فنون

أسعد مشاي: في داخلي انكسار سببه تهميش الفنان العراقي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أكَّد الفنان العراقي الشَّاب، أسعد مشاي، أنَّ مشاركته في مسلسل "مطلوب رجال" خدمته في تحقيق شهرة له خارج النطاق العراقي، مبديًا أسفه على عدم مشاركته مع عادل إمام في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" لظروفٍ خارجة عن أرادته.

بغداد:قال الفنان اسعد مشاي انه كفنان ملتزم لا تؤثر عليه الاجندات السياسية وسواها لهذه القناة او تلك، ويعمل بما يراه صائبا وان اختلف فيه الاخرون ، وقال اسعد في حوار (ايلاف) معه ان لديه مشروع شخصي ازاء التمثيل يمثل طموحاته الكبيرة وانه يعمل من اجل تحقيقها على الرغم من شعوره بالانكسار الداخلي بسبب عدم الاهتمام بالفنان العراقي .

ما هي آخر الاعمال التي قدمتها خلال المدة الاخيرة؟
شاركت في مسلسلات "الباب الشرقي" و"ابو طبر" و"ايوب"، والشخصيات التي مثلتها فيها مميزة لان كل شخصية مختلفة عن الاخرى، ولها طابعها الخاص ولها شكلها الخاص ايضا، وانا اعتز بها لانها مهمة داخل كل مسلسل ولها خط محوري، مثل شخصية "نقيب عزيز" في الباب الشرقي، و"يوسف" محقق المخابرات في ابو طبر، و"الدكتور نبهان" البروفيسور الذي فقد عقله في "ايوب"، كما لديّ اعمال لم تعرض بعد وهي "العائد من الرماد"تأليف باسل الشبيب واخراج الاردني ايمن ناصر الدين، ويتناول المسلسل في جزء منه مختبرات الدي ان أي حيث اؤدي فيه شخصية ضابط جنائي في مختبر تحليلات، والمسلسل يتحدث عن امرأة تتهم بأن ابنها غير شرعي، فيستغلون صداقتي، الشخصية جميلة لكنني لا احب مثل هذه الشخصية لانني لا اجد نفسي فيها ولا احبها، كونها سهلة وانا لا احب الشخصيات السهلة، وهي من النوع الذي يؤديه اي ممثل اخر لعدم وجود جهد يبذله اي ليس فيها فعل ممثل، والمسلسل الاخر هو "رائحة العاقول" تأليف عباس الحربي واخراج طلال محمود، اؤدي فيه شخصية ناظم الشاب الطائش طموحاته محدوده وكل همه ان يسافر خارج العراق، هو مقيم في سوريا مع امه وأخته، ويصل الى مرحلة المتاجرة بأخته في سبيل تحقيق مكاسبه الشخصية، حياته مجرد ذهاب الى الملهى لمعاقرة الخمرة، لكنه في النهاية يتحول الى انسان اخر بوساطة الحب حين يرتبط بعلاقة مع امرأة فيصبح انسانًا ايجابيًا تمامًا، انا احببت الشخصية للصعوبة الكبيرة التي فيها.

كثرة الاعمال الا تجد انها قد تؤثر على عطائك او نظرة الناس اليك ؟
الممثل المليان لا تؤثر عليه بل انه عبارة عن عطاء، فالشخصيات التي مثلتها هي جزء من طموحي الشخصي، انا طموحي اكبر منها وان كانت شخصيات لها ثقل ومهمة، ولكن بصراحة ما نتقاضاه من اجور قليل جدًا، وهذا يضطر الممثل الى ان يعمل في ثلاثة او اربعة اعمال في ان واحد من اجل تمشية وضعه الحياتي، على عكس الممثل المسترخي ماديًا الذي يعمل عملًا واحدًا في السنة، انا مع العمل الواحد ولكن الظروف الحياتية تدفع الى هذا لاسيما ان الاجور التي تدفع للفنان العراقي ما زالت قليلة جدًا،خصوصًا اننا نعيش في بلد اغلى من لندن، العراق كأنه بلد اوروبي كل شيء فيه غالٍ، من وسائل التنقل الى الكثير من التفاصيل وانا لا الوم الممثل عندما يعمل اعمال عديدة، من الممكن ان اعمل عملاً واحداً في السنة حين اتقاضى به اجرًا جيداً، ونحن نعلم ان هناك العديد من الفنانينالذين يقدمونعملاً واحدًا في السنة ويتفرغ للسياحة في بلدان اخرى، ولكننا للاسف تحولنا الى آلة عمل.

هل حققت شيئًا مما تطمح اليه من النجومية؟
حققت جزءًا ولكنني ما زلت اطمح، فالذي في بالي اكبر، انا شاركت في مسلسل عربي هو "مطلوب رجال" منحني شهرة عربية مثلما الاعمال التي اشتغلتها مع مصريين واماراتيين، ولكن ما زلت اطمح، انا ابدأ دائمًا من نقطة الصفر، لكن النجومية غير المدعومة فيها انكسار، المفروض وجود جهات تحتضن الفنان، اقصد مؤسستنا الفنية وان كانت هي بلا احتضان من احد ومهمشة، يجب ان يكون هناك دعم اعلامي، ودعم حكومي معيشي على صعيد السكن وحتى الاماكن الترفيهية، فنحن كفنانين ليس لدينا مكان نجلس فيه خاص بنا، مما يجعلنا نضطر الى الجلوس في الاماكن العامة من دون استرخاء.

ما اكثر ما يهمك في قبول المشاركة في عمل ما؟
يهمني النص طبعًا، لانني من خلاله استطيع ان اجد اين مكاني في العمل اضافة الى قيمة العمل ذاته،وخلال الاشهر الاخيرة رفضت ثلاثة نصوص لانها لم تعجبني.

اذن لماذا شاركت في مسلسل "الباب الشرقي" الذي اثار جدلاً؟
لانني احببت الشخصية التي مثلتها، وان كان المسلسل فيه هفوات، ولكن نحن الان نعيش في بلد عبارة عن امزجة مع احتراماتي للمتلقي العراقي، انا انتمي للشارع العراقي لا انتمي الى اية جهة، انتمي للكناس وللعامل البسيط، نحن الان نعيش زمن امزجة واجندات.

واين الالتزام ؟
الفنان الملتزم لا تؤثر عليه الاجندات السياسية وسواها لهذه القناة او تلك، ولكنها تؤثر على الفنان الذي يريد ان يشتغل فقط، او ما نسميه بالمفهوم الشعبي "الفنان الذي على باب الله"، انا اعمل بما أراه صائباً وان اختلف فيه الاخرون، ولكن لا تنسى نحن نعاني من عدم وجود دعم حقيقي للفنان العراقي .

ما الذي تحتاجه الدراما العراقية ؟
تحتاج منتجاً حقيقياً وليس تاجراً، تحتاج المنتج الفنان، الذي ينسى موضوع الربح والخسارة، وبالتأكيد انه اذا اشتغل عملاً جيداً ورصيناً يترك انطباعاً في الشارع العربي وليس العراقي فقط، فأنه يربح، ولكن لا يربح ثلاثة ارباع الميزانية، ويشتغل بربعها فقط، انا اتمنى من الفضائيات ان تعمل مزايدات ما بين المنتجين من اجل عمل جيد ورصين وفيه صورة حلوة وممثلين جيدين، الان بدأ المنتجون ينزلون الى الشارع لجلب ممثلين خشية ان يطلب الفنان الفلاني يطلب مبلغًا معينًا وان كان مبلغًا عادياً قياسًا للاخرين، اتمنى من الفضائيات ان تتكفل هي بالانتاج مباشرة من اجل انتاج عمل جيد ولا تعطي العمل الى المنتج وتتركه، الا اذا وضعت عليه شروطًا.

لماذا لا تعمل الفضائيات مثلما تقول انت ؟
لا اعرف، حقيقة لا اعرف التفاصيل هناك، وهذا الموضوع يحيرني مثل غيري من الفنانين، ونتساءل لماذا هذه القناة لا تتعامل الا مع منتج واحد وكأنه الاوحد الذي لا يوجد سواه .

ما الذي يحزنك ويشعرك بالغبن؟
عدم وجود انصاف للفنان العراقي، الممثل العراقي يقدم منجزًا لكنه بعده يشعر بالانكسار، لعدم وجود اهتمام من اي احد، هناك في مصر اشتغلت ووجدت اختلافَا كبيرَا بيننا وبينهم، هناك يحسسونك بأنك انسان لك ثقلك وبقيمتك كفنان، هناك لا احد يحسسك بهذا، حين اشتغلت في مسلسل "مطلوب رجال" كنت اتمنى ان اسمع كلمة مبروك من احد، وان يحتفوا بي بأمسية لمدة نصف ساعة ويسألونك عن تجربتك هذه .

ما الذي اضافه لك "مطلوب رجال"؟
انا لدي مشروع، لا هذا المسلسل ولا غيره من الممكن ان يكونا شيئاً ازاء المشروع الذي في داخلي، مشروعي الفني الشخصي ان اعمل اعمالاً اكبر من هذه الاعمال، كنت مرشحَا للعمل في مسلسل مع عادل امام "فرقة ناجي عطا الله"، ولكن للاسف منعتني ظروف خارجة عن ارادتي، فوفاة ابي وانشغالي بمسلسل اخر تعاقدت عليه حالت دون ذلك، اضافة الى احداث الثورة المصرية المعروفة.

"مطلوب رجال" خدمني بالتأكيد، وفوجئت ان الناس في مصر يعرفونني من خلال المسلسل وفي بيروت ايضًا، وقد عرض العمل في 11 قناة فضائية عربية، وانا لم امثل سوى 35 مشهدًا فقط، وقد لعبت فيه دور رجل ارستقراطي لديه فنادق ومطاعم في دبي ويمارس سلطته ازاء الناس، انه حقق لي بالتأكيد اشياء عديدة اولها تعارفي على الاخر واصبح لديّ اصدقاء ممثلون من دول عربية، خدمني طبعًا ولكنني امتلك طموحات اكبر على الرغم من الانكسارات التي نمر بها في بغداد التي اتمنى ان اشتغل اعمالي فيها من اجل ان اعزز وطنيتي التي لم تهتز في يومًا ما لاي سبب كان، وانا احب بلدي على الرغم من المرحلة التي وصلت اليها من الانكسار.

اكثر من مرة ذكرت الانكسارات ماذا تعني بها وما السبب؟
انكسارات داخلية، سببها عدم الاهتمام بالفنان، اننا نعيش في بلد لا يحب فنانيه ولا مبدعيه، لماذا لا اعرف؟ ليس اليوم فقط بل منذ عبد الكريم قاسم الى يومنا هذا، لم تجد سياسيًا أحب الفنان، يعتبرونه امعة او جرثومة في المجتمع، واتساءل بحرقة: لماذا ؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف