صحة

مشروع تشريحي لإنشاء محرك بحث للدماغ

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حظي مشروع تشريحي لإنشاء محرك بحث للدماغ باهتمام منقطع النظير من جانب أعداد غفيرة من الشغوفين بمتابعة عملية التشريح التي أجراها الباحثون على الدماغ، الذي تبرع به هنري موليسون وقد بلغ الاهتمام ذروته نظرًا لحياة موليسون المتفردة، فضلاً عن ترقب الجميع منذ عام تقريبًا للتحضيرات التي كان يتخذها الأطباء بغية الوصول الى تلك اللحظة الحاسمة اي لحظة تشريح الدماغ.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: حول تفاصيل المشروع البحثي المثير الذي أجرته أخيرًا مجموعة من الباحثين في جامعة كاليفورنيا الأميركية، وأطلقوا عليه "مرصد الدماغ"، وقاموا فيه بإخضاع دماغ هنري موليسون، أشهر من خضع لدراسات علوم الدماغ بعد أن فقد القدرة على تكوين ذكريات جديدة منذ العام 1953، تلقي صحيفة النيويورك تايمز الأميركية الضوء على تفاصيل هذا الجهد البحثي، الذي حظي باهتمام منقطع النظير من جانب أعداد غفيرة من الشغوفين بمتابعة عملية التشريح التي أجراها الباحثون على العضو، الذي تبرع به موليسون، وتحدثت الصحيفة في المجمل عن فكرة إنشاء محرك بحث للدماغ، من خلال تقسيمه إلى شرائح !

في مستهل التقرير، تعرض الصحيفة إبراز أجواء التحفز والترقب التي أحاطت بعملية التشريح، التي قام خلالها دكتور جاكوبو أنيسيه، أستاذ الطب الشعاعي المساعد في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، بإزالة شريحة من الدماغ على نحو دقيق ومن ثم وضعها في محلول ملحي، فتنقل عنه قوله :" كان بإمكانك أن ترى لما تسيطر العصبية على الجميع. فكنت أشعر أن العالم بأسره يراقبني عن كثب". وهنا، تعلق الصحيفة بتأكيدها على أن هذا الاهتمام قد بلغ ذروته إلى هذا الحد نظرًا لحياة موليسون المتفردة، فضلا ً عن ترقب الجميع منذ عام تقريبًا للتحضيرات التي كان يتخذها الأطباء بغية الوصول لتلك اللحظة الحاسمة، ( لحظة تشريح الدماغ )، تلك العملية التي نظمتها دكتور سوزان كوركين، الباحثة المتخصصة في الذاكرة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وسبق لها أن تابعت حالة موليسون في آخر خمسة عقود من حياته.

لكن ذلك لم يكن كلما يسعى العلماء إلى تحقيقه، فعملة التشريح هذه كانت مجرد البداية لهدف أكبر. وهنا، تنقل الصحيفة عن ساندرا ويتلسون، طبيبة الأعصاب في كلية مايكل ديغروت للطب بجامعة ماكماستر في كندا، قولها :" لقد جاءت عملية تصوير الدماغ لتفتح مجال أوسع من الآفاق البحثية". وتردف ساندرا، المسؤولة عن بنك طبي يحوي 125 دماغًا،( من بينهم دماغ ألبيرت أينشتاين ) بالقول :" لكني أعتقد أن الناس نسوا وسط غمرة كل هذه الإثارة قدر الأهمية الذي ما زالت تحظى به الدراسة التشريحية لأنسجة الدماغ، وكذلك نوعية المشروع الذي قد يعيد الاهتمام في واقع الأمر بتلك المنطقة". وتلفت الصحيفة في محور ذي صلة إلى أن ذلك المشروع البحثي الجديد، قد تم إنشاؤه لقبول الكثير من الأدمغة التي يتم التبرع بها - في جهد طبي يرمي إلى تجاوز الهوة القائمة بين الماضي والمستقبل.

كما تشير الصحيفة إلى أن جراحة تشريح الدماغ تعد واحدة من المهن التي تعود إلى قرون خلت، وقد سبق لها أن مكنت العلماء من فهم الأماكن التي تتكون فيها وظائف مثل معالجة اللغة والرؤية، ومقارنة المادة الرمادية والبيضاء وتركيزات الخلية بين مختلف السكان، وكذلك فهم طبيعة الأضرار التي تقع عند إصابة الأشخاص ببعض الأمراض مثل الزهايمر والسكتة الدماغية. وعن عملية التشريح نفسها، تقول الصحيفة إنه لا توجد طريقة محددة لإجراء تلك العملية، فهناك بعض الباحثين الذين يقومون بتقطيع الدماغ إلى شرائح من أعلى إلى أسفل، في حين يوجد فريق آخر يقدم على تقطيع العضو إلى أجزاء عدة، ومن ثم الذهاب إلى المناطق موضع الاهتمام. ومع هذا، تبين الصحيفة أن كلا الطريقتين ليستا مثاليتين، فأي تقطيع للعضو يُصعِّب، بل يجعل من المستحيل، إعادة بناء الدوائر التي تربط بين الخلايا في المناطق المختلفة من المخ وبطريقة ما خلق عقل مفكر وينبض بالمشاعر.

وفي الإجراء التشريحي الأخير الخاص بدماغ هنري موليسون، قام دكتور أنيسيه بخلق صورة وافية قدر الإمكان، بعد أن قام بتقطيع شرائح رفيعة للغاية من الدماغ كله، من الأمام إلى الخلف. وتفوق أنيسيه كذلك في هذا الإطار على دكتور بول ايفان ياكوفليف، أشهر من أجرى عمليات تشريح للدماغ، من خلال استعانته بتقنية حاسوبية متطورة تتعقب وتقوم بنسخ كل شريحة بصورة رقمية. وقد تبيّن أن الدماغ بأسره ينتج نحو 2500 شريحة، ويمكن للمعلومات التي توجد في كل شريحة أن تملأ تيرابايت تقريبًا من سعة تخزين الكمبيوتر. هذا وتقوم الآن الأجهزة الكمبيوترية الموجودة في جامعة كاليفورنيا بتهيئة جميع هذه الشرائح الخاصة بدماغ موليسون، لخلق ما يطلق عليه دكتور أنيسيه "محرك البحث المماثل لبرنامج غوغل إيرث"، وهو أول مجلد خرائط لدماغ مكتمل ومعاد بنائه بصورة تامة.

ووفقًا لتقديرات الخبراء، فإن هناك ما يقرب من 50 بنكًا طبيًا للأدمغة حول العالم، يحوي عدد كبير منها أدمغة خاصة بمرضى كانوا مصابين بمشاكل عصبية أو نفسية، وبعضهم الآخر يحوي على مخزون لمتبرعين لم يكونوا مصابين بأي اضطرابات. وتختم الصحيفة في النهاية بعد أن تطرقت بنوع من الاستفاضة إلى الإجراءات الطبية التي اتخذها الباحثون خلال عمليتي تشريح الدماغ وتخزين الشرائح، والتي استمرت على مدار 53 ساعة، بنقلها عن د. ويتلسون، قولها :"من خلال قدر أكبر من هذا النوع من البيانات، سنتمكن من النظر في جميع أنواع المقارنات، مثل القيام بمقارنة أدمغة الأشخاص المتفوقين في الرياضيات بغيرهم من غير المتفوقين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عصر العلم
د محمود الدراويش -

رغم التقدم الهائل في مجال الطب الا ان الكثيرين يعتقدون بان علم الاعصاب لم يحظى بذات الاكتشافات ولا يزال الجهاز العصبي المركزي عصي على الفهم في الكثير من جوانبه , فالخلية العصبية عجيبة لدرجة مذهلة للالباب والعقول, ثم ان عمل مراكز الدماغ كل على حدة غاية في الابداع ولم يستطيع علم الاعصاب تبيان الكيفيات والعلاقات والمهمات التي تقوم بها خلايا كل مركز وعلاقتها بالخلايا في المراكز الاخرى , ان الدماغ وهو لا يزيد عن قبضة اليد مذهل حتى في ابسط تفاصيله , وعندما كنا طلبة في الجامعة نتلقى ابجديات علم الاعصاب وبالذات الدماغ لم يكن امامنا امكانية او كيفية للاجابة على تساؤلات من نوعية كيف يحدث هذا ؟ وما الذي يحدث ؟ ولماذا يحدث ؟ واين هي تشعباته وعلاقاته ؟ وما هي تاثيراته؟ وآلاف الاسئلة الاخرى , ان علم الاعصاب له اسراره البديعة العجيبة المذهلة وطلاسمه وسحره ومتاهاته التي يصعب على الاطباء حلها وفهم كل ما يتصل بها , ويرى الكثير من العلماء ان القرن الواحد والعشرين سيكون عصر الاكتشافات المذهلة والرائعة والعظيمة في علم الاعصاب وبالذات الدماغ , وقد تغيير تلك الاكتشافات حياة الانسان ومستقبله وكل ما يتصل به, وقد تكون بداية طفرة علمية تقود المجتمع البشري الى آفاق لا حدود لها ,وان المعارف المتصلة بالذاكرة والذكاء والآف غيرها قد تجعل من الحياة البشرية شيئا مدهشا وغير متوقع وقد تقلب كل المفاهيم رائسا على عقب ,وحتى الحقائق المعتادة والمالوفة لنا قد يلحقها بعض الارباك والخلل والقصور ايضا , ان مراكز الغرب للبحث العلمي لا تنام ولا يبخل عليها المشرعون بالحماية والرعاية والدعم وتنفق عليها الحكومات بسخاء ودون حساب , وعادة ما تتسرب رتوش من هنا وهناك عن بعض تلك البحوث فلا نجد الا ان نفتح اشداقنا عجبا ودهشة واستغرابا , ان لامتنا الامكانات الجمة التي تمكنها من البحث والدرس والاسهام والمنافسة على ارفع الجوائز العلمية والشهرة الاكاديمية , والمسالة تتعلق بقرار من هذا الحاكم او ذاك , ان امام الباحثين ملايين الحقائق والوقائع التي لم تكتشف بعد وان فرصتنا كعرب كبيرة لنقيم الدليل على اهليتنا وقدرتنا وامكاناتنا , لقد ابدع اباؤنا في الطب وسبقوا العالم بكثير ولدينا اسماء عظيمة منيرة ومبهرة في تاريخ الطب , ونحن اليوم نحظى بامكانات هائلة ولدينا مئات الاف الاطباء في كل التخصصات فكيف السبيل الى انعاش وتاصيل الابداع و

الدماغ
ابو زعبل -

ولا حدا معلق شيء لانه مافي حدا فاهم شيء.حاجات مش مفهومه للدماغ العربي.نرجوا من ايلاف ازالة المقال.اوشرحه بصورة مبسطة للعيان لكي نستطيع نحن الشعب العربي الابي فهم ما يدور في ادمغة الناس.وشكرا

کتاب ابلة نظيرة
ارا عبد الواحد -

نحن الطائفة النائمة سبقنا امريکا في هذا المجال بقرون عديدة للمزید يرجی مراجعة کتاب ابلة نظيرة

حمايه من الله
nero -

غير واضح

محرك بحث للدماغ
nero -

غير مفهوم