تكنولوجيا

مستقبل شركات الإعلام الغربية في الصين بعد الأزمة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في حين تصر غوغل على ضرورة إستمرارها في الصين يشير البعض إلى أنها لم تحقق أرباحاً كافية هناك وأن حديثها عن الرقابة والقرصنة هو تغطية لانسحاب يعود لأسباب تجارية محض.

لندن: هل ستشعر شركات الإعلام الغربية بالقلق من غياب أي أمل أمامهم للتعامل مع شعب يحتل عدد سكانه الموقع الأول في العالم بعد المواجهة التي جرت الأسبوع الماضي بين غوغل والحكومة الصينية؟ وفي هذا الإطار نقلت صحيفة الغارديان الصادرة اليوم عن رئيس غرفة التجارة الأميركية الصينية سيفا يام الذي تحدث عن إمكانية التعامل مع الصين "طالما لا يتورط الإعلام في السياسة والفن الإباحي فإن الحكومة ستدعك تعمل كما تحب".

وجاءت كلماته بعد أن استهدفت غوغل مع 30 شركة غربية أخرى على يد قراصنة انترنت تشرف عليهم الحكومة الصينية حاولوا الوصول إلى شفرات البرامج والعناوين الإلكترونية الخاصة بالناشطين السياسيين.

من جانبه أصر رئيس غوغل التنفيذي اريك شميت على أنه من الضروري لشركته أن تتمركز في الصين من أجل الحصول على أقصى المكاسب ولدفع النظام للانفتاح والقبول بحل وسط يتمثل في فرض رقابة ذاتية مقابل إغلاق حكومي لموقعها الانترنتي داخل الصين مثلما حدث في عام 2006.

من جانب آخر، أشار آخرون إلى أن غوغل لم تحقق أرباحاً كافية في الصين فهي تأتي وراء أداة التصفح المحلية "بايدو" وأن حديثها عن الرقابة والقرصنة هو تغطية لانسحاب يعود لأسباب تجارية محض.

وقال نيك كار مؤلف كتاب "التحول الكبير" إن حياتنا تتحرك صوب الانترنت وإنه لأمر مهم بالنسبة لاستراتيجية غوغل على المدى البعيد أن يثق الناس بالانترنت كليا وأن أي شيء يقوض ذلك يهدد مستقبل غوغل. لذلك فإن توجيه اصابع الاتهام للحكومة الصينية بشأن أعمال القرصنة التي تعرضت لها يعود إلى أن السوق الصينية أقل أهمية من الناحية التجارية بالنسبة إلى غوغل من بقية أسواق العالم. والنتيجة المتوقعة هو أن غوغل ستطرد من الصين لأنها فشلت في فرض رقابة على محتوياتها.

في ظل وجود450 مليون جهاز تلفزيون و300 مليون شخص على الانترنت تعتبر الصين هدفا مغريا للإعلام الغربي خصوصاً وأن الحكومة الصينية أوقفت الدعم المالي لمحطات التلفزيون أصبحت الأخيرة أكثر استعدادا لجلب شركاء غربيين لها. وحاليا توجد شركات إعلام غربية كثيرة في الصين مثل ياهو وأداة مايكروسوفت للتصفح "بينغ" مع أداتها هوتميل للخدمات البريدية الألكترونية، ولهاتين الشركتين مع شركة "ماي سبايس" مكاتب في الصين.

لكن آخرين يرون الأمور بشكل مختلف. فجيرمي غولدكورن الذي يمتلك موقعا إعلاميا في بكين ويعمل شريكا لصحيفة الغارديان عانى منذ شهر تموز (يوليو) الماضي من إيقاف موقعه الانترنتي danwei.org وقال إن الأمور ميئوس منها تماما في الصين، وتحقيق أرباح بالنسبة إلى المؤسسات الإعلامية الغربية صعب جدا لأن الحكومة الصينية وضعت قدرا كبيرا من الضوابط التي تجعل أي شيء تقريبا غير شرعي. فإذا أزعجت أي شخص أو أي منافس أو أي طرف من أطراف مراقبي الضوابط فيمكن إيقاف عملك . فمناخ العمل رهيب جدا هنا".

وأضاف غولدكورن أن هناك بيرسون صاحب صحيفة الفاينانشيال تايمز وكودري ناست صاحب شركة فوغ يحققان أرباحا جيدة في الصين لكن غوغل ليست ناجحة تماما مقارنة بمعايير نجاحها في البلدان الأخرى. إلا أن أكثر الرابحين في الصين هو الناشر "آي دي جي""فهم هنا منذ الثمانينات" من القرن الماضي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف