فنون

سمر قحطان: الدراما العراقيَّة أشبه بصحن الشوربة في رمضان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقوم الفنان العراقي، سمر قحطان، بتصوير مسلسل "علي الوردي" الذي يجسِّد فيه شخصيَّة "هادي" الأب الروحي والفكري للعلَّامة، علي الوردي، من إخراج السوري عبد الباري أبو الخير، كما يصوِّر مسلسل "سليمة مراد" ويجسِّد فيه شخصيَّة الشَّاعر العراقي، بلند الحيدري، وهناك عمل عراقي تركي مشترك قال أنَّه سيبدأ تصويره قريبًا.

بغداد: أكد الفنان، سمر قحطان، ان الدراما العراقية تعاني من الممثلين الطارئين الذين لا يفهمون في التمثيل، مثلما تعاني من الانتاج حيث ان المنتجين لا يحترمون الدراما، مشيرًا الى انه يصف ما يتم تقديمه للمشاهد العراقي بصحن الشوربة الذي ما ان ينتهي شهر رمضان حتى ينتهي، واعرب سمر في حواره لـ"إيلاف" انه لم يصل الى شيء من طموحاته، لكنه يصبو الى تحقيق شيء واحد من خلال التمثيل وهو ان يكون مبتسمًا في حياته.

ويعد سمر من الشباب الذين اثبتوا حضورًا لافتًا واكدوا التزامهم الفني من خلال الحرص على تقديم الاعمال الجيدة، كما يتمتع بثقافة تؤهله الى ان يكون مميزًا دائمًا.

ما المميز في شخصية "هادي"؟
شخصية عندها طموحات وأحلام من خلال النضال السري لتغيير المجتمع من خلال الافكار الجديدة التي لابد ان تمر على المجتمع، وهادي كان مؤمنًا بهذه الافكار، ومن ثم يكتشف انه في طريق ضد التيار الى ان يصطدم بالافكار القومية التي نشأت في ذلك الزمن فيفضل الانتحار لحظتها، الانتحار الفكري والجسدي، فهو يظهر بشخصية الحكيم الذي يستشيره دائمًا علي الوردي ويلجأ اليه فيصطدم بانتحار احد اصدقائه وهذه الصدمة تجعله يفكر كثيرًا في الموت الذي يذهب اليه من خلال المشاركة في التظاهرات التي تؤدي الى مقتله.

ما الذي اعجبك في شخصية هادي؟
اعتقد انها شخصية تاريخية مهمة جدًا، وتمثل جيلاً فكريًا عراقيًا كبيرًا في زمن الستينيات والسبعينيات من العقد الماضي، ذلك الجيل الذي اصطدم بالواقع واكتشف ان الافكار التي يحملها لا تتناسب مع هذا الواقع انذاك، وهذه الشخصية المفكرة الحكيمة الحالمة لكن آليات هذه الاحلام هي آليات لا تتناسب مع المجتمع، الشخصية اعجبتني جدًا لان فيها منحى درامي رائع وفيها تلوين درامي وفيها (الهارمونيك) في بدايتها ومنصفها ونهايتها الى ان تصل الى لحظة الانتحار.

علي الوردي عراقي، والاماكن عراقية والشخوص عراقييون، لكن المخرج سوري، كيف يمكن ان يكون هناك انسجام؟
شاهدت للمخرج عملاً هو "الحسن والحسين" واعتقد انهم طلبوه لهذا السبب ولعمله في الاعمال التاريخية، وكان مبدعًا جدًا، وبعد ان صورت معه اكتشفت انه من المخرجين المبدعين جدًا، انه يشتغل مع الممثل، ولديه فلسفة في اللقطة ويفكر، وانه افضل من مخرجين كثيرين عندنا، فهو يأتي وقد قرأ النص وتهيأ للتصوير واعتقد انه مسك المسلسل مسكة صحيحة ولا اعتقد ان هنالك مشكلة ان كان سوريًا ويعمل على موضوع عراقي، فكبار المخرجين من جنسيات مختلفة يشتغلون اعمالًا لبلدان مختلفة.

وماذا لديك مع "سليمة مراد"؟
لديّ شخصية الشاعر، بلند الحيدري، واغلب مشاهدي مع الفنان خليل فاضل خليل الذي يؤدي شخصية الشاعر حسين مردان، وبما ان النص أخذ مرحلة تاريخية فيها كل النماذج التاريخية والادبية في زمن المطربة سليمة مراد، وقد اشتغلنا انا والمخرج باسم قهار على تعميق الشخصية اكثر.

ما الذي فعلته لتقمص دور شخصية معروفة؟
بحثت كثيرًا عنه وقرأت اشعاره وسيرته الحياتية والتقيت ببعض الاصدقاء الذين عاصروا تلك المرحلة وحدثوني عن طريقة حياته وسلوكياته داخل المجتمع، حاولت ان اقترب منه، وعسى ان اكون مقتربًا فعلاً منه، وللاسف ان هذه الشخصيات على الرغم من اهميتها داخل جسد الثقافة العراقية الا انها مهمشة وغير معروفة تمامًا للمجتمع العراقي الا للمختصين بالشعر.

ما رأيك بموجة الاعتماد على السير الذاتية للاشخاص العرب وجعلها مسلسلات درامية؟
هذا توجه حديث في العراق، انا اعتقد ان المجتمع العراقي بدأ يمل التكلم عن ما هو واقعي تمامًا، والعودة الى التاريخ اعتقد دفع المنتجين او القائمين على الاعمال الدرامية على اللجوء الى السير الذاتية لبعض الشخصيات، بدأ المجتمع العراقي يمل القتل والخراب والدمار، وبدأ يبحث عن القصة والموضوع والتاريخ وعن ما هو جميل في التاريخ المعاصر.

هل تعتقد بوجود ازمة نصوص او ازمة مؤلفين للدراما العراقية؟
اعتقد اننا نعاني من ازمات في النص والاخراج وفي التمثيل ايضًا، يعني ان جسد الدراما العراقية ما زال مشوها الى حد الآن.

ما اكثر المشاكل التي تعاني منها الدراما العراقية برأيك؟
تعاني من الممثلين الطارئين اولاً، هؤلاء الذين ليست لديهم خلفيات حقيقية واكاديمية ومثقفة من ناحية التمثيل والاداء، وتأثيرهم ان اجر الممثل العراقي ارخص من اجر اي عامل بسيط في العالم، ودائمًا الممثل الطارئ يجد ان اسهل شيء يعمله هو الوقوف امام كاميرا، ولكن كيف يعمل وما هو الموضوع والاحساس والمشاعر وكيف يؤدي الشخصية ولماذا وما يضيف لها وما تضيفه لها، كل هذه هو بعيد عنها تمامًا، وكما تعلم هناك تقاتل حول التلفزيون من قبل هؤلاء الطارئين لان الموضوع لديهم موضوع شهرة، اما المشكلة الاخرة فهي الانتاجية، وهي المشكلة الرئيسية، فالى حد الان الدراما العراقية غير محترمة من قبل المنتجين او القائمين على انتاجها، يعترون الامر مجرد ساعة تلفزيونية رمضانية سهلة، لذلك الدراما العراقية لم تحتل مكانة حقيقية في تغيير المجتمع، فأنا اشبهها بصحن الشوربة الذي نتناوله في رمضان، حين ينتهي رمضان تنتهي الشوربة.

كم حققت من طموحاتك في التمثيل؟
بصراحة لم احقق اي طموح، وحقيقة انا ليست لدي تلك الطموحات الكبيرة، لديّ طموحات شخصية، التمثيل عندي سلاح وليس غاية، اريد ان اصل الى شيء واحد من خلال التمثيل وهو ان اكون مبتسمًا في حياتي، الى حد الان لم ابتسم، فلم يشبعني التمثيل، وربما اذا وجدت حياة اخرى في مكان اخر، يجوز كوخ في جزيرة معينة ربما سأترك التمثيل، الفن ليست ضرورة كبيرة في داخلي، ولكن لديّ طموح في السينما، ان اكون من المشتغلين في السينما العربية على الاقل، ولكن كما تعرف عجلة السينما عندنا عجلة بطيئة جدًا، ولكن تلفزيونيًا لا طموح عربي عندي، ومسرحيًا هناك مجموعة احلام اريد تحقيقها واشتغل عليها، وان كنت الى حد الان لم اكتشفها ولم احقق حلمًا واحدًا منها، ولكن اتمنى في المستقبل ان احقق ما احلم به.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف