فنون

سؤالٌ ما زال محيِّرًا: من المسوؤل عن تردِّي الدَّراما العراقيَّة؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا يزال المهتمون بشؤون الدراما العراقيَّة يجهلون الأسرار وراء عدم تمكنها من النهوض ومواكبة التطور الحاصل، على الرغم من توفر أغلب العناصر المشجِّعة على ذلك، فكان هذا النقاش العفوي على صفحات الـ"فيسبوك" بالتعاون مع المخرج فارس طعمة التميمي من أجل البحث عن حقيقة تخلف الدراما وتردي أحوالها.

بغداد: اطلق المخرج التلفزيوني، فارس طعمة التميمي، صرخته الدرامية باحثًا عن اجابة عند من يعتقد ان لديهم الاجابة الشافية للسؤال المحير الذي ما زال يشغل الفنانين العراقيين منذ سنوات طويلة، فهم لا يعرفون من يحملون مسؤولية التردي الكبير للدراما العراقية، ولا يعرفون لماذا هذا الاستمرار الذي يزيد المتاهات، وتساءل فارس متمنيًا أن يجد الاخرون من فنانين وفنيين ومخرجين ومنتجين ومؤسسات اعلامية وطنية وغير وطنية واصدقاء خارج الوسط الفني الجواب، وقال:"هل هو الكاتب ام الممثل ام المخرج ام المنتج ام جهة الانتاج ام الدولة؟ واذا كانت الدولة فهل لقناة العراقية دعم للدراما ام تهميش للدراما بدافع شخصي او بعلم مخطط له مسبقًا؟ ام للاستفادة المادية؟ كي نعرف من نحن؟ ومع من نعمل؟ وهل تلفزيون العراق الذي تأسس سنة 1956 بحاجة الى غير العراقيين، تعالوا نتكلم بتجرد وحب للبلد ومن دون مزايدات". وقد اجاب فنانون ونقاد ومنتجون عن السؤال المحير.

فقد قال محمد عطا سعيد: "لايوجد التخطيط والايمان بالفن والفنانين والعمل الفني لخلق مجتمع متوازن، اعطني التخطيط والحب للوطن والانسان اعطيك إبداعًا واستقرارًا ونموًا".

أماأمير فقال: "المنتج يتحمل جزءًا محسوسًا من الهبوط في المستوى والسبب انه يبحث عن افكار حارة ومكسبة ورخيصة كي لا تكلف الميزانية شيئًا، لهذا سيقيد الكاتب بنصوص أو رؤى محددة غير قابلة للتطوير، من هنا نلاحظ ان المال هو المحرك الذي به نستطيع تطوير كوادر مبدعة من مخرجين محترفينومصممي ديكور،الخ... ولكن هذا المال نادرًا ما تجد منتجًا يستطيع المجازفة به من اجل عيون الدراما العراقية، ومن هنا يبرز التقصير المادي للجهات الحكومية، فلو كان دعمها كافيًا لأزاحت من الساحة الكثير من الفاشلين والمتاجرين بالفن، ويبقى فناننا يبحث عن لقمة عيشه فيحتار بين امور شتى، مع ملاحظة ان ممثلينا للاسف لا يطوّرون انفسهم وواضحة جدًا عليهم علامات البرود والكلاسيكية في الاداء وهذا تتحمله ايضًا الكوادر التعليمية".

فيما قال عماد رحيم (الرؤيا): "الكل مسؤول، والدور الاكبر يقع على الكاتب الذي يختار موضوع الكتابة ومن هنا لابد من الإشارة إلى ان الكل يعمل بالضد، فجميع الكتاب الموجودين في الفترة الحالية يكتبون وما على المنتج الا تقديمه الى احدى القنوات الفضائية ولا يهمه ان يكون النص مع مصلحة العراق او ضده ومن هنا لابد من الاشارة الى ان المنتجين الموجودين وما شاء الله اصبحوا كثرًا ولله الحمد المهم ان يجنوا الاموال على حساب أي شيء، وانت اعرف ما أقصده هنا، لكن الحلول موجودة ولا يصح إلا الصحيح، وأضيف لابد للقنوات الفضائية العراقية ان تكف عن اختيار النصوص الرديئة والتي تسيء إلى البلد وأخص بالذكر قناة الشرقية والبغدادية والسومرية، والكف عن إظهار العراقي والجنوبي بالاخص على انه شخص تافه ووضيع ولا اخلاق له والعكس صحيح، وانا برأيي الشخصي الكل مسوؤل ولا نبرئ ساحة اي شخص بدءًا من الكاتب والمخرج والمنتج والممثل والجهة المنتجة والدولة التي لها الدور الاكبر".

وقال يعرب وليد: "لا يختلف اثنان على ان العراق فيه طاقات فنية من مخرجين وكتاب وممثلين وفنيين ما يمكن ان نضاهي فيه الكثير من الدول العربية، ولكن لكي تتطور الدراما في العراق فليس الا شيء واحد لا غيره ولا يختلف اثنان عليه وهو شركات الانتاج والتوزيع التي تستطيع إتمام عملية الانتاج بصورة جيدة وتشويق الأعمال بالشكل الصحيح والمدروس، اما الكفاءات فنحن نمتلك من الكفاءات الفنية العالية جدًا وانت واحد من هذه الكفاءات التي نفتخر بها، فسابقًا عندما كانت الدولة تنتج الدراما كنا نشاهد اعمالاً لن نستطيع نسيانها ابدًا بداية من اعمال الراحل سليم البصري، وكارلو هاريتيون، ومحمد شكري جميل، وابراهيم جلال وغيرهم، والان الجيل الجديد لديه الموهبة ولكن يحتاج الى من يقوده من شركات انتاج وتسويق تدعم هذه المواهب".

وقال فالح جمال الدين: "الدراما العراقية حالها حال السينما ما زالت تحبو على الرغم من ولادتها قبل أكثر من نصف قرن، أنا لا ادعي الخبرة بهذا المجال لكن باعتقادي أن أسباب التأخر في هذا الفن كثيرة أولها افتقار المسؤولين في السلطة إلى الوعي بأهمية هذا القطاع، أو استغلالها له ليكون بوقًا لها ووسيلة للدعاية لفرض أفكارها، لذلك لا توجد لدينا مؤسسات سينمائية او تلفزيونية تحتضن ذلك الفن وتطوره وتسوقه، فأي عمل لابد له من مردود معنوي ومادي يكافئه على التعب ويشجعه لتقديم أعمال أخرى أفضل،ناهيك عنافتقار العراق إلى مؤسسات فنية بعيدة عن السلطة او من اصحاب الاموال الذين هم دخلاء على الوسط الفني، واقصد قطاعا خاصا معنيا بأمور الدراما، من التي تسعى إلى المنافسة الحقيقية التي تحترم عقلية المتلقي لتقديم ما هو أفضل، كما هو الحال في مصر مثلاً، فالمنافسة الشريفة هي التي تسرع من عملية التطور في السباق بين الفنانين لتقديم ما هو أجمل، كذلك التمكن من تسويق تلك الأعمال للتلفزيونات العربية وما أكثرها اليوم، والسبب الآخر هو تأثر الدراما العراقية بالمسرح، بما أن معظم الممثلين العراقيين اذا لم نقل كلهم هم أبناء المسرح العراقي، فان تمثيلهم لم يخرج من عباءة المسرح الذي يعتمد على المبالغة بالحركة والصوت، بينما في التلفزيون والسينما تلعب الكاميرا دورًا كبيرًا للتخفيف عن كاهل الممثل فلا يحتاج للصراخ أو الحركة بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي يفقده الإقناع والسلاسة".

وقال عمار علوان: "انا على يقيناننا جميعًا مسؤولون عما وصلنا وارجوان لا يزعل مني اي شخص، ورجاءانا لا انتقص ولكن هذه حقيقة، العراق اذا كان فيه شركة او اثنتان حقيقيتان وتمتلك مواصفات وامكانيات تحقق انتاجًا حقيقياً، هذا لا يعني وجود انتاج في العراق، واذا كانيوجد مخرج او اثنان حقيقيان ايضًا يعني لا وجود لمخرجين في البلد، اخواني هل تصدقون لا يوجد نهائيًا في العراق من يعمل على الاضاءة المتطورة، وانا لا ابالغ وهذه حقيقة مرة".

واضاف: "اما بالنسبه للكتاب/ نعم يوجد كتاب ولكن القلة من يعرف الحرفة الإنتاجية مثلاً يكتب مشهدًا واحدًا يتضمن مواصفات عالية بالانتاجية ويفرض ان نوفره، بربكم هل هو هذا التأليف؟ وكثير من المشاكل، انا اول من يشكر القنوات لاننا لا نستطيع ان نفرض عليها ان تنتج حالها حال الكثير منها، من ينتج برامج بسيطة وممكنة لا نستطيع ان نملي عليها ما نريد، هناك الكثير من المخرجين عندما تتوفر لهم الفرصة لإخراج مسلسل يتركون موضوع الإبداع ويبقى تفاصيل جانبية وقصص لم ينزل بها سلطان، صادفتني منذ 20 عامًا في هذا المجال اختصاصات ليس لها علاقة بالانتاج مثلا شركات لا تمتلك اي مواصفات للانتاج اي لا يمتلك مصباحا للاضاءة او كاميرا للتصوير وعندما يسأل يقول انا امتلك شركة انتاج كبيرة ويصرح في المحافل انا وانا، وهناك عنصر مهم من اسباب تردي الدراما وهو الممثل، وهذا لايعني اقصد الجميع، ولكن ارجو منهم ان يعطوا قيمة حقيقية لانفسهم، هناك توجد لعبة لا تليق بالكثير، فهو يسأل فقط: كم حلقة؟ كم اجرها؟ واتحدى كل من يشكك في كلامي، نعم القليل القليل من يأخذ النص ويدرس ابعاد الشخصية وبعدها يرفض او يقبل ان يعمل بها، فضلاً عن ان هناك الكثير ممن يعتقد نفسه نجماً".

وتابع: "مشكلة الدراما عقيمة وانا لست متشائمًا بل متفائل، يحتاج نجاح الدراما الى مراجعة كل عناصر النجاح ونعم جميعنا مسؤلوون عنها، وهذا الموضوع يحتاج إلى دراسة مفصلة اي نتناولها بالتدريج من المؤلف الى المنتج.

اما ياس خضير فقال: "حسب اعتقادي الدراما تستعير من الواقع احداثها وبما ان واقعنا مرير وغير مستقر، فالدراما تتأثر بواقعنا الحالي حالها حال اي مفصل من مفاصل الحياة مثل الزراعة الصناعة والتعليم والرياض ... الخ، وكل هذه المفاصل التي ذكرتها توجد فيها مشاكل كبيره وتؤثرفي واقعنا والدراما تتاثر بالواقع كما ذكرت".

وقال باقر العلاق: "من وجهة نظري الشخصية ان الدراما العراقية هي اشبه بالاغنية العراقية التي يكمن نجاحها بالعناصر الثلاثة وهي الكلام الجيد واللحنالجيد والاداء الناجح، فإن فقدت الاغنية احد هذه العناصر انتهت الاغنية وحالفها الفشل، كذلك الدراما ايضًا لها عناصر ثلاثة هي المخرج والمنتج والممثل، الان الدراما فقدت هذه العناصر حيث لا يوجد انتاج قوي ولا يمكن للمخرج ان يعمل بانتاج متدنٍ واجور الممثل ايضًا متدنية، لذلك باختصار لايوجد حماس او حرص ولو نظرنا الى الدراما في الستينات او السبعينات وبتلك الامكانيات المادية البسيطة لوجدنا ان اكثر الاعمال كانت اعمال راقية وما زالت هذه الاعمال في ذاكرة الشارع العراقي".

اما حسن عزيز فقال: "الازمة ليست في الدراما العراقية وانما العراق يعيش دراما قاتلة منذ زمن وعلى كل المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية، نحن مجتمع محكوم ليس بسياسة القهر الثقافي فقط، بل محكوم بالتخلف والجهل ولا نملك ثقافة الحياة، واذا برزت اعمال درامية جديرة بالاحترام والمتابعة، معناه الافلات من عين الرقيب وطرح مواضيع هدفها جلد الذات وابراز الجوانب المظلمة في النفس البشرية العراقية وما تعانيه بالضبط من 100عام تقريبًا، كذلك بالنسبة لنا في المجالات الفنية الاخرى، اذا برزت طاقات واعمال ادبية وفنية حتمًا ظهورها في وقت الاستراحة بين الشوطين او بين حربين او انقلابين او اغتيالين او صحوة مسؤول من مرض نفسي يعانيه، وعندما يصحو من نشوته يندم على صحوته الاولى وهكذا، والمثقف محصور بين مطرقة الحاكم وسندان المجتمع، ففضل الصمت وعدم الحراك، المجتمع العراقي وخصوصًا الان بحاجة الى المثقف الحقيقي، واذا اخذ دوره ستجد المسرح والسينما والتلفزيون من وهج الى اخر، المشكلة محصورة بين المجتمع ومثقفيه".

وقال عباس المالكي: "السبب مشترك بين الكل حيث إن الدراما في بداياتها اعتمد فيها المخرجون على قوالب جاهزة لممثلين لم نر غيرهم في كل المسلسلات ولم يكلف نفسه المخرج ويبحث عن وجوه جديدة ويثبت نفسه كمخرج باكتشاف الجديد وهذا اهم واجب للمخرج لاكتشاف وصناعة النجم، اما الكتاب فبعضهم لايفقه كتابة السيناريو، يكتب بطريقة مسرحية، مجرد حوارات بين شخصيات ولذلك يكون خلل كبير يقع فيه المخرج، اما الممثلون فليسوا مثابرينعلى دراسة الشخصية على الرغم من ان الشخصيات لا تكون شخصيات مركبة، وهنالك شيء مهم ان الكتاب بعضهم لايقسم الشخصية الى أبعادها الاساسية وهي الشخصية التي يجب ان تتكلم بلغتها وفكرها، فمثلاً سائق السيارة يتكلم بحوار ولغة المفكر نفسهما وهذا شيء قاتل، ناهيك عن الانتاج التلفزيوني الذي يحاول ان يفكر اولاُ في كم يربح وكم يعطي للمخرج ويسكته ويتنازل عن حقوقه في صناعة مشهد غني من الناحية الجمالية والفنية والانتاجية، اما كلامك عن العراقية فهذا شيء فيه مشكلة كبيرة وانا مسؤول عن كلامي ان المسؤولين عن الدراما يأخذون حصصهم ويملأون جيوبهم ولايهمهم التطوير".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا حياة لمن تنادي
زهر الليمون -

كلامهم كله صحيح للاسف- والغريب ان اعمال مثل تحت موس الحلاق مثلا لم تكلف ميزانيات هائلة ورغم ذلك اصبحت تاريخية ولكن بالطبع الاوضاع ككل كانت تختلف بما في ذلك نفسيات الناس -فنانون و مجتمع ناهيك عن الحكام. شكرا للعتابي

لا حياة لمن تنادي
زهر الليمون -

كلامهم كله صحيح للاسف- والغريب ان اعمال مثل تحت موس الحلاق مثلا لم تكلف ميزانيات هائلة ورغم ذلك اصبحت تاريخية ولكن بالطبع الاوضاع ككل كانت تختلف بما في ذلك نفسيات الناس -فنانون و مجتمع ناهيك عن الحكام. شكرا للعتابي

مع الأسف
عمر عبد الحميد الغريري -

صدام حسين هو المسؤول حين أرعب الناس و وظف الفنانين تحت شعار غبي (كل شئ من أجل المعركة) و شعار أغبى (الفنان كالسياسي .. كلاهما يصنع الحياة بصيغ متقدمة) و تم تسخير الفنانين و المطربين للغناء لصدام و أولاده و عشيرته

مع الأسف
عمر عبد الحميد الغريري -

صدام حسين هو المسؤول حين أرعب الناس و وظف الفنانين تحت شعار غبي (كل شئ من أجل المعركة) و شعار أغبى (الفنان كالسياسي .. كلاهما يصنع الحياة بصيغ متقدمة) و تم تسخير الفنانين و المطربين للغناء لصدام و أولاده و عشيرته