فنون

مشاهدات رمضانية: ثورات الربيع العربي تفشل في إنقاذ المشاهد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جرى العرف على أن يكون رمضان سوقاً إعلانياً خصباً يصل فيه "المعلن" الى "المستهلك" من خلال شاشة التلفزيون التي تحشد كل طاقتها لجذب المشاهد في هذا الموسم الى درجة وصلت حد المبالغة في الأعوام الماضية، من حيث تكدس الأعمال وإستحالة متابعتها جميعاً، وإعتقدنا أن الأمر سيختلف هذا العام ولكن ... والى حد ما ...بقي الحال على ما هو عليه.
سلسلة "مشاهدات رمضانية " سترصد أبرز الظواهر والمتغيرات على الشاشة خلال الشهر الفضيل.

بيروت: أعتقدنا أن ثورات الربيع العربي ستقلل من عدد المسلسلات والبرامج الحوارية التي ستجد طريقها هذا العام الى الفضائيات المختلفة، وأن الكم سيكون منطقياً ويسهل علينا المتابعة، وأن عدد الفضائيات المتخصصة بالدراما سيقل نسبة للأزمات التي إنعكست على السوق الإعلاني.
لكن ما حصل أن عدد المسلسلات بقي كما هو تقريباً، ولكن المستوى العام للأعمال التي وجدت طريقها الى الشاشة إنحدر كثيراً عن العام الماضي، وما يستحق المشاهدة يعد على أصابع اليد الواحدة،وأعداد الفضائيات المتخصصة بالدراما زاد بدلاً من أن يقل، رغم شكوى الفضائيات العتيدة من إنخفاض نسبة الإعلانات بعد الثورات، والذي جاء مكملاً لإنخفاض سابق بسبب الأزمة المالية العالمية، مما يجعلنا نسأل:ما هو مصدر تمويل كل هذه الفضائيات الجديدة؟!.

وجوه المرحلة
طبعاً لزوم "ارضاء المزاج الثوري العام" لبست البرامج الحوارية في رمضان 2011 ثوب المرحلة، فزاحم أهل السياسة والإعلام السياسي، أهل الفن، وإحتلوا الشاشات بشكل مزعج، فبعضهم تراه تارة في كرسي المذيع على قناة أو أكثر، وتارة في كرسي الضيف في أكثر من برنامج على أكثر من محطة، وأحياناً في أكثر من برنامج على ذات المحطة، حتى أصبنا بالتخمة منهم جميعاً، من أشكالهم وتصريحاتهم التي تطاردنا من شاشة لأخرى حتى أنك أحياناً تفاجأ بنفس الوجه يظهر لك على شاشتين مختلفتين في ذات التوقيت.
واللافت أن الضيوف يصنفون على انهم إما: ثوار أو قوائم سوداء، وغاب الفنانون العرب عن الشاشات المصرية بشكل لافت هذا العام إقتصاداً في النفقات بالطبع.

وجوه إعلامية غابت إختيارياً
رغم أن الأحداث المتسارعة في مصر والعالم العربي تتطلب إستمرار البرامج الحوارية على الشاشات المصرية التي تختصر عمل القنوات الإخبارية المتخصصة في ساعتين أو ثلاثة، لتقدم للمشاهد وجبة دسمة من التقارير المصورة، ومجموعة منتقاة من المحللين والخبراء أو أبطال الحدث، إلا أن بعض أبرز مقدمي هذه البرامج فضلوا الإلتزام بعطلتهم السنوية، والغياب عن الشاشة.
فمنى الشاذلي مقدمة "العاشرة مساء" على دريم 2 رأت أنها بحاجة للإبتعاد خلال هذه الفترة، والجلوس في مقعد المشاهد، والتقاط الأنفاس، للعودة بروح جديدة، وكذلك فعلت ريم ماجد مقدمة برنامج "بلدنا بالمصري" على شاشة أون تي في.

الثورة والثورة المضادة على "القاهرة والناس" لزوم "البزنس"
قناة موسمية، قائمة على الإعلان، هدفها الأساس الوصول "لجميع الناس" لتحقيق أكبر فائدة للمعلن، ولكي لا تخسر القناة فئة من المشاهدين على حساب فئة أخرى، كان لابد من الجمع بين "الثورة" و"الثورة المضادة "على شاشة واحدة.
فتمت الإستعانة بالفنانة "بسمة" الممثلة الثورية التي كرسها ميدان التحرير لتقديم برنامج ثوري بكل معنى الكلمة، وتقابلها الكاتبة لميس جابر التي تقدم على نفس الشاشة برنامجاً يخاطب الفلول وحزب الكنبة وكارهي أو منتقدي الثورةمن جهة أخرى.
وهنا تتجلى عبقرية رجل الإعلان طارق نور في الحفاظ على جميع الشرائح التي تستهدفها إعلاناته، مشدودة الى شاشته، إن لم ين كل الوقت فلبعض الوقت، و"الإعلان وراك وراك ولازم تشوفه".
ولا مانع في ظل موجة الثورات التي تجتاح الوطن العربي وإمتدت عدواها الى إسرائيل وأثينا، وإسبانيا ولندن، وغيرها من دول العالم، من إستغلال مصطلحات ثورية كعناوين لهذه البرامج، فحمل برنامج بسمة عنوان "من أنتم؟" وهي العبارة الشهيرة للقذافي، وحمل برنامج لميس جابر عنوان "دسطور يا أسيادي" وهو الشغل الشاغل لوسائل الإعلام المصرية ومحور الصراع بين القوى الثورية راهناً، كما حمل برنامج طوني خليفة عنوان" الشعب يريد" وهو الهتاف الثوري الأشهر لكل ميادين الثورة، رغم ابتعاد المطالب في البرنامج عن مطالب الشعوب العربية الثائرة بشكل تام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف