هبة حمادة: الكُتَّاب الخليجيون يعيشون هاجس التَّحرر

تدخل الكاتبة هبة مشاري حمادة شهر رمضان من خلال مسلسلين وهما "زوارة الخميس"، و"أميمة في دار الأيتام" تعالج من خلالهما القضايا الإنسانيَّة.

الكويت: يومًا بعد يوم تثبت الكاتبة الكويتية الشابة، هبة مشاري حمادة، أنها موهبة فرضت نفسها على الساحة الفنية بكتابتها المتميزة لمسلسلات تعالج القضايا الإنسانية التي تمس أوتار وقلوب المشاهدين بتحليل مجتمعي متوازٍ بين المرأة والرجل، بداية من "رصاصة الرحمة" إلى "فضة قلبها أبيض" ثم "أبلة نورة" و "أم البنات" ما جعل العيون قبل القلوب تنتظر بشوق في رمضان المقبل "زوارة الخميس" و"أميمة في دار الأيتام"، فكان حوارنا معها لمعرفة المزيد من التفاصيل .

بعد تألقك في أم البنات ماذا تُحضِّر هبة مشاري لرمضان هذا العام؟ وما الذي يتميز به عن الأعوام الماضية؟

مسلسل "زوارة الخميس"، وهو طرح اجتماعي متصاعد الأحداث، بطولة سعاد عبدالله، ومحمد المنصور، إلهام الفضالة، خالد أمين، خالد البريكي، لمياء طارق، شجون، مرام، فاطمة الصفي، ملاك، حمد العماني، وقد استحدثت فيه تقنية كتابية جديدة، وكان محصلة مجهود تمثيلي جماعي عظيم من الجميع.

ومسلسل "أميمة في بيت الأيتام"، وهو من بطولة هدى حسين، إلهام الفضالة، طيف، لمياء طارق، شجون، فاطمة الصفي، ملاك، ونخبة من نجوم الخليج الشباب، وهو عمل تربوي موجه لفئة عمرية متمثلة بما بين السابعة والرابعة عشرة.

يلاحظ على هبة مشاري حمادة تسليط الضوء على قضايا المرأة من خلال "فضة قلبها أبيض" و"أبلة نورة" و"أم البنات"، هل قضية المرأة هو الهاجس الحقيقي بالنسبة لكِ؟

هاجسي إنساني بالدرجة الأولى، والمرأة والرجل أدوات كتابية أستخدمها بالتوازي لترويض النص دون أي حسابات مسبقة، والكتابة عمليَّة مسلية جدًّا بالنسبة لي، ومهمتي تكمن في التأثير لا في التغيير.

"زوارة الخميس" استحدثت فيه تقنية كتابية جديدة، و"أميمة في بيت الأيتام" عمل تربوي

ما سبب اختيارك لمسلسل "أم البنات" على الرغم من وجود عدد من الإسقاطات القانونيَّة والاجتماعيَّة؟

لا أختار النص، هو يختارني، ويروضني ذهنيًّا إلى درجة الكتابة

كيف شاهدتِ العمل بعد عرضه؟

نسيت تمامًا بأني كتبته، ووقفت خلف كواليسه، وشاهدته بمتعة التلقي لأول مرة

ما هي أدوات الكتابة والخطابة بالنسبة إلى هبة حمادة في أعمالها الثلاثة "فضة قلبها أبيض"، و"أبله نورة"، و"أم البنات"؟

السيناريو والحوار والراوي

أنتِ ككاتبة، كيف تُقيِّمين النصوص التي قُدمت في شهر رمضان خصوصًا وأن طابع التكرار في القصة موجود؟

ككاتبة لست مُخوَّلة لتقييم الآخر، ولكن كمشاهدة أعتقد أن الكُتَّاب الخليجيين يعيشون هاجسًا مشتركًا بسبب التأطير الاجتماعي والمادي والجغرافي على الرغم من محاولات التحرر المشتركة.

لم أتخيل "أم البنات" بدون الفنان علي السبعهل هذا يعني أن الدراما الخليجية تدور في دائرة مغلقة؟

هي تدور على الأقل...ولكننا نشترك في الهاجس، ونختلف في كيفية التقديم.

ما هو العمل الذي جذب انتباهك كمتابعة في شهر رمضان؟

تابعت الكثير من الأعمال الخليجية طبعًا، ولكن شهادتي مجروحة كوني جزءًا من المنظومة، ولكن على الصعيد العربي أَسَرَنِي "حكايات بنعيشها" لليلى علوي.

الجمهور السعودي سعيد لاختيارك للفنان علي السبع؛ فماذا أضاف السبع لمسلسل أم البنات؟

الفنان علي السبع قيمة فنية جميلة، ولم أتخيل العمل من دون حضوره الدرامي المؤثر.

لا اختار النص بل هو الذي يختارني شاهدنا عددا من الاضطهادات التي تواجه المرأة في "أم البنات"، هل هذا الاضطهاد أو القسوة هو اضطهاد جبري أم اختياري؟

اختياري.. فالمرأة أيضًا في بعض الأحيان تُقدِّم تنازلات سلبية في ما يتعلق بحقوقها وواجباتها وليس الرجل فحسب، فمجتمعنا مجتمع تكاملي قائم على التعايش بينهما.

حدِّثينا عن بداياتك في الكتابة، وهل تمارسينها بشكل يومي؟

نعم.. تمارسني هي بشكل يومي.. إلا في الأيام التي تغافلني وتهرب.. فأبحث عنها بغضب..

شاهدنا بعض الأعمال الَّتي لم ترتق بمستواها إلى المشاهد الخليجي، هل شهر رمضان أصبح تجارة دراميَّة للقنوات الفضائيَّة بعيدًا عن القيمة الحقيقيَّة؟

المشاهد الخليجي ذكي جدًّا ومترصد.. ولا يعنينا ما يُقدَّم ولكن ما يتلقاه المشاهد في النهاية.

أَسَرَنِي "حكايات بنعشها" لليلى علوي. لاحظنا الفنانة سعاد عبدالله تنتهج الأسلوب نفسه في قضايا اضطهاد المرأة في عملها الأخير؟

سعاد عبدالله قيمة فنية عظيمة، وتاريخ مجتمعي، حملت على عاتقها هاجس المرأة والطفل والمجتمع منذ بداياتها، ولا أعتقد أن اضطهاد المرأة كان طرحًا جديدًا في تاريخها الفني.

كلمة أخيرة؟

انتظروني في رمضان، وأتمنى ألا أخون ثقتكم واشكر "ايلاف" على تواصلها وأراها جريدة متألقة دوما على مستوى الوطن العربي ..