مع كل إشراقة كتاب

"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

بعد قرن من الزمن... هل تكون حرب فلسطين أبدية؟

الحرب على فلسطين... 100 عام وتستمر
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يتحدث المؤرخ الفلسطيني رشيد خالدي عن الدعم الكبير الذي حظيت به إسرائيل من الغرب منذ نحو مئة عام، ويقدم اقتراحات حلول للصراع الفلسطيني &- الإسرائيلي، تستبعد الولايات المتحدة كونها طرفًا منحازًا.

"إيلاف" من بيروت: في كتابه الجديد "حرب المئة عام على فلسطين: تاريخ الاستعمار الاستيطاني والمقاومة، 1917-2017"THE HUNDRED YEARS’ WAR ON PALESTINE: A History of Settler Colonialism and Resistance, 1917-2017 (المكون من 336 صفحة، منشورات ميتروبوليتان، 27 دولارًا)، يتحدث المؤرخ الفلسطيني رشيد خالدي عن المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية، والانحياز إلى إسرائيل منذ ما يقارب عقدًا من الزمان، مشيرًا إلى ما قاله اللورد جايمس آرثر بلفور، وزير الخارجية البريطاني في عام 1919، من أن الدول العظمى ملتزمة دعم الصهيونية أصابت أم أخطأت، فآمال المستقبل أهم بشكل كبير من رغبات وتحيزات 700 ألف عربي يعيشون في فلسطين القديمة.

حرب يونيو
في صباح أحد أيام يونيو 1967، كان خالدي يسير على رصيف في مدينة نيويورك عندما صادف مجموعة من الأشخاص يتلقون المساعدات المالية. ليكتشف بعدها أن التبرعات كانت لمساعدة دولة إسرائيل التي تخوض حربًا مع ثلاثة من جيرانها العرب.

ما وجده خالدي محيرًا، بحلول ذلك الصباح، كان أن الإسرائيليون قد قضوا بالفعل على القوات الجوية لمصر وسوريا والأردن، وكانوا يستخدمون تفوقهم الجوي لسحق القوات البرية لتلك الدول. إلا أن الرأي العام الأميركي استمع إلى سرد مستمر عن إسرائيل الصغيرة المحاصرة من قبل جيرانها الأشرار.

بالنسبة إلى خالدي، لم يكن هذا المشهد الجانبي سوى تذكير آخر بمدى قدرة إسرائيل على التحكم في خط حوادث الشرق الأوسط على مدار القرن الماضي. ويقول إن المهمشين بالكامل في سلسلة القصة تلك هم الفلسطينيون الذي تم تجاهل رواياتهم وقصصهم المؤلمة.

حرب الاستعمار
يُعد خالدي من أبرز العلماء الأكاديميين في العالم حول موضوع الهوية والقومية الفلسطينية، وهو أستاذ الدراسات العربية في جامعة كولومبيا، ومؤلف سبعة كتب سابقة. أطروحته الأساسية في الكتاب الجديد هي أن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يُفهم أنه فتح استعماري، ذاكرًا الشعار الصهيوني المبكر الذي دعا إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين: "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، الذي هدد وجود ما يقدر بنحو 700 ألف فلسطيني، ويربطه بفكر التوسع على الأراضي الهندية في الغرب الأميركي، أو تشويه أستراليا للسكان الأصليين.

يجادل خالدي قائلًا إن الصهيونية كانت لها ميزة إضافية تتمثل في تزيين "نفسها بطبقة توراتية كانت جذابة بقوة للبروتستانت عند قراءة الكتاب المقدس في بريطانيا العظمى والولايات المتحدة".

خسائر متتالية
توطيد هذا الأنموذج الاستيطاني الاستعماري، بحسب خالدي، كان حرب عام 1984، بتسميتها الفلسطينية "النكبة"، أو بتسميتها الإسرائيلية "حرب الاستقلال". من خلال السيطرة على ما يقرب من 80 في المئة من الأراضي التي شكلت الانتداب البريطاني على فلسطين، والإشراف على طرد أو هروب نسبة مماثلة من السكان العرب الأصليين، كان مؤسسو إسرائيل يحاكون أنموذج المستوطنين المنتصرين السابقين.

يؤكد خالدي أن الأمور ازدادت سوءًا بالنسبة إلى الفلسطينيين بعد حرب عام 1967. وعلى سبيل المثال، أصدرت الأمم المتحدة القرار رقم 242 الذي يطالب إسرائيل بالعودة إلى حدود ما قبل عام 1967. لكن هذه الخطوة الدبلوماسية لم تؤدّ إلا إلى زيادة تهميش الفلسطينيين. وهذا ما تكرر في معاهدة السلام في كامب ديفيد في عام 1979 بين إسرائيل ومصر، حيث فقد الفلسطينيون حليفًا أساسيًا في المنطقة، في حين أن اتفاقات أوسلو في عام 1993 كانت تعمل على إشراك القيادة الفلسطينية، وتقليص أتباعها في جيوب صغيرة تحت السيطرة الإسرائيلية المطلقة.

اقتراحات الحل
حتى لو قبل المرء تمامًا أطروحة الخالدي الاستعمارية، فهل هذا يجعلنا أقرب إلى نوع من الحل لهذه القضية؟ قد يبدو هذا نقدًا غير عادل؛ إذ إنه بعد كل شيء، لا يتعيّن على المؤرخ تقديم العلاجات الممكنة، إلا أن خالدي اختار في ختام الكتاب التعبير عن رؤيته لكيفية الحل.

إن اقتراحه الأكثر إثارة للاهتمام هو أن يتوقف الفلسطينيون عن اعتبار الولايات المتحدة وسيطًا أمينًا في المفاوضات مع إسرائيل، كونه يدرك أن واشنطن ستقف دائمًا إلى جانب إسرائيل. ويشير كذلك إلى أنه مع تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة، فقد تكون الصين أو الهند أو روسيا واحدة من القوى الجديدة الناشئة على الساحة التي يمكن أن تؤدي دور الوساطة بحكمة أكبر.

تبدو النقطة الأولى التي ذكرها خالدي لها ميزة كبيرة، إلا أنه من الصعب للغاية التيقن من تراجع نفوذ الولايات المتحدة من عدمه مستقبلًا، أو دخول قوة خارجية أخرى إلى المفاوضات، أو إجبار الوسيط الجديد إسرائيل على تقديم شتى أنواع التنازلات، كما إنه من الصعب للغاية تخيل أن يتم حل القضية في أحضان فلاديمير بوتين.

حق العودة
تأخذ مفاهيم خالدي للتسوية في نهاية المطاف منحىً رائعًا. في رأيه، سيحدث التغيير الحقيقي عندما يتم الاعتراف بعدم المساواة الكبير بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعندما تقبل نسبة وازنة من كلا الشعبين حق الوجود الوطني للآخر. وتحقيقًا لهذه الغاية، "سنحتاج مفاوضات جديدة وإعادة فتح جميع القضايا الحاسمة التي خلقتها حرب 1948".

يخلص خالدي إلى أن إحدى هذه القضايا الرئيسة هي ما يُسمى "حق العودة"، وهو الاقتراح الذي يسمح للفلسطينيين المشردين في عام 1948، بالعودة إلى منازلهم الأصلية مع أبنائهم. وهذه فكرة يدرك حتى الصقور من المفاوضين الفلسطينيين بأنها خيالية، وإذا كان خالدي يعتقد حقًا أنها شرط أساسي للسلام، فمن المرجح أن تكون حرب المئة عام على فلسطين حربًا أبدية.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط:
https://www.nytimes.com/2020/01/28/books/review/the-hundred-years-war-on-palestine-rashid-khalidi.html

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بالله شو هالسؤال ...
عدنان احسان- امريكا -

حرب فلسطين منذ - شمشون الجبــــــــار - يعني عودوا للكتب المقدسه - لتعرفوا متى - ومتي ستستمر هذا الحـــرب ،

حرب قرن من الزمن
مالك -

ماهي مشكلة العرب ؟ مشكلتهم انهم لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون واذا فهموا لا يتعلمون ... فاسرائيل مثلا كانت دائما تحدث العالم بانها تريد السلام فقط ولكنها في دواخلها كانت غير ذلك لان الحلم الاسرائيلي هو ( اسرائيل الكبرى ) وكانت تخشى ان يوافق العرب على السلام وتخطيط الحدود فتسجن في مساحة ارض وحدود معترف بها دوليا .. وكانت تعرف اسرائيل التي تعرف جينات العرب اكثر مما هم يعرفون جيناتهم ان العرب سيرفضون دائما .. وهكذا تقلصت فلسطين وتوسعت اسرائيل كما رأينا في خارطة الرئيس الفلسطيني , بعد كل هذه الحروب والثمن الذي دفعته اسرائيل والحالة المزرية التي وصل اليها العرب غبي من يظن بعد الان ان اسرائيل سترضى بحدود اقل من حدود اسرائيل الكبرى ’, الصراع الان بين ايران وتركيا واسرائيل في قضم اكبر قطعة كعك من امة كانت تقول انها امة واحدة ( من الخليج للمحيط ) اما الوحدة العربية فليس عندي ما اقوله لها سوى R.I.P

غلطان يامالك ... ولا صلح - ولا تفاوص - ولا تطبيـــــع / وفلسطين من البحر للنهر
عدنان احسان - امريكا -

لو قبل العرب - الصلح - والتفاوض- والسلام - والتطبيع ... لما احتاجت دوله العصابات الصهيوينه لبنـــــــــاء الجدار العــــــازل .. ولكان الوطن العربي اليوم / بالربع الخالي بالجزيــــــره العربيه .فقط / ولاخدو مكه - والمدينه .. .. ونصيحه خلي السياسه لاهلها .. وسنصبـــــر قرن اخــــــر ..وحتى كلمه اسرائيل لا يستحقونهـــــا - بل الاصح دوله العصابات الصهيوينه .. ولا لها علاقه بتاريخ المنطقه .. بل بتاريخ اوربه القذر بالمنطقه ؟