الجذور الحرة في الدم قادرة على حماية القلب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وفي الوقت الذي سبق للشركات العاملة في مجال المكملات الصحية أن حققت مكاسب ضخمة بفضل إنتاجها مكملات مضادة للأكسدة مثل فيتامين سي على أساس أن بمقدورها الحماية من مجموعة متنوعة من الأمراض عن طريق تطهير الجذور الحرة، وجدت دراسة بحثية حديثة أجراها فريق من العلماء في كلية الملك ( كينجز كوليدج ) في لندن أن بمقدور تلك الجذور الحرة تحفيز الجسم للحماية من أمراض القلب.
وتعطي النتائج سبباً محتملاً لفشل التجارب الخاصة بالعلاجات المضادة للأكسدة في الحماية من أمراض القلب حتى الآن. وفي غضون ذلك، ذكرت تقارير صحافية أن دراسة أميركية وجدت الشهر الماضي أن مكملات لحاء الصنوبر، التي يتم الإعلان عنها بوصفها منتجات تعني بخفض ضغط الدم ودرء أمراض القلب، لا تحظى بمثل هذا التأثير.
وقال أجاي شاه، أستاذ أمراض القلب في كينجز كوليدج :" أدت السمعة السيئة التي تحظى بها الجذور الحرة جعل كثيرون يعتقدون بأن مضادات الأكسدة - التي تقوم بتطهيرها - من الممكن أن تكون مفيدة لصحة القلب. لكن تجارب العلاجات المضادة للأكسدة غير المحددة فشلت في إظهار الفوائد. وما توصلنا إليه من كشوفات قد يُفسِّر ذلك جزئياً. وفي واقع الأمر، تعمل بعض من هذه الجزيئات المتفاعلة بمثابة الإشارات لتعزيز مسارات الحماية"، طبقاً لما نقلت عنه صحيفة التلغراف البريطانية.
وقام الطاقم المساعد لشاه بمعاينة تأثير تلك الجزيئات على قلوب مجموعة من فئران التجارب التي تحمل إنزيم يُعرف اختصاراً بـ Nox4، وهو الإنزيم الذي يؤدي إلى الأكسدة. كما قام الطاقم باختبار التأثيرات على فئران تفتقر لهذا الإنزيم، وأخرى تفرزه بإفراط. ووجدوا أن الفئران التي يوجد لديها فائض من إنزيم Nox4 تتكيف بشكل أفضل مع التوتر، وهو ما يحمي عضلة القلب من التضخم أو التعرض لفشل في وظائف العضلة عن طريق إنماء مزيد من الأوعية الدموية لتحسين تدفق الدم.
ثم عاود شاه ليقول :" نحن بحاجة إلى تطوير علاجات مستهدفة تعمل على إزالة الجذور الحرة الضارة أو تعزيز الأخرى الوقائية". في ما حذر البروفيسور جيريمي بيرسون، المدير الطبي المشارك في مؤسسة القلب البريطانية، بقوله :" يجب أن نوضح أنه وبالرغم من أن هذا البحث يبين أن قصة مضادات الأكسدة معقدة، إلا أن ذلك لا يغير حقيقة أن حمية غنية بالفاكهة والخضروات، التي تحتوي على مضادات للأكسدة، يمكنها أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ومع هذا، لم يتضح إلى الآن طبيعة الدور الذي تلعبه مضادات الأكسدة الغذائية بالنسبة لعضلة القلب والدورة الدموية".