تكجدة:عاصمة التزلج والسياحة الجبلية في الجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: مع حلول فصل الشتاء في الجزائر، يشهد موقع تكجدة الجبلي ببياضه الثلجي الناصع غزوا مكثفا لقوافل من عشاق التزلّج الذين يغتنمون هذا الوقت من كل عام لممارسة هوايتهم المفضّلة، ويعرف هذا المكان السياحي بولاية البويرة (120 كلم شرقي الجزائر)، منذ أواخر الشهر الماضي، تواجدا هائلا للهائمين بالسياحة الجبلية والمولوعين برياضات التزحلق والتسلق والمشي في غمرة من الفرحة والسرور.
وفي طريقنا إلى تكجدة استأنسنا ببعض الحيوانات كالأبقار التي خيّل إلينا للوهلة الأولى أنها تائهة غير أنّ مرافقنا عبد الغني أسرّ لنا أنّ هذه الأبقار تعوّدت على الرعي هناك بحرية، ومن دون أن يزعجها أحد، تماما مثل حيوانات أخرى كالقردة التي تقفز فوق أغصان أشجار الأرز مرحبة بطريقتها الخاصة بأصدقاء تكجدة.
التقت إيلافبـ"محمد أمزال" رئيس رابطة الرياضات الجبلية، قال إنّ العديد من منتسبي الهيئة التي يرأسها يفضلون القدوم إلى تكجدة، معتبرا أنّ سقوط كميات من الثلوج بهذه المنطقة الساحرة يمثل فرصة مغرية لممارسي رياضة التزحلق على الثلج، ويشير محمد إلى كون تكجدة باعتبارها الموقع الملائم لممارسة شتى أصناف الرياضات الجبلية، يقصدها الآلاف من الشباب، بينهم ستمائة رياضي ينتمون إلى 12 ناديا، يريدون إجراء تمارين في علو يزيد عن 1400 متر.
ويشير العم أحمد (56 عاما) المشرف على أحد المرافق التابعة لتكجدة، إنّه مع حلول الإجازة الشتوية، تُصبح تكجدة مقصدا للزوار والوفود الرياضية من كافة مناطق البلاد، لاسيما المهووسين منهم برياضة التزحلق على الثلج وتسلق الجبال والتجوال على الأقدام، وكذا العوائل المتشبثة بالسياحة الجبلية التي تجد فيها كل المتعة والراحة وهذا إلى حد تشكيل طوابير طويلة من السيارات المصطفة على حافتي الطريق.
وبعدما استعادت تكجدة أمنها واستقرارها، باتت بحسب أبناءها في مرحلة تفتح على محيطها الخارجي ومن ثمة استقطاب واسع وجذب كبير للزوار والسواح من كل حدب وصوب، بهذا الصدد يبرز محمد (26 سنة) ابن تيكجدة إنّ توافد الشباب على مسقط رأسه صار قياسيا سواء في إطار منظم كالأفواج الكشفية والجمعيات الشبابية والنوادي الرياضية أو كأفراد في حالة تنزه، ويلفت محمد إلى أنّ هؤلاء يطالبون بالإكثار من هياكل الاستقبال بحيث تكون خدماتها في متناولهم وفي مستوى قدراتهم المالية.
ويلاحظ ناصر (38 سنة) بائع التزحلق، أنّ "أصدقاء" تكجدة تحركوا بشكل كبير لتوفير الخدمات التي تليق بمقام قاصدي هذا المعلم السياحي، وأثمرت تحركات أصدقاء تكجدة بإطلاق مشاريع حيوية كمسبح نصف أولمبي ومركز للتوعية وحظيرة محلية وغيرها من المرافق الأخرى التي زادت من قيمة هذا الموقع الطبيعي الذي ينفرد بثروته النباتية والحيوانية، ما يجعل جمهور الزوّار يستمتعون بالثلوج وتلك المناظر الخلابة وسط سكون وهدوء يبعثان على التأمل و التدبر في مفاتن طبيعة تكجدة الساحرة، علما أنّ القائمين على هذا الموقع السياحي وبغرض تثمينه سيفتتحون قريبا متحف للبيئة والسياحة، بحيث يكون الأخير مُرشدا ودليلا ماديا للسواح.
ويبدي نبيل (32 سنة) الذي يزور تكجدة دوريا رفقة أترابه سمير وسعيد ورضا ومصطفى، اهتماما وتعلقا بتكجدة التي يصفها بالأجمل بين قمم وجبال جرجرة العتيقة، ويؤيد المهندس المعماري مصطفى (36 سنة) نظرة صديقه نبيل، مستدلا بالأفراح والمنتديات التي تحتضنها تكجدة نهاية كل أسبوع وسط طبيعة حانية وانسياب المياه المتدفقة من الينابيع، وهو تحوّل جعل أصدقاء تكجدة رفقة السلطات المحلية يفكرون في تنظيم مهرجان تكجدة لأول مرة قبل نهاية السداسي الأول من السنة الحالية.
وترى الطالبتان فاطمة (20 عاما) وزميلتها حليمة (19 سنة)، أنّ كل زائر لهذا الموقع السياحي يجد ضالته المنشودة حتى إذا ما قضى يوما فقط متجولا بين تلك الربوع والتلال المكسوة بالثلوج وتحت أشجار الأرز وعبر المسالك الغابية، يعود منها نشيطا وخفيفا ورشيقا.
وتمتدح السيدة جميلة (45 عاما) وهي ربّة بيت، المكان واصفة إياه بمحضن الفرحة والابتهاج لكل من يحلّ بهذا الموقع السياحي الآخذ في الانتشار، وعلى منوالها تنسج لمياء (33 سنة) ونجلاء (29 سنة) وصفية (40 عاما) اللواتي تشدّدن على أنّ تكجدة تشكل بقراها ومشاتلها الجبلية وينابيعها المائية المتدفقة هي الأخرى واجهة متقدمة للسياحة الجبلية.