مي نور الشريف:خفضت وزني كي لا أسجن في دور البنت "التخينة"

أبو ظبي: ذات وجه طفولي وقلب ينبض بالطيبة، وسلوك يحتوي محدثها من الوهلة الأولى، كما توحي لك رقتها بأنها ممثلة تحمل كثيرة صفات من الزمن الجميل. تمتلك موهبة فنية تؤكد أن ابن الوز عوام، هادئة كالنسمة، رزينة في إجابتها على أصعب الأسئلة، تلك هي الفناة الرقيقة مي نور الشريف التي لفتت الأنظار، وشدت الإنتباه من خلال أدوارها القليلة التي لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة، لتبشرنا بمولد نجمة تصعد سلم النجاح خطوة خطوة.
كشفت الفنانة الشابة مي نور الشريف خلال هذا الحوار كيف امتطت صهوة جواد الفن السابع، ولم تخف أن نشأتها في بيئة فنية لعبت دورا كبير في تأثرها بالجو العام ، كما أشارت إلى أن تخيفض وزنها كان قراراً شخصياً له أسبابه ودوافعه، بالإضافة الى ذلك فقد أبدت مي إنزعاجها من الشائعات التي تلاحق عائلتها وتقلق راحتها.
الكمال لله
bull;نعلم أنك خريجة الإعلام ، وعملت لبعض الوقت في مجالات ذات صلة بدراستك، فما هي الأسباب التي دفعتك إلى خوض غمار التمثيل؟ وهل تأثرت بالجو الفني الذي ترعرعت فيه منذ نعومة أظافرك؟

-تأثري بالبيئة الفنية أمر مؤكد وعنصر أساسي، ولو قلت شيئا خلاف ذلك سأكون كاذبة، أما دراستي فهي بالفعل إعلام - قسم الإذاعة، وعندما كنت في الجامعة كنت أتمنى أن أعمل في الإذاعة، لا سيما وأن والدة أحد الأصدقاء رحمها الله كانت مذيعة معروفة وكانت تشجعني وتدفعني إلى العمل معها لكنني أجلت الفكرة حتى تكتمل عناصر نجاحي في هذا المجال بنسبة 100 %، علماً أن الكمال هو مشكلة حياتي، فالإصرار على أن تقوم بعمل كامل أمر حلو إذا كان ذلك ممكناً، ولكنه في الوقت نفسه "سلبي" إذا قمت بتأجيله بإنتظار أن يصل إلى درجة الكمال، وعلى الرغم من ذلك فقد أقنعت نفسي في نهاية الأمر بأن ليست هناك أشياء كاملة ، وأن الكمال لله تعالى وحده، لذلك ليس هناك داع لتأجيل الأمور سعياً وراء الكمال، حتى التمثيل عندما فكرت فيه قررت تأجيل الفكرة لأنني كنت "تخينة" ولكن عدلت مرة أخرى عن الفكرة وقلت لنفسي لابد من اتخاذ القرار، وعدم الإنتظار حتى ولو كنت "تخينة" سأجد الدور المناسب الذي يناسب حجمي.

المظهر وليس الجوهر

bull;هل يعني هذا الكلام أن التمثيل كان ولا زال يجري في دمك إلا أن الوزن الزائد كان يحول بينك وبين تحقيق أمنيتك؟
-في الحقيقة رغبتي في تمثيل أدوار مختلفة أسهمت في اتخاذي قراراً بتخفيض وزني، خصوصاً أننا في مصر أو كوطن عربي نحكم على الأشخاص بمظهرهم، وبشكلهم، هيئتهم، ولبسهم، وذوقهم، وليس بجوهرهم بناءً على ذلك توضع الشخصية دائماً في الوطن العربي في قالب يسمى في الغرب (ستيريو تايب) بمعنى نمطي، فمثلا إذا كان الشخص ضخم الحجم هو في نظرهم "حلوف" وهوايته الأكل، بالنسبة إلي ليست لدي رغبة في حبس نفسي في شكل معين بسبب الوزن، لهذا الأمر قررت إنقاص وزني حتى لا أظل حبيسة في دور معين، هذا ليس تمثيلاً، من يفعل ذلك فهو بلا شك سيحكم علي بالإعدام . حقيقة لدي رغبة كبيرة في تقديم شخصيات مختلفة لأن الممثل كما يقال في مصر هو "مشخصاتي" بمعنى أنه يقوم بأدوار مختلفة لشخصيات مختلفة أيضا، لهذا السبب حاولت تفادي مسألة سجني في قالب معين ، ومن يقبل بهذا السجن لن يكبر أبداَ، خصوصاً إذا كانت لديه طموحات وأحلام، وبالنسبة لي فأنا بعد أن أديت دور الأرملة، والشابة التي يموت والدها بسببها، أريد أن أؤدي دور الطيبة، والرومانسية، والعاشقة ، والخائنة، وبنت البلد، البنت "الكلاس "، والشعبية، كل هذه الأدوار تحتاج إلى مجهود كبير كأداء وشكل، الممثل ليس تمثيلاً فقط ، بل مكياج، وشعر، وملابس، تتطلبها الشخصية والموقف، لقد تعلمت أشياء كثيرة فالمكياج مثلاً يلعب دوراً مهما في تجسيد الشخصية ، على سبيل المثال البنت البلدي لها مكياجها، وكذلك "الكلاس" والبنت الخجولة والمتحررة، أما التي تمثل دور بطلة "الكونغفو" فلا تحتاج إلى مكياج، لذلك لابد من وجود شخص يفهم في الدراما و مخرج له القدرة على توجيهك نحو خط معين فإذا تهت عن هذا الخط يعيدك إليه مرة أخرى.
وصفة طبية
bull;يقال بأنك قد أجريت عدة عمليات لإنقاص وزنك فما صحة ما يقال؟ فإذا لم يكن هذا الكلام صحيحا كيف استطعت الوصول إلى هذه النتيجة المبهرة؟
-هذا الكلام غير صحيح، فإنقاص وزني تحقق بحرصي على الإطلاع على كل ما يؤدي إلى النحافة لدرجة أنني وبنصيحة من إحدى صديقاتي ذهبت إلى طبيب لبناني منحني وصفة طبية تقلل من الشهية لمدة شهر، ولكنها في الوقت نفسه تؤدي إلى الإكتئاب، الأمر الذي جعلني أتردد في البداية ، ولكن رأيت أن إكتئاب شهر واحد أفضل من الوزن الزائد، إضافة إلى ذلك فقد كنت أمارس رياضة "الأيروبك" لمدة خمس أيام في الأسبوع ، كما تخليت عن بعض العادات الخاطئة كالأكل قبل النوم وغيره من العادات التي تضر بالصحة.
ضريبة الشهرة
bull;من الذي شجعك على الدخول في مجال التمثيل والدتك الفنانة بوسي أم والدك الفنان نور الشريف؟
-في الحقيقة "بابا" كان يرى منذ أن كنت صغيرة بأنني سأكون ممثلة، لكن بصراحة و على الرغم من ذلك فكلاهما لم يشجعاني لأكون ممثلة، وفي الوقت نفسه لم يحاولا منعي من دخول هذا المجال، خصوصاً و أنني كنت أتمنى منذ زمن طويل أن أكون ممثلة، وعندما قررت أن أدخل في عالم التمثيل لم يعترض والدي على هذا القرار لأنه قراري الشخصي، من هذا المنطلق بدأت بالدخول في ورش تمثيل مختلفة في مصر ، غير أنني وبعد فترة قصيرة غيرت رأيي ورأيت من الأفضل الإبتعاد عن الفن حفاظاً على حياتي الخاصة التي أعتبرها أهم بكثير من الشهرة والنجومية، خصوصاً وأن حياة الفنان سواء كان ممثلاً أو مغنياً، ليست ملكاً له، كما أنها مباحة أكثر من اللازم.
حلم الطفولة
bull;وبالرغم من ذلك دخلت وبقوة في مجال كنت تخشين الدخول فيه كيف غيرت رأيك ولماذ؟
-كما ذكرت سابقا فأنا ومنذ طفولتي كنت أحلم بأن أكون ممثلة لهذا الأمر و لكن بعد أن استبعدت الفكرة تخوفاً من اختراق خصوصيتي ، وجدت نفسي أتراجع عن هذا القرار لأن حب التمثيل كان ولا يزال يجري في دمي، وحينما أخبرت والدي بهذه الرغبة، طلب مني التريث وإعطاء نفسي فرصة للتفكير لأن هذا القرار سيكون قراراً جاداً ولا مجال للعودة عنه ، إلا أنني أكدت له بأنني قررت خوض تجربة التمثيل خصوصاً وأنني وجدت من ينصحني بالتمسك بالشيء الذي أحبه، وما علي إلا أن ابذل مجهوداً كبيراً حتى أصل إلى الهدف الذي حددته لنفسي وهو الإستمرارية والنجاح بمجهودي الشخصي، من خلال معرفة إمكانياتي الحقيقية في تقديم عمل جيد بكل المقاييس لا سيما وأن دخولي في مجال الفن ليس من أجل المال أو الشهرة .
إشاعات مغرضة
bull;ألا ترين أن الإشاعات التي لاحقت عائلتك كان لها دوراً كبيراً في ترددك وخوفك من الدخول في هذا المجال؟
-بصراحة ربما كان للأشاعات أثراً كبيراً في نفسي ، خصوصاً إن عشت في بيت تلاحقه الإشاعات المغرضة، وقد سمعت الكثير من تلك الإشاعات التي طالتني أنا وسارة أختى حتى عندما كنا صغاراً في المدرسة كانت الإشاعات تلاحقنا ، كنا نسمع قصصاً كثيرة ترويها لنا زميلاتنا في المدرسة باستغراب شديد لأنهن كزميلات كن يعرفننا جيداً لذلك كن يدافعن عننا بشدة ، وبالرغم من ذلك قررت أن أرمي كل ذلك وراء ظهري وأن أعمل على تحقيق هدفي دون الالتفات للشائعات لسببين الأول أنني كنت قد عملت في عدة مجالات قبل التمثيل، من بينها مجال السياحة والعلاقات العامة والتسويق، ولكن وجدت أن أي شيء يقربني من مجال التمثيل يشعرني براحة، خصوصا وأنني عندما كنت طفلة كنت أذهب مع والدي إلى السينما والمسرح كل هذه الأسباب دفعتني إلى عدم الإهتمام بالشائعات والإجتهاد لإثبات وجودي ، علما أن هناك أناس محظوظين يصلون إلى هدفهم بلا عناء خصوصا إذا كان هدفهم واضحا وصريحا.
الدالي ومتخافوش
bull;بعد نجاحك في دور "نشوى" في مسلسل "الدالي" و "فيروز" في "متخافوش"تشعرين بأن أهدافك قد تحققت أم تشعرين بأنك لا تزالين في بداية الطريق ؟ وهل كان لوالدك نور الشريف دور في مشاركتك في هذين المسلسلين؟
-لا زلت في بداية الطريق وأتمنى أن يتطور أدائي إلى الأفضل لا سيما وأنني أتعلم شيئاً جديداً من الأدوار التي أشارك فيها، وفيما يتعلق بوالدي فهو لم ولا يفرضني على أعماله، وقد دخلت في مسلسل "الدالي" كمساعد للمخرج يوسف شرف الدين غير أن مخرج المسلسل محمد فوزي طلب مني قراءة الدور فأعجبت به بعد قراءته ومن ثم رشحني لتمثيله بعد أن وجد أن هناك وجه شبه بيني وبين نشوى وهي بنت طيبة ذات ملامح حزينة، أما وقوفي أمام والدي للمرة الثانية في مسلسل "متخافوش" فقد رشحني للدور المخرج يوسف شرف الدين دون علمه، بل كان إختياري لهذا الدور مفجأة له، حيث أديت دور فيروز البنت المتحررة والمتمردة على الواقع، غير أنها في نهاية الأمر تشعر بالذنب بعد مقتل والدها، أما دوري الجديد فهو مختلف عن "الدالي" و"متخافوش" وأتمنى أن أن أقوم بأدوار أخرى مختلفة حتى لا أُحاصر في أدوار معينة.