أسامة الحمد: مفهوم الجرأة في الدراما السورية يلزمه تعريف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وقال المخرج السوري الحمد لـ"إيلاف" بأن الدراما السورية مست الجرأة بالاتجاه الخاطيء ، معتبراً أن الجرأة لا تعني التوجه إلى المواضيع الممنوعة التي تلامس الخطوط الحمراء ومناقشة جزئياتها فقط ، ومجرد التطرق للجزء يعني مغالطة الحقيقة بنسيج خيالي ووهمي بكتلة من الكذب، مضيفاً إلى أنه لا يجوز أن وصف الدراما بالجريئة كونها تتحدث عن فكر معين، أو فترة معينة، فالجرأة يجب أن تسلط الضوء على أصل الفساد الموجود في بالبيت، والمدرسة، والشارع، وإيجاد مكمن المال الذي أصبح يلعب اللعبة المخيفة.
وأضاف المخرج السوري إن موسم رمضان الماضي قد اقترب في بعض مواضيع مسلسلاته من (الوقاحة السياسية) واعتباره (جرأة سياسية) من منبر (من كان منكم بلا خطيئة فيلرجمني بحجر) خاصةً عندما يتدخل المنتج الذي لا يقرأ نصه ولا يملك مشروع ثقافي ليختار موضوعاً ليحوله إلى مسلسل تلفزيوني دون معرفته بأن النص يتكلم عن الفساد أم عن مؤامرة تنسج ضد البلد.
جاء هذا الكلام على خلفية اختيار المخرج السوري لعمل (الانفجار) الذي يصوره حالياً وقال إن هناك فرق كبير بين الجرأة في عمله عن تلك الجرأة في باقي الأعمال، معتبراً أنه يتطرق إلى حالة تخريبية يبني عليها دراما إنسانية.
وصرح المخرج السوري أسامة الحمد أنه أختار نص (الانفجار) تأليف أسامة كوكش، وإنتاج الهاني للإنتاج الفني، من بين عدة نصوص كان قد قرأها تحضيراً للموسم الرمضاني المقبل، مشيراً إلى إنه اختياره ليس لها أية علاقة بالتوقيت بل بجدلية النص. ويأتي مسلسل "الانفجار" من حكاية سورية توجه رسالة إنسانية عميقة عبر مجموعة من الأحداث الاجتماعية والبوليسية المشوقة.
وقال المخرج السوري لـ"إيلاف" بأن مسلسل (الانفجار) عمل اجتماعي ينطلق من فرضية انفجار حافلة متوجهة من دمشق إلى حلب واستغلال إحدى المجموعات هذه الرحلة لتقوم بتفجير الباص بعد أن توحي لمنفذي العملية من ضعاف النفوس بأن الموجودين على متن هذه الرحلة هم من أعداء الوطن في حين أنهم كانوا أناساً بسطاء عاديين يشكلون الطيف السوري.
وأضاف الحمد إن " فكرة المسلسل تنطبق على أكثر من انفجار تعرضت له سورية، بشكل خاص، كما أن العمل يريد توجيه رسالة إنسانية عميقة عبر مجموعة من الأحداث الاجتماعية والبوليسية المشوقة وهي كلمة الإرهاب".
وبين الحمد إن " اسم المسلسل مستوحى من الجريمة التي تتم في نهاية الحلقة الثانية ويعرض المسلسل بعدها آثار هذه الجريمة على من تورط بتنفيذها، ليكون درساً لهؤلاء ضعاف النفوس، فنرى ما يحدث لزوجته و طفليه بعد موته وكيف تسبب في شقائهم، كما يطرح المسلسل قصة حب حزينة لكنها جميلة تجذبنا بطريقة طرحها فمن عمق الألم يولد الحب وتبرز روح التصميم بأن الجمال لابد أن يمحي القبح من خلال شخصية الضابط الذي يتشوه بالانفجار ويصاب بالشلل ويفقد رجولته لنرى تداعيات الحالة على السيكولوجيا الخاصة به.
ونفى المخرج السوري إن يكون هناك حالة اتهام لأي نت الأشخاص أو الجماعات بتورطها بالإرهاب ،معتبراً إن الإرهاب حالة فردية وتنظيمها يتبع لشخص واحد لا يمثل الا نفسه يذهب كضحية لمنظومة لها علاقة بالمصالح بدليل إن الإرهاب بالعالم كله يهم مجموعة من الناس ويستفيد منها أناس آخرون.
وذكر الحمد فيما يتعلق بتسويق العمل ،قائلاً " ليس كل العمل يتكلم على الإرهاب إذ إن الخط البوليسي لا يشكل سوى 30% من جدلية العمل وبالتالي هناك مواضيع عامة وشاملة وتعكس الواقع بطريقة درامية ويناقش علاقات جميلة وإشكالية كطريقة تقبل الزواج المدني في سوريا وكيفية مفهوم الخطيئة وارتكابها، وعلاقة الإنسان السوي بحالة الفساد المستشري في المجتمع وكيفية مقاومته بطرق طرح جديدة".
يذكر أن مسلسل "الانفجار" يضم نخبة من نجوم الدراما السورية باسم ياخور، خالد تاجا، تاج حيدر، كندا حنا، بشار إسماعيل، رنا شميس وغيرهم.
وقال المخرج بإنه انتقى الوجوه الموجودين بالعمل بشكل بعيد عن الشللية ،معتبراً بأنه يناقش الشركة والفنيين بعملية (وورك شوب ) للوصول إلى بر الأمان.
وفي سياق آخر تحدث المخرج السوري عن تجربة الفلم التلفزيوني(صبحية بحرية) للكاتب علي سفر والذي قدمه على هامش مهرجان دمشق السينمائي الأخير، واعتبرها تجربة ديكو دراما كونه لم يأتي من الوهم أو من الفضاء الخيالي أعتمد على الوثيقة الحقيقية في الفلم، وكان قراره في أن يأتي أشخاص حقيقين ذكروا أسمائهم ليتحدثوا عن تجاربهم فبني نسيج الفلم، مشيراً إلى إن فكرة الفلم وفترة تصويرها تم في أقل من عشرين يوماً وبمبلغ بسيط جداً لتتم مشاركته في تظاهرة (لغات سينمائية مختلفة)، نافياً أن تكون العلاقات المتحسنة بين الجانبين السوري التركي لها علاقة بموضوع وفكرة الفلم.