فنون

شركات الإعلانات وراء وفاة الدراما الدينيَّة وانتعاش الأدعية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تجاوزت الأعمال الدراميَّة الرمضانيَّة لهذا العام الستين عملاً، ولكن لوحظ خلوّها من الأعمال الدينيَّة الَّتي تميَّزت بعرضها خلال رمضان، وانتشرت بدلاً منها الأدعية الَّتي وصفها بعض الفنّانون بالأقلّ كلفةً والمدعومة من شركات المحمول والإعلانات.

القاهرة: منذ أعوام بعيدة، ارتبط شهر رمضان المبارك بالأعمال الدراميَّة الدينيَّة، فما زالت مسلسلات "الوعد الحق"، "محمد رسول الله"، "القضاء في الإسلام"، و"دعوة الحق" ماثلة في أذهان الجمهور العربي، على الرغم من مرور عشرات السنين على عرضها، وكانت المفاجأة هذه السنة في اختفاء الأعمال الدينيَّة بشكل تام، على الرغم من كثرة وتنوّع الأعمال الدراميَّة التي تجاوزت الستين عملاً.

وفي المقابل شهد الشهر الكريم انتعاشًا واضحًا في الأدعية الدينيَّة التي جذبت إليهاعددًا من الفنّانين، ومنهم سميرة سعيد، أنغام، خالد سليم، ومجد القاسم، بعدما كان هذا النوع من الفن مقصورًا على المنشدين فقط، أمثال الشيخ النقشبندي، طه الفشني، وهو ما كان يعرف بـ"التواشيح الدينيَّة".

ويعزو الفنّانون والنقّاد هذه الظاهرة إلى سيطرة شركات الإعلانات على صناعة الدراما، وارتفاع تكلفة إنتاج الدراما الدينيَّة، وعدم وجود نصوص جيِّدة، وبرّروا انتعاش الأدعيَّة الدينيَّة بقلّة التكاليف، وسيطرة شركات المحمول على إنتاجها، لاستخدامها في نغمات الموبايل.

ويقول الناقد الفني سمير عبد العزيز إنّ غياب الأعمال الدراميّة الدينيّة، يرجع إلى عدّة أسباب أهمّها رفع الدولة يدها عن انتاجها، ويضيف:"بالنظر إلى ما تمّ تقديمه في الماضي مثل "الوعد الحق"، و"محمد رسول الله" و"القضاء في الإسلام"، و"عمر بن عبد العزيز"، سنجد أنّها أعمال كانت من انتاج قطاع الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعندما دخل الإتحاد في منافسة مع القنوات الخاصة في انتاج وعرض المسلسلات التجارية، لم تحلّ أيّ جهة انتاجية محله، لأنّ الجميع غير مهموم إلاّ بجمع الأموال، ومن المفترض ألاّ ينساق الإتحاد وراء هؤلاء، لأنّه مؤسسة تابعة للدولة وله دور تنويري يجب ألا يتخلى عنه.

ويشير إلى أنّ عدم وجود نصوص من ضمن أسباب إختفاء الدراما الدينيّة عن الشاشة في رمضان، ويقول: "الكتّاب وقعوا في فخ الإستسهال، وليس من بينهم من هو مثقّف حقيقي، أو لديه وعي بأهميّة الأعمال الدينيّة، أو لديه مشروع أدبي أو فني، ولو بحثنا في أسماء الكتاب الذين تعرض أعمالهم حاليًّا لن نجد من بينهااسماً يمكن اطلاق لقب الكاتب المثقف عليه، باستثناء الأستاذ الكبير يسري الجندي، الذييقدم لنا "سقوط الخلافة" ذلك العمل العملاق.

وفقاً لعبد العزيز فإنّ السبب في انتعاش الأدعية الدينية مقابل اختفاء الدراما الدينية، جاء نتيجة لانتشار الموبايل، وأوضح أن الجمهور في رمضان يفضل أن تكون "رنة" الموبايل الخاص به دعاء دينيًّا، وهذا ما يفسّر سرّ دخول شركات المحمول في الإنتاج الفني، إضافة إلى أن إنتاجها غير مكلف مقارنة بالدراما، أو الكليبات الغنائيّة الأخرى، فهي لا تحتاج إلى السفر إلى أوروبا أو الإستعانة بمخرجين أو مصوّرين أجانب، أو تقنيات حديثة، بل يمكن تسجيلها من دون اللجوء إلى تصويرها بطريقة الفيديو كليب.

ويقترح الناقد الفني طارق الشناوي تكاتف أكثر من جهة إنتاجيّة في عمل ديني يقدّم بشكل سنوي، مع ضرورة أنيقوم التلفزيون الرسمي للدولة بزمام المبادرة، لتقليل تكلفة الإنتاج وتسهيل استخراج تصاريح التصوير في الأماكن الأثرية والتاريخية، وضمان عرضها على شاشات قنواته المتعددة، في حال رفض القنوات الخاصة له.

ويشير إلى أنّ الجمهور يحتاج إلى الأعمال الدينيّة، ويقبل عليها، وليس كما يروّج البعض من أنّها لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وليست جاذبة للإعلانات، مؤكداً أنّ العمل الجيّد الذي يتمّ تنفيذه بإتقان لا يفشل أبداً.

ويلقي الكاتب والسيناريست الكبير يسري الجندي باللومفي غياب الدراما الدينيّة على شركات الإعلانات، لافتاً إلى أنها صارت تتحكّم في صناعة الدراما بعد أن أصبح شهر رمضان موسم الإستهلاك في شتّى السلع وخصوصًا المأكولات، وتاليًا صار موسماً لترويج المنتجات المختلفة.

واستطرد قائلاً: "قبل أن تشرع أيّ شركة إنتاج في تقديم عمل جديد، تبدأ في تسويقه، وتعرضه على القنوات المختلفة، وبدورها تنظر فيه، فإذا لم تجد به نجوم صفّ أول، أو أن الموضوع لا يحمل قدراً كبيراً من الإثارة، يتمّ رفضه، لأنه لن يكون جاذباً للإعلانات".

ويدعو الجندي التلفزيون الرسمي إلى العودة لإنتاج المسلسلات الدينيّة باعتبارها رسالة سامية، لا يمكن أن يتحمّلها القطاع الخاص الذي يبحث عن الربح بغضّ النظرعن إرساء القيم وتقديم رسالة إعلاميّة هادفة.

ويعتبر الجندي انتشار وانتعاش الأدعية الدينية ظاهرة جيدة، مشيراً إلى أنّ غالبيّتها من انتاج التلفزيون، فضلاً على أنّ تكلفتها غير مرتفعة، وفي المقابل العائد منها عال جداً، خصوصًا في ظلّ انتشار نغمات الموبايل، مشيراً إلى أنّها أنعشت سوق الكاسيت الذي شهد ركوداً خلال موسم الصيف.

وبنبرة غاضبة، يقول الفنان محمود ياسين: "الجميع متورط في عملية قتل الدراما الدينية، بدءًا من المؤلف ومروراً بالمنتج والممثل وانتهاءً بالمعلن، ولا أستثني منهم أحداً، لأنّ رمضان شهر العبادة والخير، ومن المفترض أن نمنح المشاهد حقه من الثقافة الدينية في شهر القرآن، ومن العيب على الجميع أن يتجاوز عدد المسلسلات التي أنتجتها مصر هذا العام الخمسين عملاً، ولا يكون من بينها ثلاثة أو أربعة أعمال دينية".

ويوضح أنّ المسلسلات الدينيّة تحتاج إلى كاتب متميّز ومثقف ومطّلع، وقادر على البحث والتوثيق، وهذه النوعية من الكتّاب نادرة جدًّا، فالغالبية تحبّ الإستسهال في تقديم أعمال تعالج قضايا حالية تحمل قدراً كبيراً من الإثارة، لذلك فمعظم المسلسلات المعروضة تناقش قضايا تجارة المخدرات وتعدد الزوجات.

ويستطرد: "ولأنّ الأعمال الدينية تحتاج إلى ديكورات وتصوير في أماكن أثرية وملابس خاصة، وبعض الفنانين يغالون في أجورهم، فإن تكلفة الإنتاج مرتفعة، لذلك يعزف المنتجون عن تقديم هذه الأعمال".

ويدعو ياسين كلّ عناصر صناعة الدراما إلى إحياء الدراما الدينيّة من خلال التكاتف معاً، وعدم الانسياق وراء الأعمال التجارية فقط، ويرحّب ياسين بزيادة عدد الأدعية الدينيّة، مشيراً إلى أنّها ظاهرة جيّدة، وإن كان ظاهرها الخير وباطنها المكسب التجاري، مشدّداً على ضرورة ألا يستأثر بها المطربون فقط، وطالب بإنتاج أدعية وموشّحات للمنشدين الأصحاب الأصليين لهذا الفنّ، وأضاف قائلاً: "حبّذا لو زادت أعداد المسلسلات الدينية أيضاً".

وقدم الفنان حسن يوسف مجموعة من المسلسلات الدينية بدأها بـ"إمام الدعاة" في العام 2003، ثم "الإمام المراغي"، "النسائي"، و"عبد الحليم محمود"، ولكنّه هذا العام يشارك في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة"، ويبدو أنه فقد الأمل في عودة الروح إلى الأعمال الدينية، بعد أن نجحت الحرب التي شنّت ضدّها في إقصائها عن الشاشة تماماً، ويرى يوسف أن هذه الحرب بدأت بتهميشها، وعرضها في أوقات ميتة، حتى لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وتاليًا يعزف عنها المعلنون، حتى يقال إنّها تحقّق خسائر، ويكون هناك مبرر قوي لعدم إنتاجها من الأساس".

ويضرب مثالاً بما تعرّض له مسلسل "عبد الحليم محمود" قبل عامين، "حيث تم عرضه في توقيت قاتل، وعلى قناة واحدة في التلفزيون، بعد أن رفضت جميع القنوات الخاصّة بما فيها قنوات مملوكة لمشايخ، وكانت النتيجة حصوله على نسبة من الإعلانات، ليس لأنه عمل رديء، ولكن لأنه عرض في توقيت رديء".

وينفي يوسف ما يقال حول وجود أزمة في نصوص الدراما الدينيّة، مشيراً إلى أنّ هناك نصوصًا كثيرة، وكتّابًا قادرين على إبداع نصوص جديدة، إذا ما وجدوا المناخ الصحي لإنتاج هذه الأعمال، مشدّداً على أهمية أن تتولى الدولة مهمة انتاج الأعمال الدينية، وعدم تركها للشركات الخاصة، لأنها جزء من الحفاظ على هويتنا الاسلامية والعربية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

الدين هو الحياه من هنا حياه متخلفه هى الدراما الدينيَّة يعنى تفسير شغال و ليس نصوص دينيه كيف تفكر زهره فى مسلسل زهره و أزواجها الخمسه هو تفكير يرضى دينها هذا هو دينها الفعلى من هنا سوف تلغى خانه الديانه لان دينها ليس له اسم اى مسلمه اى مسيحيه ممكن تسلك سلوكها هذا اذا طبيعى تلغى خانه الديانه و الأدعية هى شغلها على علاقات عامه مع الغرباء مثل المتسول مثل شغاله تردد لنفسها اغنيه او دعاء الذكاه فـ يسمعه ساكن فـ يعطيها فى مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" بطوله غادة عبد الرازق و مسلسل كابتن عفت بطوله ليلى علوى حياه الشعبى يخطط لـ اخذها لحياه سفليه تمتع ابنائهم بالحياه و مثلها فى مسلسل كابتن عفت لـ ليلى علوى وقعت فى الشعبى الذى شغلها من اول يوم ارسلها من احضر لها شنطتها من الحرامى قال كذب ان من احضر لها الشنطه بائعه الفجل ثم بائعه الفجل انتفخت و قالت انها نسيت الدواء فى البيت و صغرت نفس ليلى علوى لانها وحيده فى حياه سفليه بينهم و قالت اذهب احضر لكى الدواء من المنزل سوف كانت تشتغل خادمه لـ بائعه الفجل الراقيه ليلى علوى هذا يحدث لكثير راقى يقع فى يدهم و هذا ان سكن بجوارهم سوف يردد الحاج على المتسول و ابنه يردد عمو لـ جاره المتسول لانه صغر او دخل حياه و فيها سوف يرى كل من حوله كبير و له مقام و محترم لان هذا شغل ملائكه شغل حياه روحانيه يعنى ارضيه عاديه شعاع الحياه يدور فى المكان من هنا يقال اختار الجار قبل الدار فـ بعد السكن بينهم يعكس شعاع من كل نفس من فوق من كل جانب يخترق الحوائط يعرفنى من حولى و من قريب و كما يريد هو و كما يفهم عقلى ايضا بحسابات كيف يفهم عقلى هناك من لا يفهم اذا يصله شعاع لا يفسره كويس