فنون

مسلسلات السيرة الذاتيَّة: إفلاس درامي أم سد فراغ الفضائيَّات؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أكد مختصون عراقيون أن المسلسلات الدرامية العراقية التي تتناول السير الذاتية للمشاهير على اختلاف مجالاتهم ليست ذات فائدة وليس الوقت الحالي وقتها المناسب، لاسيما ان الواقع العراقي يزخر بالكثير من المشاكل التي تهم المواطن العراقي، وقال فنانون عراقيون ان العمل على هذه الظاهرة ما هو إلا تأكيد على الإفلاس الدرامي او عدم قدرة المؤلفين على الاستفادة من الاحداث الحالية وتوظيفها بالشكل الصحيح.

بغداد:يبدو ان الدراما العربية التي اشتغلت على سيرة حياة المشاهير نقلت عدواها الى الدراما العراقية التي اتجهت في الآونة الاخيرة نحو هذاالنوع من الدراما،وراحت القنوات الفضائية تتسابق في ما بينها من اجل ذلك، وهو ما ينظر اليه اغلب الجمهور العراقي تحديدًا على انه (بلا جدوى) لاسيما ان حاضرهم فيه الكثيرمن التفاصيل الحياتية الدرامية، خصوصًا اذا ما علمنا ان هذه السير يكتبها مؤلفون بالاعتماد على مصادر محددة ووفق توجيهات القناة الفضائية على عكس ما يحدث في السابق او في بعض الدول العربية حيث توجد هناك لجنة للتحقيق والمتابعة والفحص للتأكد من عدم اسقاط فكر المؤلف او تزييفه للتاريخ وفق اجتهاده الشخصي.

يقول المخرج فارس طعمة التميمي: "اعتقد ان المواضيع المختارة من قبل هذه القنوات غير صحيحة لان في المرحلة الحالية نحتاج الى بناء الانسان، بناء الشخصية العراقية الحقيقية، بناء حب الوطن وحب المواطنة، والسير الذاتية باقية، ومن الممكن ان نشتغلها بعد ان نستقر اجتماعيًا وان نحب بعضنا البعض، اعتقد ان نصنع الحب اجمل من ان نبحث في السير الذاتية".

ويضيف: "لا ارى اي ضرورة لوجودها، ولكنها ظهرتلعدم وجود مواضيع يكتبها الكتاب، او عدم وجود مؤلفين من الممكن ان يكتبوا بشكل صحيح، مع اعتذاري لبعض الكتاب الجيدين والمهمين في العراق، ولكن الكتاب الجيدين يطلبون مبالغ جيدة والقنوات لا تعطيهم هكذا مبالغ، فلذلك اتجهت القنوات الى السيرة الذاتية التي هي موجودة اصلاً، ومجرد ان الكاتب، اي كاتب كان، ان يطلع على اي سيرة من عدة كتب ومن الممكن ان يصنع منها مسلسلاً من وجهة نظر شخصية، وانا ضد هذا التوجه في الوقت الحالي".

اما الفنان حمودي الحارثي فقال: "اعتقد انهم يريدون فقط إملاء فراغ لا اكثر، لان الدراما ليست هكذا، فلا يمكن أن تؤدي واجبًا لان المواطن العراقي حاليًا لا يحتاج الى مثل هذه الاشياء بقدر ما هو يحتاج الى أشياء تدغدغ حواسه وآماله، المواطن بحاجة الى خدمة كبيرة على مستوى الخدمات والسوق، فالحياة الاقتصادية ارتفعت، ومن ثم هناك التلاعب بمعيشة الناس، هذه مشاكل خطرة والمفروض للدراما ان تتناولها، ثم ان هناك مسألة كبرى هناك اكثر من 3 ملايين لاجئ عراقي في اوروبا، يعيشون محترمين وكل واحد منهم توفر له الدول متطلباته، ولكن على الدراما ان تقدم اعمالاً لشرح كيفية إعادة هؤلاء".

واضاف: "لا اعتقد ان اي مسلسل يتناول سيرة ذاتية يضيف شيئًا الا ما عدا كونه عملاً فنيًا جميلاً، نحن لا نستهين بالطاقات الفنية التي لدينا ولكن على المستوى الانساني لا اعتقد انها ستضيف شيئًا، ثم ان اغلب المسلسلات العراقية التي تحدثت عن السير الذاتية لم تكن تسبر خبايا الاشخاص ولم يكونوا صادقين".

وقال المخرج عزام صالح: "الكاتب العراقي لا يستطيع أن يتناول الواقع لأن واقعنا حاليًا فيه تناقضات ويمر بمرحلة مخاض، وعلى الرغم من هذا المخاض ففيه تنوع لقصص وافكار وتطلعات ومستقبليات كبيرة جدًا، اما الفضائيات فهي تريد أي شيء يسدّ زمنها، بأرخص الاثمان، ولهذا سواء كانت القضية سيرة ذاتية او موضوعًا كوميديا تهريجيا، فهو يريد فقط ان يسقط افكاره على هذا النص ويعرضه للمشاهدين".

واضاف: "عندما نأخذ التاريخ علينا ان نأخذه بعلمية، ونحن ليس لدينا دراما بانتاج واسع ولكن ان اصبح لدينا انتاج واسع فالعمل الذي يتناول السيرة الذاتية يغني تلاميذ المدارس فيشاهدون الشكل التاريخي والاثاث والاكسسوارات والملابس والاحداث فترتكز الصورة في ذهنية الطالب اكثر من اي شيء آخر، وهناك اناس تريد ان تعرف عن الشخوص المشهورة كالملوك ويريدون ان يعرفوا كيف كانوا يعيشون سابقًا، ومثل هذه المسلسلات كما اعتقد فيها ضرورة حاليًا ولكن ليست الضرورة القصوى، فهناك مواضيع اهم منها مثل الصراعات السياسية التي بين الكتل وبين الدول التي تنخر الجسد العراقي، هذه القضايا اهم من موضوع السيرة الذاتية".

اما الفنان عدنان شلاش فقال: "نحن لسنا بحاجة الى ان نؤرخ هذه الشخصيات لاننا في ضائقة وفي وضع اجتماعي متأزم، نحن بحاجة الى دراما تتناول المشاكل الاجتماعية في المجتمع والسياسية على ان تشوبها بعض المشاهد الكوميدية، اما تناول الشخصيات فأنا اعتقد اننا في وقت غير مناسب لعرض هذه المسلسلات وتناول شخصيات مثل: ابو طبر والقناص وعلي الوردي وسليمة مراد وغيرها".

واضاف: "هذه المسلسلات غير ملائمة لوقتنا الحالي كونها غير قريبة ابدًا من واقعنا المعاش ولا من مشاكلنا، فهؤلاء كانوا يعيشون في بحبوحة في كل الازمان، اما ما يقال عن نقل التاريخ فيجب القول إن علينا أن ننقل التاريخ بشكل واقعي وسليم، بينما هذه الاعمال تتناول قضايا بغدادية قديمة وسياسية، تتحدث عن الجندرمة والجيش العثماني والانكليزي وغيرها، هذه صفحات ولّت وانتهت ولا اعتقد انها مهمة للمشاهد العراقي في الوقت الحاضر، واعتراضي على اعمال السير الذاتية كون الذائقة تجاه الاسترخاء وباتجاه مشاهدة القصص الرومانسية ومشاهدة الريف العراقي والاهوار".

فيما قال الناقد والصحافي كاظم لازم: "اعتقد ان التوجه نحو السير الذاتية ينبغي ان يكون هناك معها ابداع واضافات للتاريخ ذاك، ويجب ان نلحقه بالتاريخ الحديث فتتحول السيرة تلك الى درس ورسالة لفناني اليوم خاصة اذا كانت الشخصية المتناولة فنية فتبرز اهمية هذا الفنان وقيمة الفن وهكذا كان يعيش الفنانون ايام زمان".

واضاف: "كما اعتقد أن الاصرار على الاشتغال على السير الذاتية هو (افلاس درامي) وهذه الظاهرة ستنتهي قريبًا ولا اعتقد انها ستستمر طويلاً، واعتقد انه بانتهاء ما في جعبة البعض من الكتاب ستنتهي ومن ثم تكون في خانة النسيان، لانها بصريح العبارة ليس فيها نفع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحقيقة ضائعة
زهر الليمون -

ليست هناك مشكلة في السير الذاتية كفكرة، المشكلة في المغالطات الهائلة والتزييف التاريخي لها، وفي غياب اي رقابة على العمل او ورثة للشخصية ، وكذلك في انعدام مصادر تؤخذ منها المعلومات (خاصة بعد ضياع الارشيف العراقي) بات هذا النوع من الاعمال غير واقعي ولايجذب المشاهد بل بالعكس يصدمه، مثلا كنت اتشوق لمعرفة قصة ابو طبر، لكنني صدمت من المسلسل ولم اتمكن من متابعته للنهاية حتى، رغم حرفية ممثليه، غير ان العمل ككل كان مخيبا للامال وبعيد عن الحقيقة.

الحقيقة ضائعة
زهر الليمون -

ليست هناك مشكلة في السير الذاتية كفكرة، المشكلة في المغالطات الهائلة والتزييف التاريخي لها، وفي غياب اي رقابة على العمل او ورثة للشخصية ، وكذلك في انعدام مصادر تؤخذ منها المعلومات (خاصة بعد ضياع الارشيف العراقي) بات هذا النوع من الاعمال غير واقعي ولايجذب المشاهد بل بالعكس يصدمه، مثلا كنت اتشوق لمعرفة قصة ابو طبر، لكنني صدمت من المسلسل ولم اتمكن من متابعته للنهاية حتى، رغم حرفية ممثليه، غير ان العمل ككل كان مخيبا للامال وبعيد عن الحقيقة.

افلاس سياسي وفني
د حامد -

كل شيىء فاسد ومفلس في زمن اللطم والتطبير وقصص السراديب وخطب العمائم وحكومة ايران المتخلفه وحزب الدعوه

افلاس سياسي وفني
د حامد -

كل شيىء فاسد ومفلس في زمن اللطم والتطبير وقصص السراديب وخطب العمائم وحكومة ايران المتخلفه وحزب الدعوه