فنون

زياد الهلالي: الفنان العراقي يخدم نفسه بنفسه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أكد الفنان العراقي زياد الهلالي ان نقطة الضعف الكبيرة في الدراما العراقية هي الانتاج ، وهذه ليست جديدة بل انها تمتد الى سنوات طويلة على الرغم من محاولات بعض القنوات الفضائية حاليا تحسين ظروف العملية الانتاجية .

بغداد:أعرب الفنان العراقي زياد الهلالي عن حبه للشخصيات السلبية على الرغم من ان طبيعته في الحقيقة تختلف تماما عنها ، وهذا ما يجعله يجد صعوبة في اداء بعضها لانها تحتاج الى احساس بها ، مشيرا الى انه لايفكر في الاجور قدر تفكيره بالشخصية التي يؤديها ، وقال الهلالي في حوارنا معه : الممثل العراقي يخدم نفسه بنفسه لعدم وجود مؤسسات ترعى الفنان وتصنع منه نجماً.

* ما الذي يشغلك هذه الايام ؟
- منشغل بثلاثة اعمال ، احاول ان انتهي من اثنين ، احدهما مسلسل (الدرس الاول) انتاج قناة الشرقية تأليف فالح حسون العبد الله، واخراج جمال عبد جاسم، وتمثيل قاسم الملاك، وانعام الربيعي ومجموعة من الفنانين ، امثل فيه شخصية مختلفة عن الشخصيات التي في المسلسل ، شخصية جادة جداً لشخص نزيه جداً ، طارق إبن الاستاذ مدرس اللغة العربية الذي يمثل دوره قاسم الملاك ، ويواجه مشاكل في مجتمعنا الذي يندر فيه النزيهون ، وعلى مستوى الاحساس بالشخصية وجدتني قريبا منها ، فاشتغلت شغلا اقنعني نوعا ما على الاقل والرأي الاخير للجمهور بالطبع ، والعمل الاخر (قصة حي بغدادي) تأليف حامد المالكي واخراج فارس طعمة التميمي ، انتاج عمارعلوان اجسد فيه شخصية (سائق تاكسي) سكير لكنه طيب ، يدخل في قصة حب ليست من مستواه ، فتحدث صراعات منها الصراع الطبقي والصراع مع متطلبات الحياة ، وهنا تكون معالجة مشاكل الخريجين الذين بدون عمل في تفصيلة بسيطة منه ، وقريبا سأدخل الاستديو لتصوير مسلسل (قناص بغداد) .

* ما الشخصية التي احسستها قريبة منك ؟
- شخصيتي في مسلسل الدرس الاول ، على الرغم من ان المسلسل فيه كوميديا ونقد لاذع ولكن شخصيتي تختلف تماما ، ولولا وجود هذه الشخصية لرفضت المشاركة ، لانني احسست ان في الشخصية التي امثلها مشاعر انسانية عالية ، هناك ظلم وحيف يقعان على هذه الشخصية ، حاولت ان استخرج مكنوناتي لتظهر بما يخدم الشخصية ويخدمني ويشكل اضافة الى اسمي .

* ما الفائدة من المشاركة في عمل كوميدي بنجوم معروفين ، بشخصية مختلفة ؟
- لم يكن المسلسل كوميديا كالاعمال التي قدمها قاسم الملاك سابقا ، ولكن فيه خطوط كوميدية ، وانا من طبيعتي حتى في الاعمال الكوميدية التي اشترك فيها احاول البحث عن الشخصية مميزة داخل هذا المسلسل ، ابحث عن الشيء الذي استطيع ان اظهر فيه قدراتي لانني اعرف امكانياتي واعرف ادواتي ، لذلك لا اقبل بعمل لا اقدر عليه ولا اقبل بشخصية صعبة ، والحمد لله انا مثلت كل الشخصيات ولكن اقرب الى الشخصيات التي فيها حزن ومعاناة انسانية ، واحبها اكثر من سواها لانها قريبة من الناس .

* اي الشخصيات التي تستهويك اكثر ؟
- الشخصيات السلبية ، ففي المدة الاخيرة مثلت العديد من الشخصيات السلبية ، وهذه الشخصيات عموما فيها صعوبات تكمن ربما في طبعي المغاير لهذه الشخصيات ، فمن المؤكد انني اتعامل معها بحرفية فقط دون ان اتلامس معها شخصيا ونفسيا ، واقدمها بطريقة فنية لائقة ، فالصعوبة هنا تكمن في انها ليست قريبة الى نفسي وطباعي وشخصيتي ولابد ان اوجد لها طباعا وحركات واداء خاصا بها .

* الى اي مدى خدمتك الدراما العراقية في تحقيق طموحاتك الفنية ؟
- الممثل العراقي في الوقت هذا عليه ان يخدم نفسه بنفسه ، ذلك لعدم وجود مؤسسات ترعى الفنان وتنتج نجما ، اليوم قد يكون الممثل الفلاني نجما ولكنه يوم غد لن يطلب في عمل لاسباب تتقاطع مع افكار القناة او مع افكار المنتج او المخرج ، ليس هناك مقياس فني بصراحة اقولها ، ليس هناك مقياس فني حقيقي للشخصيات مثلا : انا مثلت في في مسلسلات مع ممثلين لم اقتنع بهم ولكنني مضطر ان اعمل معهم ، من اجل ان ارضي نفسي فقط بأنني امثل بشكل صحيح ، فضلا عن ان المحسوبيات موجودة او اعتبارات اخرى .

* الا تعترض على الاجور ام ترضى بالقليل ؟
- انا لا اعترض كثيرا ولا اقبل كثيرا ، انا حينما يأتيني عرض عمل ، اخر ما اسأل عنه هو الاجور ، بل انني اسأل اولا عن الشخصية وأقرأ النص وارى هل استطيع ان اعمل شيئا مميزا فيها وهل استطيع ان اؤثر في الاخر فيها ، وربما اعمل مجانا اذا ما وجدت شخصية اقتنعت بها جدا واذا ما احببتها ، بل انني انفق مبالغ اكثر من الاجور من اجلها لاسيما في الملابس وغيرها ، ولا اعتقد انني عملت عملا او مثلت شخصية من اجل المال ، بل انني رفضت شخصيات واعمال لانني لم اقتنع بالعمل او الشخصية ، وهذا متأتي من احترامي للمهنة ، ثم ان الممثل حين يصنع لنفسه اسما وان كان بسيطا فيجب عليه ان يحافظ عليه ، وانا بصراحة ضد الشهرة السريعة لان مؤمن ان من يصعد سريعا ينزل سريعا ، وفي الوقت نفسه انا مؤمن ان الناس تميز الصح من الخطأ وتعرف الفنان الملتزم من الفنان غير الملتزم والسطحي والذي يبحث عن الشهرة فقط والتفاصيل غير المهمة لحياة الفنان .

* اين تكمن نقطة الضعف في الدراما العراقية ؟
- نقطة الضعف الكبيرة هي الانتاج ، فأنا منذ ان دخلت التمثيل الى حد الان اتحدث عن هذا الخلل ، فالانتاج الجيد اذا ما توفر يعطي قوة كبيرة للعمل ، وقد توضح هذا في الاعوام الاخيرة ، عندما كان هناك انتاج حقيقي لبعض المسلسلات ، وبعض القنوات بدأت تنتبه الى الانتاج بنوعية جيدة ، لكن الانتاج ليس صرف الاموال فقط ، وانما جزء منه الميزانية المادية ، ولكن الانتاج منظومة كاملة متصلة ببعضها ، وانا سبق ان عملت مدير انتاج وادركت كل هذا ، كذلك لينا مشكلة في النصوص مثلما لدينا عدد قليل من المخرجين ، ولدينا قلة بالكادر النسائي بالنسبة للمممثلات الشابات تحديدا ، حتى الموجودات الان لا يرقن الى مستوى ممثلات الثمانينيات او حتى التسعينيات ، هناك الان مجموعة جديدة من الممثلات والممثلين لكن فرصها قليلة .

* من يتحمل الخلل في كل ما تحدثت عنه ؟
- الخلل هو الجهة المنتجة التي هي القناة مثلا او اذا اردنا ان نوزع الخلل فلنقابة الفنانين جزء لان عليها ان تكون فاعلة في موضوع الاجور مثلا ، كما ان الخلل بشكله العام يتحمله الوضع العراقي العام ولكن ايضا يتحمله المخرج نفسه او الجهات المنتجة التي عليها ان تبحث عن بدائل ، فلدينا الان مجموعة مخرجين اذا تركوا العمل لن يمكن تعويضهم ، وليس هنالك مخرج منفذ او مساعد مخرج من الممكن ان تقول ان هذا سيكون مخرجا بعد خمس سنوات او عشر سنوات ويكتسب خبرة ، وفي الوقت نفسه ، حتى الدراسة اختلفت ، فربما تجد في الكلية اربعين شخصا ولكن لا يخرج مهم سوى اثنان جيدان، وهذه مشكلة كبيرة ، اذ كيف لهؤلاء الذين تبذل الدولة عليهم اموالا فضلا عن جهدهم ووقتهم ولمجرد تمضية وقت او لمجرد الحصول على شهادة يعلقها على الحائط .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف