعمال الَّتي قدمت بلهجة الجزيرة السوريَّة.

ونوَّه الفنان السوري إنَّ توليفة أي عمل إذا ما حبك بطريقة دراميَّة جيِّدة فإنَّه سيحقق المتعة والفائدة لكل المشاهدين السوريين والعرب بغض النظر عن اللهجة المتبعة فيه، وأشار ياخور إلى إنَّ حلب هي من أكثر المدن السوريَّة المحافظة على أصالتها وهويتها.

وبدوره أعلن مدير الإنتاج ياسر علي في حديثه: "لقد تم توفير كل الظروف الإنتاجيَّة الملائمة لحسن سير العمل من خلال الجهود المبذولة من مؤسسة الإنتاج في باكورة إنتاجه، بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ولفت إلى أنَّ هناك جهود كبيرة من قبل كادر الإنتاج لتوفير كل الظروف ومقومات نجاح العمل".

وفي نهاية المؤتمر أعلن المخرج عن أبطاله الأساسيين وهم إضافة إلى الفنان باسم ياخور، الفنانون سليم صبري، وعمر حجو، ومرح جبر، ونادين سلامة، ومي سكاف، وعبد الحكيم قطيفان، وهبة نور، وسلوى جميل، وعدد من فناني حلب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ساكن
من سكان العالم -

قضايه اجتماعيَّة من تأثير العولمة فتح الحدود و السكان لا ولاء له لـ موظف مثل امل حجازى ولائها فى حياه صغيره مظلمه لـ حزب الله الذى خلفه سوريا يدربها بالاغنيه ويلك من الله تنفجر فى زوجها عند تصوير بالقانون حقه فى الشارع ليس اسرار عسكريه ما يظهر و تصرخ و قد يغمى عليها و تردد ويلك من الله

ساکن
qalandar -

فی ایه‌ عالم انت ساکن یا ساکن

مركزية دراما سوريا
سعيد إبراهيم -

ما زالت الدراما السورية تركز على مشاكل دمشق وفي فترات محددة، فالمسلسلات المصرية تأخذنا إلى عمق الصعيد و أزقة الدلتا وحتى صحراء سيناء فتكون غطت كل الأراضي المصرية أما في سوريا فلم نرى مسلسل يعرض مشاكل وخبايا القرية والريف، ربما الرقابة!!!!

شكرا ياخور
Fadi-UAE -

شكرا جزيلا للفنان النجم المتألق باسم ياخور لاحترامه الاماكن (وأنَّ هذا النوع من الأعمال الَّتي تعتمد على لهجات متنوعة من الفسيفساء الَّتي تشكِّل المجتمع السوري ليست وليدة الحاضر، بل هناك أعمال سابقة تمتعت بخصوصية المدن السوريَّة، إلاَّ أنَّها صنفت في ذاكرة المجتمع السوري والعربي بجدارتها المهنيَّة وتميزها كالأعمال الَّتي قدمت بلهجة الجزيرة السوريَّة)وهذا يدل على الثقافة العالية والاختلاط الممتاز مع جميع عوالم العالم السوري المتنوعةوالى الامام بمثل هذه الاعمل ونتمنى أن نراك باعمال بلهجة أهل القامشلي.