فنون

تامر إسحق: لم يعلن أحد أنَّه سيقاطع الأعمال السوريَّة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تحدَّث المخرج السوري، تامر إسحق، في حديثٍ خاصٍّ لـ"إيلاف" عن عمله الجديد "الأميمي"، مبديًا رأيه بالدراما السوريَّة والمسلسلات الشَّاميَّة، مفسِّرًا سبب تعامله مع الفنان عباس النوري.

دمشق: يرسخ المخرج السوري الشاب، تامر إسحق، عامًا بعد عام وعملاً بعد عمل قدميه في الوسط التلفزيوني السوري، وهو الذي بدأ مشواره عبر البيئة الشامية، ويواصله الآن عبر النوع نفسه، ويقدم هذا العام مسلسل "الأميمي" بمشاركة نخبة من النجوم السوريين يتقدمهم عباس النوري، عن هذا العمل وأعماله السابقة أجرت "إيلاف" معه هذا الحوار.

ما هو الجديد الذي يقدمه هذا العمل، خصوصًا وأن كل أفراد طاقمه يشيرون إلى ذلك؟
مهما تكلمت أنا عن الشيء المختلف إلا أن علينا الإقرار بأن هناك نظرة عامة تجاه أعمال البيئة الشامية بأنها جميعًا متشابهة وتدور في فلك واحد، لذلك أرغب في الهروب من التصريحات المتعلقة بالوعود بأن هذا العمل مختلف، على الرغم من أنني أؤكد دائماً أنه لا يوجد عمل يشبه الثاني، الاختلاف في "الأميمي" يكمن في أنه يوثق مرحلة معينة من تاريخ دمشق، وأنا برأيي أن دمشق تحتاج لأن نقاربها بطريقة مختلفة عن أعمال الفنتازيا الشامية، هناك اختلاف آخر بالنسبة لي كمخرج حيث أسعى هنا للتغيير عن الأعمال التي أخرجتها سابقاً سواء "الدبور" أو المسلسلات الاجتماعية، عبر التغيير على مستوى الصورة وطاقم العمل والتعاون مع ممثلين جدد، أعتبر أنني كنت موفقًا بوجود ممثلين يشاركون للمرة الأولى في مسلسلات البيئة ولم يعتد المشاهد رؤيتهم بهذا النوع.

على عكس معظم أعمال البيئة الشامية السابقة، تم تصوير هذا العمل في فصل الشتاء، فلماذا؟
التركيز دائمًا على تصوير أعمال البيئة خارج فصل الشتاء يعود لمحاولة الاستفادة من أجواء المنزل الدمشقي وسمائه المفتوحة وأرض الديار، لكن ليس كل أعمال البيئة الشامية تم تصويرها شتاءً، أنا هنا أسعى للاستفادة من تفاصيل مختلفة، ومتابعة البيئة الدمشقية في الشتاء، وهذا جزء من التفاصيل التي تكلمت عنها حول التجديد في هذا العمل، وهذا مجرد تفصيل سينقلنا إلى تفاصيل أخرى، منها مثلاً سهرات الحمام العربي بدلاً من اجتماعات القهوة، والسهرات حول النار وهكذا.

أين وصلتم في التصوير ومتى سيكون الانتهاء؟
الآن تقريبا أنهينا تصوير نصف المشاهد.

في السنوات الأخيرة اعتدت تقديم عملين في العام الواحد، فهل من عمل آخر غير "الأميمي"؟
هذه السنة مختلفة عن السنوات السابقة، ما أركز عليه الآن هو إنهاء تصوير هذا المسلسل بسلامة ونجاح، وسأترك المشاريع المقبلة لوقتها، هناك أكثر من مشروع أمامي، ولكن كل شيء متوقف على الظروف والوقت والإنتاج، هناك مشروع قد أعمل عليه هنا أو في لبنان ولكن لا شيء مؤكد حتى الآن، الأهم بالنسبة لي حاليًا هو إنجاز هذا المسلسل بالطريقة الأمثل وبما يرضي الجمهور.

ألا تعتقد أن إنتاج هذا المسلسل يشكل مغامرة في ظل الأزمة الدرامية الحالية؟
المغامرة التي يتحدث عنها الجميع تتعلق بمسألة التسويق، لنكن واضحين لم يقل أحد إنه لا يريد شراء أو عرض أعمال سورية، المشكلة الوحيدة حاليًا هي بالإنتاج في هذا الظرف، لكننا نواصل التصوير وهناك أكثر من عشرة أعمال يجري تصويرها حاليًا أو سيبدأ تصويرها قريبًا، المسألة تحتاج فقط إلى منتج لديه قلب قوي ومغامر، مرة أخرى لم يصدر تصريح عن أي محطة أنها ستقاطع الأعمال السورية، باستثناء ربما المحطات الرسمية، ورهاني أن المحطات التي لن تشتري أعمالاً سورية هي الخاسرة سواء من حيث المشاهدون أو الوارد الإعلاني، العمل السوري لا يخسر، علينا أن نواصل العمل لأن الدراما السورية منتج أساسي من المنتجات السورية المسوقة خارجيًا، نحن واثقون من المادة التي ننتجها، فالعمل السوري مشاهد ومطلوب من قبل الناس.

في هذا العمل أنت المنتج والمخرج في الوقت نفسه، وهي المرة الأولى بالنسبة إليك، فما تعليقك؟
أنا أعرف أنني أغامر هنا، بالنسبة لي هذا المسلسل عبارة عن مشروع لي، أنا رأيت نصا على سوية عالية، لذلك تشجعت، وكان هناك تعاون كبير من قبل الفنيين وطاقم الممثلين.

وهل تعاون معك الممثلون بخصوص الأجور مثلاً؟
بكل تأكيد، طاقم العمل والممثلون جميعا أصدقائي، وكلهم يدرك أن هناك شيئا شخصيا بالنسبة لي في هذا المسلسل، بغض النظر عن الظرف الموجود، كان هناك جانب شخصي في هذه المسألة وبالمحصلة الجميع أيضًا يجب أن يأخذ حقه.

كثيرًا ما يشتكي ممثلون من أن المخرج يركز على الأبطال ويهمل الأدوار الثانية أو الثالثة، فكيف تتعامل أنت مع هذه المسألة؟
لا يوجد في سوريا مثل هذه المشكلة، هذه المشكلة عامة ربما في مصر، أنا أعطي المشهد حقه سواء كان المؤدي بطلاً أو حتى كومبارس، في مصر تجد التركيز على البطل، ميزة الدراما السورية أنها عمل جماعي من المخرج إلى الفنيين وصولاً إلى الممثلين.

هللا يزال العمل الشامي جاذبًا برأيك؟
بشكل عام هذه المحطات هي من يطلب هذه الأعمال، في رمضان أصبحت مادة رئيسة والناس تحبها، وأنا لا يمكن أن أخرج عملاً لا أحبه، أنا أستمتع بها.

في مسلسليك الاجتماعيين قدمت جرعات وصفت بأنها جريئة، كيف ترى أنت هذا الموضوع؟
هذا الأمر مطلوب من الدراما السورية، وليس فقط في المسلسلات التي أنا أخرجها، موضوع تقبل الناس أو عدم تقبله شيء صحي فالمستفيد هو المجتمع بالنهاية، كي يحصل نوع من التوعية للمشاكل الاجتماعية ليست عبر البرامج الوثائقية، والدراما هي من الشارع والمجتمع، وهو بالتأكيد ليس مجتمعًا أبيض خاليًا من المشاكل، ليس المطلوب منا دائمًا تقديم قصص حب ملائكية، هناك سالب وموجب في المجتمع، وأنا أحب أن أتحدث عن السالب أكثر لأنني أحس بهذه السلبية في مجتمعنا، وإن كان البعض لا يتقبل أن يراها على التلفاز.

لكن البعض اتهم بعض الأعمال ومنها مسلسلك "العشق الحرام" بأنها تسعى للإثارة فقط.
"العشق الحرام" لا يحتوي على أي مشهد فيه إثارة، القصة في العمل كانت متعلقة بالجرأة، لكنني أقدر في المشاهد أن هذا المسلسل ستشاهده العائلة، ولا يوجد مشكلة في أن تشاهد العائلة قصة تعكس بعضًا من واقع المجتمع.

هناك انتقادات دائمة بأن الجرأة في الأعمال السورية تقترب من التابو الجنسي لكنها لا تقترب من تابو السياسة أو الدين.
لا، فقد تابعنا أعمالاً قاربت مواضيع سياسية حساسة، مثل "لعنة الطين" أو"الولادة من الخاصرة"، كان هناك نوع من الجرأة السياسية، "العشق الحرام" لم يقترب من الجنس، لكنه تحدث عن علاقة حب شاذة.

نتابع عباس النوري معك للعام الثالث على التوالي، فهل هي شراكة بينكما؟
هو تفاهم بيني وبينه، أنا أرى أن عباس النوري هو نجم عربي كبير يشكل إضافة للعمل، ويشكل إضافة لي شخصيًا من خلال التشاور بيني وبينه من مرحلة النص وصولاً إلى آخر أيام التصوير، وأنا أعتبره بمثابة أخ.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف