الجزائريون عازفون عن التلقيح ضدّ أنفلونزا المكسيك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر : انطلقت قبل أيام المرحلة الأولى من حملة التلقيح ضد أنفلونزا المكسيك في الجزائر، بيد أنّ هذه الانطلاقة كانت متعثرة إلى حد كبير، بسبب مخاوف الشارع المحلي مما تردّد عن الأعراض الجانبية للقاح (آريبانريكس)، رغم اعتبار الأخير كأحد أجود اللقاحات بمنظار الدوائر الرسمية، في وقت يستمر فيروس "أ/أش1أن1" في حصد ضحاياه بالجزائر، وتشير آخر حصيلة إلى 746 حالة مؤكدة بينها 47 وفاة، وسط توقعات بوصول الإصابات إلى سقف الألف حالة قبل نهاية الشهر الجاري.
وشهد الأسبوع الأول من عملية التلقيح إقبالا محتشما بين مستخدمي القطاع الصحي الذين مُنحت لهم الأولوية، وظهر بوضوح لدى زيارتنا عشرات المستشفيات والعيادات والمراكز الصحبة عبر ولايات الجزائر، بومرداس، البليدة وتيبازة، ذاك الشعور العام بالنفور من التلقيح، باستثناء مسارعة فريق واسع من الأطباء ومساعديهم للتلقيح.
ويشدّد كبار مسؤولي الصحة في الجزائر على أنّ الكميات التي حصلت عليها الجزائر من الفرع الكندي للمخبر متعدد الجنسيات "جي أس.كا" خضعت إلى تحاليل عدة ومراقبة مخبرية من طرف مخبر باستور الجزائر والمركز المحلي لعلم التسمم والمخبر الجزائري لمراقبة المواد الصيدلانية الذي قدم شهادة المطابقة الخاصة باستعمال هذا اللقاح، مع الإشارة إلى أنّ الجزائر لا تفرض على مواطنيها إجبارية التلقيح.
وصرّح الدكتور "فتحي بن أشنهو" المختص في الصحة الجوارية أنّ لكل لقاح مضاعفات خفيفة والعملية واجب وقائي، في حين شرح الأستاذ عبد الكريم سوكحال رئيس مصلحة طب الأوبئة بمستشفى بني مسوس ضواحي العاصمة أنّ التلقيح يسير بشكل جيّد واصفًا عزوف البعض بـ"العادي"، ويضيف سوكحال أنّ كل شخص يخضع إلى فحوصات طبية قبل التلقيح، ويبقى تحت المراقبة الطبية لمدة 30 دقيقة تحسبًا لظهور أعراض الحساسية للقاح، فيما أكّدت الأستاذة "دليلة بوتوشنت" المشرفة على التلقيح بمستشفى "الأمين دباغين" بمنطقة باب الوادي وسط العاصمة، أنّ كل الظروف ملائمة للتلقيح، مشيرة إلى وضع غرفة العزل تحسبا لظهور بعض الأعراض الجانبية الخطيرة على الأشخاص الذين يتلقون اللقاح، علما أنّ الجزائر خصصت ثمانية آلاف مركز صحي لمختلف عمليات التلقيح.
وكان وزير الصحة الجزائري "سعيد بركات" أول من تلقى اللقاح المضاد لفيروس "أ/أش1أن1"، في محاولة منه لتبديد مخاوف مواطنيه بخصوص نجاعة اللقاح المثير للجدل، لكنّ سليم، فوزي، ليلى، حمزة وغيرهم ممن تحدثوا إلى "إيلاف" قالوا إنّهم لن يلقحوا أنفسهم خصوصًا بعد وفاة طبيبة بمستشفى ولاية سطيف ساعات بعد تلقيحها، حتى وإن كان المسؤولون ينفون بشدة أن تكون الوفاة ناتجة عن التلقيح.
ودافع وزير الصحة الجزائري بشدة عن سلامة اللقاح، وقال بركات في منتدى إعلامي، أنّ لقاح (آريبانريكس) ناجع ومعترف به من طرف منظمة الصحة العالمية وتم تسويقه بأكثر من 30 دولة، مشيرًا إلى أنّ الجزائر اشترطت من المخبر المصنّع للقاح ضمان استعماله بدولتين أخريتين على الأقل قبل السماح بدخوله إلى الجزائر.
وانفجرت قنبلة إعلامية كبرى، حينما كشف النقاب عن وثيقة إدارية مسرّبة طالب فيها مسؤولو وزارة الصحة مرؤوسيهم بسحب كميات من لقاح (آريبانريكس) ليضفي مزيدًا من الجدل حول ما إذا كانت وزارة الصحة الجزائرية لـ"خلل" ما، على نحو يفجّر استفهامات عن مدى صدقية كلام المسؤولين قبل أسبوع عن سلامة اللقاح واستبسالهم في التسويق لمزاياه.
وطالب كل من الأستاذ "محمد بقاط بركاني" رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، وكذلك الأستاذ "محمد يوسفي" رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين الجزائريين، بفتح نقاش عام عبر وسائل الإعلام الثقيلة لإزالة أي شبهات، وإنهاء ما سمياه حالة "الفوضى" التي تغلّف عملية تأخرّ انطلاقها بأكثر من ثلاثة أشهر ونصف.
وتنطلق المرحلة الثانية من حملة التلقيح، الثلاثاء، وستكون موجهة إلى النساء الحوامل والأطفال الرضع الذين تزيد أعمارهم عن الستة أشهر، وقال "سليم بلقسام" المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الصحة الجزائرية، أنّ عملية التلقيح هذه ستشمل 650 ألف إمرأة حامل من مجموع 850 ألف خلال السداسي الأول لهذه السنة.
وأكّد بلقسام تسجيل 42 إصابة بأنفلونزا المكسيك عند الحوامل بينها 11 حالة وفاة، معتبرًا هذه النسبة مرتفعة، ما يضفي أهمية لتلقيح هذه الشريحة المهددة، خصوصًا مع تأكيد مختصين على نقص المناعة لدى النساء الحوامل مما يجعلهن عرضة لتعقيدات و معدل وفاة أكبر من المتوسط من 4إلى5مرات أكثر من غيرهن، حيث تواجه المرأة خلال فترة الحمل صعوبات كبيرة في الجهاز التنفسي بما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بفيروس (أتش 1 آن1) وتعقيداته المؤدية للوفاة.
إلى ذلك، استأنف تلاميذ المدارس، قبل 48 ساعة دراساتهم في الأطوار التعليمية الثلاثة بعد قضائهم للعطلة الشتوية، وارتأت وزارة التربية الجزائرية تعزيز الإجراءات الوقائية بعد تفشي فيروس أنفلونزا المكسيك، كضرورة تقيد كافة التلاميذ بالإرشادات والتعليمات الوقائية الخاصة بالنظافة سيما ما تعلق منها بنظافة اليدين.
وسيشرع في تلقيح التلاميذ مباشرة بعد الانتهاء من تلقيح شرائح النساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، وسيكون تلقيح هؤلاء غير إجباري.