إيلاف+

صراع القوميات في كركوك ينعكس على الجانب التربوي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كركوك: ينعكس الصراع السياسي في كركوك المتعددة القوميات على الجانب التربوي في المدينة بحيث بات لكل واحدة من مكوناتها مدارسها الخاصة للاطفال مما يؤدي الى ازدياد حدة الانتماء الاتني، ويؤسس لمزيد من التباعد بين العرب والاكراد والتركمان.

وقال المدير العام للتربية في المحافظة المتنازع على اراضيها عمر مبارك "لدينا 1300 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية، بينها 150 مدرسة باللغة التركمانية للمرحلتين المتوسطة والابتدائية، و450 مدرسة باللغة الكردية واربع مدارس باللغة السريانية". وقد نشات المدارس القومية بعد العام 2003.

وقدم جنود اميركيون برفقة قوات الشرطة هدايا لمئات التلاميذ في مدرسة "التحدي" التي تضم خليطا من العرب والاكراد والتركمان والمسيحيين يعكس التركيبة السكانية لحي الضابط الواقع في جنوب كركوك. وتابع مبارك "نعمل على جذب الصغار لانهم جيل المستقبل وبالتالي نعول عليهم في تحجيم مشاكل السياسيين وخلافاتهم، لان الصراعات والازمات التي لا ينبغي للطفل ان يقع ضحيتها ترسخت في ذهنية كبار السن".

واكد ان "الصراع السياسي اصابنا بالتعب، كما يؤثر في مدارسنا ايضا من خلال تدخل الجهات الحزبية في شؤون التلاميذ والدراسة". وبادرت القوات الاميركية المنتشرة في كركوك (255 كلم شمال بغداد) الى تطبيق برنامج يتضمن تقديم الهدايا للاطفال وتعزيز علاقاتهم والتقريب فيما بينهم، مؤكدة انها تقف على مسافة واحدة من الجميع.

وحول هذه المبادرة، اوضح مبارك "ندعم هذه الخطوة لانها تعمل على تقريب وجهات النظر بين الجميع وخصوصا الاطفال". ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك. ويبلغ عدد سكان المدينة نحو مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب مع اقلية مسيحية.

واصبحت المدارس عامل قلق للعائلات والقوات الامنية والاميركية. وقال الكابتن وليام شنايدر "بادرنا لتوزيع الهدايا للاطفال وهي كناية عن حقائب وقرطاسية لنؤكد اننا نقف على مسافة واحده من الجميع ولنعمل على تعزيز العلاقة بين الاطفال حسب قومياتهم". واضاف "نريد ان نبعد الاطفال عن الخلافات السياسية ونعطي دورا اكبر للقوات الامنية العراقية والشرطة لتحسين خدماتها لاهالي كركوك وهذه الامور تبدا من مدرسة الاطفال".

من جهته، قال العقيد في الشرطة غازي محمد صالح "هدف هذه الخطوة تعزيز اواصر التفاهم وتلاقي العائلات والانسجام بين المدرسين والتلاميذ بغض النظر عن قوميتهم لانها تشكل خطرا كبيرا علينا وخصوصا في المجال الامني". وتابع "نقوم بذلك لكي نضمن الانفتاح التام على العائلات واشعارها اننا نساندها ونقف ضد كل من يشكل خطرا عليها ونعمل من اجل تعزيز الترابط (...) لقد قمنا باختيار هذه المدرسة والحي كونه يمثل كركوك مصغرة فالجميع يسكن هنا".

وقال الطالب في الصف الثالث شيرزاد عمر خورشيد، احد سكان الحي، "اجالس صديقي متين التركماني وحمد العربي نلعب سويا ونقرا سويا ليس بيننا اي خلاف باستثناء اللعب، او التسابق لتحقيق نتيجة افضل في الامتحان". من جهتها، قالت المربية خولة كريم "بعض الطلاب يدرسون لغتهم القومية وآخرون ترغمهم عائلاتهم على دراستها. لكن العديد يتجهون للمدارس التي تجمع التنوع القومي وتدرس اللغة العربية".

واضافت "ليس هناك ضرر من ان يتعلم الطالب لغة قوميته لكن واجبنا اكبر من السياسيين لسد الفجوة حين يختلفون". وقال الطالب عمر عبد الله خلف "في مدرستنا العربي والكردي والتركماني والمسيحي وندرك ان هناك مشكلة في كركوك لكن لا يجب ان تؤثر علينا (...) جلب لنا الاميركيون الهدايا كان الاجدر لو تأتينا من السياسيين".

بدوره، قال جتين محمد حسين الطالب في السادس الابتدائي "نشعر في مدارسنا بالخوف كلما سمعنا انفجارا او حادث خطف لطالب واهلنا يبلغوننا بان نكون متلازمين مع الاصدقاء فنحمي بعضنا البعض وبالفعل نكمل بعضنا الآخر عملا بوصية الأهل". واوضح "يدرس شقيقي في مدرسة قومية واشعر ان المسافة تباعدت بيننا لان مناهجهم تختلف. احب لغتي القومية وادافع عنها لكنني لا اريدها ان تكون اداة ضد الاخرين هكذا تعلمت من اسرتي ومدرستي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف