فنون

مسلسلات رمضان العراقيَّة.. ما بين نبش الماضي والضرب في جسد الحاضر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: من المستغرب القول أنَّه مع إقتراب شهر رمضان، تبدأ حركة الكاميرات العراقيَّة تدور لتسجل أحداث المسلسلات الدراميَّة الَّتي تريد القنوات الفضائيَّة عرضها على شاشاتها في سباقٍ تنافسيٍّ واضحٍ اعتاد عليه المشاهدون، وهو سباقٍ أصبح أغلب الفنانين العراقيين يستغربونه لأنَّ الإنتاج يكون فيه على عجلةٍ كبيرةٍ والجهد كبيرًا، لاسيما مع اشتغالهم لأكثر من عمل في آنٍ واحدٍ، وكل قناة من هذه القنوات تطرح الموضوعات المواكبة للأحداث السِّياسيَّة حسب النهج العام، لاسيما أنَّ الأجواء الصَّيفيَّة الحارَّة تمثِّل أـكبر مشكلة يعاني منها الفنانون، وهو ما اعتادت القنوات عليه، أي التَّصوير في الصَّيف حيث تكون أغلب الإنتاجات جاهزة للعرض إلَّا قبل أيَّام من حلول رمضان، وبعضها تكون عمليَّة المونتاج مواكبة للشهر يومًا بيوم.

ويمكن الإشارة إلى أنَّ التَّواصل في التَّنافس الدرامي ما زال مقتصرًا على عددٍ قليلٍ من الفضائيَّات العراقيَّة ومنها "العراقيَّة"، و"الشَّرقيَّة"، و"البغداديَّة".

السومريَّة
ويبدو أنَّ "السومريَّة" لم تجهد نفسها كثيًرا في الإنتاج هذا العام وربما اكتفت بتواصلٍ مع مسلسل طويل لها في جزئه الخامس هو "بيت الطين".

العراقيَّة
واللافت للنظر أنَّ قناة "العراقيَّة" دخلت الإنتاج الرمضاني بقوَّةٍ هذه السَّنة، كما أنَّها تتميَّز عن سواها بأنَّ أعمالها تمَّ تصويرها في العراق، على عكس القنوات الأخرى الَّتي وجدت لها في السَّاحة السوريَّة والمصريَّة مكانًا لتصوير أعمالها، كما أنَّ مخرجين سوريين وأردنيين قاموا بإخراج بعضًا من هذه الأعمال وهو أمرٌ لافتٌ للنظر، كما يمكن الإشارة إلى أنَّ الأعمال التَّاريخيَّة لم تنصف البيئة العراقيَّة.

فالإنتاج الدرامي لقناة "العراقيَّة" شبه الرَّسميَّة تمثل في أنّْ يعود إلى الماضي نابشًا في التركة الثقيلة الَّتي تركها النظام السابق، في توضيح للمآسي الَّتي لحقت بالمجتمع العراقي من جميع النواحي لاسيما الناحية الإجتماعية، في مسلسل "غربة وطن" للكاتب سعدي عبد الكريم، والمخرج جلال كامل، وشارك فيه أكثر من مئة ممثل وممثلة، أمثال جلال كامل، سناء عبد الرحمن، ابتسام فريد، آسيا كمال، محسن العزاوي، وفاطمة الربيعي، وتدور أحداث المسلسل حول أم لولدين أحدهما في الخارج، والآخر في الداخل، يعاني كل منهما آلام الغربة، ويناقش هذا العمل الدرامي فترة الحصار الإقتصادي خلال مرحلة التِّسعينيات وآثارها على العائلة العراقيَّة.

كما أنتجت القناة مسلسل "نقرة السلمان"، تأليف حامد المالكي، وإخراج هاشم أبو عراق، وبطولة حكيم جاسم، وسامي قفطان، وسمر محمد، وأسماء صفاء، وسولاف، ونغم فؤاد سالم، وشيماء جعفر، ويتحدَّث عن السجن الرهيب "سجن نقرة السلمان" المعروف في مرحلة السِّتينيات، ويحكي مأساة العرب والكرد أبان النظام السابق.

وهناك مسلسل "الهروب المستحيل" من إخراج الفنان عزام صالح، وتأليف حامد المالكي، وتمثيل نخبة من الفنانين المعروفين أمثال آسيا كمال، هيثم عبد الرزاق، باسل الشبيب، فارس عجام، ميلاد سري، آمال ياسين، عدنان الحداد، حافظ لعيبي، أسماء صفاء، رزاق حيدر، شيماء جعفر، سولاف جليل، شهرزاد شاكر، وغيرهم، وهو مسلسل اجتماعي يتحدَّث عن الزمن الذي ضاع فيه العراق والعراقيين ما بين الغربة والحصار، واستلاب الشَّخصيَّة العراقيَّة على الرغم من حميميَّة المحلَّة والألفة والجيرة، كما يتحدَّث عن دمار الحروب وعبثيتها، وهو عمل يلم بكل تفاصيل معاناة الشَّعب العراقي أيَّام الحصار، وهو رسالة ضد الدكتاتوريَّة والحروب والإستلاب، والتهجير القسري.

وهناك مسلسل "سنوات تحت الرماد"، تأليف مثال غازي، وإخراج فارس طعمة التميمي، ويتكون من ثلاثين حلقة وهو مسلسل إجتماعي يتناول ظاهرة الفساد الإداري والإجتماعي في دوائر الدولة، كذلك يتناول أناسًا خيرين في هذا البلد يعملون ضد الفساد ولا ينجرفون معه، كما أنَّ المسلسل لم يخل من الطابع الرومانسي، لذلك اعتمدت على مجموعة من الفنانين العراقيين أمثال كريم محسن، وكاظم القريشي، وحكيم جاسم، فضلاً عن الفنانين سعد محسن، وأحمد طعمة، والفنانة آسيا كمال، والفنانة إيناس طالب، والفنانة سمر محمد، والفنانة سولاف، كما إعتمدت على وجهٍ جديدٍ يمثل للمرَّة الأولى وهي الفنانة ألاء.

الشَّرقيَّة
أمَّا قناة "الشَّرقيَّة" فلم تضغ فرصة التَّظاهرات الَّتي حدثت في بغداد والمحافظات وجعلتها حاضرةً في تأليف قصَّة تحاول أنّْ تجعلها مدججة بالرعب والخوف، لتنسج قصصًا فيها إشاراتٍ واضحةٍ ضد الحكومة القائمة، فكان مسلسل بعنوان "الباب الشَّرقي" يتحدَّث عن المظاهرات في أيَّام الجمعة، وتمَّ تصويره في مصر، وهذا العمل من تأليف عبد الخالق كريم، ومن إخراج باسم قهار، في أوَّل عملٍ إخراجي له، وتمثيل حيدر عبد ثامر، علي عبد الحميد، ريام الجزائري، خليل فاضل، ذو الفقار خضر، هند كامل، سنان العزاوي، مناضل داود، وغيرهم، والدلالات فيه واضحة لاسيما مع كثافة الإعلانات الَّتي تبرز فيها تأكيدات على أنَّ نصوص المدوِّنات كانت مصدرًا لصور هذه الدراما، وأنَّها دراما حقيقيَّة تكشف عن فجر المحررين ضد ليل الحاكمين.

وهنالك مسلسل "فاتنة بغداد" الذي يتناول السيرة الذاتيَّة للمطربة العراقيَّة، عفيفة اسكندر، والَّتي تعد إحدى أبرز مطربات مرحلة الثلاثينيات، ويتناول العمل حياتها الفنيَّة، وما قدَّمته من أغانٍ جميلةٍ، إضافة إلى معاصرتها للعديد من الشَّخصيَّات السِّياسيَّة والأدبيَّة في تلك المرحلة، والمسلسل من تأليف علي صبري، وإخراج علي أبو سيف، بطولة إيناس طالب، وكريم محسن، ومحمد هاشم، وعبد الجبار الشرقاوي، وطه علوان، وغيرهم.

وهناك المسلسل الكوميدي الذي يحمل عنوان "سائق الستوتة"، الذي يقوم ببطولته الفنان قاسم الملاك، وتدور حوله أحداثه مع هذه "الستوتة" الَّتي ظهرت خلال السنوات الأخيرة في العراق، وأصبحت علامة فارقة في الأسواق، وهي عربة صغيرة تشبه إلى حد ما الدرَّاجة الهوائيَّة، ولكن بعجلتين خلفيتين، يعلوهما صندوق مفتوح للحمولة، والمسلسل من تأليف قاسم الملاك ذاته، وإخراج جمال عبد جاسم، ويشارك فيه نخبة من نجوم الفن العراقي، المسلسل بثلاثين حلقة وكل حلقة تمثل موضوعًا معيَّنًا.

ولديها أيضًا مسلسل بعنوان "سامبا"، بطولة المطربة دالي، والفنان أياد راضي، وهو كوميدي غنائي راقص.

ومن تلك الأعمال "طيور فوق أشرعة الجحيم" للمخرج فهد ميري، وبطولة فاطمة الربيعي، وقيس الشيخ نجيب، ومسلسل "أبو طبر"، ومسلسل "أيوب" من تأليف صباح عطوان، وتميزت الأعمال أيضًا بمشاركة بعض الفنانين في الدراما منهم حسام الرسام في مسلسل "وكر الذيب" مع سمر محمد، وآلاء حسين، وكذلك هناك أعمال أخرى مشتركة منها "ذاكرة التراب" من إخراج فادي سليم، وبطولة سامي قفطان، ونور الوزير، و"حكاية من الزمن الأخير".

مسلسل بعنوان "واحد صفر"، مسلسل كوميدي تأليف محمد قاسم واخراج اكرم كامل، يتناول شخصين أحدهما طويل يجسِّد دوره ناهي مهدي، والآخر قصير جدًّا يجسِّد دوره عدي عبد الستار، يطلق عليهما المعلم رقمي واحد وصفر ويكبران مع هذين اللقبين، وقد أعجبني في الشَّخصيَّة أنَّها من الكوميديا السوداء.

البغداديَّة
أمَّا قناة "البغداديَّة" فهي الأخرى سعت إلى إنتاج عدد من المسلسلات المختلفة الَّتي أرادت فيها أنّْ تقترب من هموم المواطن عبر اسقاطات عديدة واضحة، فلديها مسلسل "أبو طبر"، تأليف الكاتب حامد المالكي، وإخراج المخرج السوري سامي جنادي، وهو يحكي قصَّة أحداث مرَّت في العراق في سبعينيات القرن الماضي، فالشَّخصيَّة واقعيَّة لرجل مصاب بمرض إنفصام الشَّخصيَّة إرتكب العديد من الجرائم بآلةٍ حادَّةٍ هي "الطبر"، وبث الذعر بين العوائل البغداديَّة لأنَّ مسرح جرائمه اقتصر آنذاك على العاصمة بغداد إلى أنّْ تمَّ القبض على عصابته المكوِّنة منه، وكانت تساعده زوجته وأخيه، والعمل من إخراج سامي الجنادي، وبطولة كاظم القريشي، وعمر محمد، وأمينة ملص.

ولديها مسلسل "وكر الذيب" تمثيل المغني حسام الرسام للمخرج أيمن ناصر الدين، مشيرًا إلى أنَّها التَّجربة الثانية الَّتي يخوضها في مجال التَّمثيل، إذ سبق وشارك بمسرحيَّة "يما بغداد" مع نجوم الفن العراقي، لافتًا إلى أنَّه يخوض التَّجربة بكلِّ ثقة على اعتبار أنَّ من يشاركه في البطولة هم أساتذة كبار مثل خليل إبراهيم، وغالب جواد، وإنعام الربيعي، وراميا نبيل، الذين شجَّعوه وعلَّموه تقنيات التَّمثيل.

وهناك مسلسل "طيور فوق أشرعة الجحيم" تأليف عباس علي، وإخراج السوري فهد ميري، ومن بطولة قيس شيخ نجيب، رواد عليو، وعزة البحرة من سورية، محمود أبو العباس، فاطمة الربيعي، مهند هادي، محمد هاشم، وحسين عباس، من العراق الذي يسلِّط الضوء على شريحة الأطفال الذين يستخدمون في مكبَّات النفايات والعمل بالتسول والمتاجرة بهم وبأعضائهم.

ولديها كذلك مسلسل "قيس وليلى" من اخراج سلام عرب، وكتابة محمد فوزي، مؤلَّف من 30 حلقة، كل حلقة موضوع.

أمَّا قناة "الرشيد" فهي الأخرى تحاول أنّْ تلحق بالركب، ولكن من خلال الكوميديا حيث أنتجت عدَّة مسلسلات منها، مسلسل "ألف ليلة وليلة" إخراج أوس الشَّرقي، والجزء الثاني من مسلسل "عزوز وتمارا" إخراج أسامة الشَّرقي.

فيما أنتجت قناة "سي بي أم" الغنائيَّة المسلسل الكوميدي "شنو منو ياهو دوت كوم"، وهو كوميدي خفيف تمثيل ماجد ياسين، وأنعام الربيعي، جعفر النجار، علي داخل، ثامر الشَّطري، عزة البغدادي، داليا نعيم، والكثير من الممثلين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف