فنون

تامر اسحق: مصممٌ على مواصلة طريقي في تقديم الأعمال الجريئة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتبر تامر إسحق مخرجًا شابًّا موهوبًا، صعد سلم النجاح بهدوءٍ، واستطاع أن يثبت حضوره بقوةٍ، بدأ عمله في الإعلانات، وفي العام الماضي أضيف اسمًا جديدًا على قائمة المخرجين السوريين عندما أخرج مسلسلين حقَّقا جماهيريَّةً عاليةً هما "الخبز الحرام" و"الدبور".

دمشق: في حوار خاص مع "إيلاف" نفى المخرج السوري الشاب، تامر إسحق، استبعاده الفنانة السورية كندا علوش عن مسلسله بسبب توقيعها على "نداء درعا"، وتحدَّث عن مسلسل "العشق الحرام" وعن الجرأة في طرح قضايا كثيرة في هذا العمل من دون أن يتعرض لمقص الرقابة، وشارك في الحديث عن ذكرياته مع الدراما العراقية.

ما حقيقة استبعاد الفنانة كندا علوش من مسلسلك؟
أولاً أؤكد من خلال موقعكم أن ما تردد حول استبعاد الفنانة كندا علوش بسبب توقيعها على ما يسمى "نداء درعا" لا أساس له من الصحة، والفنانة علوش لم تكن موجودة أصلاً في مسلسل "الدبور"، وإنما هي إحدى بطلات مسلسل "العشق الحرام"، وقد باشرت تصوير مشاهدها في العمل فور عودتها من مصر، ومن المستحيل أن يتم استبعاد أي فنان من العمل لمجرد وجهة نظره.

إذن الفنانة علوش موجودة في العمل؟
طبعاً ونحن لا نستطيع أن نخوّن أحدًا، ولا نستطيع أن نحاسب الفنانين على مواقفهم، وموضوع استبعادها لم يُطرح بالأساس على طاولة النقاش من قبل الشركة المنتجة، وكندا تجسّد في مسلسل "العشق الحرام" دور فتاة لقيطة تكون متبناة من قبل الفنان عباس النوري وهي فتاة إيجابية، وطالبة جامعية في كلية العمارة، ولكن كونها فتاة لقيطة بالأساس، فهذا يؤثرفي علاقاتها الاجتماعية مع والدها وحبيبها ومحيطها بشكل عام.

حدثنا عن عملك الجديد "العشق الحرام" والذي تصوره حاليًا؟
العمل من إنتاج شركة "غولدن لاين" عن نص قمت بكتابته بالتعاون مع الكاتب بشار بطرس، واسم العمل ليس ثابتًا بل سيتغير خوفًا من حدوث أي لغط بينه وبين عملي للموسم الماضي "الخبز الحرام"، وبين مسلسل تركي انتهى مؤخرًا، فهو لا يشبههما أبدًا، وإنما هو عمل اجتماعي يطرح قضايا تدور حول مشاكل العشق الموجودة في مجتمعاتنا العربية عمومًا وسورية خصوصًا، فهو يصوّر تفاصيل دقيقة ومهمة لم تتطرق لها الدراما من قبل، وهذه ميزة الدراما السورية وميزة ما أحب أن أخرج من أعمال، فهو يحتوي على جرأة في طرح القضية وليس جرأة في تصوير المشهد، خصوصًا أن العمل يتحدث عن علاقات الحب الممنوعة، كما أن المسلسل يسعى للاقتراب من الخطوط الحمراء في المجتمع لكن من دون أن يتجاوزها.

وما مدى تشابه العمل مع عملك في العام الماضي "الخبز الحرام"؟
ربما البيئة الاجتماعية في العملين متشابهة، فالعملان ينتميان إلى الواقع وليس إلى الخيال ولكنهما غير متشابهين، ونحن نتطرق بشكل مباشر في العمل إلى العلاقات المحرَّمة والدخول في روح تلك العلاقات، "العشق الحرام" يتناول مجموعة من قصص الحب ضمن ثلاثة خطوط رئيسة، ويسلط الضوء على العلاقات العاطفية الخاطئة والمحرمة من الناحية الأخلاقية والشرعية، كما هناك خط تبني الأولاد.

كتابة أي مخرج سينمائي لسيناريو أفلامه هي عملية بديهية، وغالبًا ما يعتبر الفيلم كسيرة ذاتية للمخرج، ولكن توجد صعوبة في كتابة المخرج مسلسلا تلفزيونيا مؤلفا من 30 حلقة.. كيف استطعت التعمق في كتابة النص؟
أود القول إنني بالأساس لست كاتبًا، وبصراحة لا يوجد عندي هذا الطموح أو التفكير بأن أصبح كاتبًا، ولكني مؤمن بعملية ورشات السيناريو أي الأخذ بأكثر من رأي في عملية الكتابة باستخدام لغة حياتية واقعية، ولم تتم عملية كتابة النص بمفردي وإنما مع الكاتب بشار بطرس وأعتبره الكاتب الحقيقي، كما تم إنجاز النص بمشورة بطل العمل الفنان عباس النوري، والسيد نايف الأحمر صاحب الشركة المنتجة للعمل، وأهم شيء بالنسبة لي هو التدخل بالنص بالشكل الذي يتطلب ذلك، ولا أنكر أنني استفدت من تجربة تعديل نص مسلسلي "الخبز الحرام" في العام الماضي.

ولكن عملية التعديل تلك أدخلتك في خلافات مع الكاتب مروان قاووق؟
عملية التعديل تمت بالاتفاق مع الكاتب قاووق، لأني عندما قررت إخراج العمل لم أكن مقتنعًا بالحلقات التي قدمت، وحينها لم يكتب مروان سوى اثنتي عشرة حلقة فقط، وكان لابد من التعديل من وجهة نظري على الأقل، أنا أحترم الكاتب مروان كثيرًا وهو كاتب مهم ولا يوجد أي خلاف شخصي بيننا بدليل أننا تعاونامعا بعد ذلك الخلاف، ولكن ربما لكونه لم يكن متفرغًا لعملية تعديل النص أجبرتني على إعادة صياغته، ولكي يخرج النص كما أحب أجريت إعادة الكتابة من الألف إلى الياء بأحداث جديدة وشخصيات مختلفة لا تشبه الحلقات المقدمة من قبله، ولكنه كان يشرف ويتعرف إلى كل مجريات التعديل كونها أجريت بالاتفاق معه واستغربت حينها من تصريحاته، ولكن تم حل كل الأمور.

مسلسل "الخبز الحرام" صنف ضمن ما يعرف بالدراما الجريئة، إلى أي حد يقارب هذا العمل الجرأة؟
أنا مصممعلى مواصلة طريقي في تقديم الأعمال التي تتصف بالجرأة بهدف طرح قضايا المجتمع، والجرأة لا تعني المشاهد المثيرة، وما يهمني في الجرأة هو طريقة طرح القضية بالدخول في مواضيع اجتماعية وسياسية ودينية، وعملي يلامس الجرأة الاجتماعية بطرح قصص التبني والحب الفاشل وما ينجم عنها من مشاكل لها علاقة باللقيط، وبصراحة الجمهور يحب مشاهدة مواضيع حساسة وقصص واقعية مهما كانت صغيرة إلا أنهم عاشوها حقيقةً، وهذه ميزة الدراما السورية بتنوع مواضيعها وجرأتها في طرح القضايا الواقعية.

وبرأيك كم هي مهمة هذه الجرأة في عملية التغيير في الوعي الاجتماعي؟
التلفاز وسيلة رفاهية لكنه يلعب دور التثقيف والتعليم أيضًا، وطرح كل المواضيع التي تخطر على بال المشاهد، فهو يستطيع متابعة ما يهواه من خلال محطات دينية أو محطات الأغاني أو الأخبار، وتسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية من خلال الدراما من شأنه أن يزيد وعي الجمهور.

ماذا عن تدخل الرقابة في مسلسلاتك؟
بصراحة أنا لم أعانِ كثيرًا من تدخل الرقابة، وأستطيع التأكيد أن هناك عملية انفتاح للرقابة، مع العلم أنني أدرك ما هو ممنوع رقابيًّا وأبتعد عن المشاهد الممنوعة،ورأينا في العام الماضي الكثير من الأعمال التي كانت تحمل بعدًا اجتماعيًّا ودينيًّا وحتى سياسيًّا، وما لم نكن نستطيع قوله في الماضي أصبحنا نقوله الآن بسهولة، وأنا شخصيًّا أؤيد هذا الانفتاح على عكس الزمن الماضي عندما كانت تخضع الأعمال إلى مزاج الرقيب وليس إلى عملية رقابة فكان يمتنع لمجرد خوفه الشخصي من الجرأة ولكن الدراميين استطاعوا رفع سقف الرقابة في العام الماضي.

علمنا أنك ستقوم بإخراج أغنية الفنان اللبنانيأيمن زبيب "بتزعل دني" على الرغم منأن أغلب الفنانين اللبنانيين يعتمدون على مخرجي لبنان في مسألة الكليب؟
هذا الكلام صحيح، ولكن هناك عملية صداقة شخصية بيني وبين الفنان أيمن زبيب، وكنت على تواصل معه قبل أن يغني شارة عملي في العام الماضي "الدبور"، وبناءً على التفاهم الموجود بيننا أراد الفنان أيمن إنتاج الكليب، وحقيقة أنا لم أصور الكليب بعد وأنتظر الوقت المناسب والكافي لتصويره على طريقة الفيديو كليب خلال أيام وهذه الأغنية الوطنية مهداة للرئيس بشار الأسد، ونحاول فيها إظهار محبتنا لرئيسنا الأسد كصديق وأخ تشبه ما بداخلنا تجاهه، وسنقوم بتصويرها في شوارع دمشق كي نثبت لكل العالم، وخصوصًا لتلك القنوات المغرضة بأن الأوضاع في سوريا طبيعية ولأنهم غير مقتنعين بذلك يجب عليهم رؤية شوارع دمشق سواء في هذه الأغنية أو حتى رؤيتها من خلال مسلسلاتنا التي نصورها في الشارع بشكل يشبه الحياة الطبيعية وهذه رسالة الكليب، وأنا أحببت كلمات هذه الأغنية الرومانسية والجميلة.

بداياتك كانت مع الدراما العراقية كيف تحدثنا عن ذكرياتك معها؟ ورأيك في الدراما العراقية؟
الدراما العراقية أساسًا لها تاريخ قوي وهي معروفة بنجاحاتها، وكنت سعيدًا في أن أول فرصة لي كانت في مسلسل عراقي "الحب والسلام"، وكان التعاون بيني وبين النجوم العراقيين ممتعًا جدًّا، واكتملت سعادتي في إعادة التجربة مع العراقيين في عمل "شناشيل" وأنا أحب الدراما العراقية، وتكمن خصوصيتها في المواضيع المتميزة فالبيئة العراقية مليئة بالأفكار والمواضيع والحكايات الخاصة الموجعة والمفرحةفي الوقت نفسهولديهم خصوصية في المواد المطروحة، وتجمعني مع النجوم العراقيين علاقة محبة كونهم طيبين ومثقفين جدًّا، وأتوقع لهم منافسة باقي فناني الوطن العربي عن قريب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف