فنون

شيوخ سلاطين الطرب يتألقون في مهرجان المدينة بتونس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تونس: غصت مدارج المسرح البلدي بالعاصمة تونس بجماهير توافدت من كل صوب وحدب لتحضر عرض شيوخ سلاطين الطرب ضمن فعاليات مهرجان المدينة في دورته ال 29 والتي تؤثث ليالي رمضان .

وقد تزامن مهرجان المدينةهذه السنة مع موسم الصيف الشيءالذي دفع بإدارة المهرجان إلى تطعيم السهرات بنكهة صوفية طربية مميزة وتتماشى مع جو السهرات الصيفية الرائقة .

ورغم انفتاحه على أنماط موسيقية متنوعة فقد حافظ "مهرجان المدينة بتونس" في هذه الدورة على خصوصياته الفنية والتي تميزه على سائر المهرجانات الوطنية الأخرى.

القدود الحلبية
في سهرتها الثانية على التوالي وفي عرضين اتسما بالإبداع توافدت لحضورهما جماهير غفيرة ضربت مجموعة سلاطين الطرب السورية موعدا للإبداع والفرجة وقدمت أغان وإيقاعات من التراث العربي ترنم على مواويلها الحضور وتسلطن مع أغنية "قل للمليحة" وبعض من القدود الحلبية كامتداد للمدرسة الحلبية القديمة التي كانت تعتمد على السهرات في البيوت القديمة وتعمل على تخليد العظماء في هذا الإرث الموسيقي العربي.

وقد صرح بعض من الحضور لإيلاف أن هذه السهرة تعتبر من أهم السهرات الفنية التي تمت برمجتها خلال المهرجان خاصة وان تونس شهدت منذ مطلع سنة 2011 وعلى امتداد ثمانية اشهر متتالية تقلبات سياسية واجتماعية خلفتها الثورة وأفرزت من ثمة أنماطا موسيقية جديدة تنفرد بذاتها وتتمحور حول الأغاني الملتزمة وأغاني "الرّاب "والقصائد الثائرة وبالتالي كان حضور شيوخ سلاطين الطرب متنفسا جديدا لهذه الجماهير المتعطشة للفن الراقي والموسيقي العربية الأصيلة والمواويل الرومانسية الشيقة

واكتشف كل من حضر هذه السهرة جانبا أخر من الجماهير التونسية التي تفصل بين الثورة والمواقف السياسية والإيديولوجية وبين الغذاء الروحي والموسيقى الطربية و أن التونسي يفهم الفن الأصيل بإحساس مرهف وروح فنية عالية رغم تعتيم سنوات الظلام لمواقفه السياسية وتزامنت هذه السهرة لشيوخ سلاطين الطرب في عرضها الثاني بالمسرح البلدي بالعاصمة مع الوقفة الاحتجاجية التي قام بها التونسيون صباح نفس اليوم من اجل قضاء مستقل وتطهير البلاد من رموز وبقايا النظام السابق

وقد عبر اغلب من استجوبتهم إيلاف خلال سهرة شيوخ سلاطين الطرب عن انتشائهم بهذا العرض وتعطشهم لنوعية الغناء الحلبي والتراث السوري العتيق الذي تميزت به المجموعة التي أصبحت تربطها علاقة روحية مع رواد مهرجان المدينة الذي يمثل بالنسبة إليهم موعدا رسميا مع حسن الاستماع و الإبداع الفني .

وأبدعت فرقة الشيوخ في تقديم أجمل القدود الحلبية والمواويل فقد أبدع الفنان احمد الأزرق ضمن مشاركة خاصة في نهاية العرض منشدا رائعة "يا مال الشام" و بعض أغاني أم كلثوم على غرار "أنساك "لعملاقة الفن العربي أم كلثوم واطرب الحضور بـ"قدك المياس " ثم تمايل مع "أوعدك " ووصلات من الشعر الغزلي تلتها وصلة من أغاني محمد عبد الوهاب .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف