فنون

عزام صالح: المسلسلات العراقيَّة لايمكن تسويقها عربيًّا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكَّد المخرج العراقي، عزام صالح، أنَّ الدراما العراقيَّة قادرة على منافسة مثيلاتها في مصر وسوريا إذا ما توفَّر لها الإنتاج الجيِّد، الذي يدخل فيه عنصر التِّجارة كالذي يتوفر للمسلسلات السورية مثلاً، الَّتي قال أنَّها تعتمد في الأغلب على النساء أو ما أسماه "زنود الستات".

بغداد: بدأ المخرج، عزام صالح، بتصوير مشاهد مسلسل درامي جديد يتحدث عن بعضالأحداث فيتاريخ العراق المعاصر، ويحمل عنوان "الهروب المستحيل" كإسم مؤقت، ومن المتوقَّه أن يحمل إسم"زمن الضياع"، تأليف حامد المالكي، وبطولة آسيا كمال، وهيثم عبد الرزاق، وسمر قحطان، وطه المشهداني، وباسل الشبيب، وشيماء جعفر، وسولاف، وشهرزاد شاكر، وفارس عجام، وحافظ لعيبي، وغيرهم، إضافة إلى ممثلين من كردستان، وهو من ثلاثين حلقة.

ما الخطوط الرئيسية للمسلسل؟
العمل يتحدث عن فترة ما بعد حرب الكويت في العام 1991، وبالتحديد تدور الأحداث عام 1997 بعد هروب الناس من العراق بسبب ظروف الحصار، ومحاصرة السلطات في ذلك الوقت للشباب، فهناكمن استطاع مغادرة العراق الى دول أخرى، وهناك من شعر باليأس من الوضعلأن الاستاذ الجامعيكان يتقاضى راتبًا قدره ثلاثة آلاف دينار أي أقل من دولار واحد في ذلك الوقت ولا يستطيع أن يعيل أسرته، وهناك الكثيرون مثله، وهناك عوائل باعت كل ما لديها وهربت، وعندما هاجروا إصطدموا بعادات المجتمعات الأجنبية، وفي العمل أخذنا المجتمع البلجيكي الغير محافظ وأثره على الماجر العراقي الذي تأثر به، فتجده يذهب لتعاطي المخدرات، والهو في المراقص، وإقامة العلاقات غير الشرعية، والشخصية العراقية المتأسسة في العمل هي شخصية الاب متمثلة بالدكتور فرحان، الذي يجسدها الفنان هيثم عبد الرزاق، والتي بات لديها شعور متصارع ما بين شرقيته والحالة الاجتماعية التي اصبح عليها، فقرر ان يعود الى العراق وان كان يعرف انه سيساق من قبل الامن والمخابرات وربما يتعرض للسجن، كما هناك شخصية مسيحية يجسدها الفنان باسل شبيب، يعمل في التصنيع العسكري، ويحاول الهرب من العراق لمعرفته انه يؤسس لاسلحة دمار شامل وغيرها.

أين ستصوَّر الأحداث؟
سنصور أحداث المسلسل في شمالي العراق، على الرغم من أن الاحداث الحقيقية للمسلسل تجري في هولندا، ولكن عندما وجدت أن التضاريس في كردستان لا تشبه تضاريس هولندا، اتصلت بالكاتب واستأذنا لأن تكون الأحداث في بلجيكا لأن تضاريسها تشبه الشمال العراقي ونفس أجواء السليمانية، فوافق على ذلك، وثلث أحداث العمل تجري في بلجيكا ولكن من الصعوبة الذهاب الى هناك والتصوير لان ذلك مكلف للغاية، كما ان قناة "العراقية" منتجة العمل تريد ان تحافظ على بقاء الفنان العراقي داخل العراق، وكان من الممكن ان يكون التصوير في لبنان او سوريا، وهذه بادرة جيدة ان تقوم قناة "العراقية" بانتاج اعمال عراقية درامية، وكما اعرف ان هناك خمسة اعمال تقوم بانتاجها هذا العام وتصورها في بغداد والمحافظات من اجل المحافظة على بقاء الفنان العراقي داخل العراق، واتمنى عودة الدراما التي سرقت منا خلال السنوات الثلاث الماضية.

ما هي الرسالة التي يحملها العمل؟
الرسالة هو ضياع الحبيب وحبيبته، وضياع الاهل، وضياع الشخصية العراقية التي كانت متأسسة، في السابق كانت الشخصية العراقية شخصية مثقفة ولها مستوى اجتماعي معين له خصوصيته، ولو كانهناك عادات وتقاليد خاصة بالعراقيين، ولكن في زمن الحصار الاقتصادي بدأت تتهدم، واصبحت الأسرالعراقيةتمارس اي عمل وتأكل اي شيء، وهناك نساء تدهورت احوالهن.

هل ثمة تصورات يشير اليها العمل ضمن احداثه؟
المؤلف اخذ بانوراما كاملة، ما حدث بعد حرب الكويت فيالعام 1991 مثل السرطانات عند الاطفال، والضياع الذي مزق الاسر العراقية، والهروب من الفقر، والعمل مكتوب بشكل درامي جميل ومؤثر، وفيه تراجيديا تصل الى حد ابكاء المشاهد عندما يتذكر تلك المواقف، وليس الغرض طبعًا هو ابكاء المشاهد، ولكن نريد ان نزيد من وعي المشاهد اكثر، و نذكره بما كان وما يحدث الآن.

ما زال الفنانون يشكون من قلة الاجور ما رأيك؟
يجب على الجهة المنتجة بالتعاقد مع المنتج المنفذ على اعطاء الفنانين اجورهم التي يستحقونها عبر تصنيف معين لهم حسب درجات، وان تفرض ضمن العقد اجور محددة، اي مثلما تعطي قناة "العراقية" للفنانين، على المنتج المنفذ ان يعطيهم.

كيف يمكن لاعمالنا الدرامية ان تصل الى القنوات العربية؟
ليس لدينا اعلام من الممكن ان يوصلنا الى الساحة العربية، فالفضائيات العراقية، مع احترامي للفضائيات، هي التي تهدم الواقع العراقي، فهي تتحدث عن الاخطاء فقط وليست هنالك ايجابيات، وليس لديها توجه لكي تجذب العالم الخارجي الينا.

هل يمكن لعملك هذا ان يسوّق عربيًا؟
هذا العمل لايمكن ان يسوق عربيًا لان له خصوصية عراقية، وعندما نريد ان نعمل دراما لتسوق عربيًا فعلاً، لابد ان نبدأ اساسًا من النص، ومنه تؤسس لمحور كامل للمنطقة، بمعنى ان ما حدث في العراق في العام 2003 وتأثيراته على الاخرين، هنا تستطيع ان تجعل الشعب العربي ينتبه الى هذا العمل ويشاهده، اما ان نأخذ قضية عراقية تعود لزمن سابق، لا اعتقد ان المشاهد العربي سيشاهدها لعدم اهتمامه بها، وليس لدينا الدعاية المهمة التي نستطيع بها ان ندخل مهرجانات، مثل مهرجان القاهرة بترتيب وتمثيل جيد.

ولكن هناك مسلسلات عربية محلية يشاهدها العرب جميعًا لماذا؟
لأن تمويلها ليس محليًا ويدخل فيها عنصر التجارة، مثلاً نحن نستطيع ان نستقطب رأس المال الخليجي لإنتاج دراما، ونستطيع ان نعرضها على قنوات عربية مثل mbc

لماذا؟
الانتاج العراقي لا يتجاوزالمبلغ المرصود له الـ400 الف دولار للمسلسل الواحد، فيما الانتاج العربي تكرس له ارقامًا هائلة، كما أن فناني العراق يتقاضون اجورًا لا تتجاوز الـ150 دولارًا، وهذه ما يؤثر بشكل سيء على العمل والفنان، فعندما تكون الميزانية محصورة بـ300 الف دولار ووتعطى للمنتج، فهو يسعى للربح، فتجده يعصر العملفي مكان وآخر، لذلك لا يظهر العمل متكاملاً.

وهناك مواضيع اهم من النص يمكن ان تدخل فيها الى الوطن العربي، فلا بد من انتاج اوسع، يعني فيه سياحة اكثر، وان يكون فيه ثراء بالديكور، والملابس، والوجوه، وان يتم تنفيد طلبات المخرج، فعشرة الاف دولار للحلقة الواحدة ماذا يمكن ان نفعل بها، كائن من يكون يستطيع ان يصل الى مستوى بسيط من الطموح بها، فيما اقل عمل حديث تتجاوز تكلفة الحلقة الواحدة منه الـ750 الف دولار، وهم ظرفهم يختلف عن ظرفنا، اضافة الى الوجود النسائية أو"زنود الستات" وهذه حقيقة، فالدراما السورية دخلت في منافسة مع الدراما المصرية، فأصبحت عندهم تجارة، اما نحن فليس لدينا تأسيس صحيح مستمر، فالدراما تعمل وتنقطع، في السابق قدمنا اعمالًا وصل صداها الى سوريا، ومن ثم جلسنا من دون عمل، وسرقت الدراما من هنا، وباتت المواضيع تخص سوريا، أو أن الكاتب العراقي يكتب لشخصيات سورية، أو يأتي بشخصية عراقية ويجعلها تعيش الاحداث في سوريا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احلاهما مر
عراقي جريح -

حبذا لو قام المؤلف الى اضافه موضوع اخر اكثر تشويقا للمشاهد اذا ما وضع معاناه العراقيين الذين عادوا للوطن بعد السقوط ولاحظوا التغيير الرهيب الذي حل بالوطن والمواطن تحت ظل النطيحه والمترديه ممن حكمت وما تزال تحكم العراق, فالعراقي الذي هاجر تخلصا من المجرم صدام عاد وهو يترحم عليه عندما شاهد من هو اسوء منه

ضحك على الذقون
زهر الليمون -

يعني باختصار عمل اخر ملئ بالمغالطات التاريخية وذلك لكي تقبل به فضائيات معينة : اي اسلحة دمار كانت تصنعها الشخصية في المسلسل- الم تعترف اميركا بنفسها انها لم تجد شيئا؟ ثم لماذا يهرب المواطن الى بلجيكا ليتعاطى المخدرات ثم يقرر الرجوع لبلده؟ هل في الخارج نجد المخدرات واللهو فقط؟ ثم لماذا يعود ولماذا سافر اساسا. احداث غير منطقية ومجرد قصص موضوعة مع بعضها واطلقوا عليها مسلسل. طبعا لن يسوقه احد ولن يشاهده احد.