جمال العلي: أنا ممثلٌ ناجحٌ ولست نجمًا

يواصل الفنان السوري، جمال العلي، تصوير أحدث أدواره السينمائية في فيلم "صديقي الأخير" نص جود سعيد والفارس الذهبي ومن إخراج جود سعيد.

دمشق:يشير الفنان السوري، جمال العلي،الذي يشارك في فيلم "صديقي الأخير"،إلى دور "أبو رشا" الذي يجسده في العمل قائلاً: "أبو رشا لحام الحارة إنسان طيب وصديق الطبيب بطل العمل، وهي شخصية محبوبة لكنه يعاني مشكلة جنسية، فصديقه الدكتور خالد الذي يلعب دوره الفنان عبد المنعم عمايري يقدم له دوماً يد العون والمشورة، وفي بعض الأحيان يزوده بالحبة الزرقاء كي يمارس حياته الجنسية بشكل طبيعي، وتتميز الشخصية بطيبتها الزائدة، وهو ما أشعرني أنها تلامسني على صعيدي الشخصي".

وعن مشاركاته في السينما قال الفنان جمال العلي لـ"إيلاف" "شاركت في تجربتين سينمائيتين، الأولى مع المخرج "عبد اللطيف عبد الحميد"، والثانية في فيلم سينمائي إيراني، وكانت مشاركاتي بهما صغيرة جداً، والمعروف أنه لا يوجد عندنا سينما إلا ما تسمى بسينما المهرجانات حيث تشاهد الفيلم السوري، وأنا أعتبر هذه التجربة هي الأولى وأعجبت بتوليفة الفيلم وبالنص المكتوب، وعلى أرض الواقع نعمل بتأنٍ لنستطيع إيصال الرسالة التي تحويها فكرة الفيلم بشكلها الصحيح"، مشيراً إلى أن هناك فرقا كبيرا بين التصوير للسينما والتلفزيون، والتعامل مع كاميرا السينما مختلف، لافتاً إلى ضرورة وجود مقدرة الصبر والتحمل عند التصوير للسينما كونه يصور لأوقات طويلة مشهدًا واحدًا فقط بينما في التلفزيون فإنه يصور 15 مشهداً وأكثر في اليوم الواحد، متمنياً أن يظهر بالشكل اللائق والأمثل في الفيلم.

وعن أعماله الدرامية، يشارك العلي في مسلسل "المفتاح" للمخرج هشام شربتجي ونص خالد خليفة، ومن بطولة نخبة من نجوم الدراما السورية أمثال باسم ياخور، وسلمى المصري، وأمل عرفة، عبد المنعم عمايري، وديمة الجندي وغيرهم.

وأشار الفنان السوري جمال العلي إلى أنه لا مشكلة لديه مع الأدوار الثانوية بدليل مشاركته في مسلسل "المفتاح" بدور من سبعة مشاهد فقط، لأن المخرج رأى مناسبته للدور وقرار المخرج سليم حكماً، وأنه سبق وأدى أدوار بطولة مع شربتجي، معتبراً أنه لا يعتبر نفسه قد وصل للنجومية بعد ويرفض مصطلح النجم بالأساس مفضلاً على نفسه لقب الممثل الناجح.

وعن تواجده المستمر في الأعمال الكوميدية يضيف العلي: "الكوميديا أهم شيء في حياتي ومكانتها هذه جاءت من إيماني الشديد بمدى الأهمية التي تكتسي بها، ولأنها تقوم بتقديم الفائدة بطريقة ممتعة تجعل رسالتها الفنية تصل لأكبر عدد من الجمهور، والأدوار الكوميدية قريبة من قلبي على الرغم من أن المخرجين وضعوني في نمطية هذه الأدوار لكن هذا لا يمنع أني أريد الخروج من عباءة الكوميديا والانتقال لأدوار تراجيدية بهدف خلق حالة من التنوع".

وعن شروط الكوميديا الناجحة أفاد العلي بأن الموهبة وتواجد الروح المرحة هي أهم أدوات الممثل الكوميدي ومن ثم النص الجيد والمخرج المتمكن من دقة عدسته وامتلاكه الخيال والإبداع المناسبين ما يعطي الممثل مفاتيح كي يلعب جيداً ضمن مساحة الدور، مشيراً إلى أهمية وجود الفنان الشريك والمتفهم مع الشخص المقابل، معتبراً في الوقت نفسه أنه يحب أن يدرس أبعاد وحيثيات الشخصية التي يقوم بها بالتعاون مع المخرج ولا يجوز العمل من دون هذا الاتفاق، وإن لم يكن المخرج راضيا سيفشل الممثل قولاً واحداً، وإن فرض المخرج رأيه على الممثل من دون إتفاق وإقناع ستكون النتيجة هي الفشل الحتمي.

وأكد العلي أن الكوميديا السورية أخذت حقها كاملاً في الدراما السورية وأصبح يشار إلى الفنان الكوميدي بالبنان على أنه كوميديان ومتخصص وخصوصًا في الشارع السوري حتى أصبح الكثير من الكتاب يتوجهون للكتابة لأحد الفنانين دون غيره، وعن مقارنتها بالكوميديا المصرية قال إن الكوميديا السورية موجودة منذ زمن وعندما كانت الكوميديا في زمن عادل إمام وسعيد صالح كان يقابلها في سوريا ممثلون على شاكلة نهاد قلعي ودريد لحام ونجوم كبار.

وأشار العلي إلى أن أكثر الفنانين الذين يقومون بإضحاكه هما أيمن رضا وأندريه سكاف وأنه لا يتمالك نفسه ولا يضبط ضحكته عند العمل معهما، متذكراً حادثة طريفة جمعته بالفنان سكاف في مسرحية "مواطن عالي الجودة"، وبعد الإنتهاء من بروفا قام الفنان أندريه بقلب الحوار معه وتحويله إلى حوار شخصيته في أحد المسلسلات فلم يستطع وقتها إلا الضحك والهروب إلى كواليس المسرح.

وعن مدى رضاه عن مستوى ما قدم العام الماضي أشار العلي إلى أن الدراما السورية قدمت الجديد والمختلف السنة الماضية من حيث الكم والنوع، وتنوعت الدراما وتميزت بكل الأعمال التاريخية والكوميدية والاجتماعية والشامية، وأكثر ما أسعده هي نسبة الأعمال الكوميدية التي ظهرت بكثافة هذا العام ووصل عددها إلى سبعة أعمال.

وعن تعدد الأدوار التي يلعبها الممثل في الموسم الواحد أشار العلي إلى أن المشاهد يتابع كل الأعمال التي صورها الفنان على طول السنة في شهر واحد فيظن أن الممثل مشتت، لكن بالحقيقة الممثل يقوم بتصويرها على مدى أيام وأشهر طويلة، ومن واجب الممثل أن يغير وينوع من شخصياته كي لا يصل للتشتت.

الجدير بالذكر أن الفنان جمال العلي اشتهر في مشاركاته الكوميدية منها "عائلة سبع نجوم" للمخرج هشام شربتجي، وفي سلسلة "عائلة ثمانية نجوم"، و"بقعة ضوء"، ومسلسل "ضيعة ضايعة"، وفي "أهل الراية"، و"عقاب"، إضافة إلى "أشواك ناعمة" وغيرها، وحصل أول مرة على جائزة أفضل ممثل في مسرحية "فصيل على طريق الموت".