فنون

بعد 75 عامًا.. إذاعة بغداد ضائعة في الأثير

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في الأول من تموز من العام 1936، تم الاعلان رسميًا عن افتتاح الاذاعة العراقية، واذ ننظر الى ذلك التاريخ نجد أن عمر هذه الاذاعة اصبح 75 عامًا، شهدت الإذاعة خلالهتغييرات كبيرة في عالم البث والتقنية والاتصالات.

بغداد: يبقى سحر اذاعة بغداد عابقًا في ثنايا ذكريات الناس الذين لهم علاقة وثيقة مع الراديو، ولإذاعة بغداد مكانة شاخصة عند البغداديين، لابد من استذكارها لانها جزء من قلب التراث، على الرغم من انها الان ليست بذلك المستوى الذي كانت عليه، وليست قادرة على استقطاب الناس اليها، وقد اصبحت مجرد اذاعة تطلق في الاثير اصواتًا وكلمات، لم يعد لها حضور وشاخت وأصابها العجز.

ويذكرالمؤرخون انه في مساء يوم الاربعاء الاول من تموز عام 1936 ترك الكثير من سكان بغداد بيوتهم وتجمهروا في الساحات التي نصبت فيها اجهزة الراديو للاستماع والاطلاع على هذا الجهاز العجيب وهو يتحدث لأول مرة بصوت عراقي، بعضهم لم يكن مصدقًا ان هذا الصندوق الخشبي الانيق الذي يحتوي على بضعة ازرار عاجية، ولوحة زجاجية مستطيلة تشعّ بلون اخضر باهت يتحرك فيها مؤشر احمر نحيف، يمكن أن ينطق ويغني بمجرد تحريك هذا المؤشر فيأتيك بأخبار الدنيا، وكان أول صوت انطلق من اذاعة بغداد ليقول (هنا بغداد) هو صوت المذيع عبد الستار فوزي، بعد ان افتتح وزير المعارف المحطة وكان اسمها الاذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية.

واعدت الاذاعة لذلك اليوم برنامجًا حافلًا جاء فيه:
في الساعة 6،30 مساء الافتتاح الرسمي للاذاعة من قبل وزير المعارف
في الساعة السابعة تلاوة من القرآن للمقرئ عبد العزيز الحكيم
نشرة الاخبار يقرأها ابراهيم حلمي العمر وكيل مدير الدعاية والنشر
عزف على الكمان
محاضرة عن مكافحة الامراض الشائعة للطبيب خليل افندي
في الساعة 8،45 اسطوانتان شرقيتان واحدة لام كلثوم والثانية لمغنية تركية
في الساعة التاسعة امسية غنائية للمطربة سليمة مراد بمصاحبة فرقتها
وكان للمطربة سليمة مراد الشرف في ان تكون اول مطربة تغني يوم الافتتاح، وكان البث مباشراً ولمدة ثلاث ساعات، ولثلاثة ايام في الاسبوع (السبت والاثنين والخميس).

ويقول الباحث التراثي وأحد العاملين في الاذاعة كمال لطيف سالم: "الحديث عن تاريخ الاذاعة العراقية يعود بنا الى الاذاعة التجريبية التي اسست في العام 1930 التي اطلق عليها اسم اذاعة قصر الزهور، التي كان يشرف عليها الملك غازي، حيث جلب أجهزة تجريبية ذات بث متوسط لايتجاوز الخمسين كيلوواط ،وبعد الحادث الغامض لوفاة الملك غازي نقلت الاجهزة الى دار الاذاعة العراقية التي اسست عام 1936 وكانت تابعة لوزارة المعارف، وكان البث الاذاعي مباشرا للغناء وكان هناك العديد من الاسماء للمغنين وقراء المقام العراقي".

واضاف: "فترة السبعينات هي العصر الذهبي لاذاعة بغداد، وكنت حينها رئيس قسم المنوعات فقمت بتجميع الاشرطة القديمة وحاولنا نقلها على نظام (واحد انج) قبل نظام (اليوماتيك)، وشهدت السبعينات مجيء العديد من الفنانين والملحنين والشعراء ما رفع من مستوى الاغنية العراقية، واعطى تكاملاً للعناصر الاساسية في عمل الاذاعة، ونجحت الاذاعة في أن تكسب رضا الناس وثقتهم، والسبب الرئيس وراء ذلك هو الاستقرار الذي عاشه البلد في تلك المرحلة، الاذاعة استقرت في مرحلة الثبات الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، اما اسوأ عصورها فكانت بعد عام 2003، واذكر انني كنت في الاذاعة في نيسان/ابريل ، وشاهدت الحرائق والتدمير لتراث العراق بالكامل من عام 1936 الى عام 2003، وهو عصر انهيار وتحطيم البنية التحتية للاذاعة، وللاسف ان تكاثر الاذاعات الان اضاع علي التشخيص فلم اعد اميز بين هذه الاذاعة او تلك الا من خلال الاغاني القديمة التي تقدم بعد الظهر".

فيما قال الكاتب الاذاعي صباح رحيمة: "اذاعة بغداد من اولى الاذاعات التي انشئت في الوطن العربي وخرجت الكثير من الطاقات والامكانات من مذيعين ومقدمي برامج وكتاب، وافتخر ان اكون واحدًا من الكتاب الذين خرّجتهم اذاعة بغداد وقد بدأت الكتابة لها عام 1980 والحمد لله ما زلت اتواصل معها، لكن مع الاسف الكوادر التي كانت تقدم البرامج التي تجذب المستمع وتحفزه ان ينتظر في مواعيد معينة، الانلا اعتقد ان لها وجودا، حتى الاعمال التي نكتبها وانا واحد من الناس الذين يوصلون الكتابة للاذاعة اعتقد ان الاستماع قليل لاسباب منها السبب الرئيس كثرة الاذاعات، وهناك سبب اخر هو انخفاض او تدني القيمة الفنية والابداعية حتى على مستوى المذيع نفسه، اي ان المقومات التي يقوم عليها المذيع او مقدم البرنامج ليست متوفرة وبالتالي البرنامج نفسه يهبط مستواه وللاسف صرنا نستمع الى برامج ليست بالمستوى المطلوب".

واضاف: "لا اعتقد ان هناك نكهة خاصة لاذاعة بغداد، لان الاذاعات كثيرة، والمفروض كونها الاذاعة الام ان تستقطب الكفاءات والامكانات والناس الذين من الممكن ان يجعلوا منها الرقم واحد للمستمع، ولكن هذا لا نلاحظه".

اما الاعلامي محمد جبير فقال: "منذ بداية التأسيس الى غاية 2003 كان للاذاعة صوت مسموع من قبل المستمع العراقي او العربي وذلك لاسباب منها فنية امتازت بها لاسيما الاجهزة المتطورة لاسيما في بداية السبعينات حيث ادت هذه القفزة الفنية الى توسع بث الاذاعة والى توسع مهماتها الاجتماعية والثقافية، واسهمت في احتضان الكثير من المبدعين والكتاب سواء للبرامج الثقافية او المنوعات او الدراما او البرامج الدينية والاجتماعية والبرامج التخصصية المختلفة، وقد تميزت بحضور اهل الخبرة والاكاديميين والادباء والفنانين وحتى الحرفيين، فتوارثتها اجيال مبدعة منذ تأسيسها الى السنوات الاخيرة التي شهدت انتكاسات من الجانب الفني والمتنوع خصوصًا بعد ان اصبح الخطاب السياسي موجهًا".

واضاف: "يمكن اعتبار الفترة الحالية للاذاعة امتدادا سيئا منذ الثمانينات الى غاية الان، وبتقديري لا اجد أن هناك مستمعًا محددًا بمواعيد معينة الا بالمصادفة وذلك لوجود تنافس شديد بين الاذاعات بصورة خاصة والقنوات التلفزيونية الفضائية".

وبهذه المناسبة يمكن استذكار الاوائل في هذه الاذاعة من خلال ما ذكره الاذاعي الراحل محمد علي كريم :
*كان اول منهج اذاعي رسمي اذيع من اذاعة بغداد مساء يوم 30/6/1936 تيمنا بذكرى ثورة العشرين وأول وزارة أشرفت على شؤون الاذاعة هي وزارة المعارف فقد كانت الاذاعة أمانة تابعة لها.

*كان المرحوم فؤاد جميل اول من تولى منصب امين الاذاعة وهو احد مدرسي اللغة الانكليزية في متوسطة بغداد ومن خريجي الجامعة الاميركية في بيروت واول نشرة اخبارية كاملة اذاعها في اليوم الاول المرحوم ابراهيم حلمي العمر واول مذيع قال هنا بغداد هو المرحوم عبدالستار فوزي وكان من مدرسي اللغة الانكليزية في متوسطات بغداد.

*اول صحافي اصبح مذيعا في اذاعة بغداد هو المرحوم يونس بحري كما كان اول مذيع عراقي يعمل في اذاعة خارجية هي القسم العربي في اذاعة برلين. اول اذاعة عربية في دولة غير عربية هي اذاعة باري في ايطاليا.

*كان اول افتتاح للقسم العربي في اذاعة لندن في 1/كانون الثاني/ 1938.

*اول مذيعة عراقية في اذاعة بغداد هي السيدة فكتوريا نعمان. واول صوت غنائي نسوي قدمته اذاعة بغداد كان صوت المطربة سليمة مراد واول صوت رجالي كان صوت المرحوم الاستاذ محمد القبانجي واول نقل خارجي قامت به اذاعة بغداد كان في عام 1938 عندما نقلت حفلة غنائية من ملهى السندباد الذي اسسه يونس بحري في جزيرة السندباد (ام الخنازير).

*اول اذاعة رسمية في مصر افتتحت في يوم 31/5/1934.

*اول شريط سينمائي عربي اذيع من اذاعة عربية بصورة كاملة كان (يحيا الحب) تمثيل محمد عبدالوهاب وليلى مراد وقد اذيع من محطة اذاعة قصر الزهور عام 1938.

*كان اول من رتل القرآن من اذاعة بغداد هو المرحوم القارئ عبدالعزيز الخياط واول من قدم احاديث للاطفال من اذاعة بغداد هو المرحوم كريم مجيد (عمو كريم) واول مغنية عربية أحيت حفلات غنائية من اذاعة بغداد هي المطربة بثينة محمد واول مدير عام للدعاية العامة بعد نقل الاذاعة من وزارة المعارف وإلحاقها بوزارة الداخلية كان فائق السامرائي وكان اول مدير للاذاعة بعد إلحاقها بمديرية الدعاية العامة هو المحامي عبدالرحمن الخضير.

*كان اول مدير دعاية عام بعد انتهاء ثورة مايس 1941 هو الصحافي المعروف المرحوم نور الدين داود كما كان اول مدير اذاعة لبغداد هو المرحوم الشاعر حسين بستانة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نحن العراقيين
احمد السامرائي -

نحن العراقيين اخوة ولن نسمح لاي كان ان يفرق صفنا ديننا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد وبلدنا واحد من زاخو الى الفاو فانا كلنا ابناء لهذا البلد وسنبفى للابد مخلصين له