"حكاياتهم": صفحات تروي تأريخ الفن العراقي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: حكاياتهم هو المشروع التوثيقي بالصوت والصورة لأهم رواد الفن الغنائي العراقي في خطوة جديرة بالاهتمام لتدوين صفحات مهمة من تأريخ الفن العراقي ليزامن ذلك مع تطلعات مثقفين وأكاديميين عراقيين في نشر الثقافة والفن العراقيين تلفزيونيا ورقميا على صفحات النت .
وهذا المشروع الذي أطلق عليه اسم " حكاياتهم " وتبثه قناة الحرة هو من إعداد الإعلامي العراقي محمد حسين حيث يتوقف عند السيرة الحياتية والفنية لأهم الشخصيات الغنائية واللحنية في عالم الفن العراقي وخاصة الحقبة السبعينية التي شهدت التحول الأهم في الغناء العراقي. والبرنامج صيغة بحرفية جيدة ولم يسلك مسلك الإطراء الذي اعتادت عليه الكثير من البرامج التقليدية إنما ركز على عرض المنجز نفسه والتوقف عند نقاط الضعف والقوة فيه وهو يعرض تقييماً يكاد أن يكون محايداً مع تعاطفه الواضح مع شخصيات البرنامج.
ويبدو من خلال الحلقات الثلاث التي تم عرضها لحد الان انه يركز على منجزات الحقبة السبعينية لأنها تسترجع زمناً يحن إليه الكثير من العراقيين. ورغم أن البرنامج حاول إنجاز تغطية شاملة لمنجزات بعض المطربين ونجح في تحقيق قسم من ذلك لكن الواضح انه يعاني في بعض أجزائه من ضعف مادته الصورية فهناك إفراط في استخدام الصور الفوتوغرافية بدلاً من استخدام التسجيلات الحقيقية لأفلام الأغاني .
فكرة البرنامج هدفها تناول مطربين او ملحنين على نحو تفصيلي ذلك أن اكثر البرامج الموجودة في القنوات التلفزيونية تتناول هده الشخصيات عبر لقاءات عابرة سريعة حيث يسعى هذا البرنامج الى جمع ما تشتت من السجل الغنائي العراقي عن طريق توثيق حياة فنان او مطرب او ظاهرة غنائية عراقية عبر تناول حياة هدا الفنان وكل ما يتعلق به على اعتبار ان سيرة المطرب ليست ملكه فقط بل هي ملك آخرين مثل الملحن والشاعر والناقد الموسيقي
ومن خلال هذا التناول يمكن إعطاء صورة مفصلة من كافة الوجوه لحياة شخصية فنية معينة وبتفاصيل قد تكون غائبة عن الجمهور الذي تقتصر معرفته غالباً بهؤلاء المطربين عن طريق اغانيهم فقط .
راوي حكاياتهم يتحدث مع "ايلاف"
ويقول مقدم ومعد البرنامج محمد حسين في حديث مع "ايلاف" ان هذا البرنامج نكهة جديدة قد تكون غير مألوفة في برامج تلفزيونية اخرى تعاملت مع الماضي الغنائي والموسيقي العراقي .. واضاف " انها نكهة ذلك الاسترجاع المتواصل والعميق لزمن عراقي يبدو على البعد جميلاً وحميماً انه ذلك الزمن الذي احتشد بالمنجز الغنائي وبنجومه الكبار من ملحنين ومغنين وكتاب".
واشار الى ان المنجز الاهم للبرنامج هو التوقيت اذ يأتي عرضه في زمن مرهق ومعبأ بالاحزان والمشاق في العراق جعل الحنين الى السبعينات والستينات طاغياً فضلاً عن فقر المنجز الغنائي العراقي الحالي . واوضح انه منذ منتصف الثمانينات ومع صعود الاغنية السياسية الموجهة بدأ تراجع الاغنية الجادة المشغولة فنياً بحرفة عالية والمنتقاة كلماتها بعناية والساعية بدأب على الامساك بتجربة انسانية حقيقية تصل الى ارواح الناس وتكرس غياب هذا النوع من المنتج الغنائي المتميز في التسعينات. وبين ان ترافق جدب الاقتصاد والسياسة والحياة في عراق التسعينات مع جدب الفن والجمال والغناء.. ثم جاءت الالفية الثالثة لتحمل سنواتها الاولى نهاية نظام صدام حسين الذي حملت نهاية ذلك النظام الذي احتضر الفن الراقي والجاد في ظل سياساته ومغامراته املاً بتجدد ذلك الفن واعادة الحياة لصانعيه لكن اعاصير الطائفية والقتل والاضطراب اطاحت بهذا الامل ليشهد الفن العراقي حتى المتواضع منه خفوتاً غير مسبوق.
واضاف انه لكل هذه التداعيات وفي لحظات الازمة تلك تصاعد الحنين على نحو غير مسبوق ايضاً لسنوات الرقي الغنائي العراقي والمنتج المتألق فيه وهي السنوات التي امتدت من نهايات الستينات حتى بدء الثمانينات. واشار الى ان ذلك كان العهد الذهبي للاغنية العراقية وحيث حاولت محطات تلفزيونية عراقية كثيرة استرجاع ذلك العهد عبر برامج كثيرة بعضها كان ناجحاً ومعظمها لم يحالفه النجاح بسبب الاعتماد على اللقاءات المطولة والتركيز على بعُد واحد في القصة وهي تلك التي يرويها المطرب او الملحن من دون الاحاطة بابعادها الاخرى التي صنعها اخرون.
وقال انه لعل هذه هي الميزة الاهم في "حكاياتهم" الممثلة بسعيه لاكبر احاطة ممكنة بظروف المنتج الغنائي من خلال تناول جوانبه المتعددة كالتلحين والتقاليد الموسيقية والكلمات ونوعية الصوت فضلاً عن المرحلة الزمنية والذائقة الفنية السائدة فيها. واوضح انه على هذا النحو يفلح "حكاياتهم" في التعاطي مع الاغاني والالحان العراقية ليس فقط بوصفها ذائقة شعبية او فنية معينة فحسب بل ايضاً بوصفها معرفة ً لها اصولها وتقاليدها والمتخصصون فيها. واكد ان هذا البرنامج يساهم ويسعى لنشر ثقافة موسيقية وغنائية مهمة ارتبطت بحقبة متميزة في ذاكرة الفن العراقي ومتذوقيه.
واشار الى ان البرنامج قدم لحد الان ثلاث حلقات عن المطربين حسين نعمة وياس خضر والملحن محمد جواد اموري .. فيما ستكون الحلقات المقبلة عن الملحنين كوكب حمزة ومحسن سرحان وطالب القرةغولي والمطربين الهام المدفعي وفؤاد سالم .. فيما ستكون هناك حلقة عن المطربة امل خضير باعتبارها احدى رائدات الغناء النسوي في العراق.
واوضح حسين ان البرنامج شهري حيث ان هده النوعية من البرنامج الوثائقية او السيرة الذاتية تحتاج الى الكثير من الوقت بسبب تركيزها على تكثيف الصورة.. لهذا تحتاج الى فريق عمل لكن في برنامج حكاياتهم يكاد ان يكون العمل جهدا فرديا من عملية تقصي المعلومات وكتابة السكربت الى المونتاج واختيار الموسيقى وعملية البحث الشاقة عن الاغاني العراقية المصورة التي فُقد الكثير منها .
ويرى معد البرنامج أن الصعوبات تكمن في قلة المواد الارشيفة عن هؤلاء المطربين فمن المعروف ان اكثر ارشيف التلفزيون العراقي قد سُرق او حرق بعد احداث عام 2003 لهذا فأنه قد اضطر لوضع صوت موسيقى الاغنية مع وضع صور فوتوغرافية منوعة او عمل "كلبات" لهذه الاغنية.
وبعد .. يقول متابعون لبرنامج "حكاياتهم ان معده قد افلح في كتابة نصٍ متميز ومسبوك بحساسية فائقة تتناسب مع تميز المنتج الغنائي الذي يتعاطى معه البرنامج. واوشحوا ان هذا النص يحاول ان يمسك ثيمة ما او مجموعات ثيمات في حياة المغني او الملحن ليبني حولها قصة متماسكة بلغة رشيقة وشفافة تبلغ ذروتها عادةً في ختام مؤثر او "قفلة" مؤثرة .
التعليقات
ملاحظة
حسن قاسم -الزميل العزيز اسامة مهدي تحية طيبة سررت جدا وانا اقرأ لك موضوع في الفن خاصة وان الفن هو جزء من اهتماماتي واود ان اشير الى ان البرنامج يحتاج الى كثير من الجهد والتطوير والبحث عن طرق جديدة في التقديم بدءا بالمعلومة وشخصية الفنان مع استخدام التقنية العالية في التسجيل والتصوير اضافة الى ديكورات فيها من اللمسات الفنية التي تحاكي اصالة الفن بشكل عام واتساءل ماالضير في استقطاب كوادر صحفية واعلامية لتحقيق مواضيع صحفية اكثر جذبا وموضوعية لرفد البرنامج كسائر البرامج التي تقدم في العديد من القنوات الفضائية ؟؟؟،اما ان يظهر البرنامج عبارة عن معلومة ناقصة او تحتاج الى الكثير من التفاصيل عن فنانين لهم تارخهم الفني الحافل بالابداع،فهذا يعني ان البرنامج يتكئ على الامور السهلة اصلا ،لذلك حتى نقدم برناجا يرقى لمستوى راقي علينا بالجهد المخلص والامكانيات البشرية المحترفة والتقنيات الفنية العالية والامكانيات المادية ايضا فلكي يظهر البرنامج بمستوى لائق يحتاج للامكانيات المادية دون البخل !!! في انتاج مثل هكذا برامج الذي استسهلتها العديد من القنوات الفضائيةومع ذلك فمعد البرنامج محمد حسين اجده باذلا جهدا طيبا واتمنى عليه ان يأخذ بنظر الاعتبار الملاحظة التي يراها جيدة ومناسبة او ممكنة التنفيذ للوصول ببرنامجة الى مصاف ارقى مماهو عليه الان مع محبتي للمعد وايضا لكاتب الموضوع ,وابلغك تحياتي وتحيات الاهل والاصدقاء في بعقوبة
ملاحظة
حسن قاسم -الزميل العزيز اسامة مهدي تحية طيبة سررت جدا وانا اقرأ لك موضوع في الفن خاصة وان الفن هو جزء من اهتماماتي واود ان اشير الى ان البرنامج يحتاج الى كثير من الجهد والتطوير والبحث عن طرق جديدة في التقديم بدءا بالمعلومة وشخصية الفنان مع استخدام التقنية العالية في التسجيل والتصوير اضافة الى ديكورات فيها من اللمسات الفنية التي تحاكي اصالة الفن بشكل عام واتساءل ماالضير في استقطاب كوادر صحفية واعلامية لتحقيق مواضيع صحفية اكثر جذبا وموضوعية لرفد البرنامج كسائر البرامج التي تقدم في العديد من القنوات الفضائية ؟؟؟،اما ان يظهر البرنامج عبارة عن معلومة ناقصة او تحتاج الى الكثير من التفاصيل عن فنانين لهم تارخهم الفني الحافل بالابداع،فهذا يعني ان البرنامج يتكئ على الامور السهلة اصلا ،لذلك حتى نقدم برناجا يرقى لمستوى راقي علينا بالجهد المخلص والامكانيات البشرية المحترفة والتقنيات الفنية العالية والامكانيات المادية ايضا فلكي يظهر البرنامج بمستوى لائق يحتاج للامكانيات المادية دون البخل !!! في انتاج مثل هكذا برامج الذي استسهلتها العديد من القنوات الفضائيةومع ذلك فمعد البرنامج محمد حسين اجده باذلا جهدا طيبا واتمنى عليه ان يأخذ بنظر الاعتبار الملاحظة التي يراها جيدة ومناسبة او ممكنة التنفيذ للوصول ببرنامجة الى مصاف ارقى مماهو عليه الان مع محبتي للمعد وايضا لكاتب الموضوع ,وابلغك تحياتي وتحيات الاهل والاصدقاء في بعقوبة