فنون

طفل شوارع يتحوَّل إلى نجم تلفزيوني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فجَّر مسلسل تونسي قضيَّة ظلت لسنوات من المسكوت عنها في البلاد حين تطرَّق مسلسل "كاستينع" على القناة الحكوميَّة إلى ظاهرة "أطفال الشوراع" في تونس من خلال شخصيَّة "حما"، طفل مشرَّد يسرد معاناته في المسلسل كما كانت عليه في الواقع، ليتحوَّل بين ليلة وضحاها إلى "نجم صاعد" خطف الأنظار في النصف الأوَّل من شهر رمضان، بعد أن أظهر براعةً في الوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى، وأذهل القائمين على المسلسل بأدائه الإحترافي على الرغم من جهله للقراءة والكتابة.

إعداد فيفيان عقيقي:ربما لم يكن يتوقَّع حما هذا الفتى المشرَّد في شوارع العاصمة التونسيَّة حتَّى في أسعد أحلامه أن تنقلب حياته رأسًا على عقب بهذا الشكل، وأن يتحول في وقت قصير من طفل مشرَّد في الشوارع إلى نجم من نجوم الصف الأوَّل بعد دور واقعي أدَّاه في مسلسل يبث خلال شهر رمضان.

ظهور هذا الفتى البالغ 14 عامًا في مسلسل "كاستينغ" الذي يبث على التلفزيون الحكومي في تونس للمخرج سامي الفهري جاء مشابهًا أو مطابقًا لدوره في الواقع، حيث صوَّر المسلسل معاناته اليوميَّة من إدمان للسجائر وإيقافه في أقسام الشرطة ونوم في عربات القطار المتهالكة.

وكان "حما" أكثر حظًا من بقية "رفقائه في الشَّارع" بعد أن انتشله هذا المسلسل من عالم التشرد والضياع والإدمان إلى الرغبة في الحياة والاستقامة في السلوك والإقبال على القراءة والكتابة.

وبسرعة فائقة انتزع هذا الفتى إعجاب آلاف التونسيين الذين انبهروا ببراعته في أداء الدور التلفزيوني على الرغم من جهله بالكتابة والقراءة وبتلقائيته الَّتي شدَّت النَّاس إليه، وأصبح هذا الفتى محور حديث التونسيين في البيوت والحافلات والمقاهي وحتَّى على صفحات الفايس بوك.

وتمكَّن حما في أيَّام قليلة من أن يجمع نحو 20 ألف معجب في صفحته الرسميَّة على الفايس بوك الَّتي ساعده في إنشائها فريق المسلسل لكنَّه نجح أيضًا في أن يجلب تعاطفًا مع أطفال الشَّوارع في تونس وأن يعيد طرح أسئلة حارقة في أذهانهم عن المتسبب الحقيقي في هذه الظاهرة، وفجَّر "كاستينغ" قضيَّة أطفال الشوارع الَّتي ظلت ظاهرة مسكوت عنها لسنوات متعدّدةعلى الرغم من خطورتها.

وقال حما الذي تحوَّل إلى نجم أنَّه أصبح محل حظوة أينما حلَّ وأنَّه يحلم بأن يكون له مستقبل مشرق يعوِّض به الحرمان الذي عاشه، ويضيف: "منتجو المسلسل يعطونني المال ويعلمونني ويصطحبونني إلى جولات في المقاهي أحيانًا، وأنا سعيد جدًّا ورفاقي فرحون لما أصبحت عليه لكني لن أعود إلى الشوارع مستقبلاً"، وعبَّر حما الذي أصبح نموذجًا لأقرانه ممن ما زالوا يجوبون الشوارع عن أمله في أن يتغيَّر حال أصدقائه مثلما تغيَّر حاله هو.

وعن كيفيَّة مشاركته في هذا المسلسل قال حما: "لقد إلتقيت بسامي الفهري - مخرج المسلسل- صدفةً وأقنعني بالمشاركة في هذا العمل، ثم خضعت إلى فترة تدريب على غرار بقيَّة الوجوه الجديدة، ولمَّا منحني سامي الدور شعرت بالخوف في البداية لكن هذا القلق زال تدريجيًّا على إعتبار أنَّ دوري كان مشابهًا للصعوبات الَّتي واجهتني والمعاناة الَّتي عشتها".

وعن مدى تفاعل الجمهور مع دوره قال: "أحرص على مشاهدة كل حلقة من المسلسل، وفرحت كثيرًا لأنَّي كلما قابلت النَّاس في الشَّارع يتمنون لي التوفيق ودوام الصحَّة، وأنا شخصيًّا فجأني هذا النَّجاح وفاق تصوراتي، لقد أصبحت مشهورًا ومعروفًا أينما تواجدت وهو دليل على نجاح "كاستينغ"، وأكَّد حما أنَّ علاقته طيِّبة وممتازة مع كل فريق العمل من ممثلين وتقنيين، وأشار: "الكل عاونوني وأشعر بسعادة كبيرة لا تقاس".

أمَّا عن طموحاته بعد الشهرة الَّتي نالها في هذا المسلسل أكَّد أنَّه أصبح مغرمًا بالتمثيل ويتمنَّى أن تمنح له الفرصة للمشاركة في أعمال قادمة، وحول علاقته بالمخرج سامي الفهري قال: "لا تتصوَّروا مدى تقديري وحبِّي لسامي الفهري الذي غيَّر حياتي وأنقذني من مصير مجهول، إنتشلني من وضعيَّة إجتماعيَّة صعبة وخانقة، وبفضله أنظر اليوم إلى المستقبل بتفاؤل كبير وأعين حالمة بعد أن كنت أراه حالك السواد، ولن أنسى له هذا الفضل .

وأقامت شركة "كاكتيس" المنتجة للمسلسل مكتبًا خاصًّا بحما بضاحية البحيرة الراقية بالعاصمة، حيث يتابع فيه هذا الفتى دروسًا تعليميَّة يعطيه أياها أستاذ خاص، إضافة إلى حصص لمتابعة حالته النفسيَّة يؤمنها طبيب نفسي، كما أصبح لحما على غرار كبار النجوم سائق شخصي ينقله يوميًّا إلى حيث يشاء، وفي الأسابيع الأخيرة تركت عائلة حما المكوَّنة من ثمانية أفراد بيتها الصغير المتهالك لتنتقل إلى منزل جديد بحي إبن سينا إضافة إلى تمتعه بأجر شهري من شركة إنتاج المسلسل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الله يوفقه المسكين
مجرد رأي -

الله يوفقه على الاقل صغير ويبي من يشجعها ومو مثل اللي عندنا لورانس صاحب الألفاظ ويقال لموه من الشارع عشان يحولونه لشخصية اجابيه ياليت مثل هؤلاء الاطفال المساكين يساعدهم الحظ او يكون هناك جمعيات تحتظنهم وتقدمهم لبعض الانشطه كالفن والرياضه وغير ذلك فالموهبين فيهم كثر .

بشويش
rere -

ليش بهالسرعة قلبتولو حياتو و حياة اهله, افترضوا فشل بكرة بالتمثيل او صار اي شيء غير متوقع!! ساعتها رح يكون الشارع أرحم, بالتأني السلامة و بالعجلة الندامة, جدا حلو الموضوع و يا ريت كلنا نتساعد لنخفف أزمة هالمساكين, شو ذنب هالأطفال, و يا ريت دايماتنطرح هالمواضيع بشرط ينطرح معها الحل, والله يوفق الجميع

تجربة مغربيه سابقه
مراقب السويد -

قبل عددة سنوات كانت هنالك تجربة مماثله(( فلم طويل )) على الشاشه المغربيه فلم (( علي زاوا ))للطفل (( هشام موسون )) وقد عرض الفلم على بعض شاشات التلفزة الاوربيه ايضـا ..بالعموم السينما المغاربيه ...سينما ناجحه ولكن تفتقر الى الدعم ...واكثر العاملين فيها اصحاب كفاءات ...متاثرين بالسينما الفرنسيه والاسبانيه والايطاليه ....انهم اكثر واقعيه ...وبعيدين عن المبالغه التى (( تعودناها )) فى السوريه والمصريه

tunisienne
tunisienne -

les top models sont treeees beauuuuuuuuuuux!!

تعقيب
فتحى -

حياكم الله بدى اعرف المزيد عن اخلام وطموحات ومواهب هولاءالاطفال الانى اكتب بحث فى هذا الخصوص