مضخات تسكين الآلام قد تسبب مرضًا نادرًا

تبين أن مضخات تسكين الآلام التي يستعملها الرياضيونعادة بعد إصابتهم قد تسبب مرضًا نادرًاناجمًا عن موت الغضاريف التي تربط بين العظام.

لؤي محمد: حينما ظهرت أعراض هذا المرض النادر أولا في المجلات العلمية كانت تعتبر أمرًا غامضًا إذ ظل الجراحون في شتى أنحاء العالم يتحدثون عن عدة مرضى شباب يتمتعون بالنشاط أصيبوا فجأة بمرض تآكل الغضاريف الفاصلة بين العظام جاعلة العظام تطحن العظام الأخرى. ويسمى هذا المرض بـ الكوندروليسيس. وهو ناجم عن موت الغضاريف الرابطة ما بين العظام.

وأنهى هذا المرض العديد من الطلاب الذين كانوا يطمحون في تحقيق نجاحات كبيرة في المجال الرياضي وتطلب في الكثير من الحالات تبديل المفاصل والكثير من الذين يعانون من هذا المرض يعيشون آلاما وعجزا جسديا طوال حياتهم.

وقال جراح العظام ديفيد بالي من أريزونا إنه ظل يعاني من الأرق بسبب ذلك فهو قد شاهد عشرات الحالات من المصابين بمرض الكوندورليسيس منذ عام 2005 وأضاف معلقًا: "ليس هناك أسوأ من أن يقوم جراح بعمل ما يتسبب في مشكلة لا في حل مشكلة".

ولا أحد يعرف إن كان تطور المرض ناجمًا عن تلك المضخات التي تشد إلى العمود الفقري لتقلل من الآلام فهي عبارة عن جهاز ضخ يوضع بعملية تخدير موضعية في الظهر.

وفيما إذا كانت هذه المضخات هي السبب وراء الإصابة بهذا المرض أو أنه كان على الشركات المصنعة أن تحذر الجراحين من المخاطر المحتملة، فإن ذلك أصبح موضع شكاوى قضائية لأكثر من 150 شخصا في المحاكم الفيدرالية الأميركية. ويوم الجمعة الماضية منح قاض في ولاية أورغوون ما يقرب من 5.5 ملايين دولار لمريض مصاب بـموت الغضاريف ومن المتوقع أن تصل عشر قضايا إلى المحاكم هذا العام.

وأصبحت مضخات تسكين الآلام شعبية خلال التسعينات من القرن الماضي لأنها أصبحت بديلا من البقاء فترة طويلة داخل المستشفى وأكثر سلامة من الأدوية الأخرى المسكنة للآلام . لكن إدارة الغذاء والأدوية لم توافق على استخدام المضخات لاستخدامها على المفاصل ويقول الآن الكثير من الأطباء إنه بتعريض الغضاريف إلى تخدير موضعي لأكثر من 72 ساعة فإن هذه الأجهزة تحول العقار غير المؤذي إلى سموم.

وكان الجراحون قد بدأوا يلاحظون زيادة في حالات الإصابة بمرض موت الغضاريف قبل ما يقرب من ست سنوات وفي معظم الحالات بدا المصابون وكأنهم يشفون بشكل طبيعي من عمليات الكتف. لكن بعد عدة أشهر على العملية بدأ تقدمهم في الشفاء.

وفي عام 2006 وبعدما أشارت عدة دراسات إلى أن مضخات تسكين الألم قد تكون وراء موت الغضاريف بدأت شركة "آي فلو" التي تعد الأكبر من بين الشركات المنتجة لهذه الآلات بتغيير التعليمات المعطاة للجراحين لتجنيب وضع قساطر الجهاز على المفاصل. وفي عام 2007 نشرت هذه الشركة إعلانا على موقعها الانترنتي نبهت الجراحين إلى المخاطر.

وكانت شركات إنتاج مضخات تسكين الآلام قد وجدت في جراحة العظام سوقًا مربحة لأجهزتهم ففي عام 1998 طلبت شركة "ماكينلي مديكال" من إدارة الغذاء والدواء السماح بمراجعة الإعلان عن أجهزتها كي تشمل زرعها في المفاصل لكن الوكالة رفضت لأنه لم يثبت سابقا أن زرعا من هذا النوع سيكون آمنا.