علي أبو سيف:غياب الرقابة من أهم أسباب نهوض الدراما العراقيَّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: في حوار خاص مع "إيلاف" أثناء تصويره في سوريا تحدث المخرج العراقي، علي أبو سيف، عن مسلسله الجديد "فاتنة بغداد" الذي يروي فترة من حياة الفنانة العراقية، عفيفة اسكندر، وتطرق إلى صعوبات التصوير، وأشار إلى أن غياب الرقابة هو من أهم الأسباب التي أدت إلى نهوض الدراما العراقية.
بداية حدثنا عن مسلسلاتك الجديدة "فاتنة بغداد" الذي تصوره حاليًا؟
بعد انتهائي من مسلسل "طائر الجنوب" الذي تم تصويره في تدمر، كونه عمل ريفي يتحدث عن نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وتمتد أحداثه إلى 2003 سنة الغزو الأميركي للعراق، بدأنا تصوير مسلسل "فاتنة بغداد" الذيتدور أحداثه بين العام 1930 والعام 1936 على شكل سيرة ذاتية الفنانة العراقية، عفيفة اسكندر، وهي لا تزال حية ترزق، ويتناول العمل حقبة هامة من تاريخ العراق حيث يسلط الضوء على حياتها بعد أن فضل المؤلف علي صبري بإقحامها بمشاكل الحب والعشق ومواضيع الجاسوسية لصالح الانكليز، إلا أنها ترفض هذه الجاسوسية وتقوم بمساعدة الضباط العراقيين بعملية عكسية وتجلب المعلومات لصالحهم.
والعمل من بطولة إيناس طالب التي تجسد حياةالفنانة عفيفة، بإضافة إلى الفنانة هناء محمد، وطه علوان، وميثم صالح، وكريم محسن، وهاشم طالب، وكنعان علي.
ما أهمية تناول هذا الزمن من التاريخ العراقي؟
أهمية العودة إلى هذا الزمن تكمن في استذكار الفنانين لزمن الثلاثينات الجميل، والمؤلف علي صبري متخصص بهذه الفترات التاريخية على الرغم من صغر سنه ليحاول ربط تاريخ العراق القديم بالتاريخ المعاصر، والنص مكتوب منذ حوالي خمسة عشر عامًا بعدما أخذ موافقة الفنانة عفيفة لتصوير مسلسل يتناول بداياتها في عمر الثمانية عشرة عندما كانت تغني بعض الأغاني لفنانين عراقيين كبار مثل سليمة مراد، وصديقة الملايا، ولم تكن قد غنت أغانيها الخاصة بعد، وأتمنى أن نوفق في استحضار هذه الفترة الهامة للجمهور العراقي.
وهل لاقيت صعوبات في إنجاز العمل في سوريابسبب عدم تشابه البيئة؟
التصوير في الدراما موضوع يترك للمشاهد وتفكيره، والمهم أن تصل الفكرة، وتشابه البيئة الحقيقية يفقد 10% من نكهة العمل ونحن نعمل على الجزء المتبقي، وما يعاب على معظم الأعمال العراقية بأن البيئة لا تزال ناقصة، على الرغم من أننا بقدر الإمكان حاولنا مقاربة البيئة بالتصوير في تدمر لمشاهدة النخل والتراب، كما أن البيوت متشابهة بين سوريا والعراق على الرغم من اختلاف الجدران في سوريا التي تستخدم البلوك أما في العراق فيستخدم الطابوق، وقد حاول مدير الديكور صنع جدران قريبة من الطابوق العراقي.
وأنا صورت في بغداد عندما كان الوضع في قمة الأزمة، وعلى الرغم من بعض التحسينات حاليًا إلا أنني أرى الوضع يسير نحو الأسوأ، وبصراحة التصوير يلزمه حالة من الهدوء والاسترخاء لي وللفنانين والفنيين، ولا يمكن لأي شخص يعمل بالفن أن يبدع وهو قلق، لذا فالاستقرار في سوريا هو أمر أفضل من وجهة نظري الشخصية.
هل تقيد عملية التصوير في سوريا المخرج علي أبو سيف لاستقدام الفنانين العراقيين المقيمين في سوريا فقط، وكيف يكتشف أبو سيف الوجوه الجديدة والتي تعد من أهم مزايا المخرج الناجح؟
لا لست مجبراً بالفنانين المقيمين في سوريا فقط، وبطلة العمل الفنانة إيناس طالب وتم استقدامها من الأردن كما طلبت الكثير من فناني العراق الموجودين في بريطانيا وكندا والعراق.
أما بالنسبة لعملية اكتشاف الوجوه الجديدة فمن المعروف إنني دائم البحث عنهم، وأنا على تواصل مع خريجي معاهد التمثيل والفنون الجميلة في بغداد، وأعمل الكثير من الاختبارات في أوقات ليس لدي عمل للمواهب الشابة لاحتفظ بميزات كل منهم وأكتب عناوينهم واستدعيهم في الفرص المناسبة بناءً على الملاحظات، وقمت مرة في عمل "الحواسم" المنتج سنة 2004 بإشراك خمسة أبطال من الوجوه الشابة.
كمخرج يعمل منذ سنوات في الدراما العراقية ما رأيك بهذه الدراما وهل هي في حالة أفضل لما كانت عليه قبل الحرب؟
الدراما العراقية بدأت تتطور وتنهض بأسلوب الأداء لدى الممثل، كما تطورت لغزارة المواضيع، وبرأيي أهم الأسباب التي أدت إلى نهوضها هو عدم وجود الرقابة وهو سبب كافي لتطوير أي نتاج فكري إبداعي، وأنا أول مخرج عمل بعد الحرب على العراق في العام 2004 بعمل تاريخي عن الشاعر، أبو العلاء المعري، بعنوان " رهين المحبسين" ولاحظت اختلاف الإيقاع في العمل العراقي الذي بدا يتسارع والممثل يأخذ الراحة الأكبر، كما أن زيادة القنوات العراقية أدى إلى كثرة الإنتاج التي تنعكس بدورها على التطور في الحركة الدرامية، وتبقى مشكلة التسويق حيث إن القناة تنتج وفق إمكاناتها من دون النظر لتسويقها لذا تبقى الأجور ضعيفة مقارنة مع باقي الدراما.
برأيك لماذا لم تنتشر إذن هذه الأعمال ولا نراها على الشاشات العربية؟
على الرغم من انتعاش الدراما العراقية إلا إن مسألة انتشارها مرتبطة بتعقيدات بسيطة ومرتبطة بأجندة بعض القنوات الخاصة التي تكتفي بمشاهدة الوضع العراقي في نشرات الأخبار، وربما لا يهمها معايشة الواقع العراقي على شكل دراما نظراً لخصوصية المجتمع العراقي، كون معظم موضوعاتنا مرتبطة بالحدث العراقي، والقنوات العربية غير مجبرة لنقل الشأن العراقي وأحداثه، وأغلب الأعمال العراقية تعكس الوضع الأمني وعمل "فاتنة بغداد" بعيد كل البعد عن الفلتان الأمني العراقي ونتمنى تصديره للقنوات العربية.
ما هي درجة الرضا عن أعمالك، وكيف تتعامل مع النقد؟
من الطبيعي ألا يكون المخرج راضيًا عن كل أعماله لأنه لا يختار معظمها بإرادته، وفي بعض الأحيان لا أكون راضيًا بدرجة كبيرة عن عملي، إلا أنني أكون سعيدًا بإقبال مرات الجمهور عليه، وفي بعض الأحيان لا أكون راضيًا على النص ولا أتوقع له النجاح ولكن التصوير يساهم في رفع مستواه ونجاحه، خصوصًا عندما أرى الشخوص تبدأ في التحرك فأبذل كل جهدي في سبيل إظهار العمل بشكل متميز ومقنع، كما أني أتعامل مع النقد بشكل مرن وأفضل من ينتقدني على أعمالي أكثر من أن ينتقد بشكل شخصي ولا أفضل الإنسان الذي يتحدث عن سلوكي، والنقد ليس مؤذيًا كما يتصوره البعض لأنه يسعى للتطوير ويصلح نفس الإنسان.