فنون

الدراما العراقيَّة تتذكَّر حياة عفيفة اسكندر بـ"فاتنة بغداد"

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إنتهى فريق عمل مسلسل"فاتنة بغداد" من تصوير مشاهده، ووضعاللمسات الأخيرة عليه، ليكون جاهزًا للعرض خلال رمضان المقبل.

دمشق: انتهى المخرج العراقي، علي أبو سيف، من وضع اللمسات الأخيرة على مسلسل "فاتنة بغداد" الذي يحكي قصة المطربة العراقية الكبيرة، عفيفة اسكندر، ليكون جاهزًا للعرض في رمضان على مجموعة من الفضائيات العربية، وكتب سيناريو المسلسل علي صبري، وأخرجه الفنان علي أبوسيف، وإشراف صلاح كرم، وإنتاج شركة الوركاء للإنتاج التلفزيوني.

المسلسل ينقل صوراً حقيقية لواقع الحياة البغدادية خلال حقبة تاريخية مهمة، تداخلت فيها الثقافة بالفنون والسياسة، وشهدت صراعات فنية كثيرة في الموسيقى والغناء والمسرح، باعتبارها تشكل ظاهرة في التعبير عن حاجات اجتماعية ملحة آنذاك.

وبعد إن تعذر تصويره في بغداد نتيجة الظروف السائدة، تم تصوير العمل في أزقة وشوارع دمشق، وضم أغلب نجوم الدراما العراقية، إضافة إلى بعض من نجوم الدراما السورية، ونجحت الفنانة إيناس طالب في تجسيد دور عفيفة اسكندر.

ويقول المخرج أبو سيف لـ"إيلاف" إن مسلسل "فاتنة بغداد" تدور أحداثه بين عام 1930 إلى عام 1936، على شكل سيرة ذاتية لفنانة عراقية مشهورة (عفيفة اسكندر) وهي لا تزال حية ترزق، ويتناول العمل حقبة هامة من تاريخ العراق حيث يسلط الضوء على حياة المطربة بعد أن فضل المؤلف علي صبري إقحامها بمشاكل الحب والعشق ومواضيع الجاسوسية لصالح الانكليز، إلا أنها ترفض هذه الجاسوسية وتقوم بمساعدة الضباط العراقيين بعملية عكسية وتجلب المعلومات لصالحهم.

ويضيف إن النص مكتوب منذ حوالي خمسة عشر عامًا، بعد أخذ موافقة الفنانة عفيفة لتصوير مسلسل يتناول بداياتها في عمر الثمانية عشرة، عندما كانت تغني بعض الأغاني لمطربين عراقيين كبار مثل سليمة مراد، وصديقة الملايا، ولم تكن قد غنت أغانيها الخاصة بعد، متمنيا أن يوفق في استحضار هذه الفترة الهامة للجمهور العراقي.

وقالت الممثلة العراقية إيناس طالب انها تحمد الله على إن أغلب المشرفين على العمل كانوا متفقين على اسمها لتجسيد الشخصية، وتم الاختيار على أساس القدرة على الأداء كون الشخصية تتحمل تحولات كبيرة وانتقالات مهمة سواء على صعيد حياة المطربة أو على صعيد تاريخ العراق، حيث يتطرق العمل إلى حقبة الثلاثينات، من دون أن تخفي دور الشكل في ترشيحها، مشيرةً إلى أنها لن تغني في العمل، وستوكل مهمة الغناء إلى فنانة عراقية اسمها أصيل كريم هميم، وهي من الأصوات النادرة وصاحبة حضور قوي ومهم.

وقالت الفنانة العراقية ليلى هادي إنها تجسد في العمل دور امرأة مسالمة تعاون زوجها المريض الذي يشكو من آلام، مشيدة بالشخصية البسيطة التي تؤديها، وبأهمية الفنانة عفيفة وأغانيها التي تمثل التاريخ العراقي الأصيل.

وقال الفنان عبد الجبار الشرقاوي أنه يجسد شخصية الصحافي حمزة في جريدة "البلاد" التابعة لأحد الأحزاب الوطنية أنذاك،ويستخدم الجريدة كوسيلة للتعبير عن أرائه في مقاومة الإستعمارالبريطاني ذي المشاريع التوسعية، ويرشح للبرلمان وعند اكتشافه بأن الحزب لا يطبق مبادئه الأساسية، ويقرر ترك الحزب والبرلمان ويعود لعمله في الصحافة كي لا يلوث كالآخرين، معتبراً أن الشخصية تتعامل بعقلانية وليس بعاطفية.

وتجسد الفنانة هناء محمد شخصية "أم حداد"، عاشق عفيفة اسكندر وهي شخصية شعبية مثل كل أم تريد لابنها الزواج، وبتلك الفترة كانت التقاليد هي التي تحكم المجتمع العراقي، فترفض زواج ابنها من فتاة تغني بالملاهي على الرغم من محبتها لعفيفة.

وأضافت بأنها وافقت على العمل لتجتمع مع أبطاله الذين فارقتهم منذ عشرين سنة، وقد اجتمعوا مع المخرج والمشرف على العمل صلاح كرم.

وقال الفنان ميثم صالح أنه يجسد شخصية كريم الشاب اليتيم، الذي يعمل في مقهى ويعامل كابن لصاحبه، فيزوجه، وبمرور الزمن يعيش معاناة عدم الإنجاب مع زوجته التي تجسد دورها الفنانة وداد القيسي.

ودافع المشرف صلاح كرم عن اختياره للنجمة إيناس طالب، وقال إن الاختيار قائم على أساس أن تكون الفنانة عراقية تملك القدرة على استيعاب وفهم النص، وعندها حضور على الساحة العربية، إضافة إلى الشكل وهي المقومات المتوفرة عند الفنانة إيناس طالب.

ويقع المسلسل في 20 حلقة تلفزيونية، ويقدم من خلال حياة الفنانة الكبيرة في حارات بغداد، ومقاهيها، ومقرات صحفها، وملاهيها، وأحزابها، وناسها البسطاء والأثرياء، وأصحاب القرار السياسي آنذاك من الشخصيات الوطنية المهمة.

ويتوقع أن يثير العمل الجدل في أحداثه وشخصياته، لاسيما أن زمن أحداثه كان يسير بإيقاع جميل لبناء الدولة الملكية، وكان المجتمع العراقي في حالة ترقب وتمن وانتظار وتآلف بالعلاقات الاجتماعية بين أبنائه من جميع الطبقات.

يذكر أن الفنانة عفيفة اسكندر ظهرت لأول مرة على المسرح في ملهى صغير بمدينة أربيل في أواسط الثلاثينات، وكانت جمهورها يشبها بالمسدس سريع الطلقات، وأتت هذه التسمية من صفة الغناء الذي أدته، حيث كان غناءً سريعاً، نتيجة لصغر سنها وعدم نضوج صوتها آنذاك، وغنت لأول مرة في المدينة أغنية بعنوان "زنوب" وهي بعمر 8 سنوات.

وقدمت اسكندر خلال مسيرتها الفنية أكثر من 1500 أغنية، أشهرها "يا سكري يا عسلسل" و"مسافرين" وقسما"، ومن أكثر الملحنين الذين تعاملت معهم أحمد الخليل والملحن خزعل مهدي وياسين الشيخلي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الديوانية
خالد -

نشكركم على هذا المسلسل الرائع ولكن هل القصةفي المسلسل حقيقية لاني قرات غيرعنها ذلك هل في القصة من خيال الكاتب ام كل مايجري في المسلسل مأخوذ من الفنانة نفسها

الديوانية
خالد -

نشكركم على هذا المسلسل الرائع ولكن هل القصةفي المسلسل حقيقية لاني قرات غيرعنها ذلك هل في القصة من خيال الكاتب ام كل مايجري في المسلسل مأخوذ من الفنانة نفسها