إفتتاح مهرجان الدوحة الغنائي... تميّز وإبداع "عَ هوا لبنان"

brightcove.createExperiences();

brightcove.createExperiences();

إفتتح مهرجان الدوحة للأغنية دورته العاشرة التي أتت تحت شعار "ع هوا لبنان" بأمسية لبنانيّة بإمتياز، لم تخلُ من الثّغرات التي لم تطغ على جماليّة الإحتفال.

طلبت غناء جديدي في المهرجان... فقالوا في المرة الثانية
طوني حنا: الإعلام اليوم قائم على المصالح

صحن طائر في الدوحة بين فنان وإعلامي

أعرب خلال مهرجان الدوحة عن غضبه من إهمال لبنان لمبدعيه
ملحم بركات يردّ على وسّوف: خسرت أعز ما لديك... صوتك

الدوحة: كشف مهرجان الدوحة للأغنية عن أولى السهرات التي في جعبته ليلة إفتتاح دورته العاشرة، والتي أتت تحت شعار "عَ هوا لبنان". وسهر الحاضرون مع نجوم الأغنية اللبنانيّة في سهرة تكريم لعمالقة لبنان منصور وعاصي الرحباني وفيلمون وهبي وزكي ناصيف.

الليلة الأولى التي شهدها مسرح المهرجان في الحي الثقافي في "كتارا" كانت مميزة، لكن ملاحظات كثيرة شابتها وخرج بها الحاضرون، لعلّ أبرزها المساحات الزمنية الفارغة التي فصلت بين تواجد الفنانين على المسرح. ففي حين كان مشاهدو المهرجان يتابعون على شاشة تلفزيون قطر الفقرات التي تلي خروج الفنان من المسرح والمقابلات التي تجريها الإعلامية جومانا أبوعيد معهم، كان الحضور داخل القاعة يشعر بثقل هذا الفراغ، خصوصًا أن الوقت كان يمضي والجميع يريد الإستفادة من كل لحظة ليعيش الأجواء الفنية المميزة.

ولعل مصادفة إفتتاح المهرجان مع أيام العمل العادية في قطر، جعلت الكثيرين ينسحبون قبل انتهاء الفقرات، لأن لديهم إلتزامات مهنية في اليوم التالي.

ومساء الإثنين فتحت الستارة، ليظهر مسرح المهرجان للمرة الأولى أمام عدسات المصورين والحاضرين، الذين أبدوا إعجابهم بالتصميم المميز الذي استوحي من آثار لبنان وتحديدًا من بعلبك وبيت الدين وعنجر. كما كان للشاشة العملاقة التي رفعت على امتداد المسرح بما حملته من صور متحركة للطبيعة في لبنان ولتعاقب الفصول الأربعة في لبنان، إضافة إلى العلمين اللبناني والقطري.

"أبو الشنب" وأغنيتان فقط

الإفتتاح الذي أتى متأخرًا قرابة النصف ساعة، جاء على وقع ألحان الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو إيلي العليا، مترافقة مع لوحات استعراضية راقصة لفرقة "رماح" اللبنانية. وبعد رقصة المهرجان الشهيرة "يا ليلة دانة.. مهرجان الدوحة ملتقى الدانات.. أعذب النغمات" رحبت الفرقة بالفنان اللبناني طوني حنا الذي ألهب الجمهور منذ اللحظة الأولى له على المسرح.

ومع أغنيته الشهيرة "يا با له.. يا با من شرد لي الغزالة"، حيث تفاعل الجمهور بشكل لافت معه، خصوصًا عندما قرر كسر الحواجز بينه وبينهم على طريقته، بصعوده إلى المدرجات بعد أن إشترط عليهم عدم إيقافه لإلتقاط الصور معه. وأبدع حنا في موال الغربة قبل أن يشدو بأغنيته الشهيرة "خطرلنا على بالك"، ويغادر وسط علامات استفهام ارتسمت على وجوه الحاضرين حول اقتصار فقرة فنان مخضرم كطوني حنا على أغنيتين فقط.

أيمن زبيب يشعل المدرجات

وصلة راقصة أخرى سبقت دخول الفنان أيمن زبيب إلى المسرح، حيث أشعل المدرجات غناء ورقصًا عندما استعاد مجموعة كبيرة من أغانيه الشهيرة التي رددها معه الحضور عن ظهر قلب، بل وطالبوه بالجديد أيضًا. وكان من أجمل ما صدحت به حنجرة الفنان الشاب مواويل منوعة وأغنيات "شفتا ودموعا شلال" و"هلا يما وهلا يوب" و"بحبك والله" و"يا ويلي يا ما من الحب" وغيرها من الأغنيات ليختم بأغنية "عازز عليّ النوم" وكوكتيل من أغانيه. ليغادر بعدها وسط مطالبات الجمهور ببقائه أكثر.

ملحم زين... علواه

إستقبال الفرقة الإستعراضية للفنان ملحم زين جاء مختلفًا بعض الشيء، حيث هبط من أعلى أدراج "بيت الدين" على المسرح، ليقدم باقة من الأغنيات لونها بين قديمه مثل "شو جابك ع حينا" و"بدي حبك شو قلتي"، وباقة من أغاني الفنان وديع الصافي، فأبدع في غناء موال "أنا وهالبير" وأغاني "يا بني" و"عندك بحرية يا ريس" و"الليل يا ليلى"، إضافة إلى أغنية مروان محفوظ التي لحنها زياد الرحباني "يا سيف ع الأعدا طايل". كما كان لملحم زين وقفات مع الميجانا والدلعونا والروزانا "هويدا لك" أطرب الحاضرين بسماعها فتفاعلوا معه وتراقصوا على أغنياته، وطربوا للباقة الجميلة التي قدمها من الأغنيات.

نجوى كرم... فرحة المهرجان

الإستراحة غير المعلنة في البرنامج التي طالت كثيرًا قبل فقرة الفنانة نجوى كرم، جعلت الجمهور يملّ، وغادر الكثيرون الحفلة لأن الوقت كان متأخرًا جدًّا. لكن دخول الفرقة الإستعراضية أعلن ضمنيًّا أن الفنانة في طريقها إلى المسرح، مما خفف من امتعاض الجمهور، لكن ذلك كان بعد نصف ساعة على منتصف الليل.

أطلت "شمس الغنية" على جمهورها بثوب فضي برّاق وغنت بحنجرة من ذهب أغانيها الشهيرة مثل "كنت صغيرة" و"بالروح بالدم" و"إيدك" و"الله يشغلو بالو" و"ع اللالا" و"لو ما بتكذب". كما أطلقت موالاً لقطر قالت فيه "دولة صغيرة بس بالتقدير زحتي الكبر تتاخدي محلو..".

وأمتعت نجوى كرم الحضور بالغناء على وقع الطبل والطبلة والدف حيث امتزجت روعة الغناء بإبداع الموسيقيين وعذوبة نغماتهم.

الموسيقار يبدع ويطرب

من انتظر حتى الساعة الثانية إلا ربع فجراً ليستمع للموسيقار ملحم بركات، كان يعرف أنه ينتظر وصلة من الإبداع تجمع بين الكلمة الجميلة واللحن المبتكر والحضور المميز، مع فنان من الكبار. وبركات الذي كان يتعثر عند خروجه من الكواليس إستهل وصلته مع أغنيته الجديدة للعام 2010 "صاير كذاب" فهتف الجمهور معه بكثير من التفاعل، قبل أن يطالبوه بأغانيهم المفضلة، فتراقصوا كثيرًا مع أغنيته "مرتي حلوة".

ولم يجلس الجمهور لحظة واحدة خصوصًا أنهم انتظروه طويلاً، حيث قدم لهم جديده أيضًا "بدك مليون سنة"، قبل أن يختم مع "على بابي واقف قمرين" في أجواء مميزة جعلت مسرح المهرجان ومدرجاته تهتز على وقع الرقص وتفاعل الجمهور.

ختام تكريمي للعمالقة

إختتمت الليلة الإفتتاحية للمهرجان بدعوة الموسيقار ملحم بركات زملاءه إلى المسرح، فأطلق الدعوة لطوني حنا وسماه "أبو الشنب"، وإجتمع الفنانون اللبنانيون معًا على مسرح المهرجان ليكرموا على طريقتهم عمالقة بلدهم.

فشدا حنا بأغنيته "حداي حداي غزال الحي"، وإختار أيمن زبيب "طلوا طلوا الصيادي" لنصري شمس الدين من ألحان الرحابنة، وغنى ملحم زين مجددًا لوديع الصافي"يا بو المرجلة". أما نجوى كرم فاختارت "يا لبنان دخل ترابك" للشحرورة صباح، واختتمت السهرة على وقع أغنية ملحم بركات "سلم عليها يا هوا"، ليكون هواء لبنان مسك الختام.