واشنطن وبكين تتشاحنان بسبب الرقابة على الانترنت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ردت الصين على انتقاد الولايات المتحدة للرقابة على الانترنت والتسلل الى المواقع الالكترونية في الصين محذرة من أن العلاقات بين القوتين العالميتين تتضرر بسبب نزاع يتركز حول عملاق الانترنت غوغل.
واشنطن، بكين: في تطور جديد لمسألة تركزت عليها المناقشات بعد ان هددت غوغل بالانسحاب من الصين بسبب اختراق لمواقع على الانترنت قال محامي عن جماعة معنية بحرية التعبير ان مسؤولين أميركيين عن التجارة يسعون للحصول على مزيد من المعلومات حيث يدرسون مطالب لرفع دعوى امام منظمة التجارة العالمية ضد الرقابة الصينية على الانترنت.
وطالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كينتون بكين وحكومات شمولية اخرى يوم الخميس بانهاء الرقابة على الانترنت ووضعت الصين ضمن دول مثل ايران والسعودية وغيرها كدول تتسم بالقمع بشكل كبير لحرية على الانترنت.
وقالت وزارة الخارجية الصينية ان الانتقادات الأميركية يمكن أن تضر بالعلاقات بين الولايات المتحدة اكبر اقتصاد والصين ثالث اكبر اقتصاد على مستوى العالم والتي توترت بالفعل بسبب خلافات بشأن اختلال التوازن التجاري وقيمة العملات ومبيعات الاسلحة الأميركية الى تايوان.
وقال ما تشاو شيوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "الولايات المتحدة انتقدت سياسات الصين لادارة الانترنت ولمحت الى أن الصين تقيد الحرية على الانترنت".
وقال ما في بيان على موقع الوزارة على الانترنت www.mfa.gov.cn "نحث الولايات المتحدة على احترام الحقائق والتوقف عن استخدام ما يسمى بحرية الانترنت لتوجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصين".
وطالبت كلينتون الصين بالتحقيق في شكاوى غوغل بتعرضها للتسلل وقالت "الدول او الافراد الذين ينخرطون في هجمات على الانترنت يتعين ان يواجهوا العواقب والادانة الدولية".
وقال متحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يتفق مع كلمة كلينتون وانه "مازال يشعر بانزعاج بسبب الاختراق الامني للانترنت" الذي وجهت غوغل اللوم الى الصين بالمسؤولية عنه.
وقال بيل بيرتون للصحفيين المسافرين مع اوباما جوا الى اوهايو "كل ما نتطلع اليه من الصين هو بعض الاجابات."
كما اشار المتحدث الى أن حكومته لا تريد أن يطغى الخلاف على التعاون مع ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي سعت للحصول على دعم بكين في انعاش الاقتصاد العالمي والمواجهات الدبلوماسية مثل الطموحات النووية لايران وكوريا الشمالية.
وقال ما ان على كل من الجانبين "التعامل بشكل ملائم مع الخلافات والقضايا الحساسة لحماية النمو الصحي والمستقر للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة."
ولم يفسر ما سبب اعتقاد الصين - التي تحجب مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتستخدم مرشحات ضد مواقع أجنبية ذات محتوى مخالف لافكار الحزب الشيوعي- بأن اتهامات كلينتون بالرقابة على الانترنت لا اساس لها.
وقال شي يينهونج وهو استاذ للعلاقات الدولية بجامعة رينمين في بكين ان حملة واشنطن العلنية على الرقابة على الانترنت لها اثر على العلاقات الثنائية.
واضاف "الصين اعترفت بأن هناك مجالات يمكن ان تحسنها ثم ادلت كلينتون بتصريحاتها في مكان عام وقارنت بيننا وبين مصر والسعوية". "لذلك اعتقد ان كلمة كلينتون هذه كانت اكثر شىء غير دبلوماسي تفوهت به على مدار العام الماضي".
وسارعت بعض الاصدارات الاعلامية الصينية بانتقاد تصريحات كلينتون. لكن الكثير من التقارير الصينية حذفت من المواقع خلال ساعات من ظهورها وهو اجراء شائع عند تعامل السلطات الدعائية مع مسائل متفجرة.
وفي واشنطن حاول مسؤولون أميركيون تجنب تأجيج الخلاف العلني حتى عندما قالوا انهم يؤيدون تصريحات كلينتون وسيواصلون اعلان رأيهم بشأن حرية الانترنت.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية ان كورت كامبل مساعد وزيرة الخارجية التقى مع السفير الصيني لدى الولايات المتحدة يوم الخميس لمناقشة هذه المسألة وان مسؤولين أميركيين كبارا اشاروا الى ان لهجته اختلفت عن بيان الوزارة الصارم.
وقال مسؤول أميركي كبير "هناك اشياء تفعلها الصين للاستهلاك العلني ربما تنعكس وربما لا تنعكس في المحادثات الخاصة التي نجريها" موضحا ان التصريحات الخاصة للصين اختلفت عن الموقف العلني لكنه لم يقدم تفاصيل.
ويشتبه الكثير من خبراء الانترنت في ان هجمات التسلل من الصين على غوغل وغيرها من الاهداف كانت على درجة من التطور والتعقيد بحيث يكون الضلوع الرسمي مرجحا.
وقال جيلبرت كابلان الذي مثلت شركته القانونية مجموعة "ائتلاف التعديل الاول" الذي حاول في عام 2007 تحدي قيود الصين على الانترنت "الجدار الناري العملاق" كحاجز تجاري ان الخلاف المتعلق بغوغل ربما يساعد في احياء تلك الحملة.
وقال كابلن وهو شريك في كينج وسبالدينج "لقد طلبوا منا تفاصيل اخرى بشأنها. نحاول جمعها الان تماما" مشيرا الى ممثل التجارة الأميركي.
وطرح "الائتلاف" غير الربحي لاول مرة على مكتب "يو اس تي ار" الذي كان تديره في ذلك الوقت الادارة الجمهورية للرئيس السابق جورج دبليو بوش في اواخر 2007 فكرة تحدي الجدران الصينية للدخول على الانترنت في منظمة التجارة العالمية.
وبالرغم من انه لم يجر رفع قضية فقد قال كابلان ان مسؤولي التجارة الأميركيين لم يستبعدوا هذه الامكانية.
وقال كابلان "نواصل الطلب بأن يستهلوا تلك القضية".
وقالت ديبورا ميسلوا المتحدثة باسم "يو اس تي ار" ان مكتبها مازال يواصل "دراسة جميع جوانب" مسألة غوغل المعقدة بشأن الهواجس التي تنتاب ادارة اوباما وراء نطاق التجارة.
وقالت في بيان "الادارة بانتظار رد الصين على مخاوفنا".
ومع الارتباط الاقتصادي للبلدين فمن غير المرجح ان تتصاعد التوترات الصينية الأميركية الى مواجهة صريحة لكن قد يجعل ذلك التعاون في المسائل الاقتصادية والامنية العالمية اكثر صعوبة.